افادت مصادر لصحيفة "النهار" أن "الدول العربية تواجه وفي الموضوع السوري مأزقاً لا يقل حراجة عن المأزق الذي تواجهه الدول الغربية من مجموعة "اصدقاء سوريا" ازاء سبل التعامل مع الازمة التي تعصف بها منذ سنة وأربعة أشهر، وضيق الافق في اعتماد الحلول مع استمرار التعنت الروسي في الدفاع عن النظام حتى في الأيام الاخيرة، وعلى رغم اعلان المبعوث الاممي كوفي انان ان النظام لم يلتزم خطته لوقف العنف"، لافتة الى ان "هذا المأزق متعدد الوجه، لكنه برز على نحو خاص في الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب وعبّر عنه بيان الجامعة العربية من خلال نقطتين على الأقل، فالنقطة الاولى تتصل ولو من باب ابقاء العرب لأنفسهم حضوراً ودوراً في خطة انان بمطالبتهم بعد وقف القتل في سوريا ببدء العملية السياسية، وفقاً لخطة الجامعة الصادرة في 22 كانون الثاني، والتي دعت الرئيس السوري بشار الاسد الى تفويض نائبه صلاحيات كاملة فور تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها السلطة والمعارضة"، مشيرا الى ان "هذه العودة الى خطة الجامعة العربية كان يعتقد انه تم الانتقال منها الى خطة انان في حين يستمر البعض في اعتبار ان ما ينفذه انان في شقه السياسي او ما يسعى الى تنفيذه هو ما ورد في المبادرة العربية، الا ان واقع الامور يبرز التباسات حول هذه النقطة ازاء مفهوم الانتقال السلمي، إذ ان بعض  الدول الغربية لا تخفي مراجعتها النقدية لتأييدها هذه الخطة العربية من ضمن اعادة النظر بضرورة اشراك النظام في عملية الانتقال السلمي وعدم القدرة على احداث تغيير فعلي سياسي سلمي في سوريا من دون ترك مجال للنظام كي يكون له مقعد على الطاولة، بحيث يساهم في هذا الانتقال"، مؤكدا ان "المراجعة النقدية الغربية في هذا الاطار طاولت جملة امور من بينها تلك التي اعتبرت ان هناك تسرعاً في الاعلان  ان الرئيس السوري انتهى او ان ايامه معدودة واطلاق التصريحات في هذا الشأن فعلى رغم ان هناك اقتناعاً حاسماً بعدم قدرة النظام على الاستمرار او قدرة الرئيس السوري على البقاء في السلطة وممارسة الحكم، كما في السابق، والاقتناع ايضاً ان الدينامية القائمة على الارض في سوريا  لن تتوقف قبل احداث التغيير المطلوب على مستوى الرئاسة والنظام على حد سواء ، فان تقويم هذه الدول لأخطائها سمح لها بمراجعة هذه النقطة من زاوية انه لم يكن يجوز دعم الخطة العربية في هذا الاطار، كما ان مسؤولي الدول الذين اطلقوا هذه التصريحات ظهروا اما عاجزين عن معرفة الواقع على الارض او عاجزين عن قراءة طبيعة الامور او انهم غلبوا تمنياتهم في هذا الاطار او ان اداراتهم عجزت عن ممارسة الضغوط الكافية لوقف ما يحصل وهذا خطأ لم يكن يجوز ان تقع الدبلوماسيات الغربية فيه على الاقل من حيث الموقف العلني وفق اعترافات دبلوماسية في هذا الاطار ويتساوى في هذا الاطار ما يمضي في اعلانه  الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن من عدم وجود أي نية لدى الحلف من اجل التدخل في سوريا. فمع ان الامر مسلم به منذ بداية الازمة في سوريا، فإن هناك من يعتبر على المستوى الدبلوماسي ان اخطاء ارتكبت في الاستمرار في تطمين الرئيس السوري الى عدم المساس به حتى بعد اطلاق النار على النازحين السوريين عبر الحدود مع تركيا العضو في هذا التحالف".

واشارت الى ان "النقطة الثانية تتعلق بعدم اثبات الدول العربية قدرتها على جمع المعارضة على رغم محاولات عدة  للامين العام للجامعة نبيل العربي في هذا الاطار، اذ ينقل معارضون سوريون من الداخل ان جهود العربي جدية وصاحبها يتحلى بالجرأة وهو طلب من مجموعات المعارضة السورية قبل اشهر تقديم الاوراق والافكار والمطالب التي يمكن ان تساعد على جمع المعارضة وتوحيدها من دون ان يلقى جواباً وفيما دعا وزراء الخارجية العرب الى اجتماع يعقده العربي لمجموع المعارضات السورية في 16 و17 ايار المقبل ، فان العجز العربي عن ابراز جوامع مشتركة قائمة بين هذه المجموعات لا يساعد الدول العربية المعنية بالأزمة السورية ويضعف اداءها من دون ان يعني ذلك تفوقاً لادوار او لدول أخرى"، علماً ان "هؤلاء لا يكنون وداً لدولة قطر او للمملكة العربية السعودية ويبدون حذراً في مواقفهم المعلنة، كما لا يكنون وداً مماثلاً لتركيا ويفضلون مصر من بين الدول العربية مكاناً للقاءاتهم، كما للتدخل المصري في ما يجري انطلاقاً من اقتناع بأن مصر أقوى مما تظهره في هذا الاطار، ولا يربكها ما يجري فيها باعتبار ان موقفها كان حاسماً في مؤتمر اصدقاء سوريا ومعارضتها هي التي حالت دون الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً وحيداً للسوريين كما يعتقدون ان التجربة المصرية ستظهر عدم قدرة الاخوان المسلمين على أخذ السلطة في مصر والحكم مما سيوفر دفعاً لتيارات اخرى غير الاخوان المسلمين في سوريا في المرحلة اللاحقة".

 

  • فريق ماسة
  • 2012-04-28
  • 13511
  • من الأرشيف

مصادر لـ"النهار": الدول العربية تواجها مأزقا بالنسبة للوضع في سورية

افادت مصادر لصحيفة "النهار" أن "الدول العربية تواجه وفي الموضوع السوري مأزقاً لا يقل حراجة عن المأزق الذي تواجهه الدول الغربية من مجموعة "اصدقاء سوريا" ازاء سبل التعامل مع الازمة التي تعصف بها منذ سنة وأربعة أشهر، وضيق الافق في اعتماد الحلول مع استمرار التعنت الروسي في الدفاع عن النظام حتى في الأيام الاخيرة، وعلى رغم اعلان المبعوث الاممي كوفي انان ان النظام لم يلتزم خطته لوقف العنف"، لافتة الى ان "هذا المأزق متعدد الوجه، لكنه برز على نحو خاص في الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب وعبّر عنه بيان الجامعة العربية من خلال نقطتين على الأقل، فالنقطة الاولى تتصل ولو من باب ابقاء العرب لأنفسهم حضوراً ودوراً في خطة انان بمطالبتهم بعد وقف القتل في سوريا ببدء العملية السياسية، وفقاً لخطة الجامعة الصادرة في 22 كانون الثاني، والتي دعت الرئيس السوري بشار الاسد الى تفويض نائبه صلاحيات كاملة فور تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها السلطة والمعارضة"، مشيرا الى ان "هذه العودة الى خطة الجامعة العربية كان يعتقد انه تم الانتقال منها الى خطة انان في حين يستمر البعض في اعتبار ان ما ينفذه انان في شقه السياسي او ما يسعى الى تنفيذه هو ما ورد في المبادرة العربية، الا ان واقع الامور يبرز التباسات حول هذه النقطة ازاء مفهوم الانتقال السلمي، إذ ان بعض  الدول الغربية لا تخفي مراجعتها النقدية لتأييدها هذه الخطة العربية من ضمن اعادة النظر بضرورة اشراك النظام في عملية الانتقال السلمي وعدم القدرة على احداث تغيير فعلي سياسي سلمي في سوريا من دون ترك مجال للنظام كي يكون له مقعد على الطاولة، بحيث يساهم في هذا الانتقال"، مؤكدا ان "المراجعة النقدية الغربية في هذا الاطار طاولت جملة امور من بينها تلك التي اعتبرت ان هناك تسرعاً في الاعلان  ان الرئيس السوري انتهى او ان ايامه معدودة واطلاق التصريحات في هذا الشأن فعلى رغم ان هناك اقتناعاً حاسماً بعدم قدرة النظام على الاستمرار او قدرة الرئيس السوري على البقاء في السلطة وممارسة الحكم، كما في السابق، والاقتناع ايضاً ان الدينامية القائمة على الارض في سوريا  لن تتوقف قبل احداث التغيير المطلوب على مستوى الرئاسة والنظام على حد سواء ، فان تقويم هذه الدول لأخطائها سمح لها بمراجعة هذه النقطة من زاوية انه لم يكن يجوز دعم الخطة العربية في هذا الاطار، كما ان مسؤولي الدول الذين اطلقوا هذه التصريحات ظهروا اما عاجزين عن معرفة الواقع على الارض او عاجزين عن قراءة طبيعة الامور او انهم غلبوا تمنياتهم في هذا الاطار او ان اداراتهم عجزت عن ممارسة الضغوط الكافية لوقف ما يحصل وهذا خطأ لم يكن يجوز ان تقع الدبلوماسيات الغربية فيه على الاقل من حيث الموقف العلني وفق اعترافات دبلوماسية في هذا الاطار ويتساوى في هذا الاطار ما يمضي في اعلانه  الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن من عدم وجود أي نية لدى الحلف من اجل التدخل في سوريا. فمع ان الامر مسلم به منذ بداية الازمة في سوريا، فإن هناك من يعتبر على المستوى الدبلوماسي ان اخطاء ارتكبت في الاستمرار في تطمين الرئيس السوري الى عدم المساس به حتى بعد اطلاق النار على النازحين السوريين عبر الحدود مع تركيا العضو في هذا التحالف". واشارت الى ان "النقطة الثانية تتعلق بعدم اثبات الدول العربية قدرتها على جمع المعارضة على رغم محاولات عدة  للامين العام للجامعة نبيل العربي في هذا الاطار، اذ ينقل معارضون سوريون من الداخل ان جهود العربي جدية وصاحبها يتحلى بالجرأة وهو طلب من مجموعات المعارضة السورية قبل اشهر تقديم الاوراق والافكار والمطالب التي يمكن ان تساعد على جمع المعارضة وتوحيدها من دون ان يلقى جواباً وفيما دعا وزراء الخارجية العرب الى اجتماع يعقده العربي لمجموع المعارضات السورية في 16 و17 ايار المقبل ، فان العجز العربي عن ابراز جوامع مشتركة قائمة بين هذه المجموعات لا يساعد الدول العربية المعنية بالأزمة السورية ويضعف اداءها من دون ان يعني ذلك تفوقاً لادوار او لدول أخرى"، علماً ان "هؤلاء لا يكنون وداً لدولة قطر او للمملكة العربية السعودية ويبدون حذراً في مواقفهم المعلنة، كما لا يكنون وداً مماثلاً لتركيا ويفضلون مصر من بين الدول العربية مكاناً للقاءاتهم، كما للتدخل المصري في ما يجري انطلاقاً من اقتناع بأن مصر أقوى مما تظهره في هذا الاطار، ولا يربكها ما يجري فيها باعتبار ان موقفها كان حاسماً في مؤتمر اصدقاء سوريا ومعارضتها هي التي حالت دون الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً وحيداً للسوريين كما يعتقدون ان التجربة المصرية ستظهر عدم قدرة الاخوان المسلمين على أخذ السلطة في مصر والحكم مما سيوفر دفعاً لتيارات اخرى غير الاخوان المسلمين في سوريا في المرحلة اللاحقة".  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة