كان أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، يقف على ناصية الشارع قرب البرلمان البريطاني أمام تمثال الملك الصليبي ريتشارد قلب الأسد في السادس والعشرين من شهر تموز الفائت في انتظار وصول الشعلة الأولمبية إليه، ليحملها بدوره إلى قبلتها في الملعب الأولمبي، جنوب شرق لندن،

منذرة ببداية الأولمبياد. بدا بان كأنه مواطن عادي من أهالي لندن يرتدي اللباس الرياضي الأبيض ليقيه الرطوبة الباردة ويدردش مع الجمهور متبادلاً وإياهم البسمات والتحية بإشارات من يده. كم هو «حضاري» هذا الاحتفال الأولمبي يأتي إليه «أبطال» سياسة العالم وسمات التواضع والسلام على محياهم، لتشجيع المنافسة الرياضية بين الأمم. يتسلّم بان الشعلة ويجري حاملاً إياها في اتجاه القصر الملكي. إلى يمين الشارع تجمع «لثوار الشام» أتوا ليضيفوا إلى «الحضارة» ،«حضارة»، يحملون أعلام ثورتهم التي تعود بنا إلى عهد الإنتداب الفرنسي على الشام، يوزّعونها على من يريد من المارة ويخبرونهم عن «معاناة اللاجئين» وعن « ديكتاتورية وظلم النظام». يحيّي بان رفاقه الثوار في طريقه نحو قصر باكنغهام، فأولئك «الثوار»، أدوات مشروع مستخدميه «الحضاري» الجديد على أرض الشام، زملاء عمل له يعمل معهم صبح مساء في أروقة الأمم المتحدة، وهذه المظاهر «الحضارية» من «مؤتمرات أصدقاء» إلى «لقاءات على هامش الأولمبياد» وما شابه، والحملات الإعلامية التي ترافقها والتي تُخفي المؤامرة الاستعمارية أنيابها وراءها باتت شفافة لمن يريد فعلاً أن يراها، بيد أنها ما زالت تبهر عيوناً وتصم آذاناً وتعمي قلوب الكثير من الناس الذين لا يكلّفون أنفسهم عناء القراءة بين السطور ويكتفون بتصديق الأخبار كما تردهم، خاصة أنهم تعلّموا «الأمثولة» الإعلامية الاستعمارية عن ظهر قلب وأصبح سهلاً عليهم تكرارها ومناقشتها وتطبيق التحليلات التي ترد في سياقها، على الدول التي عانت وتعاني حالات أطلق عليها الغرب أسماء على وزن «الربيع العربي» و«عاصفة الصحراء» و«عناقيد الغضب» و«الرصاص المسبوك» و«أمطار الصيف» وغيرها من العنواين الرنانة التي يغطي صوت رنينها عويل الأرامل والثكالى وأصوات المباني والمنشآت وهي تهوي أرضاً ومعامل حليب الأطفال وهي تحترق، إذ ينتقل الإعلام المنظم والمنسق ما بين دول الاستعمار بشكل دقيق ومدروس بالمتلقي المذهول من أخبار الظلم والديكتاتور وانتفاضة الشعب المقهور بداية، إلى أخبار منطقة الحظر الجوي، ومنها إلى أخبار التدخل العسكري المباشر لرعاة البقر القدامى الجدد والانتصار الموعود، وبعد ذلك تختفي أخبار البلد المعني بالأمر أو بالأحرى المعني بالمؤامرة من على شاشات التلفزيون وموجات الأثير، وبين الأمر والمؤامرة الكثير من الفواتير المستقبلية التي تنهك اقتصاد الدولة «المحرّرة» لعقود طويلة من الزمن، تنقطع أخبار «التحرير والثورة» بعد «الانتصار» لأن الجمهورالذي تلقى جرعة زائدة من بطولات الناتو وإنجازاته «الحضارية» في الإعلام يجب أن يبقى بعيداً عن الأخبار التي تعكس حقيقة واقع البلاد التي دخلت عصور الهمجية السلفية، بعدما فرغت طائرات الناتو من دكّ مدنها ومعالمها الحضارية وبعدما فرغ «مصاصي البترول» من غرس خراطيم ناقلاتهم في آبارها. ولولا الشرطة التي ملأ أفرادها المكان لاستغليت الفرصة وجريت خلف بان يومذاك وأوقفته محاولاً إقناعه بأن «يفك» عن بلادي هو وأرباب عمله في الغرب، لكن الخمسين ساعة سجنناً التي كنت سأتعرّض لها إثارة الشغب خلال الألعاب والألفين وخمسمئة يورو غرامة التي حكمت بها المحكمة على المناضل الذي اقتحم الملعب البارحة خلال مباراة كرة القدم للنساء بين فرنسا و«إسرائيل»، مرتدياً قميصاً كتب عليها «الحرية لفلسطين» عارضاً إياها أمام كاميرات التصوير، ولكانت العقوبة من نصيبي أيضاً لو اعترضت طريق بان لأوقعت صغاري في أزمة البحث عن والدهم لمدة أسبوع من الزمن في بلاد غريبة، فعدلت عن الأمر والحنق يعتريني على خلفية ما يجري في كواليس هذه الألعاب، ففي عام 1948 استضافت مدينة لندن الألعاب أيضاً وكانت أروقتها ترتج عامذاك على وقع قهقهات زعماء عصبة الأمم الذين تآمروا علينا وأصدروا قراراً بتقسيم فلسطين وإعطاء الجزء الأكبر منها لليهود. ومثلما استضافت المدينة عرابي تقسيم فلسطين في الماضي، ها هي اليوم تستضيف عرابي المؤامرة على الشام، محاولين تقسيمها دويلات متناحرة تسهل إدارتها بالـ« ريموت كونترول» عن بعد. عزمنا أمرنا على المواجهة أنا وصغاري وقررنا الحصول على علم سورية لإبرازه أمام شاشات الكاميرا خلال الألعاب لنقول على طريقتنا «لا» لثوار الناتو وعلم الانتداب التقسيمي، وأخذنا نبحث بتصميم عن علم سوري في المحالّ العديدة التي تعرض أعلاماً فلم نوفق بعلم واحد لسورية أو لأي دولة ممانعة أخرى، أو حتى لدولة من دول «النأي بالنفس» لنبتاعه، فالإعلام في كيانات أمتنا سيئ ومتضعضع بقدر ما إعلام أعداء بلادنا قوي ومنظم، ناهيك عن أن مشاركة رياضيينا في الأولمبياد هزيلة عدداً ونوعاً ما لا يحفز المحال المختصة على شراء أعلامنا بكميات تجارياً. ولو خسرنا معركة التلويح بالأعلام لعدم توافرها ومعركة الصراخ في أذن بان كي مون في لندن بسبب قمع الشرطة البريطانية لحرية التعبير، يبقى النصر مؤكداً لنا في معركة الشام ، فالوضع الدولي الآن يختلف عما كان عليه يوم قُسّمت فلسطين، فأمين عام الأمم المتحدة و«طاهي» قراراتها عاجز اليوم عن «طبخ» قرار يسري مفعوله تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة لتدخل من خلاله قوى الاستعمار الجديد إلى الأمة، فقوة بلادنا وصمودها في وجه ضرباتهم الإعلامية والاستخباراتية والعسكرية والإنشقاقية صُرفت تأييداً لنا من أقطاب دولية جديدة، إذ أخذت «سحاسيح» الفيتو الروسي والصيني تتوالى تباعاً على رقاب مندوبي دول الاستعمار الجديد في مقرّ مجلس الأمن، وهناك المزيد منها جاهز غب الطلب إن لزم الأمر. أما طائرات التجسس العثمانية فسكنت قعر بحرنا السوري تلبية لـ « دعوة» مضاداتنا الأرضية القديمة العهد، فما حال طائراتهم إذن إن تجرأت على القدوم وهي لن تجرؤ، إن لعلعت في وجهها نيران صوارخينا، أما الضربة الإستخباراتية الغاشمة التي أودت بحياة قيادات لنا من الصف الأول من « رفاق سلاح» المقاومة كما أشار سيّدها فقد استوعبناها وانطلقنا منها إلى مرحلة الحسم النهائي أو «مرحلة القائد العماد فهد جاسم الفريج» كما سيعرّف عنها تاريخ بلادنا مستقبلاً، وما تنظيف عاصمة الأمة دمشق بالكامل وبالسرعة التي حصل فيها إلا أفضل دليل على ذلك، أما حلب وخفافيش مستخدمي بان وأردوغان الذين يعشعشون فيها فسيكون الحسم فيها مدهشاً، إذ ان معركتها لم تبدأ بعد لكن نتيجتها معروفة رغم أنوف ضباع كواليس أولمبياد لندن الذين ما انفكوا يحلمون لآلاف السنين أن تطأ أقدامهم بلادنا غزاة فاتحين، ليتلمسوا بعضاً من مجدها، تماماً كما فعل ريتشارد الصليبي الذي أخذ لقباً له من قلب أسد أسيوي سوري يجزم التاريخ أنه لم يوجد قط في القارة الأوروبية، أما حملاتهم البائسة لتجنيد منشقين من ضعاف النفوس فلن تجديهم نفعاً فلكل هارب خائن من «كوادر» بلادنا تدور أعينه دورات كاملة عندما يقع نظره على دولار أخضر، بطل أشوس من صخر هذه الأمة ليحمل رايتها، فليأخذو آخر الهاربين «حجاب» وليعلقوه على صدرهم حجاب شعوذة، لعلّ الشعوذة تنفع لنصرة ثورتهم القبيحة بعدما فشلت كل الوسائل الأخرى المتاحة لهم، لكن فليعلموا جيداً أن لكل رياض حجاب هارب يوسف عظمة آخر، ولكل مناف طلاس هارب هنيبعل آخر، ولكل خائن حبيب، أما «قلب الأسد» الفعلي بشار الرئيس وقد أيقظته ضربة غدر في عرينه لن تهدأ ثورته قبل أن يزلزل تراب الشام تحت أقدام المرتزقة المستوردين ويعيدهم إلى مشغّليهم أكوام جثث تملأ بكمّها بحيرة سد أتاتورك في أرض أردوغان المهزوم!

  • فريق ماسة
  • 2012-08-09
  • 11065
  • من الأرشيف

بشّار «قلب» الأسد

كان أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، يقف على ناصية الشارع قرب البرلمان البريطاني أمام تمثال الملك الصليبي ريتشارد قلب الأسد في السادس والعشرين من شهر تموز الفائت في انتظار وصول الشعلة الأولمبية إليه، ليحملها بدوره إلى قبلتها في الملعب الأولمبي، جنوب شرق لندن، منذرة ببداية الأولمبياد. بدا بان كأنه مواطن عادي من أهالي لندن يرتدي اللباس الرياضي الأبيض ليقيه الرطوبة الباردة ويدردش مع الجمهور متبادلاً وإياهم البسمات والتحية بإشارات من يده. كم هو «حضاري» هذا الاحتفال الأولمبي يأتي إليه «أبطال» سياسة العالم وسمات التواضع والسلام على محياهم، لتشجيع المنافسة الرياضية بين الأمم. يتسلّم بان الشعلة ويجري حاملاً إياها في اتجاه القصر الملكي. إلى يمين الشارع تجمع «لثوار الشام» أتوا ليضيفوا إلى «الحضارة» ،«حضارة»، يحملون أعلام ثورتهم التي تعود بنا إلى عهد الإنتداب الفرنسي على الشام، يوزّعونها على من يريد من المارة ويخبرونهم عن «معاناة اللاجئين» وعن « ديكتاتورية وظلم النظام». يحيّي بان رفاقه الثوار في طريقه نحو قصر باكنغهام، فأولئك «الثوار»، أدوات مشروع مستخدميه «الحضاري» الجديد على أرض الشام، زملاء عمل له يعمل معهم صبح مساء في أروقة الأمم المتحدة، وهذه المظاهر «الحضارية» من «مؤتمرات أصدقاء» إلى «لقاءات على هامش الأولمبياد» وما شابه، والحملات الإعلامية التي ترافقها والتي تُخفي المؤامرة الاستعمارية أنيابها وراءها باتت شفافة لمن يريد فعلاً أن يراها، بيد أنها ما زالت تبهر عيوناً وتصم آذاناً وتعمي قلوب الكثير من الناس الذين لا يكلّفون أنفسهم عناء القراءة بين السطور ويكتفون بتصديق الأخبار كما تردهم، خاصة أنهم تعلّموا «الأمثولة» الإعلامية الاستعمارية عن ظهر قلب وأصبح سهلاً عليهم تكرارها ومناقشتها وتطبيق التحليلات التي ترد في سياقها، على الدول التي عانت وتعاني حالات أطلق عليها الغرب أسماء على وزن «الربيع العربي» و«عاصفة الصحراء» و«عناقيد الغضب» و«الرصاص المسبوك» و«أمطار الصيف» وغيرها من العنواين الرنانة التي يغطي صوت رنينها عويل الأرامل والثكالى وأصوات المباني والمنشآت وهي تهوي أرضاً ومعامل حليب الأطفال وهي تحترق، إذ ينتقل الإعلام المنظم والمنسق ما بين دول الاستعمار بشكل دقيق ومدروس بالمتلقي المذهول من أخبار الظلم والديكتاتور وانتفاضة الشعب المقهور بداية، إلى أخبار منطقة الحظر الجوي، ومنها إلى أخبار التدخل العسكري المباشر لرعاة البقر القدامى الجدد والانتصار الموعود، وبعد ذلك تختفي أخبار البلد المعني بالأمر أو بالأحرى المعني بالمؤامرة من على شاشات التلفزيون وموجات الأثير، وبين الأمر والمؤامرة الكثير من الفواتير المستقبلية التي تنهك اقتصاد الدولة «المحرّرة» لعقود طويلة من الزمن، تنقطع أخبار «التحرير والثورة» بعد «الانتصار» لأن الجمهورالذي تلقى جرعة زائدة من بطولات الناتو وإنجازاته «الحضارية» في الإعلام يجب أن يبقى بعيداً عن الأخبار التي تعكس حقيقة واقع البلاد التي دخلت عصور الهمجية السلفية، بعدما فرغت طائرات الناتو من دكّ مدنها ومعالمها الحضارية وبعدما فرغ «مصاصي البترول» من غرس خراطيم ناقلاتهم في آبارها. ولولا الشرطة التي ملأ أفرادها المكان لاستغليت الفرصة وجريت خلف بان يومذاك وأوقفته محاولاً إقناعه بأن «يفك» عن بلادي هو وأرباب عمله في الغرب، لكن الخمسين ساعة سجنناً التي كنت سأتعرّض لها إثارة الشغب خلال الألعاب والألفين وخمسمئة يورو غرامة التي حكمت بها المحكمة على المناضل الذي اقتحم الملعب البارحة خلال مباراة كرة القدم للنساء بين فرنسا و«إسرائيل»، مرتدياً قميصاً كتب عليها «الحرية لفلسطين» عارضاً إياها أمام كاميرات التصوير، ولكانت العقوبة من نصيبي أيضاً لو اعترضت طريق بان لأوقعت صغاري في أزمة البحث عن والدهم لمدة أسبوع من الزمن في بلاد غريبة، فعدلت عن الأمر والحنق يعتريني على خلفية ما يجري في كواليس هذه الألعاب، ففي عام 1948 استضافت مدينة لندن الألعاب أيضاً وكانت أروقتها ترتج عامذاك على وقع قهقهات زعماء عصبة الأمم الذين تآمروا علينا وأصدروا قراراً بتقسيم فلسطين وإعطاء الجزء الأكبر منها لليهود. ومثلما استضافت المدينة عرابي تقسيم فلسطين في الماضي، ها هي اليوم تستضيف عرابي المؤامرة على الشام، محاولين تقسيمها دويلات متناحرة تسهل إدارتها بالـ« ريموت كونترول» عن بعد. عزمنا أمرنا على المواجهة أنا وصغاري وقررنا الحصول على علم سورية لإبرازه أمام شاشات الكاميرا خلال الألعاب لنقول على طريقتنا «لا» لثوار الناتو وعلم الانتداب التقسيمي، وأخذنا نبحث بتصميم عن علم سوري في المحالّ العديدة التي تعرض أعلاماً فلم نوفق بعلم واحد لسورية أو لأي دولة ممانعة أخرى، أو حتى لدولة من دول «النأي بالنفس» لنبتاعه، فالإعلام في كيانات أمتنا سيئ ومتضعضع بقدر ما إعلام أعداء بلادنا قوي ومنظم، ناهيك عن أن مشاركة رياضيينا في الأولمبياد هزيلة عدداً ونوعاً ما لا يحفز المحال المختصة على شراء أعلامنا بكميات تجارياً. ولو خسرنا معركة التلويح بالأعلام لعدم توافرها ومعركة الصراخ في أذن بان كي مون في لندن بسبب قمع الشرطة البريطانية لحرية التعبير، يبقى النصر مؤكداً لنا في معركة الشام ، فالوضع الدولي الآن يختلف عما كان عليه يوم قُسّمت فلسطين، فأمين عام الأمم المتحدة و«طاهي» قراراتها عاجز اليوم عن «طبخ» قرار يسري مفعوله تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة لتدخل من خلاله قوى الاستعمار الجديد إلى الأمة، فقوة بلادنا وصمودها في وجه ضرباتهم الإعلامية والاستخباراتية والعسكرية والإنشقاقية صُرفت تأييداً لنا من أقطاب دولية جديدة، إذ أخذت «سحاسيح» الفيتو الروسي والصيني تتوالى تباعاً على رقاب مندوبي دول الاستعمار الجديد في مقرّ مجلس الأمن، وهناك المزيد منها جاهز غب الطلب إن لزم الأمر. أما طائرات التجسس العثمانية فسكنت قعر بحرنا السوري تلبية لـ « دعوة» مضاداتنا الأرضية القديمة العهد، فما حال طائراتهم إذن إن تجرأت على القدوم وهي لن تجرؤ، إن لعلعت في وجهها نيران صوارخينا، أما الضربة الإستخباراتية الغاشمة التي أودت بحياة قيادات لنا من الصف الأول من « رفاق سلاح» المقاومة كما أشار سيّدها فقد استوعبناها وانطلقنا منها إلى مرحلة الحسم النهائي أو «مرحلة القائد العماد فهد جاسم الفريج» كما سيعرّف عنها تاريخ بلادنا مستقبلاً، وما تنظيف عاصمة الأمة دمشق بالكامل وبالسرعة التي حصل فيها إلا أفضل دليل على ذلك، أما حلب وخفافيش مستخدمي بان وأردوغان الذين يعشعشون فيها فسيكون الحسم فيها مدهشاً، إذ ان معركتها لم تبدأ بعد لكن نتيجتها معروفة رغم أنوف ضباع كواليس أولمبياد لندن الذين ما انفكوا يحلمون لآلاف السنين أن تطأ أقدامهم بلادنا غزاة فاتحين، ليتلمسوا بعضاً من مجدها، تماماً كما فعل ريتشارد الصليبي الذي أخذ لقباً له من قلب أسد أسيوي سوري يجزم التاريخ أنه لم يوجد قط في القارة الأوروبية، أما حملاتهم البائسة لتجنيد منشقين من ضعاف النفوس فلن تجديهم نفعاً فلكل هارب خائن من «كوادر» بلادنا تدور أعينه دورات كاملة عندما يقع نظره على دولار أخضر، بطل أشوس من صخر هذه الأمة ليحمل رايتها، فليأخذو آخر الهاربين «حجاب» وليعلقوه على صدرهم حجاب شعوذة، لعلّ الشعوذة تنفع لنصرة ثورتهم القبيحة بعدما فشلت كل الوسائل الأخرى المتاحة لهم، لكن فليعلموا جيداً أن لكل رياض حجاب هارب يوسف عظمة آخر، ولكل مناف طلاس هارب هنيبعل آخر، ولكل خائن حبيب، أما «قلب الأسد» الفعلي بشار الرئيس وقد أيقظته ضربة غدر في عرينه لن تهدأ ثورته قبل أن يزلزل تراب الشام تحت أقدام المرتزقة المستوردين ويعيدهم إلى مشغّليهم أكوام جثث تملأ بكمّها بحيرة سد أتاتورك في أرض أردوغان المهزوم!

المصدر : البناء / جورج كرم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة