دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رسمياً تنعقد «المجموعة الرائدة من أصدقاء سورية» في باريس اليوم لمنع انحراف العملية السياسية والمهمة في سورية. القول لوزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، في معرض شرح الأسباب الداعية إلى استدعاء وزراء خارجية 14 بلداً من أوروبا وتركيا والولايات المتحدة، وسبعة بلدان عربية هي قطر والسعودية والأردن والمغرب ومصر ودولة الإمارات وتونس.
ولا جدال أن الاجتماع قد استدعي على عجل. فخلال لقاء قبل يومين مع احد المسؤولين الفرنسيين المباشرين عن الملف السوري استبعد أي لقاء من هذا النوع في الأيام المقبلة، مبرراً ذلك بضرورة انتظار تبلور الأوضاع على الأرض في ســوريا، واتجاهات تطبيق النظام السوري لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان. واعتبر أن انشغال فرنسا بالانتخابات الرئاسية قد لا يكون مناسباً للدعوة إلى مؤتمر «لأصدقاء سوريا» في باريس.
وصحيح أن مقاييس الاجتماع الوزاري اليوم لا ترقى إلى متطلبات المؤتمر الواسع، إلا أن ذلك يبقى مفاجئاً على اعتبار أنه لم تكن هناك أي مؤشرات في الخارجية الفرنسية تدعو إلى الإسراع في عقد مثل هذا اللقاء، ومنها طبعاً ضرورة منح أنان المزيد من الوقت لوضع تقريره الأول، ومن ثم مناقشته، واتخاذ المواقف المطلوبة.
ووضع جوبيه الدعوة في سياق «استمرار النظام السوري باللجوء إلى القمع، وعرقلة انتشار المراقبين الدوليين، ما يستدعي رداً قوياً من الأسرة الدولية». وهي كلها أسباب لا تستدعي الالتزام بأي روزنامة محددة لعقد أي اجتماع.
وعلى الأرض يبدو للدبلوماسيين الفرنسيين انه من الممكن عقد مثل هذا الاجتـماع، خصوصـاً أن وزيرة خارجية أميركا والدول الأوروبية يتواجدون في بروكسل، في اجتـماع لوزراء خارجية حلف شــمال الأطلسي. والأرجح أن الدعوة وجهت خلال اجتماع لجنة العقوبات الدولية ضد سوريا، في باريس أمس الأول، لتمديد أثرها والاستفادة من مفاعيلها لإظهار استمرار التعبئة في صفوف «أصدقاء سوريا».
وقال دبلوماسي عربي، في باريس، لقد فوجئنا نحن المعنيين بالملف باجتماع اليوم. ورأى أن الهدف من الاجتماع ليس التوصل إلى أي قرارات جديدة إنما انعقاد الاجتماع بحد ذاته للتعبير عن المخاوف بأن خطة انان تقترب من الغرق في تفاصيل مطالب النظام السوري المتزايدة.
ويسود شعور لدى الغربيين أن روسيا قد صادرت المبادرة السياسية في سوريا، وأنها باتت تقود شطراً كبيراً من العملية، بعد أن نجحت في فرض خطة أنان على النظام السوري. ويظهر مرة أخرى أن الإجماع على مبادرة أنان في مجلس الأمن لا يزال هشاً، لأنه حصل لأسباب متضاربة وأهداف متباعدة: الأوروبيون وأمــيركا كانوا يسعون إلى ضــم الروس بأي ثمن إلى مبادرة للتدخل في سوريا، وتدويل الأزمة، وهذا ما حصلوا عليه. أما الروس، فحصلوا على حق إدارة الأزمة في سوريا، وتنفيذ خطة انان، باعتبارهم الطرف، والراعي الدولي الوحيد المقبول من جانب النظام السوري.
لذا فإن ساعة اجتماع في باريس يليها عشاء للوزراء لا يمكن أن تهدد سيطرة الروس على خطة أنان، ولكنها تكفي للاتفاق على توجيه رسالة من خارج مجلس الأمن للروس، بأن وكالتهم عن سوريا، يجب أن تقترن بإنجازات فعلية في خطة أنان.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة