دخل العديد من الأسرى المضربين عن الطعام مرحلة الخطر، وفي كل لحظة يُنقل عدد جديد منهم إلى المشافي الإسرائيلية، فيما يزداد في المقابل عدد المضربين، ليرتفع إلى نحو ألفين، وذلك وسط حراك شعبي ورسمي خجول لم يرق إلى مستوى التوقعات.

وحسب آخر المعلومات الواردة من سجون الاحتلال، فإن أكثر من 15 أسيراً نقلوا حتى الآن إلى المشافي الإسرائيلية بسبب المضاعفات الصحية الناتجة عن إضرابهم عن الطعام، علماً بأن عدداً كبيراً منهم حالته حرجة نظراً لاستمرار إضرابه لأكثر من 60 يوماً.

ووفق ما علمت «السفير» من مؤسسات فلسطينية تتابع موضوع المضربين، فإن ثائر حلاحلة، بلال دياب، حسن الصفدي، عمر أبو شلال، جعفر عز الدين، محمد التاج، محمود السرسك، عبد الله البرغوثي، محمد حلس، يرقدون الآن في المشافي وحالتهم حرجة جداً لأن أقلهم مضرب عن الطعام منذ أكثر من 25 يوماً.

ووصف محامي «نادي الأسير» جواد بولس حالة الأسرى المضربين داخل المشافي بالمروعة. وقال في بيان صدر عنه «خلال زيارتي للأسير بلال دياب المضرب عن الطعام منذ 63 يوماً، وأثناء حديثي معه اصفر وجهه وزاغت عيناه ووقع عن الكرسي المتحرك الذي أحضر عليه وغاب عن وعيه».

ونقل بولس عن الأسير دياب قوله قبل أن يفقد الوعي «تحية إلى كل أحرار العالم... إنني استصرخ جميع الهيئات الحقوقية والطبية بأن تطلب زيارة عاجلة لمستشفى سجن الرملة كي يروا بأم أعينهم الأجساد التي تموت كل يوم، والمعاناة التي لا توصف على مدار الساعة. ومن عمق المعاناة والألم المتواصل أؤكد أنني سأستمر في إضرابي المشروع حتى الحرية أو الشهادة».

من جهته، قال وزير شؤون الاسرى الفلسطينيين، عيسى قراقع، إن الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات نقل هو الآخر إلى المستشفى بعد تدهور صحته، حيث أنه مضرب عن الطعام منذ 14 يوماً. سعدات الذي كان في العزل الانفرادي في سجن «ريمون» منذ ثلاث سنوات وصفت حالته بالخطيرة، لا سيما انه كان قد أنهى سلسلة إضرابات عن الطعام بسبب عزله.

ومن جهتها أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها إن أسراها رفضوا عرضاً من إدارة السجون الإسرائيلية، بوقف إضرابهم عن الطعام مقابل إنهاء عزل سعدات الانفرادي وتحويله لأقسام السجن العادية.

بدوره قال نادي الأسير الفلسطيني إن عدد الأسرى المضربين عن الطعام ارتفع إلى ألفين، وذلك بعد انضمام العديد من الأسرى في سجون جديدة مثل «عوفر» و«مجدو»، متوقعاً تزايد العدد ليشمل كافة الأسرى في سجون الاحتلال.

ويخوض هؤلاء الأسرى إضراباً عن الطعام احتجاجاً على سياسة اسرائيل المهينة لهم والمتمثلة في استمرار العقوبات الجماعية ضدهم، وأخطرها العزل الانفرادي والحرمان من الزيارة، إضافة إلى فرض الغرامات المالية، ومنع دخول الكتب والصحف، وحرمان أسرى القطاع من الزيارة نهائياً، واستمرار الاعتقال الإداري، والتفتيش العاري، والاقتحامات المتواصلة للزنازين.

ويتوقع أن يكون يوم الأربعاء يوماً حاسماً بالنسبة للإضراب وعدد الأسرى المشاركين فيه، حيث ستعقد جلسة بين ممثلي الاضراب ومصلحة السجون الإسرائيلية للتفاوض حول هذه المطالب.

وذكرت «مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الانسان»، إن إدارة مصلحة السجون أقامت محاكم تأديبية ضد الاسرى المضربين عن الطعام، وفرضت عليهم غرامات مالية تتراوح بين 70 و150 دولاراً عن كل يوم إضراب ينفذه الأسير.

وأوضحت «الضمير» إن مصلحة السجون الاسرائيلية تعاقب الاسرى المضربين من خلال حملة تنقلات في صفوفهم، حيث نقل معظم الاسرى المضربين، لا سيما قيادات الحركة الأسيرة، في محاولة لإحباطهم وفك الاضراب.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب اسرائيل بالإفراج الفوري عن كافة الأسرى، وخاصة الذين اعتقلوا قبل اتفاق اوسلو والمرضى والأسيرات والأطفال.

ونقلت وكالة «وفا» عن عباس دعوته للمجتمع الدولي الى الضغط على إسرائيل لمعاملة الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب وفق اتفاقية جنيف ووفق القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. مشيراً إلى أن الجانب الفلسطيني لن يوقع أي اتفاق سلام مع اسرائيل «قبل إطلاق سراح جميع الأسرى».

وعلى الأرض الفلسطينية المحتلة اعتبر العديد من المراقبين وأهالي الاسرى أن الحراك الشعبي للتضامن مع المعتقلين لم يلب حجم التوقعات. وقالت وفاء غلمة، زوجة الأسير عاهد غلمة، المعتقل بتهمة المشاركة في عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي السابق رحبعام زئيفي، إن هناك حراكاً قليلاً على المستوى الشعبي، لا ينسجم إطلاقاً مع نضالات الأسـرى وحقـوقهم. كما لوحظ وجود عدد قليل من الفلسطينيين خلال الاعتصامات والتظاهرات التي نظمت وتنظم للتضامن مع الأسرى.

  • فريق ماسة
  • 2012-04-29
  • 13209
  • من الأرشيف

الاسـرى الفلسطينيـون يدخلـون مـرحلـة الخطـر: ســـعـدات بـيـن 14 أســيـراً فـي المسـتـشـــفى

دخل العديد من الأسرى المضربين عن الطعام مرحلة الخطر، وفي كل لحظة يُنقل عدد جديد منهم إلى المشافي الإسرائيلية، فيما يزداد في المقابل عدد المضربين، ليرتفع إلى نحو ألفين، وذلك وسط حراك شعبي ورسمي خجول لم يرق إلى مستوى التوقعات. وحسب آخر المعلومات الواردة من سجون الاحتلال، فإن أكثر من 15 أسيراً نقلوا حتى الآن إلى المشافي الإسرائيلية بسبب المضاعفات الصحية الناتجة عن إضرابهم عن الطعام، علماً بأن عدداً كبيراً منهم حالته حرجة نظراً لاستمرار إضرابه لأكثر من 60 يوماً. ووفق ما علمت «السفير» من مؤسسات فلسطينية تتابع موضوع المضربين، فإن ثائر حلاحلة، بلال دياب، حسن الصفدي، عمر أبو شلال، جعفر عز الدين، محمد التاج، محمود السرسك، عبد الله البرغوثي، محمد حلس، يرقدون الآن في المشافي وحالتهم حرجة جداً لأن أقلهم مضرب عن الطعام منذ أكثر من 25 يوماً. ووصف محامي «نادي الأسير» جواد بولس حالة الأسرى المضربين داخل المشافي بالمروعة. وقال في بيان صدر عنه «خلال زيارتي للأسير بلال دياب المضرب عن الطعام منذ 63 يوماً، وأثناء حديثي معه اصفر وجهه وزاغت عيناه ووقع عن الكرسي المتحرك الذي أحضر عليه وغاب عن وعيه». ونقل بولس عن الأسير دياب قوله قبل أن يفقد الوعي «تحية إلى كل أحرار العالم... إنني استصرخ جميع الهيئات الحقوقية والطبية بأن تطلب زيارة عاجلة لمستشفى سجن الرملة كي يروا بأم أعينهم الأجساد التي تموت كل يوم، والمعاناة التي لا توصف على مدار الساعة. ومن عمق المعاناة والألم المتواصل أؤكد أنني سأستمر في إضرابي المشروع حتى الحرية أو الشهادة». من جهته، قال وزير شؤون الاسرى الفلسطينيين، عيسى قراقع، إن الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات نقل هو الآخر إلى المستشفى بعد تدهور صحته، حيث أنه مضرب عن الطعام منذ 14 يوماً. سعدات الذي كان في العزل الانفرادي في سجن «ريمون» منذ ثلاث سنوات وصفت حالته بالخطيرة، لا سيما انه كان قد أنهى سلسلة إضرابات عن الطعام بسبب عزله. ومن جهتها أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها إن أسراها رفضوا عرضاً من إدارة السجون الإسرائيلية، بوقف إضرابهم عن الطعام مقابل إنهاء عزل سعدات الانفرادي وتحويله لأقسام السجن العادية. بدوره قال نادي الأسير الفلسطيني إن عدد الأسرى المضربين عن الطعام ارتفع إلى ألفين، وذلك بعد انضمام العديد من الأسرى في سجون جديدة مثل «عوفر» و«مجدو»، متوقعاً تزايد العدد ليشمل كافة الأسرى في سجون الاحتلال. ويخوض هؤلاء الأسرى إضراباً عن الطعام احتجاجاً على سياسة اسرائيل المهينة لهم والمتمثلة في استمرار العقوبات الجماعية ضدهم، وأخطرها العزل الانفرادي والحرمان من الزيارة، إضافة إلى فرض الغرامات المالية، ومنع دخول الكتب والصحف، وحرمان أسرى القطاع من الزيارة نهائياً، واستمرار الاعتقال الإداري، والتفتيش العاري، والاقتحامات المتواصلة للزنازين. ويتوقع أن يكون يوم الأربعاء يوماً حاسماً بالنسبة للإضراب وعدد الأسرى المشاركين فيه، حيث ستعقد جلسة بين ممثلي الاضراب ومصلحة السجون الإسرائيلية للتفاوض حول هذه المطالب. وذكرت «مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الانسان»، إن إدارة مصلحة السجون أقامت محاكم تأديبية ضد الاسرى المضربين عن الطعام، وفرضت عليهم غرامات مالية تتراوح بين 70 و150 دولاراً عن كل يوم إضراب ينفذه الأسير. وأوضحت «الضمير» إن مصلحة السجون الاسرائيلية تعاقب الاسرى المضربين من خلال حملة تنقلات في صفوفهم، حيث نقل معظم الاسرى المضربين، لا سيما قيادات الحركة الأسيرة، في محاولة لإحباطهم وفك الاضراب. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب اسرائيل بالإفراج الفوري عن كافة الأسرى، وخاصة الذين اعتقلوا قبل اتفاق اوسلو والمرضى والأسيرات والأطفال. ونقلت وكالة «وفا» عن عباس دعوته للمجتمع الدولي الى الضغط على إسرائيل لمعاملة الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب وفق اتفاقية جنيف ووفق القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. مشيراً إلى أن الجانب الفلسطيني لن يوقع أي اتفاق سلام مع اسرائيل «قبل إطلاق سراح جميع الأسرى». وعلى الأرض الفلسطينية المحتلة اعتبر العديد من المراقبين وأهالي الاسرى أن الحراك الشعبي للتضامن مع المعتقلين لم يلب حجم التوقعات. وقالت وفاء غلمة، زوجة الأسير عاهد غلمة، المعتقل بتهمة المشاركة في عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي السابق رحبعام زئيفي، إن هناك حراكاً قليلاً على المستوى الشعبي، لا ينسجم إطلاقاً مع نضالات الأسـرى وحقـوقهم. كما لوحظ وجود عدد قليل من الفلسطينيين خلال الاعتصامات والتظاهرات التي نظمت وتنظم للتضامن مع الأسرى.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة