دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في أول سابقة من نوعها في التاريخ السياسي الحديث في اسبانيا، قدم العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس اعتذارا لشعبه على ما بدر منه من تصرف غير مناسب بترك اسبانيا في أزمة خانقة والذهاب في رحلة قنص في بوتسوانا جنوب إفريقيا بدعوة من رجل أعمال سعودي، وتعهد بعدم تكرار ذلك، ويعتبر هذا أول اعتذار يتقدم به الملك أمام شعبه. وهذه سابقة تاريخية.
وتواصلت حالة الجدل في أسبانيا امس حول قيام الملك برحلة لصيد الأفيال في أفريقيا في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية، وهو الخبر الذي انتشر بعدما كسر وركه خلال الرحلة.
وكان خوان كارلوس قد توجه الأسبوع الماضي في رحلة قنص إلى بوتسوانا وسقط وأصيب بكسر في الورك وخضع لعملية جراحية يوم السبت الماضي. وتفاجأ الرأي العام بخبر العملية ورحلة القنص خاصة وأن رحلة القنص هذه تزامنت مع أسوأ أسبوع تمر به اسبانيا اقتصاديا بعدما سجلت بورصة مدريد خسائر كبيرة وبدأت أخبار تفيد باحتمال تدخل الاتحاد الأوروبي لمراقبة الاقتصادي الإسباني.
وشنت الأحزاب السياسية حملة ضد الملك خوان كارلوس متهمة إياه بقلة حس التضامن مع الشعب وتغليب نزواته على المصلحة العليا للبلاد، وطالب حزب اليسار الموحد وهو القوة السياسية الثالثة في البلاد بضرورة الانتقال الى نظام الجمهورية ، بينما أصر الحزب الاشتراكي على ضرورة تقديم الملك اعتذارا رسميا للشعب على ما بدر منه من تصرف غير مناسب، ومن جهتها لم تبادر حكومة الحزب الشعبي اليميني الى الدفاع عن الملك بل تبنت موقفا وسطا.
وخلال مغادرته ظهر أمس الأربعاء المستشفى في العاصمة مدريد، ظهر الملك خوان كارلوس أمام وسائل الاعلام والارتباك باديا على وجهه وأدلى بتصريح مقتضب ولكنه يشكل منعطفا تاريخيا في تاريخ السياسة الإسبانية خلال العقود الأخيرة، إذ صرح بما يلي ' لدي رغبة في استئناف التزاماتي، وأتأسف كثيرا لما حدث، لقد ارتكبت خطأ ولن يتكرر هذا'. ومنذ الإدلاء بتصريحه والخبر يتصدر مواقع كبريات وسائل الاعلام في شبكة الإنترنت وقنوات التلفزيون وبرامج الإذاعات والعنوان المشترك هو 'الملك يعتذر للشعب'.
ويرى المراقبون أن الملك من خلال هذا الاعتذار يكون قد أنقذ المؤسسة الملكية من تدهور خطير للغاية، لاسيما وأن الفضائح تتابعها وأبرزها تحقيق القضاء مع إنياكي أوردنغرين زوج الأميرة كريستينا وصهر الملك خوان كارلوس في اختلاسات مالية. ونشرت جريدة 'الباييس' أول أمس أن القضاء يحقق في مضمون بعض البريد الالكتروني يؤكد فيه صهر الملك مخاطبا شريكا له أن الملك خوان كارلوس توسط له لدى حكومة الحكم الذاتي في فالنسيا للحصول على صفقات، وهو ما يعتبر مخالفا للقانون. ونشرت جريدة '20 مينوتوس' مقالا أول أمس تتساءل هل يمكن أن يمتد التحقيق للملك.
ونشرت مواقع وسائل الاعلام في شبكة الإنترنت مثل 'الباييس' و'الموندو' و'بوبليكو' آلاف من تعليقات القراء، وحضر العالم العربي في بعض هذه التعليقات. وكتب الكثيرون أن الملك خوان كارلوس عليه الابتعاد عن الأثرياء العرب، وذلك في تعليق على أن الملك ذهب في رحلة القنص الى بوتسوانا بدعوة من ثري عربي سعودي مقيم في اسبانيا وهو من أصل سوري والذي تولى جميع المصاريف. وفي تعليقات أخرى، كتب البعض ويبدو أنهم عرب 'هل يمكن للملوك العرب أن يعتذروا لشعوبهم عما بدر منهم من اختلاسات وخروقات حقوق الإنسان'.
الى ذلك كشفت مصادر في الشرطة الأسبانية امس الأربعاء عن احتمال تغريم والد حفيد العاهل الأسباني الملك خوان كارلوس بسبب السماح للابن القاصر باستخدام بندقية، وذلك في وقت زادت فيه الانتقادات للعائلة المالكة.
وكان فيليب خوان فرويلان (13 عاما)، حفيد ملك أسبانيا من ابنته إلينا، قد أصيب قبل أسبوع بعدما أطلق النار على قدمه اليمنى عن طريق الخطأ عندما كان يتدرب على إطلاق النار مع والده الارستقراطي خيمى دي ماريتشالار بشمال البلاد.
ورغم أن محكمة محلية حفظت امس القضية لعدم إدانة ماريتشالار بارتكاب 'إهمال جسيم'، إلا أنه من الممكن إعادة نظرها بناء على طلب الإدعاء.
وقالت مصادر من الشرطة إن ماريتشالار قد يواجه غرامة تصل إلى ستة آلاف يورو (7800 دولار) للسماح لطفل بحمل بندقية.
وكان ماريتشالار قد طلق الأميرة إلينا عام 2009 . وفرويلان هو أكبر أبناء الأميرة إلينا والخامس في ترتيب العرش الأسباني.
وفي صفعة أخرى للملك، صرح القاضي الذي يقوم بالتحقيق في فضيحة فساد تورط فيها صهر الملك أناكي أوردانجارين إنه يراجع رسائل إلكترونية قد تشير إلى تورط الملك.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة