سالت صحيفة "نيويورك تايمز" هل يسعى القادة الإسلاميون الجدد في مصر حقاً إلى هدم أهرامات الجيزة ومحو الكتابات والرسومات المنقوشة على جدران المعابد الفرعونية، وربما إزالة الابتسامة من فوق ما تبقى من وجه أبي الهول؟

وأوضحت أن مثل هذه التساؤلات قد تساور أي شخص يقرأ مدونات التيار اليميني في الولايات المتحدة هذه الأيام، ولكن في مصر لا يوجد أي مؤشر على إثارة الإسلاميين لمثل هذا الصخب حول تدمير المعالم الأثرية لمصر القديمة. وتعد هذه المخاوف مثالاً حياً على كيف يمكن أن تتحول شائعة، لاسيما حول دولة مضطربة مثل مصر حالياً، إلى مسلسل من الرعب الذي تغذيه بعض الحقائق والأكاذيب ومجموعة من المصادفات غير المقصودة.

وأشارت إلى أن قصة قيام الإسلاميين المتطرفين، تحت شعار كره الإسلام للآثار الوثنية، بمطالبة الرئيس محمد مرسي بهدم الأهرامات قد بدأت مع مقال نشرته مجلة رزو اليوسف المصرية التي دائماً ما كانت موالية للرئيس المخلوع حسني مبارك. حيث نقلت المجلة عن أحد أبرز شيوخ البحرين، عبد اللطيف المحمود، التغريدة التي نشرها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في وحث فيها الرئيس محمد مرسي على «إنجاز ما عجز الأمير عمرو بن العاص عن فعله» وتدمير هذه الأهرامات الوثنية.

ومع ذلك، لم ينجح هذا الإعلان في إخماد التقارير التي بدأت في الانتشار على صفحات الانترنت داخل الولايات المتحدة، والتي حذرت في معظمها من أن الإسلاميين يريدون إنجاز المهمة التي بدأها فاتح مصر عمرو بن العاص (على الرغم من أن ذلك غير صحيح)، وأن الرئيس مرسي لا يفعل شيئاً حيال ذلك.

وكانت مجلة كومنتري أكثر تحفظاً، ولكنها أعربت عن قلقها إزاء انتشار مثل هذه الأفكار الحمقاء والمتطرفة في وسائل الإعلام العربي. ومع ذلك، فقد ساعدت التصريحات المتطرفة التي صدرت عن بعض السلفيين في مصر في تأجيج مثل هذه المخاوف.

فقد قال المتحدث باسم الحركة السلفية في مصر، الشيخ عبد المنعم الشحات، في يناير 2011 إن مسألة الآثار المصرية هي مشكلة لاهوتية، واقترح حلاً وسطاً تمثل في تغطية رؤوس التماثيل المصرية القديمة بالشمع لطمس ملامح وجوههم. ولكن أكد يونس مخيون، وهو عضو بارز في حزب النور السلفي، أنه لم يناقش أحد قط مسألة هدم الأهرامات، مشيراً إلى أن هذه الإدعاءات ليس لها أي أساس من الصحة وأنها جزء من محاولة تشويه صورة الإسلاميين وإخافة العالم منهم.

  • فريق ماسة
  • 2012-07-27
  • 10328
  • من الأرشيف

نيويورك تايمز: هل يسعى القادة الاسلاميون بمصر لهدم الاهرام؟

سالت صحيفة "نيويورك تايمز" هل يسعى القادة الإسلاميون الجدد في مصر حقاً إلى هدم أهرامات الجيزة ومحو الكتابات والرسومات المنقوشة على جدران المعابد الفرعونية، وربما إزالة الابتسامة من فوق ما تبقى من وجه أبي الهول؟ وأوضحت أن مثل هذه التساؤلات قد تساور أي شخص يقرأ مدونات التيار اليميني في الولايات المتحدة هذه الأيام، ولكن في مصر لا يوجد أي مؤشر على إثارة الإسلاميين لمثل هذا الصخب حول تدمير المعالم الأثرية لمصر القديمة. وتعد هذه المخاوف مثالاً حياً على كيف يمكن أن تتحول شائعة، لاسيما حول دولة مضطربة مثل مصر حالياً، إلى مسلسل من الرعب الذي تغذيه بعض الحقائق والأكاذيب ومجموعة من المصادفات غير المقصودة. وأشارت إلى أن قصة قيام الإسلاميين المتطرفين، تحت شعار كره الإسلام للآثار الوثنية، بمطالبة الرئيس محمد مرسي بهدم الأهرامات قد بدأت مع مقال نشرته مجلة رزو اليوسف المصرية التي دائماً ما كانت موالية للرئيس المخلوع حسني مبارك. حيث نقلت المجلة عن أحد أبرز شيوخ البحرين، عبد اللطيف المحمود، التغريدة التي نشرها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في وحث فيها الرئيس محمد مرسي على «إنجاز ما عجز الأمير عمرو بن العاص عن فعله» وتدمير هذه الأهرامات الوثنية. ومع ذلك، لم ينجح هذا الإعلان في إخماد التقارير التي بدأت في الانتشار على صفحات الانترنت داخل الولايات المتحدة، والتي حذرت في معظمها من أن الإسلاميين يريدون إنجاز المهمة التي بدأها فاتح مصر عمرو بن العاص (على الرغم من أن ذلك غير صحيح)، وأن الرئيس مرسي لا يفعل شيئاً حيال ذلك. وكانت مجلة كومنتري أكثر تحفظاً، ولكنها أعربت عن قلقها إزاء انتشار مثل هذه الأفكار الحمقاء والمتطرفة في وسائل الإعلام العربي. ومع ذلك، فقد ساعدت التصريحات المتطرفة التي صدرت عن بعض السلفيين في مصر في تأجيج مثل هذه المخاوف. فقد قال المتحدث باسم الحركة السلفية في مصر، الشيخ عبد المنعم الشحات، في يناير 2011 إن مسألة الآثار المصرية هي مشكلة لاهوتية، واقترح حلاً وسطاً تمثل في تغطية رؤوس التماثيل المصرية القديمة بالشمع لطمس ملامح وجوههم. ولكن أكد يونس مخيون، وهو عضو بارز في حزب النور السلفي، أنه لم يناقش أحد قط مسألة هدم الأهرامات، مشيراً إلى أن هذه الإدعاءات ليس لها أي أساس من الصحة وأنها جزء من محاولة تشويه صورة الإسلاميين وإخافة العالم منهم.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة