اعترف الرئيس باراك أوباما أمام مجموعة من اليهود الأميركيين بأن من الجائز أن تكون نافذة فرص تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين «قد أغلقت».

وبحسب ما نشرت «هآرتس» فإن هذا القول جاء في لقاء رئيس طاقم البيت الأبيض جاك لو، مع وفد من الطائفة اليهودية الأرثوذكسية الأميركية، انضم إليه فجأة الرئيس أوباما. وكان أوباما قد أعلن مراراً في الماضي أن نافذة الفرص لتحقيق السلام في الشرق الأوسط «لن تبقى مفتوحة إلى الأبد». وهذه هي المرة الأولى التي يفصح فيها أوباما عن تقديره بأن هذه النافذة «ربما تكون قد أغلقت».

ويبدو أن أوباما الطامح لكسب تأييد اليهود في أميركا في الانتخابات المقبلة، يحمّل الفلسطينيين المسؤولية عن إغلاق نافذة الفرص هذه. وهو الذي سبق وتصادم علناً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن الاستيطان. وقال أعترف أن مواقف الفلسطينيين «تدهورت»، لكنه مع ذلك أعرب عن أمله في أن يكون هناك مجال في المستقبل لتحقيق تقدم في المفاوضات. ووعد باستمرار محاولة بذل الجهود للتقدم في المفاوضات. وبحسب كلامه فإن الأحداث الأخيرة في سوريا ومصر وفرت نموذجاً إضافياً لأسباب الحاجة إلى حل الدولتين.

وأشارت «هآرتس» إلى أن أوباما قال أمام ضيوفه اليهود إلى أنه ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو «يتدبران الأمر جيداً» على الصعيد الشخصي، مضيفاً أنه يفهم أن نتنياهو لا يريد أن يبدو كشخص ضعيف، وكمن يخضع للضغط الأميركي، وهو مثل الزعماء في كل الدول، لا يريد فرض قيود عليه.

ويرمز انضمام أوباما إلى اجتماع اليهود الأرثوذكس مع رئيس طاقم البيت الأبيض إلى تكثيف محاولات مغازلة الصوت اليهودي في أميركا. وكان أوباما قد انضمّ في الأسبوع الفائت إلى اجتماع مشابه لزعماء الطائفة اليهودية المحافظة، ولكن بشكل بدا وكأنه صدفة.

وقد عقد الاجتماع مع القادة اليهود للبحث في المساعدات الفدرالية لمدارس الطائفة الأرثوذكسية. وقد أبلغهم أوباما أنه سيطلب من وزير التعليم في إدارته أرني دانكان، دراسة الأمر، لكنه نبّه إلى احتمال ألا يوافق الكونغرس على مناقشته بسبب اقتراب موعد الانتخابات. وبعد ذلك تطرق أوباما، وكأن الأمر عرضاً، إلى الموضوع السياسي بعدما كانت العلاقة مع إسرائيل قد أثيرت في الاجتماع مع المحافظين.

وكان الحاخام شموئيل غولدين، رئيس اتحاد الحاخامات في أميركا (RCA)، قد سأله إذا كان كرئيس لأميركا قد استخلص أية عبر من شكل إدارة العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، في ضوء خطابه أمام مؤتمر اللوبي الصهيوني «إيباك» حين قال إنه لا ينوي الاعتذار على بذله الجهود للتوصل إلى اتفاق.

وردّ أوباما بأنه بات يعرف كم أن هذه العملية «صعبة»، وأنه على امتدادها ظهرت فرص كثيرة للوقوع في شرك سوء الفهم. وبحسب كلامه فإن التوترات بين الطرفين تنبع فقط من حقيقة أنهما يشعران بالضغط من أجل التسوية. وأشار إلى أن موقفه بشأن المستوطنات لا يختلف عن موقف الإدارات الأميركية السابقة، ولكن إدارته أولت بشكل مقصود انتباهاً أكبر لإسرائيل واحتياجاتها الأمنية. كذلك فإن الرئيس أوباما طلب من ضيوفه عدم الاستهانة بالتزاماته تجاه إسرائيل، برغم قناعته بأن الصداقة لا تعني التوافق بين طرفين على كل شيء.

وفي أول ردّ على مواقف أوباما، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «نحن ملتزمون بسلام عادل وننتظر أن يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمرجعية عملية السلام وخريطة الطريق وأن يوقف الاستيطان ويلتزم بالحل على أساس حدود 1967».

وذكّر أبو ردينة بأن خريطة الطريق تشمل الموقف الأميركي من عملية السلام، داعياً اللجنة الرباعية إلى إجبار إسرائيل على العودة إلى المفاوضات وفق الاستحقاقات المطلوبة، وفي حال استمرّ الرفض الإسرائيلي على اللجنة أن تعلن عن الطرف المعطل للعملية السلمية.

  • فريق ماسة
  • 2012-06-06
  • 5958
  • من الأرشيف

أوباما يلهث خلف الصوت اليهودي: نافذة السلام مع الفلسطينيين أُغلقت!

اعترف الرئيس باراك أوباما أمام مجموعة من اليهود الأميركيين بأن من الجائز أن تكون نافذة فرص تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين «قد أغلقت». وبحسب ما نشرت «هآرتس» فإن هذا القول جاء في لقاء رئيس طاقم البيت الأبيض جاك لو، مع وفد من الطائفة اليهودية الأرثوذكسية الأميركية، انضم إليه فجأة الرئيس أوباما. وكان أوباما قد أعلن مراراً في الماضي أن نافذة الفرص لتحقيق السلام في الشرق الأوسط «لن تبقى مفتوحة إلى الأبد». وهذه هي المرة الأولى التي يفصح فيها أوباما عن تقديره بأن هذه النافذة «ربما تكون قد أغلقت». ويبدو أن أوباما الطامح لكسب تأييد اليهود في أميركا في الانتخابات المقبلة، يحمّل الفلسطينيين المسؤولية عن إغلاق نافذة الفرص هذه. وهو الذي سبق وتصادم علناً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن الاستيطان. وقال أعترف أن مواقف الفلسطينيين «تدهورت»، لكنه مع ذلك أعرب عن أمله في أن يكون هناك مجال في المستقبل لتحقيق تقدم في المفاوضات. ووعد باستمرار محاولة بذل الجهود للتقدم في المفاوضات. وبحسب كلامه فإن الأحداث الأخيرة في سوريا ومصر وفرت نموذجاً إضافياً لأسباب الحاجة إلى حل الدولتين. وأشارت «هآرتس» إلى أن أوباما قال أمام ضيوفه اليهود إلى أنه ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو «يتدبران الأمر جيداً» على الصعيد الشخصي، مضيفاً أنه يفهم أن نتنياهو لا يريد أن يبدو كشخص ضعيف، وكمن يخضع للضغط الأميركي، وهو مثل الزعماء في كل الدول، لا يريد فرض قيود عليه. ويرمز انضمام أوباما إلى اجتماع اليهود الأرثوذكس مع رئيس طاقم البيت الأبيض إلى تكثيف محاولات مغازلة الصوت اليهودي في أميركا. وكان أوباما قد انضمّ في الأسبوع الفائت إلى اجتماع مشابه لزعماء الطائفة اليهودية المحافظة، ولكن بشكل بدا وكأنه صدفة. وقد عقد الاجتماع مع القادة اليهود للبحث في المساعدات الفدرالية لمدارس الطائفة الأرثوذكسية. وقد أبلغهم أوباما أنه سيطلب من وزير التعليم في إدارته أرني دانكان، دراسة الأمر، لكنه نبّه إلى احتمال ألا يوافق الكونغرس على مناقشته بسبب اقتراب موعد الانتخابات. وبعد ذلك تطرق أوباما، وكأن الأمر عرضاً، إلى الموضوع السياسي بعدما كانت العلاقة مع إسرائيل قد أثيرت في الاجتماع مع المحافظين. وكان الحاخام شموئيل غولدين، رئيس اتحاد الحاخامات في أميركا (RCA)، قد سأله إذا كان كرئيس لأميركا قد استخلص أية عبر من شكل إدارة العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، في ضوء خطابه أمام مؤتمر اللوبي الصهيوني «إيباك» حين قال إنه لا ينوي الاعتذار على بذله الجهود للتوصل إلى اتفاق. وردّ أوباما بأنه بات يعرف كم أن هذه العملية «صعبة»، وأنه على امتدادها ظهرت فرص كثيرة للوقوع في شرك سوء الفهم. وبحسب كلامه فإن التوترات بين الطرفين تنبع فقط من حقيقة أنهما يشعران بالضغط من أجل التسوية. وأشار إلى أن موقفه بشأن المستوطنات لا يختلف عن موقف الإدارات الأميركية السابقة، ولكن إدارته أولت بشكل مقصود انتباهاً أكبر لإسرائيل واحتياجاتها الأمنية. كذلك فإن الرئيس أوباما طلب من ضيوفه عدم الاستهانة بالتزاماته تجاه إسرائيل، برغم قناعته بأن الصداقة لا تعني التوافق بين طرفين على كل شيء. وفي أول ردّ على مواقف أوباما، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «نحن ملتزمون بسلام عادل وننتظر أن يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمرجعية عملية السلام وخريطة الطريق وأن يوقف الاستيطان ويلتزم بالحل على أساس حدود 1967». وذكّر أبو ردينة بأن خريطة الطريق تشمل الموقف الأميركي من عملية السلام، داعياً اللجنة الرباعية إلى إجبار إسرائيل على العودة إلى المفاوضات وفق الاستحقاقات المطلوبة، وفي حال استمرّ الرفض الإسرائيلي على اللجنة أن تعلن عن الطرف المعطل للعملية السلمية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة