دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نشر عوديد شامير السكرتير العسكري لوزير الجيش الاسرائيلي اثناء اجتياح لبنان واحتلال بيروت التي وقعت عام 1982 وعرفت اسرائيليا باسم عملية سلامة الجليل قبل ان تتحول الى حرب لبنان الاولى دفتر يومياته الذي دون فيه خطوة بخطوة وكل تفاصيل الحرب واجتماعات شارون بقادة الكتائب اللبنانية .
ونشرت اليوميات في ملحق صحيفة "يديعوت احرونوت":"ثلاثة ايام قبل اندلاع الحرب ذهب شارون في زيارة سرية لرومانيا الشيوعية بقياد الدكتاتور شاوشيسكو وخلال الاجتماع بينهما سلم السكرتير العسكري شارون قصاصة ورق كتب عليها "الحكومة تعقد اجتماعا لبحث الرد على عملية محاولة اغتيال السفير شلومو ارغوف" ومنذ هذه اللحظة شرع عوديت شامير بتدوين كل ما يجري ويحدث في دفتر يومياته الذي احتوى تفاصيل كل محادثة او ايجاز قدمه شارون خلال اجتماعاته بهيئة الاركان ومع قادة المسيحيين في لبنان اضافة للقاءات مع المبعوثيين الاميركيين كل هذا كتب بخط يده في عشرة دفاتر شخصية صغيرة".
الصفحة التي انتزعت من اليوميات :
اليوم الاول 6/حزيران الساعه الخامسة صباحا يتمدد في الغرفة رئيس الاركان ، الطاقم القيادي لقيادة المنطقة الشمالية قادة الفرق العسكرية ووزير الجيش بهذا الوصف وثق شامير اقوال شارون في هذه اللحظة الدراماتيكية التي شهدت اصدار شارون الامر ووضع الجميع بالمسار العام للحرب " حينها كانت تعرف باسم العملية " في لبنان قائلا " العملية لا تهدف الى اقامة حكومة لبنانية موالية او لاخراج الجيش السوري من لبنان لا احد هنا سعيدا بالحرب ويوجد لدينا رغبة بتجنبها اذا كان الامر ممكنا واذا نتج عن العملية وضع يسمح بامريين " وتحديدا في هذه النقطة انتزعت سرا الصفحة التي تفصل ما سيحدث لو سنحت امام اسرائيل فرصة لاخراج السوريين او تنصيب حكومة مسيحية في بيروت " ان هدف العملية يتمثل بتصفية البنية التحتية للمخربين واخراج البلدات الشمالية من مدى المدفعية .
يجب بذل جهودا طاما كان الامر ممكنا لمنع السوريين من دخول المعركة ويسحبوا قواتهم للخلف ومع ذلك فان الحكومة ستجتمع وفقا لتطورات الاوضاع وتتخذ قرارا حول اية عمليات مستقبلية الحديث يدور عن عملية ليست عادية انها معقدة ومركبة تستوجب اتخاذ قرارات مركزية خلال التنفيذ والامر يلزمنا بالتنفيذ الدقيق للاوامر وهجوما مباشرا على السوريين في البقاع سيتم لاحقا وسينفذ الامر بما يسمح للسوريين بالانسحاب ولا يوجد لدى اسرائيل نية بدخول حرب شاملة مع سوريا واذا ما قرر السوريون دخول الحرب لن نضربهم في الجولان بل في لبنان .
يجب ان نبذل جهدا غير عاديا حتى لاتقع اصابات في صفوفنا والسكان غير المعادين " الدروز والمسيحيين والشيعه والمسلمين " يجب عدم إصابتهم بسوء وعلى القادة الاهتمام بالامر شخصيا وعدم السماح لرجال حداد " مؤسس جيش لبنان الحر " بارتكاب المذابح .
السكرتير العسكري لشارون على قناعه بان مناحم بيغن عين شارون بهذا المنصب لتحقيق مهمتين، الاولى الانسحاب من سيناء واخلاء المستوطنات اليهودية فيها وابعاد تهديد الكاتيوشا عن البلدات الشمالية وطرد عرفات و"المخربين" من لبنان لان شارون هو افضل من ينفذ هذه المهام وحتى وزير الخارجية الاميركي في ذلك الوقت الكسندر هيغ كشف ان بيغن ابلغه قبل عام من الحرب بانه لن يكون مناصا من دخول الجيش الاسرائيلي الى بيروت حتى يخرج عرفات من مخبئه المحصن وهذا وفقا لاحساس" عوديدت شامير" ما اسس لاستراتيجية وصول القوات الاسرائيلية لطريق بيروت – دمشق وهو أي بيغ من عرض شارون اما الحكومة وكانه هنيبعل الذي قام بخطوة كبيرة وحاصر القوات السورية ولقد كان بيغن على اطلاع تام بكل تفصيلة وخطوة مهما كانت صغيرة .
وقال السكرتير العسكري للتدليل على معرفة بيغن التامة " لقد كنت هناك وسجلت ووثقت كل شيئ وفي كل حالة او حادثة تلقى بيغن تقريرا مباشرا من رفائيل ايتان الذي كان على اتصال دائم به وتجاوز شارون في اكثر من مرة ليبلغ بيغن وفي احدى المرات كتبت قصاصة ورق وقدمتها لرئيس الاركان " ايتان "وقلت له اشعر بان الطريقة المقبولة تمر اولا من خلال وزير الجيش ".
وعودة للساعات الاولى للحرب "التقى شارون بكبار القادة في الميدان ونقل لهم قرار الحكومة على هذا النحو " لا توجد نية للمس بالمدنيين ، مسا مكثفا يبقى في الذاكرة ومع ذلك لا يوجد امكانية لدفع ثمن باهظ من قبلنا فيما يتعلق بمهاجمة الصواريخ السورية هذا يعني حربا شاملة مع سوريا لذلك سنترك الامر حتى اليوم الاخير ربما بعد غد ".
واجمل شارون الاجتماع بالقول" في اليوم الثالث صباحا يجب الاستعداد لضرب الصواريخ السورية وتدمير المدرعات السورية في البقاع وايجاد اتصال ميداني مع المسيحيين " القوات المسيحية" والطبل بان يشمل اتفاق وقف اطلاق النار تعهدا بعدم تنفيذ عمليات ارهابية ضد اليهود في ارجاء العالم واخيرا يجب توجيه قادة الفرق ببذل جهدها لتجنب وقوع خسائر في صفوف قواتهم ".
ولس مع بشير الجميل
وقت قصير بعد اندلاع المعارك بدأ الاحتجاج وشعر الجمهور بان اسرائيل تذهب للحرب لتتوج بشير الجميل رئيسا على لبنان وتغير طريقة الحكم في هذا البلد وخلال المعارك التقى شارون مع بشير اجميل اكثر من مرة والتقى الاثنان قبل الحرب ايضا وفقا لاقوال السكرتير العسكري وكانت المحادثات بينهما مثيرة وتجلت فيها ضغطا من شارون على بشير يحثه على تولي زمام الامور والسيطرة على الحكم وتنظيف بيروت الغربية من رجال منظمة التحرير هكذا على سبيل المثال بدا الاجتماع الذي ضمهما يوم 13/6 :
شارون: يجب ان نبدأ ، الامر الوحيد الذي تحتاجون القيام به هو اتخاذ القرار .
الجميل: اجتمعت مع السفير وهو يدعم موقفنا وتحدثت مع عدد من المسلمين واستعد للقاء الرئيس نحن لن نفرط في الفرصة التي سقطت في ايدينا وكذلك الامريكيين يدعمون موقفنا يجب ان يحدث شيئا ما خلال الايام القريبة واذا لم يحدث سنسيطر على السلطة ومن سيدعمنا سيكون هو الرئيس واذا لم ننجح باقامة حكومة سيدخل احدا من طرفنا الى القصر ويعلن باننا الحكومة الشرعية هذا هو الوقت المناسب للضغط على سركيس " الرئيس اللبناني الياس سركيس" حتى يقيم حكومة جديدة.
شارون: لا تنتظر من الامريكيين ان يفعلوا شيئا من اجلك .
الجميل: افضل اطلاعكم على كل شيئ وان اكون على الجانب المؤكد والموثوق معك .
شارون : يجب عليكم ان تفهموا بانه من الصعب علينا خرق وقف اطلاق النار ولكن هذا ما يمكنكم القيام به اذا اردتم . من الناحية العسكرية نحن لا نحتاج ذلك ولكن بهدف جر الفلسطينين للقتال وبالتالي يمكننا قتلهم نحتاج لهذا الامر .
الجميل : ليس من الجيد ان نشعر المسلمين بالاهانة لدرحة يرفضون معها دخول الحكومة.
شارون: ولكن اذا تلقيت في اليوميين القادميين جوابا سلبيا؟ الحكومة ملزمة باجراء مفاوضات تتضمن انسحاب جميع الاطراف من لبنان نحن لا نريد غير ان تقوم هنا حكومة شرعية تعيش مع اسرائيل بسلام الان عليكم فقط تشكيل حكومة.
الجميل: متى سيصل السيد بيغن الى القصر؟ هذا ليس اصعب من دخول قلعة الشقيف.
شارون : المنطقة في ايديكم خذوها .
الجميل : نحن نستعد لاخذها.
بعد هذا الاجتماع كتب شارون " يجب عدم السماح لبشير الجميل بادخال محافظين " حكام " جزم الزهراني ويجب السماح بعودة اللاجئين المسيحيين لقراهم في الجنوب وفيما يتعلق بتصوير الوضع للجمهور في اسرائيل نحن ملزمون باظهار صعوبة القتال حتى يفهم الجمهور لماذا نحارب ".
شارون يفقد اعصابه وصبره
يوم 20/6 وصل شارون الى بيروت حين كان الجيش يحاصرها وتدور اتصالات بوساطة امريكية لاخراج الفلسطينين بقيادة عرفات من لبنان وهذا تفصيل الايجاز الذي قدمه شارون للقادة في ميدان المعركة " يجب ان تبادروا لعمليات ضد المخربين لا تتركوهم يرتاحون ليلا ولا نهارا وفيما يتعلق بمشكلة بيروت فان الوقت ينفذ ووضعنا يتراجع اذا لم نبيد قادة المخربين هناك خوفا من تكبدنا خسائر اثناء دخول المدينة هناك قرار حكومي بان يشن المسيحيين الهجوم ونحن نساعدهم ويجب علينا ايجاد طريقة لتقسيم المدينة واحتلال نقاط استراتيجية فيها ".
وخلال اليوم نفسه عقد شارون اجتماعا مع قادة الكتائب" البستاني وفهدي بحضور ممثل عن الموساد ودار الحديث التالي :
شارون: يجب على رجالك القيام بخطوات تسمح لنا بمساعدتكم واذا طالب العالم بانسحاب اسرائيلي فقط سنكون تحت ضغط كبير وانتم ستخسرون الفرصة التي لن تتكرر , نحن نفضل وجود حكومة بقيادة بشير ونحن يمكننا المساعدة ودعمها, لن يكون لها علاقات بالعالم كما كانت سابقا لكنها ستكون حكومة قوية يمكنها تنظيف بيروت الغربية ومطالبة السوريين بالانسحاب من لبنان وهذا سيكون صعبا بالنسبة للامريكيين والفرنسيين لكنه جيدا بالنسبة لكم ونحن على استعداد لابرام اتفاقية دفاعية معكم سرية او علنية وهذا سيكون ضمن اتفاق سلام اسرائيلي لبناني .
البستاني: خطوة اقامة الحكومة ستكون فقط مع بداية عملية بيروت .
شارون "عملية بيروت ستبدأ كما يبدو ليلة الثلاثاء- الاربعاء بسبب زيارة رئيس الحكومة لواشنطن يجب عليكم افتتاح العملية ولن نسمح بسقوطكم نحن نريد ان توحدوا البلاد وننتظر توقيع اتفاقية دفاعية معكم وسنقيم لكم جيشا قويا اذا رغبتم اذا كنتم انتم هنا فان المخربين لن يكونوا.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة