بعد تصريحات رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان المهددة بالتدخل في شمال سورية لمنع نشوء بنية كردية هناك، جاء دور وزير الخارجية احمد داود اوغلو ليعلن "شروط" تركيا للتدخل في شمال سورية

ففي إفطار في أنقرة لبعض الصحافيين، حيث ذكرت بعض الصحف أن الوزير كان غاضبا أثناءه أكثر من أي وقت مضى نتيجة لحملات المعارضة والأقلام الإعلامية عليه بشأن سياسته السورية، عرض داود اوغلو لهذه "الشروط" وهي:

1- لن نسمح لأي منظمة إرهابية، سواء كانت تنظيم القاعدة أو حزب العمال الكردستاني، بأن تتمركز على الحدود التركية جنوبا. وسيكون هذا سبباً للدفاع. ولنا الحق باتخاذ أي تدبير، ويجب ألا يعتبر ذلك موجهاً ضد الإخوة الأكراد الذين يعيشون هناك منذ قرون، وسيواصلون العيش هناك لقرون. ولم ولن ننظر إليهم على أنهم تهديد، فهم من المكونات الأصلية للمنطقة. ونحن دافعنا دائما عن حقوق إخوتنا الأكراد. إنهم أقرباؤنا الذين فصلتنا عنهم الحدود المصطنعة. وأعرب عن ألمه لما حدث في حلبجة، قائلا "لو انني كنت في موقع القادر على منعها".

2- ان الاستفادة من الفوضى لخلق أمر واقع سيطيح وحدة سوريا. اذا تشكلت مناطق سنية ودرزية وكردية فإن ذلك سيحول سوريا إلى لبنان آخر. ولا يمكن لأي طرف أن يخرج ويقول أريد حكمي الذاتي. لا يمكن تأسيس دولة كردية.

3- إن حزب الوحدة الديموقراطي (الكردي السوري) قام بالتعاون أولا مع (الرئيس السوري بشار) الأسد، والآن يعمل على الاستفادة من الفراغ. ان المركز التاريخي والاقتصادي لكل هذا الجيل هو حلب، وأنا عاشق لها. إذا لم يستتب الأمن والنظام في حلب وجوارها فلن تشعر تركيا بالأمن. ووفقا لهذه المعايير الثلاثة يحق لنا اتخاذ كل أنواع التدابير.

لكنه قال ان "أي تدبير لن يكون ضد إخوتنا الأكراد، بل ضد الارهاب أو لمواجهة موجات نزوح واسعة. وإذا وصل عدد النازحين الى مئة ألف فيجب حينها أن يكونوا ضمن الأراضي السورية. ولا ينتظر أحد ان تتحمل تركيا كل هذا العبء".

واعتبر داود اوغلو أن تركيا لن تسمح بجبال قنديل ثانية في شمال سوريا، وانه قطعا ضد أي كيان كردي هناك. وإذ رفض مصطلح شمال سوريا، قال إن "من يعرف قليلا في الجغرافيا يدرك انه من القامشلي إلى اللاذقية ليس من إتنية سائدة بمفردها. ولا يمكن إنشاء لا ممر كردي، ولا استقطاب. والخرائط التي تنشر خاطئة". وأضاف "لقد جلبنا من قيادة الجيش ومن مديرية الخرائط ومن وزارة الخارجية خرائط الاتنيات ودرسناها، ولم نعثر على ما يعكس الواقع ولا أفهم الخرائط التي تظهر في الصحف. ينشرون أولا خريطة ثم يظهر تهديد. ليس كل أكراد سوريا مع حزب العمال الكردستاني. الكثير من العشائر تؤيد تركيا. ومؤيدو حزب العمال الكردستاني موجودون في مناطق محدودة. هناك المجموعة الكردية التي في المجلس الوطني وأخرى من المثقفين وثالثة تؤيد حزب الوحدة الديموقراطي" المؤيد لحزب العمال الكردستاني.

وشرح داود اوغلو خريطة توزع الاتنيات والمذاهب في شمال سوريا مدينة مدينة وبلدة بلدة كدليل على التداخل ما "يعني انه لا يوجد بلوك واحد على امتداد 900 كيلومتر". وقال "اننا نعرف كل شيء عما يجري في كل قرية سورية". وانتقد "رئيس" اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قائلا ان موقفه من المعركة ضد الارهاب ليس كافيا، موضحا انه سيتداول معه الاوضاع أثناء زيارته اليه المقررة اليوم.

وقال داود اوغلو انه كان يرى منذ البداية أن سوريا أصعب بكثير من ليبيا ومصر. وكرر معزوفة انه حاول على مدى تسعة أشهر إقناع الأسد بالحل من دون نتيجة. وأضاف "كان أمامنا ثلاثة خيارات: أن نكون مع الأسد. أن نقف متفرجين. أن نقوم بما قمنا به". واعتبر أن "حزب الشعب الجمهوري" المعارض هو مع الخيارين الأولين، ومع ألا تأخذ تركيا مجازفة واتباع سياسة الانتظار والترقب.

وأعلن انه حتى الآن لجأ إلى تركيا 26 جنرالا و677 جندياً سورياً مع عائلاتهم، ومن بينهم علويون. وقال "الجيش السوري يتفكك تدريجيا".

وانتقد داود اوغلو منتقدي سياسته قائلا إنهم "يغرقون في التفاصيل اليومية فيما نشهد التصفية الكبرى على امتداد قرن بكامله"، معتبرا ان منتقديه يريدون أن تخسر تركيا.

ورفض إعطاء تاريخ لنهاية الأسد، اذ قال "لا يمكنني إعطاء تاريخ محدد، لكن حتى الموقف الروسي لم يعد كما هو عليه. انهم يريدون ان ننحبس في ما يسمى بشمال سوريا، في حين اننا بصدد القيام قريبا بأوسع تحالف مع مصر وتأسيس مجلس تعاون استراتيجي". واتهم من يقول بأن سياسة "صفر مشكلات" قد أفلست بأنهم "ليس عندهم ذرة عقل".

  • فريق ماسة
  • 2012-07-31
  • 8012
  • من الأرشيف

داود أوغلو يدقق في الخرائط المذهبية: ثلاثة شروط للتدخل في شمال سورية

بعد تصريحات رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان المهددة بالتدخل في شمال سورية لمنع نشوء بنية كردية هناك، جاء دور وزير الخارجية احمد داود اوغلو ليعلن "شروط" تركيا للتدخل في شمال سورية ففي إفطار في أنقرة لبعض الصحافيين، حيث ذكرت بعض الصحف أن الوزير كان غاضبا أثناءه أكثر من أي وقت مضى نتيجة لحملات المعارضة والأقلام الإعلامية عليه بشأن سياسته السورية، عرض داود اوغلو لهذه "الشروط" وهي: 1- لن نسمح لأي منظمة إرهابية، سواء كانت تنظيم القاعدة أو حزب العمال الكردستاني، بأن تتمركز على الحدود التركية جنوبا. وسيكون هذا سبباً للدفاع. ولنا الحق باتخاذ أي تدبير، ويجب ألا يعتبر ذلك موجهاً ضد الإخوة الأكراد الذين يعيشون هناك منذ قرون، وسيواصلون العيش هناك لقرون. ولم ولن ننظر إليهم على أنهم تهديد، فهم من المكونات الأصلية للمنطقة. ونحن دافعنا دائما عن حقوق إخوتنا الأكراد. إنهم أقرباؤنا الذين فصلتنا عنهم الحدود المصطنعة. وأعرب عن ألمه لما حدث في حلبجة، قائلا "لو انني كنت في موقع القادر على منعها". 2- ان الاستفادة من الفوضى لخلق أمر واقع سيطيح وحدة سوريا. اذا تشكلت مناطق سنية ودرزية وكردية فإن ذلك سيحول سوريا إلى لبنان آخر. ولا يمكن لأي طرف أن يخرج ويقول أريد حكمي الذاتي. لا يمكن تأسيس دولة كردية. 3- إن حزب الوحدة الديموقراطي (الكردي السوري) قام بالتعاون أولا مع (الرئيس السوري بشار) الأسد، والآن يعمل على الاستفادة من الفراغ. ان المركز التاريخي والاقتصادي لكل هذا الجيل هو حلب، وأنا عاشق لها. إذا لم يستتب الأمن والنظام في حلب وجوارها فلن تشعر تركيا بالأمن. ووفقا لهذه المعايير الثلاثة يحق لنا اتخاذ كل أنواع التدابير. لكنه قال ان "أي تدبير لن يكون ضد إخوتنا الأكراد، بل ضد الارهاب أو لمواجهة موجات نزوح واسعة. وإذا وصل عدد النازحين الى مئة ألف فيجب حينها أن يكونوا ضمن الأراضي السورية. ولا ينتظر أحد ان تتحمل تركيا كل هذا العبء". واعتبر داود اوغلو أن تركيا لن تسمح بجبال قنديل ثانية في شمال سوريا، وانه قطعا ضد أي كيان كردي هناك. وإذ رفض مصطلح شمال سوريا، قال إن "من يعرف قليلا في الجغرافيا يدرك انه من القامشلي إلى اللاذقية ليس من إتنية سائدة بمفردها. ولا يمكن إنشاء لا ممر كردي، ولا استقطاب. والخرائط التي تنشر خاطئة". وأضاف "لقد جلبنا من قيادة الجيش ومن مديرية الخرائط ومن وزارة الخارجية خرائط الاتنيات ودرسناها، ولم نعثر على ما يعكس الواقع ولا أفهم الخرائط التي تظهر في الصحف. ينشرون أولا خريطة ثم يظهر تهديد. ليس كل أكراد سوريا مع حزب العمال الكردستاني. الكثير من العشائر تؤيد تركيا. ومؤيدو حزب العمال الكردستاني موجودون في مناطق محدودة. هناك المجموعة الكردية التي في المجلس الوطني وأخرى من المثقفين وثالثة تؤيد حزب الوحدة الديموقراطي" المؤيد لحزب العمال الكردستاني. وشرح داود اوغلو خريطة توزع الاتنيات والمذاهب في شمال سوريا مدينة مدينة وبلدة بلدة كدليل على التداخل ما "يعني انه لا يوجد بلوك واحد على امتداد 900 كيلومتر". وقال "اننا نعرف كل شيء عما يجري في كل قرية سورية". وانتقد "رئيس" اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قائلا ان موقفه من المعركة ضد الارهاب ليس كافيا، موضحا انه سيتداول معه الاوضاع أثناء زيارته اليه المقررة اليوم. وقال داود اوغلو انه كان يرى منذ البداية أن سوريا أصعب بكثير من ليبيا ومصر. وكرر معزوفة انه حاول على مدى تسعة أشهر إقناع الأسد بالحل من دون نتيجة. وأضاف "كان أمامنا ثلاثة خيارات: أن نكون مع الأسد. أن نقف متفرجين. أن نقوم بما قمنا به". واعتبر أن "حزب الشعب الجمهوري" المعارض هو مع الخيارين الأولين، ومع ألا تأخذ تركيا مجازفة واتباع سياسة الانتظار والترقب. وأعلن انه حتى الآن لجأ إلى تركيا 26 جنرالا و677 جندياً سورياً مع عائلاتهم، ومن بينهم علويون. وقال "الجيش السوري يتفكك تدريجيا". وانتقد داود اوغلو منتقدي سياسته قائلا إنهم "يغرقون في التفاصيل اليومية فيما نشهد التصفية الكبرى على امتداد قرن بكامله"، معتبرا ان منتقديه يريدون أن تخسر تركيا. ورفض إعطاء تاريخ لنهاية الأسد، اذ قال "لا يمكنني إعطاء تاريخ محدد، لكن حتى الموقف الروسي لم يعد كما هو عليه. انهم يريدون ان ننحبس في ما يسمى بشمال سوريا، في حين اننا بصدد القيام قريبا بأوسع تحالف مع مصر وتأسيس مجلس تعاون استراتيجي". واتهم من يقول بأن سياسة "صفر مشكلات" قد أفلست بأنهم "ليس عندهم ذرة عقل".

المصدر : السفير /محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة