دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تكتسب معركة حلب أهمية كبرى في الصراع الدائر في سوريا وعلى سوريا منذ 18 شهراً تقريباً. وهذه المدينة تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا وهي بقيت مع العاصمة السياسية دمشق خارج الحراك السوري،
وهذا ما أعطى النظام شرعية البقاء في مواجهة الحراك في الشارع الذي أصبح مسلحا بفعل الدعم الخارجي الغربي ـ الخليجي ـ التركي بالمال والسلاح والمقاتلين، وبفعل وجود أرضية متطرفة لدى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ووجود حالات سلفية في مناطق سورية عديدة. ويمكن شرح أهمية المعركة الدائرة حاليا في حلب في خمسة أسباب يتداخل فيها العامل الداخلي مع الإقليمي مع الدولي، وهذه الأسباب هي التالي:
1 ـ أهمية حلب الاقتصادية وحجمها السكاني.
2 ـ وجود الأكراد بقوة وكثافة في ريف حلب وفي بعض أحياء المدينة.
3 ـ وجود مميز وقوي للأقليات في المدينة وريفها.
4 ـ وجود المدينة بالقرب من تركيا، واهتمام الأتراك بها كنقطة ارتكاز وانطلاق لمشروعهم في العودة والسيطرة على العالم العربي.
5 ـ رغبة روسيا في إقامة قاعدة صواريخ في منطقة عين ديوار غير البعيدة من حلب.
هذه الأسباب جعلت من حلب عامل تقاسم واشتباك محلي وإقليمي ودولي، ووضعت المدينة في صلب معادلة الصراع بشكل مباشر وناري بعد إرسال تركيا المقاتلين السلفيين وغيرهم من المعارضين للنظام في سوريا إلى حلب لاحتلالها عسى ولعل أن تكون منطقة عازلة ورمزا لانتصار المعارضة العسكرية على الجيش السوري والنظام في سوريا.
وقالت مصادر كردية عليمة بالمنطقة وأحوالها إن هناك ثلاثة أطراف يمكن لها التأثير على الوضع الأمني في مدينة حلب، وهي:
أ ـ الدولة السورية.
ب ـ الأكراد الموجودون في المدينة ومحيطها بشكل مسلح.
ج ـ تركيا عبر مسلحي المعارضات السورية عندها.
وأضافت المصادر الكردية “أن الأتراك لم يأمروا المسلحين بفتح معركة حلب منذ بداية الأزمة، لخوفهم من أن يفيد هكذا تحرك الأكراد في سوريا وبالتالي يؤثر هذا على أكراد تركيا الذين يشكلون نسبة ثلاثين بالمائة من سكان بلاد الترك”. وتتابع المصادر الكردية قولها: “غير أن الوضع تغير حاليا بعد خسارة المعارضة لمعركة دمشق بسرعة كبيرة ما جعل أردوغان وأوغلو تحديداً يمارسان لعبة الهروب إلى الأمام من الواقع الصعب والمهين الذي وصلت إليه تركيا بسبب سياسة الرجلين، وابتعاد تركيا عن واقع قوتها الفعلي مع دخول العامل المذهبي في عمل أوغلو واردوغان، وهذا العامل سوف يرتد على تركيا وبالاً، وسوف يقضي على أحلام الأتراك بالعظمة وعودة العثمانية وعلى آمال الكثيرين في المعارضة السورية بصدق الموقف التركي، فضلا عن تمنيات دول عربية خليجية بإيجاد قوة منافسة لإيران يمكن استغلالها على طريقة صدام حسين في حرب ضد طهران!” وأضافت المصادر إياها: “أن تركيا تحرق آخر أوراق الضغط لديها عبر إلقاء المقاتلين التابعين لها والممولين قطريا وسعوديا في مواجهة حاسمة في مدينة حلب، ولن تكون نتيجتها العسكرية سوى نسخة كبيرة عن نتيجة معركة دمشق”.
في المقابل فشلت خطة تركيا باستخدام عناصر كردية تابعة لمسعود البرزاني في السيطرة على مناطق كردية سورية خاضعة لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، وذلك بعد معارك متعددة تراجع على أثرها المسلحون الذين أرسلهم البرزاني، وبعد تهديد من حزب العمال الكردستاني للبرزاني شخصيا بأنه سوف يكون الهدف الأول في حال استمر في الخضوع لأوامر تركيا وخوض الحرب ضد فصائل كردية نيابة عن الأتراك ولمصلحتهم.
وتقول مصادر كردية سورية إن البرزاني يدرب سوريين أكراداً بطلب من تركيا لمواجهة نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي في حال تغير الوضع الميداني على الحدود السورية ـ التركية لغير مصلحة النظام، وجدير بالذكر أن البرزاني يعتبر حزب العمال الكردستاني عدوه الأول ويتكلم أعضاء حزب العمال وحزب الاتحاد بطريقة غير ودية عن مسعود برزاني وجماعته.
المصدر :
نضال حمادة\ الانتقاد
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة