للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الإسرائيلية الألمانية يعترف خبراء من الجانبين بأن غواصات «دولفين» تمتلك قدرات نووية. وجاء هذا الاعتراف في تحقيق شامل أجرته مجلة «در شبيغل» عن الغواصات الألمانية التي صنعت بمواصفات إسرائيلية والتي سلمت لإسرائيل حتى الآن أربع منها في حين أبرم اتفاق لتسليم أخريين. وبحسب خطط سلاح البحرية الإسرائيلي فإنه خلال العقد الحالي ستمتلك إسرائيل عشر غواصات من هذا الطراز ما يجعل السلاح واحدا من أقوى الأسلحة البحرية في العالم.

وأشار التحقيق بوضوح إلى أن غواصات «دولفين» تمتلك قدرات لحمل رؤوس حربية نووية. وتحت عنوان «العملية السرية: شمشون» كتبت المجلة أنه «طوال سنوات أثيرت تكهنات بشأن تسليح الغواصات التي تصدرها ألمانيا لإسرائيل. والآن يؤكد الخبراء في ألمانيا وتل أبيب: الغواصات مسلحة برؤوس حربية نووية. في برلين يعرفون ذلك منذ زمن طويل».

وجاء في المجلة أن «تحقيقا صحافيا في ألمانيا، في إسرائيل وفي الولايات المتحدة لا يدع مجالا للشك، من خلال التكنولوجيا البحرية الألمانية نجحت إسرائيل في خلق مخزون من السلاح النووي الطواف في الشرق الأوسط».

ويفهم من تحقيق المجلة الألمانية ان ألمانيا زودت إسرائيل بغواصات معدة لحمل سلاح نووي، وذلك لمنح إسرائيل قدرة الضربة الثانية في حالة المس بقواعد الصواريخ النووية، وأن محافل ألمانية رفيعة المستوى صادقت على بناء الغواصات وتمويلها وأنها فهمت ذلك في الزمن الحقيقي، ولكن انطلاقا من الاحترام للاعتبارات الأمنية الإسرائيلية والتزام ألمانيا بأمن إسرائيل فضلت غض النظر.

ثلاث غواصات توجد قيد الاستخدام في سلاح البحرية اليوم. غواصة رابعة، التمساح توجد في تجربة بعد إطلاقها في ألمانيا قبل نحو شهر. وهناك غواصة خامسة في بداية البناء وستصل إلى إسرائيل في العام 2018. ومؤخرا وقع عقد على السادسة.

ويتضمن تقرير «در شبيغل» سجلاً مفصلاً عن الغواصات وتفاصيل كثيرة جدا عن المفاوضات الجارية في السنوات العشرين الأخيرة بين الدولتين بالنسبة إلى المبالغ الهائلة التي دفعتها ألمانيا كي تمول المشروع.

وتعتبر غواصات «دولفين» الذراع الاستراتيجي الأبعد مدى لإسرائيل بسبب قدرة الغواصات على الإبحار بعيداً، وطبيعة الأسلحة التي تحملها. وكان قد أشيع في مطلع التسعينيات أن التطلع لامتلاك غواصات بهذه المواصفات كان القرار الاستراتيجي الإسرائيلي الأهم في الرد على احتمالات امتلاك أي من أعداء إسرائيل قنبلة نووية، فالغواصات توفر لإسرائيل قوة ردعية مهمّة هي أساس سياسة «الضربة الثانية».

ومعروف أن غواصتي «دولفين» الأوليين كانتا في الأساس هدية ألمانية لإسرائيل لـ«ضبطها النفس» في حرب الخليج الأولى. وجرى تمويل الغواصتين اللاحقتين بمشاركة ألمانية بنصف التكلفة. كما أن الغواصتين الخامسة والسادسة وهما بين الأحدث في العالم مولتا جزئيا من الحكومة الألمانية بشكل لا يقل عن الثلث.

وبحسب «در شبيغل» فإن رئيس تحرير المجلة جياورج ماسكولو كتب في افتتاحية العدد أن «التحقيق استمر شهورا طويلة وهو يثبت أنه في الغواصات التي سلمتها ألمانيا لسلاح البحرية الإسرائيلي تم تركيب منصات لسلاح نووي. وحاليا يؤكد مسؤولون ألمان أنهم يعرفون ما هو الاستخدام الحقيقي لإسرائيل لأدوات ألمانية».

وكانت الغواصات بنيت في حوض السفن (HDW) في كيل حسب متطلبات إسرائيلية خاصة، وبينها إضافة أربعة أنابيب «توربيدو». وتكشف «دير شبيغل» النقاب عن وثيقة سرية ألمانية من العام 2006 جاء فيها أن إسرائيل طلبت الأنابيب كي تطلق رجال كوماندوس بحريين من داخل الغواصات. وتطرح المجلة الاعتقاد بأن هذه مجرد ذريعة: «لكل ذي عقل كان واضحا من ان مثل هذا الانبوب يمكنه أن يخرج فقط صاروخا موجها إلى اليابسة»، يقول مصدر كبير. تحسين اضافي ادخل الى الغواصة 4، 5 و 6 هو منظومة تسمح بالمكوث حتى 18 يوما تحت الماء.

الغواصات، كما كتبت «دير شبيغل» هي في قاعدة قدرة الضربة الثانية لاسرائيل. «مسلحة بالسلاح النووي، هي دليل على أن الدولة اليهودية ستضرب بالقوة في حالة هجوم نووي ضدها»، كتب في المجلة.

وأفادت مصادر رفيعة المستوى للمجلة أن «رفائيل» (سلطة تطوير الوسائل القتالية) طورت الصواريخ بنفسها، وهي صواريخ «بوباي توربو» (SLM)، ويمكنها أن تحمل رأسا متفجراً بوزن يصل حتى 200 كيلوغرام. وكتب أن «الرؤوس المتفجرة النووية أنتجت في المفاعل في ديمونا».

ويتوقع كثيرون أن يسبب نشر التحقيق إرباكا كبيرا للحكومة الألمانية التي ظلت تزعم بشكل دؤوب أن الغواصات المزودة لإسرائيل ليست نووية. كما أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفضت الانتقادات التي أطلقتها جهات في المعارضة الألمانية وزعمت أن الغواصات ليست نووية. ويشير التحقيق الى ان المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل متمسكة بالموقف الرسمي بأن هذه الغواصات «ليست ذات قدرة نووية»، أما الآن، لاول مرة، يعترف موظفون ألمان علنا بأنهم فهموا الهدف الحقيقي للغواصات. «افترضت في البداية أنها ستكون ذات قدرة نووية»، قال هانس رولا، رئيس فريق التخطيط في وزارة الدفاع الالمانية في الثمانينيات.

وكان الشاعر الألماني غينتر غراس قد انتقد تسليم الغواصات لإسرائيل في قصيدة «ما يستلزم القول» التي نشرها وأثارت ضجة عالمية».

  • فريق ماسة
  • 2012-06-03
  • 11983
  • من الأرشيف

«در شبيغل» تؤكد التكهنات حول «دولفين»: الغواصات المسلّمة لإسرائيل ذات قدرات نووية

للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الإسرائيلية الألمانية يعترف خبراء من الجانبين بأن غواصات «دولفين» تمتلك قدرات نووية. وجاء هذا الاعتراف في تحقيق شامل أجرته مجلة «در شبيغل» عن الغواصات الألمانية التي صنعت بمواصفات إسرائيلية والتي سلمت لإسرائيل حتى الآن أربع منها في حين أبرم اتفاق لتسليم أخريين. وبحسب خطط سلاح البحرية الإسرائيلي فإنه خلال العقد الحالي ستمتلك إسرائيل عشر غواصات من هذا الطراز ما يجعل السلاح واحدا من أقوى الأسلحة البحرية في العالم. وأشار التحقيق بوضوح إلى أن غواصات «دولفين» تمتلك قدرات لحمل رؤوس حربية نووية. وتحت عنوان «العملية السرية: شمشون» كتبت المجلة أنه «طوال سنوات أثيرت تكهنات بشأن تسليح الغواصات التي تصدرها ألمانيا لإسرائيل. والآن يؤكد الخبراء في ألمانيا وتل أبيب: الغواصات مسلحة برؤوس حربية نووية. في برلين يعرفون ذلك منذ زمن طويل». وجاء في المجلة أن «تحقيقا صحافيا في ألمانيا، في إسرائيل وفي الولايات المتحدة لا يدع مجالا للشك، من خلال التكنولوجيا البحرية الألمانية نجحت إسرائيل في خلق مخزون من السلاح النووي الطواف في الشرق الأوسط». ويفهم من تحقيق المجلة الألمانية ان ألمانيا زودت إسرائيل بغواصات معدة لحمل سلاح نووي، وذلك لمنح إسرائيل قدرة الضربة الثانية في حالة المس بقواعد الصواريخ النووية، وأن محافل ألمانية رفيعة المستوى صادقت على بناء الغواصات وتمويلها وأنها فهمت ذلك في الزمن الحقيقي، ولكن انطلاقا من الاحترام للاعتبارات الأمنية الإسرائيلية والتزام ألمانيا بأمن إسرائيل فضلت غض النظر. ثلاث غواصات توجد قيد الاستخدام في سلاح البحرية اليوم. غواصة رابعة، التمساح توجد في تجربة بعد إطلاقها في ألمانيا قبل نحو شهر. وهناك غواصة خامسة في بداية البناء وستصل إلى إسرائيل في العام 2018. ومؤخرا وقع عقد على السادسة. ويتضمن تقرير «در شبيغل» سجلاً مفصلاً عن الغواصات وتفاصيل كثيرة جدا عن المفاوضات الجارية في السنوات العشرين الأخيرة بين الدولتين بالنسبة إلى المبالغ الهائلة التي دفعتها ألمانيا كي تمول المشروع. وتعتبر غواصات «دولفين» الذراع الاستراتيجي الأبعد مدى لإسرائيل بسبب قدرة الغواصات على الإبحار بعيداً، وطبيعة الأسلحة التي تحملها. وكان قد أشيع في مطلع التسعينيات أن التطلع لامتلاك غواصات بهذه المواصفات كان القرار الاستراتيجي الإسرائيلي الأهم في الرد على احتمالات امتلاك أي من أعداء إسرائيل قنبلة نووية، فالغواصات توفر لإسرائيل قوة ردعية مهمّة هي أساس سياسة «الضربة الثانية». ومعروف أن غواصتي «دولفين» الأوليين كانتا في الأساس هدية ألمانية لإسرائيل لـ«ضبطها النفس» في حرب الخليج الأولى. وجرى تمويل الغواصتين اللاحقتين بمشاركة ألمانية بنصف التكلفة. كما أن الغواصتين الخامسة والسادسة وهما بين الأحدث في العالم مولتا جزئيا من الحكومة الألمانية بشكل لا يقل عن الثلث. وبحسب «در شبيغل» فإن رئيس تحرير المجلة جياورج ماسكولو كتب في افتتاحية العدد أن «التحقيق استمر شهورا طويلة وهو يثبت أنه في الغواصات التي سلمتها ألمانيا لسلاح البحرية الإسرائيلي تم تركيب منصات لسلاح نووي. وحاليا يؤكد مسؤولون ألمان أنهم يعرفون ما هو الاستخدام الحقيقي لإسرائيل لأدوات ألمانية». وكانت الغواصات بنيت في حوض السفن (HDW) في كيل حسب متطلبات إسرائيلية خاصة، وبينها إضافة أربعة أنابيب «توربيدو». وتكشف «دير شبيغل» النقاب عن وثيقة سرية ألمانية من العام 2006 جاء فيها أن إسرائيل طلبت الأنابيب كي تطلق رجال كوماندوس بحريين من داخل الغواصات. وتطرح المجلة الاعتقاد بأن هذه مجرد ذريعة: «لكل ذي عقل كان واضحا من ان مثل هذا الانبوب يمكنه أن يخرج فقط صاروخا موجها إلى اليابسة»، يقول مصدر كبير. تحسين اضافي ادخل الى الغواصة 4، 5 و 6 هو منظومة تسمح بالمكوث حتى 18 يوما تحت الماء. الغواصات، كما كتبت «دير شبيغل» هي في قاعدة قدرة الضربة الثانية لاسرائيل. «مسلحة بالسلاح النووي، هي دليل على أن الدولة اليهودية ستضرب بالقوة في حالة هجوم نووي ضدها»، كتب في المجلة. وأفادت مصادر رفيعة المستوى للمجلة أن «رفائيل» (سلطة تطوير الوسائل القتالية) طورت الصواريخ بنفسها، وهي صواريخ «بوباي توربو» (SLM)، ويمكنها أن تحمل رأسا متفجراً بوزن يصل حتى 200 كيلوغرام. وكتب أن «الرؤوس المتفجرة النووية أنتجت في المفاعل في ديمونا». ويتوقع كثيرون أن يسبب نشر التحقيق إرباكا كبيرا للحكومة الألمانية التي ظلت تزعم بشكل دؤوب أن الغواصات المزودة لإسرائيل ليست نووية. كما أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفضت الانتقادات التي أطلقتها جهات في المعارضة الألمانية وزعمت أن الغواصات ليست نووية. ويشير التحقيق الى ان المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل متمسكة بالموقف الرسمي بأن هذه الغواصات «ليست ذات قدرة نووية»، أما الآن، لاول مرة، يعترف موظفون ألمان علنا بأنهم فهموا الهدف الحقيقي للغواصات. «افترضت في البداية أنها ستكون ذات قدرة نووية»، قال هانس رولا، رئيس فريق التخطيط في وزارة الدفاع الالمانية في الثمانينيات. وكان الشاعر الألماني غينتر غراس قد انتقد تسليم الغواصات لإسرائيل في قصيدة «ما يستلزم القول» التي نشرها وأثارت ضجة عالمية».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة