تحدّت الحكومة الاسرائيلية التحذيرات الفلسطينية والدولية وأعلنت أمس «تشريع» ثلاث بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية المحتلة، فيما كشفت صحيفة إسرائيلية عن ان رئيس الاستخبارات الأردنية اللواء حسين المجالي، قام قبل يومين بزيارة سرية الى المسجد الاقصى تمهيدا كما يبدو لقيام مسؤول أردني رفيع بمثل هذه الخطوة التي رأى مسؤول إسرائيلي انها تهدف الى إثبات نفوذ الاردن ومسؤوليته عن الحرم القدسي.

في المقابل، يتابع الأسرى الجدد إضرابهم عن الطعام لليوم الثامن على التوالي، ويتوقع أن يصل عددهم خلال ايام إلى ثلاثة آلاف قريبا من بين 4700 هم إجمالي عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وأصدرت الحكومة الإسرائيلية قراراً بإضفاء «الشرعية» على ثلاث بؤر استيطانية في الضفة الغربية وهي «بروخين»، ويقيم فيها نحو 350 مستوطناً، و«ريحاليم» و«سانسانا» اللتان يقيم في كل منهما 240 مستوطناً.

وقال مكتب رئيس الحكومة

بنيامين نتنياهو، في بيان، إن لجنة وزارية «قررت تشريع وضع ثلاث كتل سكانية أقيمت في التسعينيات بناء على قرارات حكومات سابقة».

وأدانت الرئاسة الفلسطينية القرار معتبرة أنه «جواب» نتنياهو على رسالة الرئيس محمود عباس التي طالب فيها بتجميد الاستيطان لاستئناف مفاوضات السلام.

ودعا المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة «الحكومة الإسرائيلية إلى الوقف الفوري للأعمال الأحادية الجانب خصوصا الاستيطانية»، معتبراً أن القرار الإسرائيلي «يشير إلى الرد المتوقع على رسالة عباس لنتنياهو». وحثت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي على معارضة هذه الخطوة لأنها «تدمر فرص السلام وحل الدولتين».

من جهتها، اعتبرت العضو في «حركة السلام الآن» المناهضة للاستيطان هاجيت أوفران أن «الحكومة الإسرائيلية تكشف عن سياستها الحقيقية، فهي تقوم ببناء مستوطنات جديدة بدلا من الذهاب للسلام». وقالت إن «مناورة الحكومة بتشكيل لجنة لإقامة المستوطنات هي خدعة تهدف لإخفاء سياستها الحقيقية».

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس «تدين التشريع المزعوم» لثلاث مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، معتبرة أنها «رسالة سلبية جدا تتناقض مع مصالح السلام في المنطقة». وقال المتحدث باسم الوزارة برنارد فاليرو إن «فرنسا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية كافة في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير شرعية».

وأعربت الولايات المتحدة عن «قلقها» لقرار إسرائيل تشريع المستوطنات الثلاث. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «بالتأكيد، نحن قلقون... لا نعتقد أن ذلك سوف يساعد العملية (السلمية) ولا نقبل بشرعية مواصلة الاستيطان».

شخصيات عربية في القدس

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية استمرار «حملة» زيارة مسؤولين عرب إلى الحرم القدسي، مشيرة إلى وصول اللواء المجالي أمس الأول إلى القدس.

وبالرغم من أن الصحيفة وضعت الزيارة في إطار استكمال زيارات الأمير الأردني هاشم بن الحسين ومفتي الديار المصرية علي جمعة، إلا أنها شددت على أنها تمهيد لزيارة شخصية أخرى رفيعة المستوى، مشيرة إلى أن الزيارة تمت بسرية كبيرة، غير أن وصوله في موكب كبير أثار اهتمام المتواجدين في الحرم الأمر الذي أدى إلى معرفة هويته.

ونقلت الصحيفة عن جهات سياسية إسرائيلية تقديرها بأن للزيارة سببين: رد على الفتوى التي أصدرها الشيخ يوسف القرضاوي الشهر الماضي، والتي دعت إلى حظر زيارة المسؤولين العرب إلى القدس، والخلاف بين إسرائيل والأردن حول استمرار البناء الإسرائيلي في منطقة باب المغاربة في الحرم القدسي.

وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن الملك الأردني عبد الله الثاني يريد إثبات نفوذه في القدس الشرقية وأنه «يرى نفسه مسؤولا عن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وليس مستبعدا أن تكون زيارة رئيس المخابرات معدة للتمهيد لزيارة شخصية أرفع مستوى من الجانب الأردني».

وتجدر الإشارة إلى أن الصحف الإسرائيلية كانت قد نشرت قبل حوالي أسبوع أنه تم تأجيل زيارة مقررة لولي العهد الأردني بسبب استعداد جهات يمينية إسرائيلية لإفشالها.

«الأمعاء الخاوية»

وتوقع رئيس «نادي الأسير الفلسطيني» قدورة فارس في حديث لوكالة «معا» الفلسطينية أن تشهد المعتقلات الإسرائيلية حالة طوارئ خلال الأيام المقبلة، وانضمام أسرى جدد للإضراب المفتوح المستمر منذ ثمانية أيام. وأضاف ان عدد الأسرى المشاركين في حملة «الأمعاء الخاوية» يتراوح بين 1400 و1600 أسير، مرجحا أن يرتفع العدد ليصل إلى 3 آلاف أسير خلال الأيام المقبلة.

وأعلنت سلطات السجون الإسرائيلية أنها اتخذت إجراءات ضد نحو 1200 أسير فلسطيني مضربين عن الطعام، من بينها حرمانهم من الزيارات العائلية وفصلهم عن الذين لا يشاركون في الاحتجاج. وقالت المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية سيفان وايزمان «ألغيت الامتيازات مثل الزيارات العائلية وصودرت متعلقات مثل الالكترونيات».

وفي السياق ذاته، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية طلب الاستئناف الذي قدمه الأسير حسن الصفدي من نابلس والمضرب عن الطعام منذ 52 يوما. وقال شقيق الأسير إن المحكمة رفضت طلب الاستئناف الذي قدمه المحامي محمد العابد، مدعية «وجود ملف سري لدى المخابرات الإسرائيلية».

  • فريق ماسة
  • 2012-04-24
  • 6132
  • من الأرشيف

مسؤول أردني رفيع يستعد لزيارة الأقصى....إسـرائيـل تشـرّع 3 بـؤر اسـتيطانية

تحدّت الحكومة الاسرائيلية التحذيرات الفلسطينية والدولية وأعلنت أمس «تشريع» ثلاث بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية المحتلة، فيما كشفت صحيفة إسرائيلية عن ان رئيس الاستخبارات الأردنية اللواء حسين المجالي، قام قبل يومين بزيارة سرية الى المسجد الاقصى تمهيدا كما يبدو لقيام مسؤول أردني رفيع بمثل هذه الخطوة التي رأى مسؤول إسرائيلي انها تهدف الى إثبات نفوذ الاردن ومسؤوليته عن الحرم القدسي. في المقابل، يتابع الأسرى الجدد إضرابهم عن الطعام لليوم الثامن على التوالي، ويتوقع أن يصل عددهم خلال ايام إلى ثلاثة آلاف قريبا من بين 4700 هم إجمالي عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وأصدرت الحكومة الإسرائيلية قراراً بإضفاء «الشرعية» على ثلاث بؤر استيطانية في الضفة الغربية وهي «بروخين»، ويقيم فيها نحو 350 مستوطناً، و«ريحاليم» و«سانسانا» اللتان يقيم في كل منهما 240 مستوطناً. وقال مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في بيان، إن لجنة وزارية «قررت تشريع وضع ثلاث كتل سكانية أقيمت في التسعينيات بناء على قرارات حكومات سابقة». وأدانت الرئاسة الفلسطينية القرار معتبرة أنه «جواب» نتنياهو على رسالة الرئيس محمود عباس التي طالب فيها بتجميد الاستيطان لاستئناف مفاوضات السلام. ودعا المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة «الحكومة الإسرائيلية إلى الوقف الفوري للأعمال الأحادية الجانب خصوصا الاستيطانية»، معتبراً أن القرار الإسرائيلي «يشير إلى الرد المتوقع على رسالة عباس لنتنياهو». وحثت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي على معارضة هذه الخطوة لأنها «تدمر فرص السلام وحل الدولتين». من جهتها، اعتبرت العضو في «حركة السلام الآن» المناهضة للاستيطان هاجيت أوفران أن «الحكومة الإسرائيلية تكشف عن سياستها الحقيقية، فهي تقوم ببناء مستوطنات جديدة بدلا من الذهاب للسلام». وقالت إن «مناورة الحكومة بتشكيل لجنة لإقامة المستوطنات هي خدعة تهدف لإخفاء سياستها الحقيقية». بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس «تدين التشريع المزعوم» لثلاث مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، معتبرة أنها «رسالة سلبية جدا تتناقض مع مصالح السلام في المنطقة». وقال المتحدث باسم الوزارة برنارد فاليرو إن «فرنسا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية كافة في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير شرعية». وأعربت الولايات المتحدة عن «قلقها» لقرار إسرائيل تشريع المستوطنات الثلاث. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «بالتأكيد، نحن قلقون... لا نعتقد أن ذلك سوف يساعد العملية (السلمية) ولا نقبل بشرعية مواصلة الاستيطان». شخصيات عربية في القدس كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية استمرار «حملة» زيارة مسؤولين عرب إلى الحرم القدسي، مشيرة إلى وصول اللواء المجالي أمس الأول إلى القدس. وبالرغم من أن الصحيفة وضعت الزيارة في إطار استكمال زيارات الأمير الأردني هاشم بن الحسين ومفتي الديار المصرية علي جمعة، إلا أنها شددت على أنها تمهيد لزيارة شخصية أخرى رفيعة المستوى، مشيرة إلى أن الزيارة تمت بسرية كبيرة، غير أن وصوله في موكب كبير أثار اهتمام المتواجدين في الحرم الأمر الذي أدى إلى معرفة هويته. ونقلت الصحيفة عن جهات سياسية إسرائيلية تقديرها بأن للزيارة سببين: رد على الفتوى التي أصدرها الشيخ يوسف القرضاوي الشهر الماضي، والتي دعت إلى حظر زيارة المسؤولين العرب إلى القدس، والخلاف بين إسرائيل والأردن حول استمرار البناء الإسرائيلي في منطقة باب المغاربة في الحرم القدسي. وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن الملك الأردني عبد الله الثاني يريد إثبات نفوذه في القدس الشرقية وأنه «يرى نفسه مسؤولا عن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وليس مستبعدا أن تكون زيارة رئيس المخابرات معدة للتمهيد لزيارة شخصية أرفع مستوى من الجانب الأردني». وتجدر الإشارة إلى أن الصحف الإسرائيلية كانت قد نشرت قبل حوالي أسبوع أنه تم تأجيل زيارة مقررة لولي العهد الأردني بسبب استعداد جهات يمينية إسرائيلية لإفشالها. «الأمعاء الخاوية» وتوقع رئيس «نادي الأسير الفلسطيني» قدورة فارس في حديث لوكالة «معا» الفلسطينية أن تشهد المعتقلات الإسرائيلية حالة طوارئ خلال الأيام المقبلة، وانضمام أسرى جدد للإضراب المفتوح المستمر منذ ثمانية أيام. وأضاف ان عدد الأسرى المشاركين في حملة «الأمعاء الخاوية» يتراوح بين 1400 و1600 أسير، مرجحا أن يرتفع العدد ليصل إلى 3 آلاف أسير خلال الأيام المقبلة. وأعلنت سلطات السجون الإسرائيلية أنها اتخذت إجراءات ضد نحو 1200 أسير فلسطيني مضربين عن الطعام، من بينها حرمانهم من الزيارات العائلية وفصلهم عن الذين لا يشاركون في الاحتجاج. وقالت المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية سيفان وايزمان «ألغيت الامتيازات مثل الزيارات العائلية وصودرت متعلقات مثل الالكترونيات». وفي السياق ذاته، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية طلب الاستئناف الذي قدمه الأسير حسن الصفدي من نابلس والمضرب عن الطعام منذ 52 يوما. وقال شقيق الأسير إن المحكمة رفضت طلب الاستئناف الذي قدمه المحامي محمد العابد، مدعية «وجود ملف سري لدى المخابرات الإسرائيلية».

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة