دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تلقّى الرأي العام العربي بارتياح نبأ إلغاء «مهرجان الدوحة للموسيقى والحوار» الذي كان مشرّعاً للاحتلال، تحت غطاء الفنّ. لكن قرار اللحظات الأخيرة تفادياً للإحراجات، في وقت باتت فيه قطر «سبونسور» الربيع العربي، لا يلغي النقاش حول التطبيع الثقافي والموسيقي الإسرائيلي الذي ورّطنا بـ«صداقته» المفكّر الراحل إدوارد سعيد
إنّ خبر إلغاء قطر لاستضافة موسيقيين إسرائيليين على ضوء «التطورات السياسية الراهنة في المنطقة العربية» ربما كان سيعتبر طبيعياً ولا يستأهل التوقف عنده لولا وجود ملف طويل من مظاهر التطبيع القطري- الإسرائيلي والعربي- الإسرائيلي المستمر في مجالات عدة، حتى في ظل الثورات الشعبية العربية. رغم كل شيء، رحبت «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» PACBI بهذا الإلغاء القطري للحدث التطبيعي وحثت الدول العربية على ترجمة موقفها الرسميّ المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني إلى سياسات ملموسة وفعالة لإنهاء مختلف أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال والأبارتهايد والمساهمة في «الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها»، المعروفة بـ BDS.
لم نفاجأ عندما أعلنت قطر قبل أسابيع استعدادها لاستضافة عازف البيانو وقائد الأوركسترا الإسرائيلي دانيال بارنبويم في «مهرجان الدوحة للموسيقى والحوار» الذي ينطلق الاثنين ويرعاه «الحي الثقافي كتارا» بالتعاون مع «أوركسترا الديوان الغربي ـــ الشرقي» بقيادة بارنبويم.
احتفاء قطري (ملغى) بصهيوني ناعم!
سماح إدريس
بورك ناشطو المقاطعة في دفع دولة قطر إلى إلغاء دعوتها إلى دانيال بارنبويْم. الحق أنّ الاحتفاء القطري بهذا المايسترو الصهيوني الناعم كان سيحمل إزعاجين على الأقل. الإزعاج الأول هو ادعاء الفصل بين الفن والسياسة، عبر الإيحاء أنّ بارنبويْم مايسترو لا قائدُ كتيبة عسكريّة ــ كأن دعوة فنان إسرائيلي صهيوني وفرقتِه إلى دولة عربيّة في ظل استمرار الاستعمار الإسرائيلي لا تعتبر عملاً سياسيّاً بامتياز! المؤسف أنّ المعلّم إدوارد سعيد، وهو صاحبُ واحدٍ من أهمّ الكتب في تفصيل العلاقة بين الثقافة والإمبرياليّة، روج فكرة الفصل تلك عبر شراكته مع بارنبويم في «أوركسترا الديوان الغربي ـ الشرقي» التي تجمع موسيقيين شباب عرباً وإسرائيليين.
أسطورة موسيقيّة وصديق إدوارد سعيد
بشير صفير
بمعزل عن آرائه الملتبسة في الصراع العربي الإسرائيلي، واختزاله للقضية الفلسطينية بالتآخي والسلام، يبقى دانيال بارنبويم من أهم الرموز الموسيقية الكلاسيكية. نبدأ من تعريف مهنته الموسيقية. بارنبويم ليس مؤلفاً ولا معداً ولا موزعاً موسيقياً. في لغة الكلاسيك، هو مؤدٍّ من الصف الأول، وبوجهين: قائد أوركسترا وعازف بيانو. في عالم الأداء الكلاسيكي، نقع على العديد من قادة الأوركسترا ممّن لديهم تجربة محدودة في العزف على البيانو.
خالدة سعيد: بيروت اليوتوبيا الضائعة
ريتا فرج
تضيء الناقدة المعروفة على حقبة تاريخية مزدهرة شهدتها العاصمة اللبنانية منذ الخمسينيات لغاية دخولها أتون الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي. «يوتوبيا المدينة المثقفة» (دار الساقي) يأخذنا إلى مؤسسات ثقافية وأسماء رفدت بيروت بحيوات أخرى، جعلتها مدينة كسموبوليتية مشرّعة على الحياة والحداثة
تُحيل دراسة خالدة سعيد «يوتوبيا المدينة المثقفة» (دار الساقي) على الأسئلة الكبرى التي يُشغَل بها كثيرون اليوم حول الدور الثقافي لبيروت. يبدو الكتاب رحلة في ماضٍ قريب شهد حراكاً ثقافياً قلّ نظيره مقارنة بالمدن العربية الأخرى وبزمن بيروت الراهن. تسلط الناقدة المعروفة الضوء على حقبة تاريخية مزدهرة شهدتها بيروت قبل اندلاع الحرب الأهلية وخلالها. تدرس خمس مؤسسات ثقافية أطلقها أفراد مبدعون، وهي «الندوة اللبنانية» (1946ــ 1975) و«التجمع الفيروزي الرحباني»، ومجلتا «شعر» (1957ـ 1970) و«مواقف» (1968ــ 1994) و«دار الفن والأدب» (1967ــ 1988)، وتتحدث عن الدور الذي اضطلع به مفكرون وشعراء من أمثال أنسي الحاج، ومحمود درويش، وغسان كنفاني، والمطران جورج خضر، وسعد الله ونوس.
بول كيرتز: الحياة خارج الدين
خليل صويلح
ينسف الفيلسوف الأميركي فكرة انهيار الأخلاق في غياب سطوة الدين.
«أبو الإنسانية العلمانية» يفنّد في كتابه «الفاكهة المحرّمة: أخلاقيات الإنسانية» (دار الجمل) بشاعات اقترفها العلمانيون والمؤمنون على حد سواء، داعياً إلى منظومة أخلاقية مبنية على العقل أولاً وأخيراً
منذ السطور الأولى في «الفاكهة المحرّمة: أخلاقيات الإنسانية» (دار الجمل ـــ تعريب ضياء السومري) الذي صدر بالإنكليزية عام 1988، ينسف بول كيرتز فكرة انهيار الأخلاق في غياب سطوة الدين. يذهب بأسئلته المتشككة أبعد من ذلك، حين يرى أن الاستقلال الذاتي للبشر خارج التعاليم السماوية، قد يساعد البشرية في تطوير قيمٍ أخلاقية عقلانية مبنية على تثمين الطبيعة والوعي لمركزية الآداب الأخلاقية العامة، وحينها «سيكون من الممكن لنا أن نخلق مجتمعاً علمانياً موثوقاً به».
الحياة خارج جنة عدن، قد تكون ثرية بالفرص، وبذلك يصبح لها معنى أعمق. ليس بالضرورة أن يفتقد غير المتدينين للقيم الأخلاقية والمبادئ، وأنّه من دون الإخلاص للوصايا الإلهية الموحية، سيتملكنا الفساد والخطيئة. يعرض «أبو الإنسانية العلمانية» تاريخ أعمال الشر ليجد أنّ أروقة التاريخ مليئة بشناعات اقترفها المؤمنون والعلمانيون على حد سواء منذ قابيل وهابيل، إلى كاليغولا وهتلر وستالين.
«الوكالة الوطنيّة» ملعباً للقراصنة
«الصمت جريمة». لهذا جدّدت مجموعة «ارفع صوتك» هجومها الإلكتروني، ليطال مواقع حكوميّة عديدة، منها «الوكالة الوطنية للإعلام»، وموقع الأمن العام. ظهرت على الصفحة الأولى من الموقع رسالة موجّهة إلى «الحكومة اللبنانية الحبيبة»، ركّزت على معاناة الشعب، وخصوصاً بعد أزمة رغيف الخبز. وتوّعدت المجموعة السلطات بـ«كسر الصمت، إما في الشارع أو على الإنترنت». وقد أرفق القراصنة نصّهم بصورة فقير جائع يطعم غنياً يمثّل الدولة. هذه الهجمة الجديدة تأتي بعد أقلّ من أسبوع على هجمة سابقة نفّذتها المجموعة على مواقع رسمية عديدة، منها موقع رئاسة الجمهوريّة.
المصدر :
الاخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة