رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أن "كلّ خلفيات الصراع في لبنان سياسية وليست مذهبية أو طائفية"، مشيراً إلى أن "المذهب والطائفة هو في أساس التكوين اللبناني والتعايش اللبناني".

وفي حديث إلى قناة "روسيا اليوم"، ذكر قباني أن النزاعات الطائفية الطارئة تأتي شاذة بالنسبة لقاعدة التعايش المشترك في البلاد. وأشار إلى أن "لبنان قد يذهب بعيدا في لحظات طيش من هنا أو هناك" ليغرق في أتون صراعات مذهبية أو طائفية على غرار "الفتنة" التي عاشها في الفترة الممتدة بين عام 1975 وعام 1990. وقال إنه يبقى على "العقلاء والحكماء"، وخاصة القادة السياسيين، أن ينتبهوا إلى ألا يكونوا "أداة فعالة لجر لبنان نحو الفتنة"، وذلك بتجنب خطابات التحدي والتشفي والاستئصال والإقصاء لبعضهم.

وفي رده على سؤال حول ما يشاع في الفترة الأخيرة من أن شمال لبنان أصبح ملاذا لعناصر "القاعدة"، قال الشيخ قباني إن مصطلح "القاعدة" أصبح مصطلحا استخباريا دوليا وعالمياً و"فزاعة"، موضحاً أنّ الولايات المتحدة الأميركية هي التي أنشأت "القاعدة" لمحاربة الشيوعية سابقا وهي التي تستخدمها الآن "كفزاعة" للشعوب الإسلامية. ولفت إلى أنّ رئيس الجمهورية ووزير الداخلية أكدا أنه ليس هناك "قاعدة" في لبنان إطلاقاً. وأكد أنّ "القاعدة" جهاز استخباراتي دولي.

واعتبر المفتي قباني أنّ الدعوة لخروج الجيش من الشمال هي كلام طائش وغير مسؤول ومخرّب، مشدداً على أن الجيش اللبناني هو المدافع عن أمن وسلامة واستقرار لبنان وأمان اللبنانيين، مؤكداً أنّ هذا الكلام مرفوض وغير مقبول. وأشار إلى وجود تحقيق بالحادثة التي حصلت مؤخراً لمعاقبة المسؤولين عنها، ودعا اللبنانيين ليطمئنوا.

ورداً على سؤال، لفت المفتي قباني إلى أنّ الحكومات في لبنان لا تشكّل بصورة سريعة في الأحوال العادية، محذرا من أن استقالة الحكومة اليوم ستؤدي لبقاء لبنان في الفراغ "وربما يواجه لبنان أحداثا خطيرة وينبغي أن تبقى الحكومة في موقعها ويتوافق اللبنانيون على صيغ لانقاذ لبنان أولاً".

وفي الملف الانتخابي، لفت إلى أنّ المجلس النيابي هو الذي يقرّر قانون الانتخاب، معرباً عن أمله في أن يجد لبنان طريقه الى الاستقرار ولو الى حين اجراء الانتخابات النيابية التي تعبّر عن أفكار اللبنانيين في المرحلة المقبلة. واعتبر أنّ الانتخابات بظل قانون النسبية هي التي تتيح أوسع مجال لتمثيل اللبنانيين واتجاهاتهم خصوصاً أنّ لبنان بلد تعايش، لافتاً إلى أنّ الأكثرية تطغى دائماً ولا تحسب حساباً للآخر.

وعن مشاركته في أعمال مؤتمر "الفكر الاسلامي ضد التطرف" الذي يعقد في موسكو، لفت إلى أن هذا المؤتمر ذو أهمية بالغة خصوصا أن موسكو شهدت في السنوات الماضية بعض العمليات الارهابية التي تقف وراءها أيدٍ أجنبية حرّضت بعض فئات الشعب الروسي على الثورة ضدّ الحكم والنظام.

  • فريق ماسة
  • 2012-05-28
  • 10071
  • من الأرشيف

مفتي لبنان محمد رشيد قباني لقناة روسيا اليوم .... كلّ خلفيات الصراع في لبنان سياسية وليست مذهبية أو طائفية

رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أن "كلّ خلفيات الصراع في لبنان سياسية وليست مذهبية أو طائفية"، مشيراً إلى أن "المذهب والطائفة هو في أساس التكوين اللبناني والتعايش اللبناني". وفي حديث إلى قناة "روسيا اليوم"، ذكر قباني أن النزاعات الطائفية الطارئة تأتي شاذة بالنسبة لقاعدة التعايش المشترك في البلاد. وأشار إلى أن "لبنان قد يذهب بعيدا في لحظات طيش من هنا أو هناك" ليغرق في أتون صراعات مذهبية أو طائفية على غرار "الفتنة" التي عاشها في الفترة الممتدة بين عام 1975 وعام 1990. وقال إنه يبقى على "العقلاء والحكماء"، وخاصة القادة السياسيين، أن ينتبهوا إلى ألا يكونوا "أداة فعالة لجر لبنان نحو الفتنة"، وذلك بتجنب خطابات التحدي والتشفي والاستئصال والإقصاء لبعضهم. وفي رده على سؤال حول ما يشاع في الفترة الأخيرة من أن شمال لبنان أصبح ملاذا لعناصر "القاعدة"، قال الشيخ قباني إن مصطلح "القاعدة" أصبح مصطلحا استخباريا دوليا وعالمياً و"فزاعة"، موضحاً أنّ الولايات المتحدة الأميركية هي التي أنشأت "القاعدة" لمحاربة الشيوعية سابقا وهي التي تستخدمها الآن "كفزاعة" للشعوب الإسلامية. ولفت إلى أنّ رئيس الجمهورية ووزير الداخلية أكدا أنه ليس هناك "قاعدة" في لبنان إطلاقاً. وأكد أنّ "القاعدة" جهاز استخباراتي دولي. واعتبر المفتي قباني أنّ الدعوة لخروج الجيش من الشمال هي كلام طائش وغير مسؤول ومخرّب، مشدداً على أن الجيش اللبناني هو المدافع عن أمن وسلامة واستقرار لبنان وأمان اللبنانيين، مؤكداً أنّ هذا الكلام مرفوض وغير مقبول. وأشار إلى وجود تحقيق بالحادثة التي حصلت مؤخراً لمعاقبة المسؤولين عنها، ودعا اللبنانيين ليطمئنوا. ورداً على سؤال، لفت المفتي قباني إلى أنّ الحكومات في لبنان لا تشكّل بصورة سريعة في الأحوال العادية، محذرا من أن استقالة الحكومة اليوم ستؤدي لبقاء لبنان في الفراغ "وربما يواجه لبنان أحداثا خطيرة وينبغي أن تبقى الحكومة في موقعها ويتوافق اللبنانيون على صيغ لانقاذ لبنان أولاً". وفي الملف الانتخابي، لفت إلى أنّ المجلس النيابي هو الذي يقرّر قانون الانتخاب، معرباً عن أمله في أن يجد لبنان طريقه الى الاستقرار ولو الى حين اجراء الانتخابات النيابية التي تعبّر عن أفكار اللبنانيين في المرحلة المقبلة. واعتبر أنّ الانتخابات بظل قانون النسبية هي التي تتيح أوسع مجال لتمثيل اللبنانيين واتجاهاتهم خصوصاً أنّ لبنان بلد تعايش، لافتاً إلى أنّ الأكثرية تطغى دائماً ولا تحسب حساباً للآخر. وعن مشاركته في أعمال مؤتمر "الفكر الاسلامي ضد التطرف" الذي يعقد في موسكو، لفت إلى أن هذا المؤتمر ذو أهمية بالغة خصوصا أن موسكو شهدت في السنوات الماضية بعض العمليات الارهابية التي تقف وراءها أيدٍ أجنبية حرّضت بعض فئات الشعب الروسي على الثورة ضدّ الحكم والنظام.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة