في الوقت الذي اجتمعت فيه القوى الكبرى في جنيف لبحث المرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا، نقل زوار الرئيس بشار الاسد عنه ارتياحا للموقف الروسي الذي قلب المعادلة الغربية بحسب تعبيرهم، من خلال الاصرار على الحل السياسي تحت سقف النظام من جهة، والتأكيد على ضرورة البدء بتنفيذ البنود المتفق عليها سابقا خصوصا تلك المتعلقة بوقف العمليات العسكرية وانسحاب المسلحين من الشارع وكف الدول العربية والغربية عن تمويلهم ومدهم بالسلاح من جهة ثانية، وبالتالي فان كل ما يحاول الغرب تسريبه وتعميمه حول رحيل النظام يبقى من باب التمنيات البعيدة كل البعد عن الواقع.

ويكشف هؤلاء أنّ الرئيس الاسد وقواته الموالية يستفيدون إلى اقصى الحدود من انشغالات الاعلام الغربي بالاجتماعات السياسية واللقاءات الدبلوماسية لاحراز تقدم في الميدان بعيدا عن الضغوط الاعلامية والدولية. والجدير ذكره أنّ أخبار حمص تغيب عن هذا الاعلام كما تغيب عن الاعلام الرسمي السوري بالكامل في مشهد يؤكد على واحدة من حقيقتين، اما ان القوات السورية تمكنت من حسم الشارع لمصلحتها وحصرت الاشتباكات في احياء محددة بعيدة عن اعين الاعلام، او العكس مع ترجيح الامكانية الاولى باعتبار ان المعارضة كانت قد اعلنت ذلك، عوض اعلان بعض فصائلها عن تنفيذ انسحاب تكتيكي من دوما وبعض احياء ريف دمشق.

وبعيدا عن الشأن الميداني الذي يبقى رهن الايام القليلة المقبلة، ينقل هؤلاء عن الاسد رغبته الصادقة بالمشاركة في اي حوار، بما يحرج معارضة الخارج التي ترفض اي حوار في ظل نظام الرئيس الاسد. وبالتالي فان الايام المقبلة قد تشهد بعض المفاجآت السياسية والميدانية على سواء، خصوصا ان الموقف الروسي اعطى إلى حد بعيد جرعة دعم كافية للاسد للابقاء على سياساته وللاستمرار في عمليات الحسم، لاسيما اذا ما صحت المعلومات المقرونة بعدد من الاشارات عن تقدم ميداني راجح في حمص والمدن والاحياء القريبة من الحدود مع لبنان.

في المقابل، تعتبر الدبلوماسية الاوروبية ان لقاء جنيف لم يحقق الكثير لمجموعة الدول المعنية في الازمة السورية، بل على العكس تماما، فانه اعترف علانية بان الحل السوري يمر عبر البوابة الروسية حصرا، وبالتالي فان المكاسب المفترضة من اي تسوية على المستوى السياسي السوري ستصب في خانة موسكو التي كانت قد اعلنت ان النظام الدولي الجديد يبدأ من سوريا.

ويعرب الدبلوماسي الاوروبي عن اعتقاده بان الاسد لن يخرج من الحكم مهما اشتدت الضغوط عليه، وتلك القاعدة او الثابتة لا بد من التقيد بها طالما ان الرئيس الاسد يستند إلى عامود الجيش الفقري. وبالتالي فان الحقيقة المجردة تقضي بالاعتراف بان الاسد ما زال يملك الورقة الاقوى، ما يعني بان اسقاطه يبدو مستحيلا، وفقاً للدبلوماسي، الذي يلفت في الوقت عينه إلى ان عدم اسقاطه لا يعني ان الامور في سوريا تسير بالاتجاه الصحيح. ويوضح أن ذلك لا يمنع من ان تتحول حرب الاستنزاف الدائرة في مناطق عدة من سوريا، إلى حرب "طائفية" و"مذهبية" تؤدي إلى "تقسيم" البلاد وتقاسمها بين التيارات الاصولية من جهة والاقليات من جهة ثانية، بحيث يبدو هذا الاحتمال بحسب الدبلوماسية الاوروبية اقرب بكثير من احتمال "اسقاط" الرئيس الاسد حتى ولو تخلت روسيا عنه شخصيا، او حتى لو بعد حين.

 

النشرة

  • فريق ماسة
  • 2012-07-02
  • 10196
  • من الأرشيف

الرئيس الاسد يستفيد من الارباك الغربي والدعم الروسي لتحقيق تقدم ميداني يطغى على نتائج جنيف ..

في الوقت الذي اجتمعت فيه القوى الكبرى في جنيف لبحث المرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا، نقل زوار الرئيس بشار الاسد عنه ارتياحا للموقف الروسي الذي قلب المعادلة الغربية بحسب تعبيرهم، من خلال الاصرار على الحل السياسي تحت سقف النظام من جهة، والتأكيد على ضرورة البدء بتنفيذ البنود المتفق عليها سابقا خصوصا تلك المتعلقة بوقف العمليات العسكرية وانسحاب المسلحين من الشارع وكف الدول العربية والغربية عن تمويلهم ومدهم بالسلاح من جهة ثانية، وبالتالي فان كل ما يحاول الغرب تسريبه وتعميمه حول رحيل النظام يبقى من باب التمنيات البعيدة كل البعد عن الواقع. ويكشف هؤلاء أنّ الرئيس الاسد وقواته الموالية يستفيدون إلى اقصى الحدود من انشغالات الاعلام الغربي بالاجتماعات السياسية واللقاءات الدبلوماسية لاحراز تقدم في الميدان بعيدا عن الضغوط الاعلامية والدولية. والجدير ذكره أنّ أخبار حمص تغيب عن هذا الاعلام كما تغيب عن الاعلام الرسمي السوري بالكامل في مشهد يؤكد على واحدة من حقيقتين، اما ان القوات السورية تمكنت من حسم الشارع لمصلحتها وحصرت الاشتباكات في احياء محددة بعيدة عن اعين الاعلام، او العكس مع ترجيح الامكانية الاولى باعتبار ان المعارضة كانت قد اعلنت ذلك، عوض اعلان بعض فصائلها عن تنفيذ انسحاب تكتيكي من دوما وبعض احياء ريف دمشق. وبعيدا عن الشأن الميداني الذي يبقى رهن الايام القليلة المقبلة، ينقل هؤلاء عن الاسد رغبته الصادقة بالمشاركة في اي حوار، بما يحرج معارضة الخارج التي ترفض اي حوار في ظل نظام الرئيس الاسد. وبالتالي فان الايام المقبلة قد تشهد بعض المفاجآت السياسية والميدانية على سواء، خصوصا ان الموقف الروسي اعطى إلى حد بعيد جرعة دعم كافية للاسد للابقاء على سياساته وللاستمرار في عمليات الحسم، لاسيما اذا ما صحت المعلومات المقرونة بعدد من الاشارات عن تقدم ميداني راجح في حمص والمدن والاحياء القريبة من الحدود مع لبنان. في المقابل، تعتبر الدبلوماسية الاوروبية ان لقاء جنيف لم يحقق الكثير لمجموعة الدول المعنية في الازمة السورية، بل على العكس تماما، فانه اعترف علانية بان الحل السوري يمر عبر البوابة الروسية حصرا، وبالتالي فان المكاسب المفترضة من اي تسوية على المستوى السياسي السوري ستصب في خانة موسكو التي كانت قد اعلنت ان النظام الدولي الجديد يبدأ من سوريا. ويعرب الدبلوماسي الاوروبي عن اعتقاده بان الاسد لن يخرج من الحكم مهما اشتدت الضغوط عليه، وتلك القاعدة او الثابتة لا بد من التقيد بها طالما ان الرئيس الاسد يستند إلى عامود الجيش الفقري. وبالتالي فان الحقيقة المجردة تقضي بالاعتراف بان الاسد ما زال يملك الورقة الاقوى، ما يعني بان اسقاطه يبدو مستحيلا، وفقاً للدبلوماسي، الذي يلفت في الوقت عينه إلى ان عدم اسقاطه لا يعني ان الامور في سوريا تسير بالاتجاه الصحيح. ويوضح أن ذلك لا يمنع من ان تتحول حرب الاستنزاف الدائرة في مناطق عدة من سوريا، إلى حرب "طائفية" و"مذهبية" تؤدي إلى "تقسيم" البلاد وتقاسمها بين التيارات الاصولية من جهة والاقليات من جهة ثانية، بحيث يبدو هذا الاحتمال بحسب الدبلوماسية الاوروبية اقرب بكثير من احتمال "اسقاط" الرئيس الاسد حتى ولو تخلت روسيا عنه شخصيا، او حتى لو بعد حين.   النشرة

المصدر : أنطوان الحايك\ النشرة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة