أظهرت اختبارات القوة التي خاضتها الولايات المتحدة والمعسكر الغربي معها داخل مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوع الماضي حقيقة أن التوازنات الجديدة التي انطلق تشكلها في العالم على أنقاض نظام الهيمنة الأميركية الأحادية تشق طريقها وترسم اتجاها لا رجعة فيه لأنها تعبير أصيل عن التحولات التي شهدها العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي و بالذات في حصيلة ما شهدته السنوات العشر الأخيرة في مقاومة شعوب الشرق للحروب العالمية الفاشلة التي شنتها الإمبراطورية الأميركية .

أولا: الخطة الأميركية لتدمير سورية شكلت محور السعي الأميركي لإحياء نظام الهيمنة الأحادية بينما استثمرت روسيا والصين ودول البريكس على صلابة الدولة السورية وخيارها المقاوم الذي يحظى بتأييد غالبية الشعب العربي السوري.

ما حصل حول سورية خلال الأيام الأخيرة كان الجولة الخطر من الحرب العالمية التي تستهدفها ، فقد نفذت جريمة الاغتيال الإرهابية التي استهدفت عددا من كبار القادة العسكريين ضمن خطة كاملة لإثارة انهيار شامل في الدولة والجيش وخلق المناخ المناسب لكسر الموقفين الروسي والصيني داخل مجلس الأمن والخروج بقرار ضمن الفصل السابع.

ثانيا: فشل الخطة على الأرض  ونجاح القيادة السورية في احتواء نتائج الضربة واستعادتها لزمام المبادرة بقرار الرئيس الأسد تعيين وزير جديد للدفاع وانطلاق القوات العربية السورية في حملة هجومية لتطهير البلاد من فرق الموت التي يديرها الأميركيون ، تزامنت مع إظهار روسيا والصين تمسكا وعنادا كبيرين برفض أي قرار دولي قد يتخذ غطاء للتدخل العسكري الذي تحدث عنه القادة الإسرائيليون ومن ثم الأميركيون تحت ذريعة الأسلحة الكيماوية السورية التي ثرثروا بشأنها طويلا لتغطية الضغوط و تبريرها.

ثالثا: الفيتو المزدوج الروسي الصيني في مجلس الأمن كان ضربة صاعقة نزلت على رأس الإمبراطورية الأميركية والمعسكر الغربي ، أعقبه قرار تمديد مهمة المراقبين بصورة بدت معها الولايات المتحدة مرة ثالثة مهزومة ومتراجعة أمام المعادلات القاهرة التي تشير إلى مناعة القدرة السورية وبينما كان الأميركيون يتراجعون في مجلس الأمن عبر قبول القرار كانت فلول العصابات تندحر على الأرض السورية ليس في أحياء العاصمة التي تسللوا إليها فقط بل أيضا في المواقع الحدودية وسائر المحافظات السورية.

رابعا: ما تزال الولايات المتحدة مصممة على تخريب مبادرة أنان التي اضطرت للقبول بها تحت ضغط التوازنات ، وبسبب فشل الحرب الكونية على سورية ، وهي لذلك أطلقت فور انتهاء جلسة مجلس الأمن الدعوة لاجتماع ما يسمى مجموعة أصدقاء سورية التي أنيطت بها منذ تكوينها مهمة تنظيم تهريب الأسلحة والأموال والمعدات التقنية المتطورة وتغطية النشاط الإرهابي داخل سورية ومن الواضح أن الولايات المتحدة تريد بأي ثمن مواصلة استنزاف الدولة السورية بالشراكة مع إسرائيل ومن خلال خدمها وعملائها في المنطقة وهي بذلك تريد تأجيل اعترافها بالفشل والهزيمة أمام الرئيس بشار الأسد.

خامسا: التحذير الروسي من أي عمل خارج مجلس الأمن ضد سورية والذي صدر عن الرئيس فلاديمير بوتين هو بمثابة الإنذار القوي وإعلان لوقوف روسيا والصين ومجموعة البريكس إلى جانب سورية في مقاومة أي اعتداء أجنبي ، في حين أن منظومة المقاومة في المنطقة أعلنت بصراحة وبلسان السيد حسن نصرالله أن سورية لن تكون وحدها في التصدي لأي حرب تستهدفها ويعرف الغرب جيدا أن أي قوة معتدية ستلقى ردا قاسيا من الشعب والجيش في سورية وان إسرائيل ستدفع الثمن قبل غيرها وهذا هو سر تحذير كلينتون وأمين عام الحلف الأطلسي راسموسن مجددا من كارثة كبرى قد تقع نتيجة أي تصعيد عسكري كبير تحت عنوان الأزمة السورية.

تحذير بوتين له فعل استراتيجي في الحسابات الأميركية والإسرائيلية ومعلوم جيدا لدى جميع الخبراء في العالم وفي المنطقة أن قوة الجيش السوري يحسب لها الحساب في أي مواجهة إقليمية وهذا ما سبق أن ردع حكومة الوهم العثماني ورئيسها الذي عربد طويلا ثم انزوى رغم مواصلته حبك الدسائس ضد الدولة السورية بعدما باتت فضيحته على كل لسان داخل تركيا وفي العالم اثر إسقاط الدفاع الجوي السوري للطائرة التركية. 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-07-21
  • 11170
  • من الأرشيف

فشل أميركي جديد في الحرب على سورية

أظهرت اختبارات القوة التي خاضتها الولايات المتحدة والمعسكر الغربي معها داخل مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوع الماضي حقيقة أن التوازنات الجديدة التي انطلق تشكلها في العالم على أنقاض نظام الهيمنة الأميركية الأحادية تشق طريقها وترسم اتجاها لا رجعة فيه لأنها تعبير أصيل عن التحولات التي شهدها العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي و بالذات في حصيلة ما شهدته السنوات العشر الأخيرة في مقاومة شعوب الشرق للحروب العالمية الفاشلة التي شنتها الإمبراطورية الأميركية . أولا: الخطة الأميركية لتدمير سورية شكلت محور السعي الأميركي لإحياء نظام الهيمنة الأحادية بينما استثمرت روسيا والصين ودول البريكس على صلابة الدولة السورية وخيارها المقاوم الذي يحظى بتأييد غالبية الشعب العربي السوري. ما حصل حول سورية خلال الأيام الأخيرة كان الجولة الخطر من الحرب العالمية التي تستهدفها ، فقد نفذت جريمة الاغتيال الإرهابية التي استهدفت عددا من كبار القادة العسكريين ضمن خطة كاملة لإثارة انهيار شامل في الدولة والجيش وخلق المناخ المناسب لكسر الموقفين الروسي والصيني داخل مجلس الأمن والخروج بقرار ضمن الفصل السابع. ثانيا: فشل الخطة على الأرض  ونجاح القيادة السورية في احتواء نتائج الضربة واستعادتها لزمام المبادرة بقرار الرئيس الأسد تعيين وزير جديد للدفاع وانطلاق القوات العربية السورية في حملة هجومية لتطهير البلاد من فرق الموت التي يديرها الأميركيون ، تزامنت مع إظهار روسيا والصين تمسكا وعنادا كبيرين برفض أي قرار دولي قد يتخذ غطاء للتدخل العسكري الذي تحدث عنه القادة الإسرائيليون ومن ثم الأميركيون تحت ذريعة الأسلحة الكيماوية السورية التي ثرثروا بشأنها طويلا لتغطية الضغوط و تبريرها. ثالثا: الفيتو المزدوج الروسي الصيني في مجلس الأمن كان ضربة صاعقة نزلت على رأس الإمبراطورية الأميركية والمعسكر الغربي ، أعقبه قرار تمديد مهمة المراقبين بصورة بدت معها الولايات المتحدة مرة ثالثة مهزومة ومتراجعة أمام المعادلات القاهرة التي تشير إلى مناعة القدرة السورية وبينما كان الأميركيون يتراجعون في مجلس الأمن عبر قبول القرار كانت فلول العصابات تندحر على الأرض السورية ليس في أحياء العاصمة التي تسللوا إليها فقط بل أيضا في المواقع الحدودية وسائر المحافظات السورية. رابعا: ما تزال الولايات المتحدة مصممة على تخريب مبادرة أنان التي اضطرت للقبول بها تحت ضغط التوازنات ، وبسبب فشل الحرب الكونية على سورية ، وهي لذلك أطلقت فور انتهاء جلسة مجلس الأمن الدعوة لاجتماع ما يسمى مجموعة أصدقاء سورية التي أنيطت بها منذ تكوينها مهمة تنظيم تهريب الأسلحة والأموال والمعدات التقنية المتطورة وتغطية النشاط الإرهابي داخل سورية ومن الواضح أن الولايات المتحدة تريد بأي ثمن مواصلة استنزاف الدولة السورية بالشراكة مع إسرائيل ومن خلال خدمها وعملائها في المنطقة وهي بذلك تريد تأجيل اعترافها بالفشل والهزيمة أمام الرئيس بشار الأسد. خامسا: التحذير الروسي من أي عمل خارج مجلس الأمن ضد سورية والذي صدر عن الرئيس فلاديمير بوتين هو بمثابة الإنذار القوي وإعلان لوقوف روسيا والصين ومجموعة البريكس إلى جانب سورية في مقاومة أي اعتداء أجنبي ، في حين أن منظومة المقاومة في المنطقة أعلنت بصراحة وبلسان السيد حسن نصرالله أن سورية لن تكون وحدها في التصدي لأي حرب تستهدفها ويعرف الغرب جيدا أن أي قوة معتدية ستلقى ردا قاسيا من الشعب والجيش في سورية وان إسرائيل ستدفع الثمن قبل غيرها وهذا هو سر تحذير كلينتون وأمين عام الحلف الأطلسي راسموسن مجددا من كارثة كبرى قد تقع نتيجة أي تصعيد عسكري كبير تحت عنوان الأزمة السورية. تحذير بوتين له فعل استراتيجي في الحسابات الأميركية والإسرائيلية ومعلوم جيدا لدى جميع الخبراء في العالم وفي المنطقة أن قوة الجيش السوري يحسب لها الحساب في أي مواجهة إقليمية وهذا ما سبق أن ردع حكومة الوهم العثماني ورئيسها الذي عربد طويلا ثم انزوى رغم مواصلته حبك الدسائس ضد الدولة السورية بعدما باتت فضيحته على كل لسان داخل تركيا وفي العالم اثر إسقاط الدفاع الجوي السوري للطائرة التركية.   

المصدر : غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة