في الوقت الذي يحاول فيه الجيش الإسرائيلي إدعاء تمسكه بمبدأ «طهارة السلاح» تفضي تحقيقاته إلى تبرئة قائد لواء «جفعاتي» الذي أدت أوامره إلى قتل 21 شخصاً من عائلة السموني في بيتهم في مدينة غزة أثناء حرب «الرصاص المسكوب». وبرغم الضجة التي أثارتها سلسلة اعتداءات نائب قائد لواء «الغور» المقدم شالوم آيزنر على المتضامنين الأجانب مع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وإعلان رئيس الأركان عن تجميد عمله، إلا أن القرار النهائي قضى بإبقائه في الخدمة العسكرية.وفي هذه الأثناء، ومن آثار «الربيع العربي»، أقرت الكنيست بشكل استثنائي أمر تجنيد 22 كتيبة من قوات الاحتياط للخدمة على الجبهة المصرية خلافاً لقانون سابق.

وقررت النيابة العامة العسكرية إغلاق ملف التحقيق ضد قائد لواء «جفعاتي» السابق، العقيد ايلان ملكا، في قضية قصف بيت عائلة السموني في حي الزيتون في غزة أثناء عملية «الرصاص المسكوب» في مطلع العام 2009، إذ صادق ملكا لسلاح الجو على قصف مبنى تجمعت فيه العائلة ونتيجة لذلك لقي 21 من ابناء عائلة السموني، من النساء والأطفال، مصرعهم. وشكلت هذه الجريمة الموصوفة واحدة من أخطر الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة والتي حققت فيها بشكل واسع لجنة دولية برئاسة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون.

وبرغم كل الدلائل على معرفة الجيش الإسرائيلي بإقامة عائلة السموني في البيت، بل وتجميع القوات الإسرائيلية لأفراد العائلة فيه، فإن الجنرال ملكا نفى في التحقيقات معه علمه بوجود مدنيين. ومن الواضح أن الجيش الإسرائيلي وبعد الضجة الدولية التي أعقبت تقرير غولدستون أعلن أنه يحقق في الأمر، ولكن بعد خفوت أصداء التقرير صمت التحقيق الإسرائيلي أيضاً. ومع ذلك كانت صحيفة «معاريف» قد نشرت قبل حوالي نصف عام أن النيابة العسكرية قررت أن ليس في التحقيق ما يستدعي تقديم المقدم ملكا للمحاكمة. وفقط أمس الأول تمّ الإعلان عن ذلك رسمياً باسم النيابة العامة الإسرائيلية.

وأشار تقرير النيابة العامة الإسرائيلية إلى أن التحقيق دحض تماماً الاتهامات التي وجهت للجيش الاسرائيلي وتفيد بأن القصف الذي تمّ كان مقصوداً وبشكل مباشر ضد مدنيــين لم يشــاركوا في القــتال او تمّ بتسرع وخفة تفكير. وأفاد المتحدث العــسكري الاسرائيلي بان «النائب العسكري العــام العمــيد داني عفروني قرر بأن التحقيق دحض تماماً الاتهامات الخــطيرة بارتكاب جرائم حرب وجهت للجيش الإسرائيلي من جهات مختلفة. كما وجد النائب العسكري العام ان أحداً من الجهات ذات الصلة، وعلى رأسهـم قائد اللواء، لم يتصرف بإهمال في ملابسات القضية».

ورداً على البيان قالت المحامية ياعيل شتــاين، مديرة التحقــيقات في منظمة «بتسيلم»، إنه «لا يحتــمل في جهاز سليم أن لا يوجد احد مسؤول عن عملية للجيش أدت الى قتل 21 شخــصاً لم يكونوا مشاركين في القتال».

وفي السياق ذاته، تم الإعلان عن أن نائب قائد لواء «الغور» المقدم شالوم آيزنر الذي هاجم بسلاحه مجموعة من المتضامنين الأجانب أثناء تظاهرهم ضد الاحتلال سيبقى في الجيش. وقد تقدم في الأيام الأخيرة لعدد من الوظائف القيادية في الذراع البري بعدما ألغى رئيس الأركان تعيينه قائداً للكلية العسكرية الأولى. تجدر الإشارة إلى أن اعتداء آيزنر على المتظاهرين والذي رآه كثيرون دليلاً على الوحشية لم يقد إلى تخفيض رتبته أو إبعاده عن الجيش. وفي الغالب فإنه عدا الإجراء الانضباطي الوحيد الذي اتخذ بحقه فإن التحقيق سوف يتوقف عند هذا الحد.

ومن جهة أخرى، وضمن آثار «الربيع العربي»، طلب الجيش الإسرائيلي من لجنة الخارجية والأمن استثناء ما لا يقلّ عن 22 كتيبة احتياط من القانون الذي يقضي باستدعائها للخدمة الاحتياطية مرة كل ثلاث سنوات فقط. وجراء الوضع المتوتر على الحدود المصرية والترقب على الحدود السورية تقرر أن يجري استدعاء أفراد هذه الكتائب مرة كل عامين أو أقل للمحافظة على جاهزيتها القتالية ولسد احتياجات جديدة على هاتين الجبهتين.

وكانت إسرائيل في ظل تمتعها بمناخ استراتيجي هادئ قد أقرت بقانون في الكنيست قبل أربع سنوات أن لا يتم استدعاء القوات الاحتياطية في الظروف العادية إلا مرة كل ثلاث سنوات. ولكن التطورات في المنطقة العربية وتغير المناخ الاستراتيجي وازدياد المخاطر قاد الجيش لطلب استثناء كتائب ذات نشاط خاص واستدعائها للخدمة بوتيرة أعلى من المقرة في القانون. وخلفية الطلب هي الحاجة لمرابطة قوات عديدة في حدود الدولة والتي أصبحت اكثر حساسية. في الأمر الجديد تظهر استثناءات لقانون الاحتياط الذي اقرّ في الماضي، مثل تجنيد شاذ. الجديد الدراماتيكي فيه هو ظهور 22 كتيبة، ضمن أخرى من فرقة المناطق، وقيادة الجبهة الداخلية والفرقة الحمراء. وجاء عن المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي انه «في أعقاب تقويم الوضع استدعيت كتائب عدة لخدمة الاحتياط للمرة الثانية في غضون ثلاث سنوات. هذا الاستثناء أقر حسب القانون في لجنة الخارجية والامن».

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن القوات الإسرائيلية أجرت أمس الأول مناورة عسكرية في هضبة الجولان المحتلة. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي قوله «إن القوات أجرت المناورات في منطقة الجولان بهدف تعزيز الانتشار الأمني لها في هذه المنطقة».

  • فريق ماسة
  • 2012-05-02
  • 8785
  • من الأرشيف

تجنيد 22 كتيبة احتياطية للخدمة على جبهة مصر...الجيش الإسرائيلي يبرئ قاتل آل السموني في غزة

في الوقت الذي يحاول فيه الجيش الإسرائيلي إدعاء تمسكه بمبدأ «طهارة السلاح» تفضي تحقيقاته إلى تبرئة قائد لواء «جفعاتي» الذي أدت أوامره إلى قتل 21 شخصاً من عائلة السموني في بيتهم في مدينة غزة أثناء حرب «الرصاص المسكوب». وبرغم الضجة التي أثارتها سلسلة اعتداءات نائب قائد لواء «الغور» المقدم شالوم آيزنر على المتضامنين الأجانب مع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وإعلان رئيس الأركان عن تجميد عمله، إلا أن القرار النهائي قضى بإبقائه في الخدمة العسكرية.وفي هذه الأثناء، ومن آثار «الربيع العربي»، أقرت الكنيست بشكل استثنائي أمر تجنيد 22 كتيبة من قوات الاحتياط للخدمة على الجبهة المصرية خلافاً لقانون سابق. وقررت النيابة العامة العسكرية إغلاق ملف التحقيق ضد قائد لواء «جفعاتي» السابق، العقيد ايلان ملكا، في قضية قصف بيت عائلة السموني في حي الزيتون في غزة أثناء عملية «الرصاص المسكوب» في مطلع العام 2009، إذ صادق ملكا لسلاح الجو على قصف مبنى تجمعت فيه العائلة ونتيجة لذلك لقي 21 من ابناء عائلة السموني، من النساء والأطفال، مصرعهم. وشكلت هذه الجريمة الموصوفة واحدة من أخطر الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة والتي حققت فيها بشكل واسع لجنة دولية برئاسة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون. وبرغم كل الدلائل على معرفة الجيش الإسرائيلي بإقامة عائلة السموني في البيت، بل وتجميع القوات الإسرائيلية لأفراد العائلة فيه، فإن الجنرال ملكا نفى في التحقيقات معه علمه بوجود مدنيين. ومن الواضح أن الجيش الإسرائيلي وبعد الضجة الدولية التي أعقبت تقرير غولدستون أعلن أنه يحقق في الأمر، ولكن بعد خفوت أصداء التقرير صمت التحقيق الإسرائيلي أيضاً. ومع ذلك كانت صحيفة «معاريف» قد نشرت قبل حوالي نصف عام أن النيابة العسكرية قررت أن ليس في التحقيق ما يستدعي تقديم المقدم ملكا للمحاكمة. وفقط أمس الأول تمّ الإعلان عن ذلك رسمياً باسم النيابة العامة الإسرائيلية. وأشار تقرير النيابة العامة الإسرائيلية إلى أن التحقيق دحض تماماً الاتهامات التي وجهت للجيش الاسرائيلي وتفيد بأن القصف الذي تمّ كان مقصوداً وبشكل مباشر ضد مدنيــين لم يشــاركوا في القــتال او تمّ بتسرع وخفة تفكير. وأفاد المتحدث العــسكري الاسرائيلي بان «النائب العسكري العــام العمــيد داني عفروني قرر بأن التحقيق دحض تماماً الاتهامات الخــطيرة بارتكاب جرائم حرب وجهت للجيش الإسرائيلي من جهات مختلفة. كما وجد النائب العسكري العام ان أحداً من الجهات ذات الصلة، وعلى رأسهـم قائد اللواء، لم يتصرف بإهمال في ملابسات القضية». ورداً على البيان قالت المحامية ياعيل شتــاين، مديرة التحقــيقات في منظمة «بتسيلم»، إنه «لا يحتــمل في جهاز سليم أن لا يوجد احد مسؤول عن عملية للجيش أدت الى قتل 21 شخــصاً لم يكونوا مشاركين في القتال». وفي السياق ذاته، تم الإعلان عن أن نائب قائد لواء «الغور» المقدم شالوم آيزنر الذي هاجم بسلاحه مجموعة من المتضامنين الأجانب أثناء تظاهرهم ضد الاحتلال سيبقى في الجيش. وقد تقدم في الأيام الأخيرة لعدد من الوظائف القيادية في الذراع البري بعدما ألغى رئيس الأركان تعيينه قائداً للكلية العسكرية الأولى. تجدر الإشارة إلى أن اعتداء آيزنر على المتظاهرين والذي رآه كثيرون دليلاً على الوحشية لم يقد إلى تخفيض رتبته أو إبعاده عن الجيش. وفي الغالب فإنه عدا الإجراء الانضباطي الوحيد الذي اتخذ بحقه فإن التحقيق سوف يتوقف عند هذا الحد. ومن جهة أخرى، وضمن آثار «الربيع العربي»، طلب الجيش الإسرائيلي من لجنة الخارجية والأمن استثناء ما لا يقلّ عن 22 كتيبة احتياط من القانون الذي يقضي باستدعائها للخدمة الاحتياطية مرة كل ثلاث سنوات فقط. وجراء الوضع المتوتر على الحدود المصرية والترقب على الحدود السورية تقرر أن يجري استدعاء أفراد هذه الكتائب مرة كل عامين أو أقل للمحافظة على جاهزيتها القتالية ولسد احتياجات جديدة على هاتين الجبهتين. وكانت إسرائيل في ظل تمتعها بمناخ استراتيجي هادئ قد أقرت بقانون في الكنيست قبل أربع سنوات أن لا يتم استدعاء القوات الاحتياطية في الظروف العادية إلا مرة كل ثلاث سنوات. ولكن التطورات في المنطقة العربية وتغير المناخ الاستراتيجي وازدياد المخاطر قاد الجيش لطلب استثناء كتائب ذات نشاط خاص واستدعائها للخدمة بوتيرة أعلى من المقرة في القانون. وخلفية الطلب هي الحاجة لمرابطة قوات عديدة في حدود الدولة والتي أصبحت اكثر حساسية. في الأمر الجديد تظهر استثناءات لقانون الاحتياط الذي اقرّ في الماضي، مثل تجنيد شاذ. الجديد الدراماتيكي فيه هو ظهور 22 كتيبة، ضمن أخرى من فرقة المناطق، وقيادة الجبهة الداخلية والفرقة الحمراء. وجاء عن المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي انه «في أعقاب تقويم الوضع استدعيت كتائب عدة لخدمة الاحتياط للمرة الثانية في غضون ثلاث سنوات. هذا الاستثناء أقر حسب القانون في لجنة الخارجية والامن». إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن القوات الإسرائيلية أجرت أمس الأول مناورة عسكرية في هضبة الجولان المحتلة. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي قوله «إن القوات أجرت المناورات في منطقة الجولان بهدف تعزيز الانتشار الأمني لها في هذه المنطقة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة