نقلت صحيفة «ميللييت» التركية، عن مصادر في المديرية العامة للأمن في إقليم هاتاي (الاسكندرون) قولها إن السلطات التركية أحبطت محاولة لاختطاف العقيد رياض الأسعد، قائد ما يسمى بـ«الجيش السوري الحر»، من المعسكر الذي يقيم فيه مع عسكريين سوريين آخرين، وانه بنتيجة العملية الاستخباراتية المسبقة تم اعتقال ثلاثة أشخاص، هم تركيان وسوري.

وذكرت الصحيفة أن القوى الأمنية التركية اتخذت تدابير مضاعفة في ضوء ما وردها من معلومات عن احتمال تنفيذ خطة لخطف الأسعد على يد عناصر استخباراتية تركية، وتسليمه إلى دمشق.

وقالت إن الاستخبارات التركية تعقبت تركيين توجد شكوك حول ارتباطهما بسوريا، وتمكنت من إحباط عملية الخطف قبل حصولها. والأحرف الأولى من اسمي التركيين هي: س. ب، و هـ. أ، أما السوري فهو س.س.

وأوضحت انه تم اعتقالهم الأربعاء الماضي، وجرى التحقيق معهم حول تهمة «التخابر والتجسس لحساب الدولة السورية»، لكن القضاء أطلق سراحهم، على أن يحاكموا من دون توقيف.

وبهدف منع النشاطات التجسسية لم تعط وزارة الخارجية التركية أذونا بدخول البلاد للعديد من عناصر منظمات المجتمع المدني للدول الأجنبية.

وذكّرت الصحيفة بأن العقيد مصطفى هرموش، من مؤسسي «الجيش السوري الحر» تم اختطافه بالتعاون بين الاستخبارات السورية وبعض العناصر التابعة للاستخبارات التركية واقتياده إلى سوريا. وقد أعلنت الخارجية التركية حينها أنها لم تعد أي مواطن سوري إلى بلاده، ما فتح الباب أمام تفسيرات بأن عناصر استخباراتية تركية تتعاون سرا، في مقابل مبالغ مالية، مع السوريين، من اجل خطف ضباط سوريين منشقين موجودين في مخيم «آلتين اوزي» التركي، ونقلهم عبر البحر إلى سوريا. وقد عززت العملية التي قامت بها السلطات التركية داخل منظمة الاستخبارات التركية الشكوك بصحة مثل هذه الادعاءات.

على صعيد آخر، انتقد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، من شيكاغو حيث يشارك مع الرئيس التركي عبد الله غول في قمة حلف شمال الأطلسي، التظاهرات التي خرجت في البصرة ضد السياسة التركية في العراق.

وفي رسالة إلى نظيره العراقي هوشيار زيباري، أدان داود اوغلو التظاهرات، مطالبا بإيجاد المسؤولين عن تمزيق وحرق الأعلام التركية، معتبرا أن هذا العمل لا يليق بدولة مثل العراق.

وقد فتح التوتر المتصاعد بين العراق وتركيا الكلام عن الصعوبات التي تواجهها أنقرة في المرحلة الحالية، في ترتيب علاقاتها مع جيرانها، ما دفع بالكاتب سميح ايديز إلى توقع صيف ساخن في علاقات تركيا الخارجية. وقال، في صحيفة «ميللييت»، إن هناك تطورات خطيرة تحدث حول تركيا وتتطلب الانتباه لها، وليس حرق العلم التركي في البصرة سوى أقلها خطورة.

وأضاف ايديز أن من أهم هذه التطورات هو اعتراض الطائرات التركية لطائرات إسرائيلية دخلت المجال الجوي لقبرص التركية، وهو الحادث الذي لم يأخذ الاهتمام الكافي في الصحافة التركية. وانطلاقا من حدثي البصرة وقبرص يكفي القول إن صيفا ساخنا ينتظر تركيا، خصوصا في ظل قول رئيس وزراء العراق نوري المالكي إن تركيا تحولت إلى بلد عدو. واعتبر أن هذه القناعة باتت منتشرة وسط الشيعة في المنطقة، بل إن البعض يرى أصابع تركية في التفجيرات التي حصلت مؤخرا في دمشق ونسبت إلى تنظيم القاعدة.

ويتطرق الكاتب إلى الوضع في قبرص، والبيان الحاد الذي أصدرته وزارة الخارجية التركية، محذرة ضمنا من تدابير عسكرية لمنع الشركات الأجنبية من التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في المناطق البحرية المختلف عليها في شرق المتوسط. والشركات التي ستشارك في المناقصات تابعة لروسيا وفرنسا وماليزيا وكوريا الجنوبية وإسرائيل وايطاليا واستراليا، وهذا يعني أن تركيا أمام توتر محتمل لعلاقاتها مع هذه الدول. وقال ايديز إن «هذا يتطلب مهارة عالية من مسؤولي السياسة الخارجية، وإلا سنكون أمام صيف ساخن بدرجــة لا نرغبها لأنفسنا».

  • فريق ماسة
  • 2012-05-21
  • 6690
  • من الأرشيف

أنقرة أحبطت محاولة لخطف رياض الأسعد

نقلت صحيفة «ميللييت» التركية، عن مصادر في المديرية العامة للأمن في إقليم هاتاي (الاسكندرون) قولها إن السلطات التركية أحبطت محاولة لاختطاف العقيد رياض الأسعد، قائد ما يسمى بـ«الجيش السوري الحر»، من المعسكر الذي يقيم فيه مع عسكريين سوريين آخرين، وانه بنتيجة العملية الاستخباراتية المسبقة تم اعتقال ثلاثة أشخاص، هم تركيان وسوري. وذكرت الصحيفة أن القوى الأمنية التركية اتخذت تدابير مضاعفة في ضوء ما وردها من معلومات عن احتمال تنفيذ خطة لخطف الأسعد على يد عناصر استخباراتية تركية، وتسليمه إلى دمشق. وقالت إن الاستخبارات التركية تعقبت تركيين توجد شكوك حول ارتباطهما بسوريا، وتمكنت من إحباط عملية الخطف قبل حصولها. والأحرف الأولى من اسمي التركيين هي: س. ب، و هـ. أ، أما السوري فهو س.س. وأوضحت انه تم اعتقالهم الأربعاء الماضي، وجرى التحقيق معهم حول تهمة «التخابر والتجسس لحساب الدولة السورية»، لكن القضاء أطلق سراحهم، على أن يحاكموا من دون توقيف. وبهدف منع النشاطات التجسسية لم تعط وزارة الخارجية التركية أذونا بدخول البلاد للعديد من عناصر منظمات المجتمع المدني للدول الأجنبية. وذكّرت الصحيفة بأن العقيد مصطفى هرموش، من مؤسسي «الجيش السوري الحر» تم اختطافه بالتعاون بين الاستخبارات السورية وبعض العناصر التابعة للاستخبارات التركية واقتياده إلى سوريا. وقد أعلنت الخارجية التركية حينها أنها لم تعد أي مواطن سوري إلى بلاده، ما فتح الباب أمام تفسيرات بأن عناصر استخباراتية تركية تتعاون سرا، في مقابل مبالغ مالية، مع السوريين، من اجل خطف ضباط سوريين منشقين موجودين في مخيم «آلتين اوزي» التركي، ونقلهم عبر البحر إلى سوريا. وقد عززت العملية التي قامت بها السلطات التركية داخل منظمة الاستخبارات التركية الشكوك بصحة مثل هذه الادعاءات. على صعيد آخر، انتقد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، من شيكاغو حيث يشارك مع الرئيس التركي عبد الله غول في قمة حلف شمال الأطلسي، التظاهرات التي خرجت في البصرة ضد السياسة التركية في العراق. وفي رسالة إلى نظيره العراقي هوشيار زيباري، أدان داود اوغلو التظاهرات، مطالبا بإيجاد المسؤولين عن تمزيق وحرق الأعلام التركية، معتبرا أن هذا العمل لا يليق بدولة مثل العراق. وقد فتح التوتر المتصاعد بين العراق وتركيا الكلام عن الصعوبات التي تواجهها أنقرة في المرحلة الحالية، في ترتيب علاقاتها مع جيرانها، ما دفع بالكاتب سميح ايديز إلى توقع صيف ساخن في علاقات تركيا الخارجية. وقال، في صحيفة «ميللييت»، إن هناك تطورات خطيرة تحدث حول تركيا وتتطلب الانتباه لها، وليس حرق العلم التركي في البصرة سوى أقلها خطورة. وأضاف ايديز أن من أهم هذه التطورات هو اعتراض الطائرات التركية لطائرات إسرائيلية دخلت المجال الجوي لقبرص التركية، وهو الحادث الذي لم يأخذ الاهتمام الكافي في الصحافة التركية. وانطلاقا من حدثي البصرة وقبرص يكفي القول إن صيفا ساخنا ينتظر تركيا، خصوصا في ظل قول رئيس وزراء العراق نوري المالكي إن تركيا تحولت إلى بلد عدو. واعتبر أن هذه القناعة باتت منتشرة وسط الشيعة في المنطقة، بل إن البعض يرى أصابع تركية في التفجيرات التي حصلت مؤخرا في دمشق ونسبت إلى تنظيم القاعدة. ويتطرق الكاتب إلى الوضع في قبرص، والبيان الحاد الذي أصدرته وزارة الخارجية التركية، محذرة ضمنا من تدابير عسكرية لمنع الشركات الأجنبية من التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في المناطق البحرية المختلف عليها في شرق المتوسط. والشركات التي ستشارك في المناقصات تابعة لروسيا وفرنسا وماليزيا وكوريا الجنوبية وإسرائيل وايطاليا واستراليا، وهذا يعني أن تركيا أمام توتر محتمل لعلاقاتها مع هذه الدول. وقال ايديز إن «هذا يتطلب مهارة عالية من مسؤولي السياسة الخارجية، وإلا سنكون أمام صيف ساخن بدرجــة لا نرغبها لأنفسنا».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة