دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، أن انتخاباتها الداخلية الأخيرة أسفرت عن تغيير طاول أكثر من ثلث أعضاء أطرها القيادية. وقال أبو مرزوق في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» إن «تغييراً لأكثر من 30%» حصل في الأطر القيادية للحركة خلال انتخابات الدورة الأخيرة التي شارفت على الانتهاء، إلا أن المكتب السياسي الجديد للحركة «لم يتشكل بعد».
وأعرب الرجل الثاني في قيادة حماس عن فخره بأن تكون الحركة «شورية وديموقراطية»، لافتاً إلى تزايد الاهتمام من دول العالم بنتائج انتخابات حماس؛ «لأنها تفرز قيادة لها انعكاساتها على الوضع الفلسطيني والشرق الأوسط».
وفي رده على سؤال عما إذا حسم منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي يعتبر الرئيس الحالي خالد مشعل وأبو مرزوق نفسه أبرز المرشحين لتوليه، قال أبو مرزوق إن «مجلس الشورى هو الذي يحدد قيادة الحركة. أعتقد أن كل الخيارات مفتوحة، سواء في الضفة أو غزة أو الخارج بشأن الاختيارات».
من جهة أخرى، أقر أبو مرزوق بوجود معارضين لحل حكومة غزة في حال تطبيق اتفاق المصالحة وتشكيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس حكومته، مؤكداً أن في النهاية مصلحة الشعب ومصلحة الحركة (حماس) وفتح أن يكون الشعب موحداً وألا يكون الانقسام ذريعة عند العرب وغيرهم ليبسطوا أيديهم، في إشارة ضمنية إلى تنصل البعض من تقديم المساعدات للفلسطينيين بذريعة الانقسام.
ورأى أبو مرزوق أن إدارة حكومة حماس لشؤون قطاع غزة لم تكن مثالية، معترفاً بوجود الكثير من الأخطاء التي ارتُكبت، في مقابل الكثير من الإنجازات التي تحققت أيضاً.
وقال: «هذه الحكومة لم تعط فرصة كاملة وطبيعية لتحقيق كل ما تريد في قطاع غزة لأنها ووجهت بحصار شديد وأزمات متتالية»، لكنها تمكنت من الصمود في مواجهة «خطط لانهيارها، سواء من إخواننا في فتح أو العدو الصهيوني أو المقاطعة الدبلوماسية والدولية».
وأكد أبو مرزوق أن «الشعب الفلسطيني وصل إلى درجة كبيرة من الإحباط بسبب تأخر موضوع المصالحة»، محملاً إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية عرقلة تطبيقها على الأرض.
ورأى أن المشاكل العالقة في وجه المصالحة يمكن أن «تنتهي في آن واحد، بمعنى أن يجري التشاور بشأن حكومة التوافق وتبدأ لجنة الانتخابات بالعمل وكل القضايا المتعلقة بلجان الحريات في الضفة الغربية تبدأ بالعمل. ممكن أن نتخطى هذا الموضوع بسرعة إذا توافرت نيات صادقة».
وكشف أبو مرزوق أنه اتُّفق بين حركتي فتح وحماس على عقد جولة حوار جديدة لم يحدد موعدها، «قد تكون مفتاحاً لنقلة جديدة».
وعن انتخابات الرئاسة المقبلة في مصر، أعرب أبو مرزوق عن أمله بحدوث «تغيير كبير وجذري في التعامل مع القضية الفلسطينية؛ لأن مصر هي التي تحدد البوصلة سلباً أو إيجاباً تجاه القضية الفلسطينية».
ورفض إجراء أيّ مفاضلة بين مرشحي الرئاسة، بمن فيهم مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي، وقال: «القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في كافة أجندة المتنافسين للرئاسة. ما زلنا نأمل من النظام المصري القادم أن يتبنى وجهة النظر الشعبية الفلسطينية أكثر من وجهة النظر الرسمية الفلسطينية».
وعن موقف حماس من الوضع في سوريا، قال أبو مرزوق: «سوريا من أفضل الدول التي قدمت الدعم لحماس، لكن أيضاً من حق الشعوب أن تطالب بحقوقها وتسترد كل ما تراه أنه من حقها، وقد سُلبت الشعوب هذا الحق».
وبعد أن دان التفجيرات الأخيرة في سوريا التي تحصد «الأرواح والممتلكات»، رأى أبو مرزوق أن الحالة السورية «يجب أن تحل سياسياً على قاعدة أن هذا الشعب السوري يستحق فعلاً تحقيق آماله وطموحاته وأهدافه وأن يتمتع بديموقراطية وحرية مثل كل الشعوب العربية التي خاضت تجارب مع أنظمتها أو غيرها».
على صعيد آخر، استبعد القيادي في حماس شنّ إسرائيل أو الولايات المتحدة ضربة على إيران، متهماً الدولة العبرية بمحاولة جعل قضية إيران «بديلاً» للملف الفلسطيني لدى الإدارة الأميركية.
وأضاف أبو مرزوق في رد على سؤال عن إمكانية مشاركة حركته في أيّ رد في حال تعرُّض إيران لضربة عسكرية: «إذا كان محور ضرب إيران هو القضية الفلسطينية، فلا تستطيع أن تحذف من المعادلة الموضوع الفلسطيني بكليته، سواء حماس أو الجهاد أو السلطة الفلسطينية».
وأكد أبو مرزوق «أن الحركة لديها علاقات رسمية مع دول أوروبية غير منضوية في الاتحاد الأوروبي واتصالات شبه رسمية مع معظم دول الاتحاد الأوروبي».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة