دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، امس، عن عملية إسرائيلية مكثفة لتزوير تاريخ مدينة القدس المحتلة، عبر زراعة «قبور وهمية» في محيط المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة في القدس، لتغير معالم المدينة والسيطرة على أكثر من 300 دونم مملوكة لدائرة الأوقاف الإسلامية، وإقامة «حدائق خضراء» على حساب الأراضي الفلسطينية.
وقالت المؤسسة إن الاحتلال الإسرائيلي، بالتعاون مع «جمعية العاد الاستيطانية» و«سلطة الطبيعة والحدائق»، قامتا على مدار أيام «بزراعة أكثر من 3 آلاف قبر وهمي حول المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة في القدس، على مساحة قدرها نحو 300 دونم»، مشيرة إلى أن هذه القبور التي هي عبارة عن «شواهد فقط» ولا يوجد أدناها عظام «تبدأ من جبل الطور شرق المسجد الأقصى وتمر بوادي سلوان جنوباً وتنتهي في وادي الربابة جنوب غربي المسجد».
وقال مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في «مؤسسة الأقصى» محمود أبو عطا، لـ«السفير»، إن «إسرائيل تزرع هذه القبور في خطوة واضحة لتشويه الحقائق وتزوير التاريخ والجغرافيا».
بدوره قال عبد المجيد إغبارية، الذي يتابع ملف المقدسات في «مؤسسة الأقصى» وزار المنطقة التي تجري فيها عملية زراعة القبور، «توجد أعداد محدودة جداً من القبور اليهودية القديمة، في منطقة قريبة من أماكن زراعة القبور الجديدة، لكن ما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية هو فرض أمر واقع جديد للسيطرة على الأراضي الفلسطينية والوقفية في هذه المواقع».
وأضاف إغبارية «هناك مفارقة تفضح التمييز العنصري الإسرائيلي، فهم يزورون التاريخ ويزرعون قبوراً يهودية وهمية على أرض فلسطينية، ويقومون أيضاً بتزوير التاريخ وإزالة القبور الإسلامية، كما حصل في مقبرة مأمن الله في القدس».
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن «الدولة» ستقوم بعمليات ترميم واسعة لمقابر يهودية في جبل الزيتون. يشار إلى أن الاحتلال رصد، في العام 2004، حوالى 120 مليون دولار لدعم أعمال «لجنة إنقاذ مقبرة جبل الزيتون» التي شكلت في ذلك التاريخ «لترميم واستصلاح 7100 قبر يهودي في مقبرة جبل الزيتون».
وقالت مؤسسة الأقصى، في بيان تلقت «السفير» نسخة منه، إن «هذه الخطوة تأتي تنفيذاً لقرارات حكومية بادعاء الترميم والصيانة في محيط المسجد الأقصى، لكن الهدف الحقيقي هو تهويد كامل محيط المسجد الأقصى والقدس القديمة، والسيطرة الكاملة على كل الأرض الوقفية والفلسطينية، وتحويلها إلى مقابر ومستوطنات وحدائق توراتية وقومية ومنشآت يهودية».
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من قرار الحكومة الإسرائيلية تطبيق سلسلة من البرامج الهادفة إلى زيادة «الوجود اليهودي» في القدس، حيث قررت إنشاء مجمّعات سكنية لأفراد قوات الأمن مباشرة ومن دون الحاجة لمصادقة الجهات الرسمية. وخصصت نحو 100 مليون دولار لتطوير المواقع العمومية والسياحية في القدس المحتلة، ومنها إقامة «حدائق خضراء» في المدينة والمناطق المفتوحة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن هذه الخطوات تأتي في إطار المساعي الحكومية لتعزيز «عاصمة إسرائيل»، رافضاً فكرة تقسيمها. وقال، حين صادق على هذه القرارات التي اتخذت لمناسبة «الذكرى الـ45 لتوحيد القدس» أي احتلال شطرها الشرقي، «لن أقبل إطلاقاً بأن يتم تقسيم القدس، عاصمة الشعب اليهودي، حتى لو وقف كل العالم ضدي».
وشهدت المدينة أمس الأول توتراً ومواجهات بين شبان فلسطينيين ومستوطنين، تحميهم قوات الاحتلال، نظموا مسيرة مرت في الحي الإسلامي في المدينة في «ذكرى توحيد القدس». واقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، وحاولوا الصلاة فيه، لكن الشبان الفلسطينيين تصدوا لهم بالحجارة.
ونشرت مؤسسة الإحصاء الإسرائيلية مؤخراً معطيات تفيد بزيادة الوجود اليهودي في المدينة، على حساب الوجود العربي عكس ما كان دارجاً في السنوات السابقة. وعزت جهات فلسطينية السبب إلى «زيادة عمليات الهجرة الإسرائيلية الداخلية إلى القدس بدعم من الحكومة، وزيادة تهجير العرب منها وعزلهم». يشار الى ان جدار الفصل عزل قرابة 150 ألف مقدسي عن المدينة، حيث أصبحت العديد من الاحياء المقدسية اليوم خارج حدود المدينة الطبيعية كما هو الحال في حي سميراميس، وكفر عقب، والضاحية، ومخيم شعفاط، وراس خميس وغيرها.
وهدمت جرافات الاحتلال أمس منزلاً في حي الطور في القدس الشرقية المحتلة بحجة عدم وجود ترخيص. وقال صاحب المنزل سامح إدريس لوكالة «فرانس برس»، «جاءت قوات من حرس الحدود.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة