رأت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية أنه "من الخطأ، الاعتقاد بأن المواجهة السياسية الدائرة بين روسيا والولايات المتحدة الآن حول الأزمة السورية تمثل حربا باردة جديدة بين البلدين، لكنهما يقومان بفرز مشاكلهما على الصعيد الإقليمي من أجل خروج كل منهما بأفضل النتائج".

وأضافت الصحيفة أن "هذه المواجهة لا تعد حربا باردة وذلك لأن البلدين لا يزالا يتمتعان بعلاقات دبلوماسية كاملة، ويتعاونان في مجالات عديدة، إنما الازمة السورية تشكل اختبارا رئيسيا لسياسة الدفاع الروسية".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "خلال حقبة الحرب الباردة، واجهت الولايات المتحدة وروسيا كل منهما الاخرى فى جميع المجالات، واختلفوا حول العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والأيديولوجية والثقافية والأمنية، ومع ذلك، لا تمتلك روسيا حاليا موقفا أيديولوجيا أو اقتصادا قويا يجعلها قادرة على التنافس مع الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الاطلسي".

وأشارت الصحيفة إلى أن "سياسة روسيا تجاه الغرب لم تعد عدوانية، حيث إن موسكو لم تعد تنتهج استراتيجية دفاعية، بل أنها تحاول الحد من التهديدات التي يفرضها الغرب على مصالحها في الشرق الأوسط والقوقاز وبعبارة أخرى، فإن موسكو لا تنحاز  لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد من أجل حماية مصالحها في المنطقة على المدى القصير لكن من أجل منع أي ضرر في المستقبل يؤثر على سيطرتها في منطقة القوقاز على المدى الطويل".

وذكرت الصحيفة ان "المسؤولين الروس حذروا مرارًا من سياسات واشنطن العدوانية في سوريا وانعكاساتها على المنطقة، فبالنسبة للروس، من الواضح أن تراكم المزيد من الضغوط على سوريا هو خطوة تهدف إلى الضغط على إيران، الأمر الذي سيؤدي إلى زعزعة موقفها الجيوستراتيجي في الجنوب"، لافتة الى ان "دعم روسيا القوي للحكومة السورية يرتبط بمخاوف استراتيجية وليست مجرد خسارة اقتصادية من مبيعات الأسلحة لسوريا، وسيشكل سقوط الرئيس السوري بشارالأسد في سوريا تهديدا خطيرا في ميزان القوى في المنطقة، وسيكون أيضا تقويضا لهيبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محليا".

  • فريق ماسة
  • 2012-07-29
  • 9857
  • من الأرشيف

طهران تايمز: المواجهة بين روسيا واميركا حول سورية تمثل حربا باردة

رأت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية أنه "من الخطأ، الاعتقاد بأن المواجهة السياسية الدائرة بين روسيا والولايات المتحدة الآن حول الأزمة السورية تمثل حربا باردة جديدة بين البلدين، لكنهما يقومان بفرز مشاكلهما على الصعيد الإقليمي من أجل خروج كل منهما بأفضل النتائج". وأضافت الصحيفة أن "هذه المواجهة لا تعد حربا باردة وذلك لأن البلدين لا يزالا يتمتعان بعلاقات دبلوماسية كاملة، ويتعاونان في مجالات عديدة، إنما الازمة السورية تشكل اختبارا رئيسيا لسياسة الدفاع الروسية". ولفتت الصحيفة إلى أنه "خلال حقبة الحرب الباردة، واجهت الولايات المتحدة وروسيا كل منهما الاخرى فى جميع المجالات، واختلفوا حول العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والأيديولوجية والثقافية والأمنية، ومع ذلك، لا تمتلك روسيا حاليا موقفا أيديولوجيا أو اقتصادا قويا يجعلها قادرة على التنافس مع الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الاطلسي". وأشارت الصحيفة إلى أن "سياسة روسيا تجاه الغرب لم تعد عدوانية، حيث إن موسكو لم تعد تنتهج استراتيجية دفاعية، بل أنها تحاول الحد من التهديدات التي يفرضها الغرب على مصالحها في الشرق الأوسط والقوقاز وبعبارة أخرى، فإن موسكو لا تنحاز  لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد من أجل حماية مصالحها في المنطقة على المدى القصير لكن من أجل منع أي ضرر في المستقبل يؤثر على سيطرتها في منطقة القوقاز على المدى الطويل". وذكرت الصحيفة ان "المسؤولين الروس حذروا مرارًا من سياسات واشنطن العدوانية في سوريا وانعكاساتها على المنطقة، فبالنسبة للروس، من الواضح أن تراكم المزيد من الضغوط على سوريا هو خطوة تهدف إلى الضغط على إيران، الأمر الذي سيؤدي إلى زعزعة موقفها الجيوستراتيجي في الجنوب"، لافتة الى ان "دعم روسيا القوي للحكومة السورية يرتبط بمخاوف استراتيجية وليست مجرد خسارة اقتصادية من مبيعات الأسلحة لسوريا، وسيشكل سقوط الرئيس السوري بشارالأسد في سوريا تهديدا خطيرا في ميزان القوى في المنطقة، وسيكون أيضا تقويضا لهيبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محليا".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة