كسر مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة، أمس، حالة الإجماع الشعبي الرافضة للتطبيع مع إسرائيل، حيث قام بزيارة مفاجئة لمدينة القدس المحتلة، ورافقه فيها مستشار الملك الأردني للشؤون الدينية، ما أثار انتقادات من قبل قوى سياسية عديدة، أبرزها «الإخوان المسلمون» والسلفيون، وسط مطالبات بعزله، فيما قورنت زيارته بالموقف الوطني الذي كان يتخذه البابا شنودة الراحل.

وقال مدير الأوقاف في القدس الشيخ عزام الخطيب «الأمير غازي بن محمد، وهو الممثل الشخصي للملك عبد الله بن الحسين ومستشاره للشؤون الدينية، وصل إلى المسجد الأقصى مع مفتي مصر سماحة الشيخ علي جمعه، وكانت زيارتهما زيارة دينية تعبدية بحتة».

ورحب الخطيب بزيارة المفتي والأمير الأردني معتبرا أن هذه الزيارة تهدف إلى «دعم الأقصى ودعم سكان مدينة القدس».

وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها مفتي مصر بزيارة المسجد الأقصى، كما أنها الزيارة الأولى للأمير غازي بن محمد، بحسب الخطيب.

وأشارت وزارة الأوقاف الأردنية في بيان إلى أن الزيارة «تأتي تشجيعا للمسلمين القادرين على الوصول للمسجد الأقصى المبارك للتواصل مع قبلة المسلمين وأحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام».

وأمّ المفتي جمعة خلال الزيارة المصلين في صلاة الظهر داخل مسجد البراق في الحرم القدسي الشريف، حيث أكد أن «هذه الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية ومن دون الحصول على أي تأشيرات أو أختام دخول باعتبار أن الديوان الملكي الأردني هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف».

ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» عن المفتي أنه «أكد للمقدسيين خلال

لقائه بهم رفضه أي إجراء يصب في مصلحة تطبيع علاقات المسلمين مع إسرائيل»، مشددا في الوقت ذاته على «ضرورة دعم القدس وإحياء القضية الفلسطينية في نفوس المسلمين جميعا خاصة الشباب».

وأثارت زيارة المفتي للقدس استياء وغضب العديد من القوى السياسية، حيث وصف البعض الزيارة بـ«الخزي والعار»، نظراً لما تحمله من معاني تتنافى مع تطلعات الشعب المصري الذي يأمل في عدم التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل.

وشن الإعلامي وائل الإبراشي هجوما حاداً على مفتى الديار المصرية، حيث وصفه في برنامجه التلفزيوني بأنه أصبح «مفتي الخزي والعار»، معتبراً أن «عمامة الدكتور جمعة أصبحت ملوثة، وقد أثبت أنه في خدمة الصهيونية».

وقال القيادي الإسلامي صفوت حجازي، وهو مقرب من «الإخوان المسلمين»، في مداخلة هاتفية للبرنامج «إنني لن أصلي وراء المفتي بعد اليوم لأن صلاته لن تقبل لأنه أصبح عميلا للصهيونية».

بدوره، رأى المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية المصرية خالد سعيد أن «ما حدث ليس غريبا على رموز النظام البائد»، مشيرا إلى أن «هذا يعتبر بمثابة وصمة عار».

وتساءل «كيف يمنع البابا شنودة الراحل الأقباط من زيارة القدس، بينما يقوم مفتي الديار المصرية نفسه بالزيارة؟»، مطالبا بـ«عزل المفتي جمعة فورًا».

كذلك، استنكر نائب المُرشد العام لجماعة الإخوان المُسلمين جمعة أمين زيارة المفتي للقدس، مشيراً إلى أن البابا شنودة الثالث كان قد صنع موقفاً وطنيّاً رائعاً للكنيسة بهذا الشأن وكان يقف ضد سفر الأقباط إلى القدس.

  • فريق ماسة
  • 2012-04-18
  • 12698
  • من الأرشيف

مفتي مصر يزور القدس! اتهامات له بالخيانة ومطالبة بعزله

كسر مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة، أمس، حالة الإجماع الشعبي الرافضة للتطبيع مع إسرائيل، حيث قام بزيارة مفاجئة لمدينة القدس المحتلة، ورافقه فيها مستشار الملك الأردني للشؤون الدينية، ما أثار انتقادات من قبل قوى سياسية عديدة، أبرزها «الإخوان المسلمون» والسلفيون، وسط مطالبات بعزله، فيما قورنت زيارته بالموقف الوطني الذي كان يتخذه البابا شنودة الراحل. وقال مدير الأوقاف في القدس الشيخ عزام الخطيب «الأمير غازي بن محمد، وهو الممثل الشخصي للملك عبد الله بن الحسين ومستشاره للشؤون الدينية، وصل إلى المسجد الأقصى مع مفتي مصر سماحة الشيخ علي جمعه، وكانت زيارتهما زيارة دينية تعبدية بحتة». ورحب الخطيب بزيارة المفتي والأمير الأردني معتبرا أن هذه الزيارة تهدف إلى «دعم الأقصى ودعم سكان مدينة القدس». وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها مفتي مصر بزيارة المسجد الأقصى، كما أنها الزيارة الأولى للأمير غازي بن محمد، بحسب الخطيب. وأشارت وزارة الأوقاف الأردنية في بيان إلى أن الزيارة «تأتي تشجيعا للمسلمين القادرين على الوصول للمسجد الأقصى المبارك للتواصل مع قبلة المسلمين وأحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام». وأمّ المفتي جمعة خلال الزيارة المصلين في صلاة الظهر داخل مسجد البراق في الحرم القدسي الشريف، حيث أكد أن «هذه الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية ومن دون الحصول على أي تأشيرات أو أختام دخول باعتبار أن الديوان الملكي الأردني هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف». ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» عن المفتي أنه «أكد للمقدسيين خلال لقائه بهم رفضه أي إجراء يصب في مصلحة تطبيع علاقات المسلمين مع إسرائيل»، مشددا في الوقت ذاته على «ضرورة دعم القدس وإحياء القضية الفلسطينية في نفوس المسلمين جميعا خاصة الشباب». وأثارت زيارة المفتي للقدس استياء وغضب العديد من القوى السياسية، حيث وصف البعض الزيارة بـ«الخزي والعار»، نظراً لما تحمله من معاني تتنافى مع تطلعات الشعب المصري الذي يأمل في عدم التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل. وشن الإعلامي وائل الإبراشي هجوما حاداً على مفتى الديار المصرية، حيث وصفه في برنامجه التلفزيوني بأنه أصبح «مفتي الخزي والعار»، معتبراً أن «عمامة الدكتور جمعة أصبحت ملوثة، وقد أثبت أنه في خدمة الصهيونية». وقال القيادي الإسلامي صفوت حجازي، وهو مقرب من «الإخوان المسلمين»، في مداخلة هاتفية للبرنامج «إنني لن أصلي وراء المفتي بعد اليوم لأن صلاته لن تقبل لأنه أصبح عميلا للصهيونية». بدوره، رأى المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية المصرية خالد سعيد أن «ما حدث ليس غريبا على رموز النظام البائد»، مشيرا إلى أن «هذا يعتبر بمثابة وصمة عار». وتساءل «كيف يمنع البابا شنودة الراحل الأقباط من زيارة القدس، بينما يقوم مفتي الديار المصرية نفسه بالزيارة؟»، مطالبا بـ«عزل المفتي جمعة فورًا». كذلك، استنكر نائب المُرشد العام لجماعة الإخوان المُسلمين جمعة أمين زيارة المفتي للقدس، مشيراً إلى أن البابا شنودة الثالث كان قد صنع موقفاً وطنيّاً رائعاً للكنيسة بهذا الشأن وكان يقف ضد سفر الأقباط إلى القدس.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة