دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نوري المالكي رئيسا للقمة العربية في طهران اول عاصمة يزورها بعد انتهاء اعمال القمة وفي ذلك دلالات عديدة منها ما يغيض الكارهين لمحور المقاومة وبتحديد اكثر لما يسمى بالمحور السوري الايراني ومنها ما يثلج صدر المدافعين عن سلاح المقاومة وعرين الاسد !
صحيح ان المالكي يزور ايران باعتباره رئيسا لوزراء العراق وفي اطار
اللجنة العليا المشتركة لكنه يزورها ايضا للتفاهم والتنسيق مع طهران على
آلية ادارة الحوار في الجولة الثانية والاهم بين طهران ومجموعة الخمسة
زائد واحد المقررة في العاصمة العراقية بغداد في الثالث والعشرين من ايار
الجاري !
ثم انه يزورها ايضا لمناقشة المسألة السورية التي لبغداد كلام
كثير له حولها بعد ان قبل بمساومة استبعاد البحرين عن مناقشات القمة
وتحمل مناقشة الملف السوري يوم القمة مقابل سكوت العرب عن مناقشة الشان العراقي الداخلي !
فيما اليوم يرى ان احد اهم حلفاء عرب الحرب على الاسد والسكوت على محرقة البحرين بحجة انها مسالة بحرينية داخلية اي اردوغان يشن حملة شرسة عليه انطلاقا من شان عراقي داخلي بحت, وهو امر يؤكد كلام المالكي الشهير غداة انعقاد القمة عندما قال : ان من يطالب باسقاط الاسد اليوم سيفكر باسقاط آخرين في اول فرصة سانحة له !
وعليه يصبح من حق المالكي ان يقول اليوم لكل المتدخلين في الشأنين السوري والعراقي من عرب واتراك ان الاولى به هو انطلاقا من موقعه الجديد كرئيس للقمة العربية ان يناقش المسألتين السورية والعراقية مع كل من يراهم اصدقاء حقيقيين لهذين الشعبين ابتداء من الجارة والصديقة طهران وصولا الى بكين وموسكو الحليفتين .
صحيح ان كل المسائل التي سيناقشها المالكي في طهران ستكون مهمة وربما بشكل متساو من وجهة نظر المالكي على الاقل, الا ان حضور المسالة السورية سيكون هو الاقوى لا بسبب رغبة الطرفين المتحاورين وانما بسبب اشتداد الصراع على سورية ودورها في المرحلة الراهنة بل والقادمة من ايام الزمن الصعب !
من جهة اخرى فان لعبة الكر والفر مع الرئيس بشار الاسد من جانب القوى
الدولية والاقليمية التي صنفت نفسها "صديقة للشعب السوري" وبين القوى
الداعمة والمساندة لسورية شعبا وحكومة ودولة، في اوجها رغم مرور ثلاثة عشر شهرعليها !
واذ يظهر من التقارير الواردة من ميادين المواجهة المفتوحة بان الحسم
العسكري في الداخل قد حسم لصالح الاسد من جهة وان الاميركيين خصوصا والغربيين عموما لم يعد بامكانهم اللجوء الى الخيار العسكري انطلاقا من الخارج, فقد قرر المصممين على شعار"لا حل للمسالة السورية من دون تنحي الاسد" فتح كل خيارات المواجهة الدعائية والديبلوماسية والحرب الاعلامية للوصول الى اهدافهم !
ولما كانت مبادرة انان هي السقف الذي يحكم مسار تطور المسالة السورية على المسرح المكشوف على الاقل, فان مثلث قطر السعودية تركيا قرر الاطاحة بهذا السقف باي ثمن كان وتحميل مهمة فشل خطة انان للنظام السوري !
في هذه الاثناء ثمة من ظن نفسه محنكا في هذا المثلث وقرر ان يلعب على
وتر: "اذا ما اردنا المحافظة على امن سورية واستقرارها وامن واستقرار
المنطقة لابد من التضحية بالاسد " وذلك في محاولة لاستمالة اطراف محسوبة على مثلث الداعمين لسورية الا وهم الروس والايرانيون والصينيون !
يخطئ هؤلاء كثيرا بعد كل الذي حصل من مجازر طائفية وقتل على الهوية وترويع للمواطنين الآمنين باسم الثورة السورية !
هذا على المستوى الداخلي اما على المستوى الخارجي فيزداد الامر استحالة في امكانية تغيير قناعات اي من حلفاء سورية في تغيير موقفهم بعد ان كشف مثلث الحرب على الاسد نواياهم الحقيقية من وراء ذلك والتي ظهرت في العديد من المحطات على ان ما تريده من وراء الاطاحة بالاسد هو الهيمنة على استقلالية القرار على كل دولة او قوة في العالم تفكر في الخروج على الاحادية الاميركية وبالتالي تحويل الجميع الى اقمار واتباع لامبراطورية تخشى الانهيار عمليا اذا ما انفض العالم من حولها !
هكذا هي الحال مع العراق مثلا وهو الدولة التي يفترض بها ان تكون صديقة للولايات المتحدة الاميركية او ليست عدوة لها على الاقل وبالتالي كان يمكن ان تكون مرشحة للانضمام الى محور الذين صنفوا انفسهم "اصدقاء الشعب السوري " فاذا بها اي العراق تتحول مع كل يوم يمر الى سند اساسي لسورية الدولة والنظام الحاكم حليف ايران الاساسي وجسر العبور الى المقاومتين اللبنانية والفلسطينية, وخصم لدود لتركيا التي تواصل دفع فاتورة خسائرها على كل الصعد منذ ارتكابها خطيئة الحلم بالامبرطورية العثمانية الجديدة !
وقس على ذلك سائر دول العالم, والسبب ان هذا المثلث المعادي لسورية
الاسد نسي ان المقولة التي يدعي ويزعم الدفاع عنها هي مقولة الثورة
والحرية والتحرر, وان الف باء هذه المقولات هو استقلالية القرار، واستقلالية القرار هذه ستتحول مع الايام الى قنابل تتفجر بوجه هذا المثلث
الاقليمي الآنف الذكر وسيده الامبريالي حتى من قبل دول صنفت نفسها حتى الآن مع هذا المثلث مثل تونس ومصر واليمن وليبيا و... الخ !
ذلك ان من قام بالثورة الاولى ومن تجرأ على الطاغية الاول والمتجبر
الاقرب ومن تذوق طعم الحرية والتحرر لن يستطيع ان يستبدل طاغية بطاغية ولا جبروت بجبروت و بالتاكيد لن يستبدل حريته وتحرره على المستوى المحلي بتبعية لخارج ان لم يكن اسوأ مما كان عنده فهو المنبع الذي كان يغذي فساد الداخل لديه ويسنده كلما كان يقترب من السقوط !
المصدر :
محمد صادق الحسيني
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة