تكتفي الولايات المتحدة بالتنبؤ بالذهاب نحو مناطق آمنة في سورية، على ما رأت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون، في تقدم المعارضة السورية لاالمسلحة على الأرض، بشيراً بقرب قيامها، ولكن الأميركيين يجتهدون كي تتحقق النبوءة على ما يقوله معارضون سوريون.

فخلال الأسابيع الماضية نشرت الاستخبارات الأميركية مجموعة من خبرائها ومستشرقيها وبعض عناصر القوات الخاصة على الجانب التركي من بلدة «جزيرة ابن عمر» التي تقع على الحدود مع سورية. وتمركزت المجموعة الأميركية في منطقة شرنخ، على مقربة من الحدود التركية. كما وصلت مجموعة أميركية أخرى إلى الحدود العراقية – السورية، بالقرب من معبر تل كوجك ـ ربيعة.

وبحسب مصادر سورية معارضة في المنطقة يسعى الأميركيون إلى إقامة حلف عشائري على جانبي الحدود السورية – العراقية، حيث تنتشر، إلى جانب الأكراد، قبائل تنتمي إلى شمر والزبيد. وكان الجيش السوري واجه في المنطقة، التي وصل إليها الأميركيون، مجموعات مسلحة تنتمي إلى الزبيد بعد أن هاجمت مخفراً سورياً قرب «كري هوك» واليعربية في أقصى الشمال الشرقي السوري.

وتتقاسم العشائر العربية السيطرة على بعض نواحي المنطقة، مع «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي. وتدخل الطيران السوري في هذه المنطقة، التي لا ينشر فيها الجيش السوري قوات كافية، وقام بهجوم مضاد على مسلحي «الزبيد» وقتل منهم عشرة وجرح العشرات.

ويجري الأميركيون اتصالات واسعة في المنطقة لتنظيم حلف عشائري عربي يقف ضد النظام السوري، ويعمل على اختراق المنطقة الكردية. ويقول المصدر السوري المعارض إن القوة الاستخباراتية الأميركية في المنطقة تقيم اتصالات مع المهربين والمختصين بمسالكها الصعبة. وفي ظل الفوضى التي تسود مناطق قريبة من المثلث العراقي – السوري – التركي تقوم هذه القوة بمساعٍ لتجنيد مرتزقة للعمل كأدلاء ومساعدين وعناصر لحماية تحركات القوة الأستخباراتية الأميركية.

ويحاول الأميركيون جس نبض الأحزاب الكردية التي تسيطر على المنطقة لمعرفة مدى استعدادها للتعاون في أي عملية عسكرية ضد الجيش السوري، على طول خط الحدود السورية – التركية، للمساعدة على إنشاء منطقة آمنة. كما يحاولون معرفة مدى فعالية وحدات الحماية الشعبية الكردية التي تسيطر على الحدود السورية – العراقية.

ويتزامن النشاط الاستخباراتي الأميركي في المنطقة مع مسعى تركي بدأ منذ مطلع العام الحالي، بحسب مصادر سورية معارضة، لإنشاء غرفة عمليات مشتركة، تحت إشراف جهاز «ميت» التركي، لتوحيد جهود القبائل العربية السنية في العراق وسورية. وتحتفظ الاستخبارات الأميركية بعلاقات متينة في المنطقة مع بعض العشائر التي انتظمت في ميليشيات «الصحوة» العراقية، ساهمت في قتال الجماعات الجهادية الإسلامية الآتية من سورية.

ومن المفترض أن يصل إلى اربيل الأسبوع المقبل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، للقاء «رئيس» اقليم كردستان مسعود البرزاني. ويذهب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مكلفاً من اجتماع مجلس الأمن القومي التركي لطلب تفعيل اللجنة العراقية – الأميركية – التركية الثلاثية. والمسعى التركي يصب في إطار العمل الإستخباري الأميركي نفسه لتنشيط اللجنة التي توقف عملها قبل عام، وكانت تقوم بتنسيق أعمال مطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المنتشرين في شمال العراق. ويعمل الأتراك على إقناع البرزاني بدفع الأكراد السوريين نحو موقف أكثر هجومية ضد النظام السوري، وتهديدهم بالتدخل إذا ما واصلوا بناء «كيان ذاتي»، كما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
  • فريق ماسة
  • 2012-07-26
  • 4854
  • من الأرشيف

نشاط أميركي على حدود سورية : تلاعب بالعشائر والأكراد ضد النظام

  تكتفي الولايات المتحدة بالتنبؤ بالذهاب نحو مناطق آمنة في سورية، على ما رأت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون، في تقدم المعارضة السورية لاالمسلحة على الأرض، بشيراً بقرب قيامها، ولكن الأميركيين يجتهدون كي تتحقق النبوءة على ما يقوله معارضون سوريون. فخلال الأسابيع الماضية نشرت الاستخبارات الأميركية مجموعة من خبرائها ومستشرقيها وبعض عناصر القوات الخاصة على الجانب التركي من بلدة «جزيرة ابن عمر» التي تقع على الحدود مع سورية. وتمركزت المجموعة الأميركية في منطقة شرنخ، على مقربة من الحدود التركية. كما وصلت مجموعة أميركية أخرى إلى الحدود العراقية – السورية، بالقرب من معبر تل كوجك ـ ربيعة. وبحسب مصادر سورية معارضة في المنطقة يسعى الأميركيون إلى إقامة حلف عشائري على جانبي الحدود السورية – العراقية، حيث تنتشر، إلى جانب الأكراد، قبائل تنتمي إلى شمر والزبيد. وكان الجيش السوري واجه في المنطقة، التي وصل إليها الأميركيون، مجموعات مسلحة تنتمي إلى الزبيد بعد أن هاجمت مخفراً سورياً قرب «كري هوك» واليعربية في أقصى الشمال الشرقي السوري. وتتقاسم العشائر العربية السيطرة على بعض نواحي المنطقة، مع «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي. وتدخل الطيران السوري في هذه المنطقة، التي لا ينشر فيها الجيش السوري قوات كافية، وقام بهجوم مضاد على مسلحي «الزبيد» وقتل منهم عشرة وجرح العشرات. ويجري الأميركيون اتصالات واسعة في المنطقة لتنظيم حلف عشائري عربي يقف ضد النظام السوري، ويعمل على اختراق المنطقة الكردية. ويقول المصدر السوري المعارض إن القوة الاستخباراتية الأميركية في المنطقة تقيم اتصالات مع المهربين والمختصين بمسالكها الصعبة. وفي ظل الفوضى التي تسود مناطق قريبة من المثلث العراقي – السوري – التركي تقوم هذه القوة بمساعٍ لتجنيد مرتزقة للعمل كأدلاء ومساعدين وعناصر لحماية تحركات القوة الأستخباراتية الأميركية. ويحاول الأميركيون جس نبض الأحزاب الكردية التي تسيطر على المنطقة لمعرفة مدى استعدادها للتعاون في أي عملية عسكرية ضد الجيش السوري، على طول خط الحدود السورية – التركية، للمساعدة على إنشاء منطقة آمنة. كما يحاولون معرفة مدى فعالية وحدات الحماية الشعبية الكردية التي تسيطر على الحدود السورية – العراقية. ويتزامن النشاط الاستخباراتي الأميركي في المنطقة مع مسعى تركي بدأ منذ مطلع العام الحالي، بحسب مصادر سورية معارضة، لإنشاء غرفة عمليات مشتركة، تحت إشراف جهاز «ميت» التركي، لتوحيد جهود القبائل العربية السنية في العراق وسورية. وتحتفظ الاستخبارات الأميركية بعلاقات متينة في المنطقة مع بعض العشائر التي انتظمت في ميليشيات «الصحوة» العراقية، ساهمت في قتال الجماعات الجهادية الإسلامية الآتية من سورية. ومن المفترض أن يصل إلى اربيل الأسبوع المقبل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، للقاء «رئيس» اقليم كردستان مسعود البرزاني. ويذهب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مكلفاً من اجتماع مجلس الأمن القومي التركي لطلب تفعيل اللجنة العراقية – الأميركية – التركية الثلاثية. والمسعى التركي يصب في إطار العمل الإستخباري الأميركي نفسه لتنشيط اللجنة التي توقف عملها قبل عام، وكانت تقوم بتنسيق أعمال مطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المنتشرين في شمال العراق. ويعمل الأتراك على إقناع البرزاني بدفع الأكراد السوريين نحو موقف أكثر هجومية ضد النظام السوري، وتهديدهم بالتدخل إذا ما واصلوا بناء «كيان ذاتي»، كما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة