دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
دافع مفتي الديار المصرية علي جمعة ، عن زيارته مدينة القدس المحتلة، قائلاً إنها «منة من الله»، وإن الهدف منها هو تعزيز صمود المقدسيين، في وقت أعاد الأزهر الشريف التأكيد على موقفه الرافض زيارة الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال، لكنه لم يوجه انتقاداً صريحاً للمفتي قائلاً إن زيارته جاءت «في إطار علمي وليست بصفة رسمية»، في حين ذكرت تقارير اسرائيلية ان الزيارة تمت تحت اشراف وزارة الدفاع الاسرائيلية، وبحراسة عسكرية اسرائيلية.
وجدد الأزهر الشريف، عقب اجتماع طارئ عقده مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، موقفه «الرافض زيارة القدس والمسجد الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي».
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الشيخ علي عبد الباقي إن «مجمع البحوث أكد رفض الأزهر المطلق زيارة القدس والمسجد الأقصى في وضعهما الراهن تحت الاحتلال الإسرائيلي».
وأضاف ان المجلس «استمع إلى إيضاحات مفتي الجمهورية حول ملابسات زيارته القدس والظروف التي تمت فيها»، فشدد على أنها «جاءت في إطار علمي وليست بصفة رسمية».
وكان المفتي جمعة عاد إلى القاهرة ظهر أمس عن طريق عمّان بعدما قطع جولته التي كانت ستشمل زيارة الإمارات وتركيا، وذلك لحضور الاجتماع الطارئ في الأزهر ومواجهة تداعيات الزيارة المثيرة.
وذكرت مصادر في مطار القاهرة أن المفتي وصل على متن الطائرة الأردنية، ورفض الإدلاء بأي تصريحات لدى دخوله قاعة كبار الزوار، وخرج مسرعا إلى مقر دار الإفتاء المصرية، فيما شددت القوى الأمنية من إجراءاتها في المطار، ومنعت الصحافيين من التحدث إليه.
وفي مؤتمر صحافي عقده في مشيخة الأزهر، قال المفتي إن «الزيارة تمت تحت رعاية مؤسسة آل البيت وملك الأردن»، مشيراً إلى أنه «لم يختم جوازه بختم إسرائيلي، ولم يُطلب منه شيء».
وأشار المفتي إلى أن «تلك الزيارة منة منّ الله بها عليّ، وليست تحت علم التطبيع أو تحت علم إسرائيل»، مشدداً على أن «هذه الزيارة ليست رسمية بل شخصية، ولا تمثل مجمع البحوث الإسلامية أو مشيخة الأزهر أو حتى دار الإفتاء».
ولفت إلى أن الدعوة كانت مفاجئة له، ولم يستطع أن يرفضها، باعتبار أن «القدس هي أملنا وغايتنا... ولعل العالم كله يؤكد على الطغيان الذي يحدث فيها منذ أكثر من 40 سنة»، مشيراً إلى أن «الزيارة كانت لها معان كثيرة، فقد استمعنا فيها إلى المقدسيين الذين يستغيثون بنا لحماية القدس».
وشدد المفتي على أن «الحراسة كانت أردنية ولم تكن إسرائيلية»، لافتاً إلى انه «لا يوجد علم إسرائيلي داخل الأقصى وإنما موجود خارجه، بالإضافة إلى تواجد طفيف للجيش الإسرائيلي».
لكن مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية قالت لإذاعة الجيش الإسرائيلي ان زيارة المفتي للقدس تمت بالتنسيق بين إسرائيل والقصر الملكي الأردني.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أن وفداً من الديوان الملكي الأردني برئاسة مستشار الملك للشؤون الدينية الأمير غازي هو من نسق مباشرة أمر زيارة المفتي ورافقه خلالها. وأشارت الصحيفة إلى أن الوفد وصل إلى المسجد الأقصى تحت حراسة أمنية إسرائيلية مشددة، موضحة أن زيارة الوفد جاءت بالتنسيق مع وزارة الدفاع، وليس مع وزارة الخارجية.
ورفضت وزارة الخارجية المصرية التعليق على زيارة المفتي للقدس. وقال مصدر دبلوماسي ان «الوزارة نفت علمها المسبق بزيارة المفتي للقدس»، مشدداً على «عدم الإعداد لها من قبل سفراء مصر لدى إسرائيل أو السلطة الفلسطينية أو الأردن... وأنهم علموا بها عن طريق وسائل الإعلام».
وتواصلت يوم أمس ردود الفعل المستنكرة لزيارة المفتي للقدس.
وأعرب «حزب الحرية والعدالة» التابع لـ«الإخوان المسلمين» عن «رفضه بشكل قاطع الزيارة مهما كانت المبررات والأسباب»، معتبراً أنها «كارثة حقيقية وضربة موجهة للجهاد الوطني الذي نجح في إفشال كل محاولات التطبيع طوال السنوات الماضية».
ودعا الحزب إلى «مساءلة» المفتي بـ«الشكل الذي لا يسمح بتكرار مثل هذه المواقف من أي شخصية اعتبارية رسمية».
من جهته، طالب المرشح الرئاسي محمد سليم العوا جميع علماء المسلمين بعدم زيارة المسجد الأقصى ولا مدينة القدس حتى يتم تحريرها بالكامل.
وقال العوا إن «زيارة المفتي أو أي عالم مسلم من خارج بيت المقدس ومن خارج فلسطين على وجه العموم للقدس تحت الهيمنة الصهيونية تؤكد القبول ولو شكلياً أو ظاهرياً بهذه السيطرة»، معتبراً أن «المسألة ليست مسألة ختم جواز السفر لفضيلة المفتي بالختم الإسرائيلي أو غيره، لكن المسألة مسألة دخول منطقة تحت الاحتلال الصهيوني يسيطر على مداخلها ومخارجها هذا الاحتلال».
بدوره، قال أسقف شبرا الخيمة للأقباط الأرثوذكس الأنبا مرقس ان الكنيسة الأرثوذكسية «لا توافق أي شخص يذهب إلى القدس»، مشيراً إلى رد فعل الغالبية من القوى السياسية حول سفر المفتي والانتقادات التي وجهت له حتى قيل له من ضمن الانتقادات: «شوف البابا شنودة عمل إيه».
وتباينت المواقف الفلسطينية من زيارة المفتي، فالفريق المرحب بها هو نفسه الفريق الذي دعا العرب علانية لزيارتها ممثلاً بالسلطة الفلسطينية وحركة فتح. أما حركة حماس فتصدرت المواقف الرافضة مثل هذه الزيارات، معتبرة أن فيها مصلحة لإسرائيل على حساب أصحاب القدس الحقيقيين ومقدمة للتطبيع مع المحتل.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود الهباش إن الزيارة المرحبة التي قام بها جمعة وبن محمد للقدس تأتي لتعزيز دعم وصمود أهالي المدينة، ومشاركتهم آلامهم التي يعانونها من الاحتلال.
في المقابل، طالب المتحدث الرسمي باسم حركة حماس سامي أبو زهري العرب بوقف مثل هذه الزيارات فوراً لأنها تطبيع مع الاحتلال لا يقبله العقل.
وقال أبو زهري إن «الزيارات من أي مسؤول عربي أو عالم دين أو صاحب فكر للقدس في ظل الاحتلال، هي إسهام في عملية التطبيع مع المحتل الإسرائيلي، وتمنح الاحتلال فرصة لتلميع صورته أمام الرأي العام».
ووصف أبو زهري الزيارات بالخاطئة «لأنها يجب أن تخضع للتنسيق الإسرائيلي حتى لو تحدث الزائرون بخلاف ذلك»، مؤكداً أن الأهم الآن هو وقف هذه الزيارات وبذل الجهود لتحرير القدس من الاحتلال.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة