دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رأت صحيفة "البعث" السورية ان هجمة التفجيرات الإرهابية المروعة التي شهدتها سوريا أمس في العاصمة، وفي أكثر من محافظة أخرى، "هي رسالة واضحة من المجموعات الإرهابية تقول: إن هذه المجموعات ماضية في تنفيذ مخططها التدميري المناهض جذرياً لأي حل سياسي للأزمة، وإن خطة المبعوث الأممي كوفي أنان ليست بالنسبة لها أكثر من فرصة لتحقيق هدفها الآثم ذاك".
ولفتت الصحيفة الى ان "خطة أنان تقدم لها هذه الفرصة فعلاً، بدليل أن وجود طليعة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا لم ينفع في لجم جرائمها الإرهابية بل أطلق لها العنان لتزداد بشكل خطير واضح في الأيام الأخيرة"، مشيرة الى "اننا لا ندري على ماذا راهن أنان عندما دعا عبر خطته المجموعات المسلحة الى إيقاف العنف، ولا كيف اعترف أصلاً بهذه الجماعات الإرهابية، وجعل منها طرفاً تُطلب منه الالتزامات، فيما يعتبر نوعاً من إسباغ الشرعية عليها، مع أن الموقف الدولي من الإرهاب بشكل عام ينطلق كما هو معروف وثابت من رفضه رفضاً مبدئياً وعدم التعامل معه، بل وتوحيد الجهود في مواجهته وفي سبيل القضاء عليه".
وتساءلت الصحيفة "هل أصبحت سوريا استثناء حتى يعامل الإرهاب فيها على هذا النحو المتناقض، وإلا فبماذا نفسر الدعم المالي والعسكري المستمر الذي يتلقاه الإرهابيون، والذي كان آخر فصوله سفينة محملة بالأسلحة الثقيلة قادمة من ليبيا للإرهابيين ضبطها الجيش اللبناني في المياه الإقليمية اللبنانية، وبماذا نفسر الصمت المطبق على هوية تلك المجموعات رغم أنها تعلن هويتها وتسمي نفسها بوضوح في أعلامها وشعاراتها، وبماذا نفسر أخيراً تبني مجلس الأمن خطة أنان تساوي بين الحكومة السورية والمجموعات الإرهابية، مع أن ما تقوم به الحكومة أمر مشروع يدخل في صلب واجبها المتعلق بحفظ أمن الوطن والمواطنين، بينما ما تفعله تلك المجموعات فعل إرهابي يجرّمه القانون الوطني والقانون الدولي على حد سواء، ولا تُعرف لمواجهته سوى طريقة صارمة ومجدية واحدة، وهذه الطريقة في التعامل مع الإرهاب يعرفها أنان جيداً، ويعرفها مجلس الأمن والمجتمع الدولي كله".
ولفتت الى انه "في كل دولة تعرضت للإرهاب هبّت سلطاتها لمواجهته بكل قوة وحزم وتوافر لها الدعم والمساعدة الكاملان من المجتمع الدولي، أما في سوريا فإن الإرهاب، يحظى على العكس برعاية دولية وإقليمية، لأنه ببساطة موظف في خدمة هدف رعاته وداعميه وهو الهدف القديم الجديد المتمثل بإسقاط الدولة الوطنية المقاوِمة في سوريا".
وقالت "البعث" انه "في حين بدأ التركيز الغربي والرجع العربي المكثّف على تحميل الحكومة السورية مسؤولية خرق خطة أنان وفشلها حتى قبل أن يبدأ تطبيقها على الأرض، كانت الجماعات الإرهابية تستغل الفرصة لتلقى مزيداً من الدعم العسكري السعودي والقطري عبر الحدود اللبنانية والتركية، وترتكب الخرق تلو الخرق حتى فاق ما ارتكبته من خروق أكثر من 1300 خرق موثق أعلمت بها الحكومة رسمياً أنان".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة