دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يتواجد حاليا في القاهرة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية 'حماس' من اجل اجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول كيفية احياء اتفاقات المصالحة مع السلطة الفلسطينية وحركة 'فتح' التي تشكل عمودها الفقري.
اللافت ان السيد مشعل التقى السيد محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري الى جانب مسؤولين مصريين آخرين، وهي المرة الاولى التي يلتقي فيها مشعل مسؤولا سياسيا مصريا رفيعا بهذا المستوى، حيث اقتصرت جميع لقاءاته السابقة على اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصري ومسؤولين امنيين آخرين.
هذا التحول جاء نتيجة للثورة المصرية وانهيار نظام الرئيس المصري حسني مبارك الذي كان يصر على حصر ملف المقاومة الفلسطينية ضمن ملفات الامن المصري الاخرى.
لا نعرف ما اذا كان تواجد السيد مشعل في القاهرة الى جانب قادة فلسطينيين آخرين مثل الدكتور رمضان عبدالله شلح امين عام حركة 'الجهاد الاسلامي' هو في اطار تحرك مصري جديد للتقريب مجددا بين الفصائل الفلسطينية اولا ثم بينها وبين حركة 'فتح' ام انها خطوة مصرية لتوثيق العلاقات الثنائية مع هذه الفصائل.
جميع اتفاقات المصالحة التي جرى التوصل اليها بين 'فتح' ومنافستها 'حماس' بعد جهود مصرية مضنية انهارت واي جهود جديدة لاعادة احيائها تتطلب العودة الى المربع الاول.
حركة 'حماس' تعيش ازمة متفرعة الاذرع بعضها داخلي يتعلق بالخلافات التي طفت على اسطح بين قيادتها اثر توقيع السيد مشعل لاتفاق الدوحة الذي اعطى الرئيس الفلسطيني محمود عباس تفويضا برئاسة حكومة وحدة وطنية تحل محل حكومة سلام فياض، وبعضها الآخر يتعلق بموضوع الحصار المفروض على قطاع غزة وتفاقم ازمة الكهرباء والمحروقات مثل المازوت والبنزين.
اما حركة 'فتح' فازمتها لا تقل تعقيدا عن ازمة حماس، فالخلافات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض بلغت درجة من الخطورة غير مسبوقة عندما رفض الاخير اي السيد فياض رئاسة الوفد الفلسطيني الثلاثي الذي جرى تكليفه بتسليم رسالة السلطة الى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، وانحياز السيد ياسر عبد ربه امين سر منظمة التحرير والحليف اللصيق بالسيد عباس اليه اي الى السيد فياض وانسحابه من الوفد ايضا.
المصالحة الوطنية الفلسطينية باتت اكثر تعقيدا من اي وقت مضى، فالمطلوب الآن حدوث مصالحة داخلية داخل حركة 'حماس' واخرى داخل السلطة التي يرأسها الرئيس عباس، وبعد اتمام المصالحتين يمكن بعد ذلك الانتقال الى المصالحة الاهم.
المعضلة الاساسية تكمن في ان الشعب الفلسطيني لم يعد يعرف على ماذا يختلفون حتى يتصالحوا، ثم حتى في حال تصالحوا فعلى اي اسس ستتم هذه المصالحة، على اساس المفاوضات ام على اساس المقاومة، فاذا كان على اساس المفاوضات فاين هي، اما اذا كان الصلح على ارضية المقاومة فاين هذه المقاومة ايضا؟
هذه اسئلة مشروعة تتردد حاليا في الاوساط الفلسطينية الشعبية وبصوت مسموع للغاية، ومن المؤلم ان طرفي المعادلة السياسية الفلسطينية الابرز لا يريدان ان يسمعا صوت الشعب وتساؤلاته وهنا تكمن المأساة الاعظم.
والاهم من كل ذلك انه بينما فقدت الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني اي اهتمام بالمصالحة، ولم تعد تتابع اخبارها، انصرف الرأي العام العربي كليا عن القضية الفلسطينية، وكذلك حال الرأي العام العالمي مع بعض الاستثناءات المحدودة.
الازمة السياسية الفلسطينية باتت تعيش حالة مرضية تتجه نحو التأزم اكثر، وهذا امر مقلق في ظل ثورات عربية متصاعدة تطالب بالتغيير بينما اصحاب واحدة من اهم الثورات العربية في حال سبات عميق وطوال الفصول.
المصدر :
رأي القدس
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة