تراجُع الرهان الإسرائيلي على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أعاد تل أبيب إلى المربع الأول، حيال حزب الله والأساليب المتبعة لمواجهة قدراته العسكرية. ومع غياب القدرة والإرادة على المواجهة المباشرة، تعيد إسرائيل التأكيد على "عامل الردع"، وإطلاق التهديدات، ومن بينها التهديد باستهداف البنى التحتية للبنان، في مسعى دائم منذ عام 2006 للحؤول دون مواجهة عسكرية لا تريدها.

في إطار الرسائل الإسرائيلية المتجددة، قالت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة جيروزاليم بوست أمس، إن الجيش الإسرائيلي لن يتوانى عن قصف أهداف تابعة للحكومة اللبنانية في الحرب المقبلة مع حزب الله، فيما أكد مسؤول إسرائيلي للصحيفة نفسها أن إسرائيل أخطأت خلال حرب لبنان الثانية (عام 2006)، بامتناعها عن مهاجمة أهداف تابعة للدولة اللبنانية، "«الأمر الذي لن يتكرر في أي حرب مستقبلية".

وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإنه "بعد اندلاع حرب عام 2006، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل الامتناع عن قصف المنشآت الحيوية التابعة للدولة اللبنانية، كي لا يسبب ذلك إضعاف رئيس الحكومة اللبنانية في حينه، فؤاد السنيورة، الذي كان حليفاً للغرب". وأشار إلى أن "إسرائيل استجابت للطلب الأميركي، وقيّدت نفسها بقصف أهداف تابعة لحزب الله"، وقال إن"هذه المسألة لن تتكرر، خصوصاً أن حزب الله والحكومة اللبنانية هما جهة واحدة".

وقال معلّق الشؤون العسكرية في الصحيفة، يعقوب كاتس، إن الجيش الإسرائيلي عزز بنك أهدافه بعد حرب عام 2006، و"يقال إن البنك يحوي الآلاف من الأهداف التابعة لحزب الله، مقارنة بحوالى مئتي هدف كانت لديه عشية الحرب الماضية". لكنه أشار في المقابل إلى أن "حزب الله بات يملك أكثر من خمسين ألف صاروخ، ومعظم هذه الترسانة مخزّن في حوالى مئة قرية موزعة في كل أنحاء الجنوب اللبناني".

وبحسب الصحيفة، فإن "التفكير الجديد في استهداف المؤسسات الحكومية اللبنانية هو جزء من استراتيجية منقّحة، توصل إليها الجيش الإسرائيلي بهدف إلحاق الضرر بحزب الله، ووضع نهاية سريعة للحرب المقبلة، وتكون مدّتها أقصر من الحرب الماضية"، مشيرة إلى أن "حزب الله يخفي قدراته العسكرية داخل البنى التحتية للبنان، وبالتالي فإن تدميرها يكون أمراً مساعداً على إنهاء الحرب".

وأكدت الصحيفة على عاملين قد يسبّبان حرباً مع حزب الله: إمكان توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، أو توجيه ضربة للحؤول دون نقل سلاح متطور من سوريا إلى لبنان"، مشيرة إلى أن "الغرب أعدّ خططاً لمواجهة سيناريوات مشابهة، من بينها قصف القافلة التي تنقل السلاح، أو إنزال مجموعات كوماندوس خاصة إلى داخل سوريا لتأمين مخزن السلاح الكيماوي، في حال "سقوط"الرئيس السوري بشار الأسد".

مع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي"يخشى من أن يستهدف حزب الله منصات ومنشآت الغاز الإسرائيلية التي تنوي الشركات الإسرائيلية بناءها في الأعوام القليلة المقبلة مقابل السواحل الإسرائيلية"، مشيرة إلى أن "الخشية لدى المؤسسة الأمنية في إسرائيل تكمن في أن يحاول حزب الله مهاجمة هذه المنشآت، بصواريخ بر بحر". وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي قلق خصوصاً من امتلاك سوريا أخيراً لصواريخ مضادة للسفن من نوع ياخونت، روسية الصنع، إذ يمكن أن تنقل إلى حزب الله، ويستخدمها بدوره لاستهداف المنشآت الغازية الإسرائيلية في عرض البحر، علماً بأن مدى صاروخ ياخونت يصل إلى 300 كيلومتر".

وقال ضابط رفيع المستوى في البحرية الإسرائيلية لجيروزاليم بوست إن "المنطقة التي تتطلب حماية في عرض البحر تتّسع باطّراد مع بناء المنشآت الغازية الجديدة"، مشيراً إلى أن "القلق الأساسي هو من تنامي القدرة العسكرية في المنطقة، والتي تشهد على زيادة في المنظومات العسكرية المتطورة، مثل الصواريخ المضادة للسفن.

  • فريق ماسة
  • 2012-04-11
  • 8511
  • من الأرشيف

"إسرائيل" تهدد لبنان بعد تراجع رهانها على "سقوط" الرئيس الأسد

تراجُع الرهان الإسرائيلي على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أعاد تل أبيب إلى المربع الأول، حيال حزب الله والأساليب المتبعة لمواجهة قدراته العسكرية. ومع غياب القدرة والإرادة على المواجهة المباشرة، تعيد إسرائيل التأكيد على "عامل الردع"، وإطلاق التهديدات، ومن بينها التهديد باستهداف البنى التحتية للبنان، في مسعى دائم منذ عام 2006 للحؤول دون مواجهة عسكرية لا تريدها. في إطار الرسائل الإسرائيلية المتجددة، قالت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة جيروزاليم بوست أمس، إن الجيش الإسرائيلي لن يتوانى عن قصف أهداف تابعة للحكومة اللبنانية في الحرب المقبلة مع حزب الله، فيما أكد مسؤول إسرائيلي للصحيفة نفسها أن إسرائيل أخطأت خلال حرب لبنان الثانية (عام 2006)، بامتناعها عن مهاجمة أهداف تابعة للدولة اللبنانية، "«الأمر الذي لن يتكرر في أي حرب مستقبلية". وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإنه "بعد اندلاع حرب عام 2006، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل الامتناع عن قصف المنشآت الحيوية التابعة للدولة اللبنانية، كي لا يسبب ذلك إضعاف رئيس الحكومة اللبنانية في حينه، فؤاد السنيورة، الذي كان حليفاً للغرب". وأشار إلى أن "إسرائيل استجابت للطلب الأميركي، وقيّدت نفسها بقصف أهداف تابعة لحزب الله"، وقال إن"هذه المسألة لن تتكرر، خصوصاً أن حزب الله والحكومة اللبنانية هما جهة واحدة". وقال معلّق الشؤون العسكرية في الصحيفة، يعقوب كاتس، إن الجيش الإسرائيلي عزز بنك أهدافه بعد حرب عام 2006، و"يقال إن البنك يحوي الآلاف من الأهداف التابعة لحزب الله، مقارنة بحوالى مئتي هدف كانت لديه عشية الحرب الماضية". لكنه أشار في المقابل إلى أن "حزب الله بات يملك أكثر من خمسين ألف صاروخ، ومعظم هذه الترسانة مخزّن في حوالى مئة قرية موزعة في كل أنحاء الجنوب اللبناني". وبحسب الصحيفة، فإن "التفكير الجديد في استهداف المؤسسات الحكومية اللبنانية هو جزء من استراتيجية منقّحة، توصل إليها الجيش الإسرائيلي بهدف إلحاق الضرر بحزب الله، ووضع نهاية سريعة للحرب المقبلة، وتكون مدّتها أقصر من الحرب الماضية"، مشيرة إلى أن "حزب الله يخفي قدراته العسكرية داخل البنى التحتية للبنان، وبالتالي فإن تدميرها يكون أمراً مساعداً على إنهاء الحرب". وأكدت الصحيفة على عاملين قد يسبّبان حرباً مع حزب الله: إمكان توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، أو توجيه ضربة للحؤول دون نقل سلاح متطور من سوريا إلى لبنان"، مشيرة إلى أن "الغرب أعدّ خططاً لمواجهة سيناريوات مشابهة، من بينها قصف القافلة التي تنقل السلاح، أو إنزال مجموعات كوماندوس خاصة إلى داخل سوريا لتأمين مخزن السلاح الكيماوي، في حال "سقوط"الرئيس السوري بشار الأسد". مع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي"يخشى من أن يستهدف حزب الله منصات ومنشآت الغاز الإسرائيلية التي تنوي الشركات الإسرائيلية بناءها في الأعوام القليلة المقبلة مقابل السواحل الإسرائيلية"، مشيرة إلى أن "الخشية لدى المؤسسة الأمنية في إسرائيل تكمن في أن يحاول حزب الله مهاجمة هذه المنشآت، بصواريخ بر بحر". وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي قلق خصوصاً من امتلاك سوريا أخيراً لصواريخ مضادة للسفن من نوع ياخونت، روسية الصنع، إذ يمكن أن تنقل إلى حزب الله، ويستخدمها بدوره لاستهداف المنشآت الغازية الإسرائيلية في عرض البحر، علماً بأن مدى صاروخ ياخونت يصل إلى 300 كيلومتر". وقال ضابط رفيع المستوى في البحرية الإسرائيلية لجيروزاليم بوست إن "المنطقة التي تتطلب حماية في عرض البحر تتّسع باطّراد مع بناء المنشآت الغازية الجديدة"، مشيراً إلى أن "القلق الأساسي هو من تنامي القدرة العسكرية في المنطقة، والتي تشهد على زيادة في المنظومات العسكرية المتطورة، مثل الصواريخ المضادة للسفن.

المصدر : يحيى دبوق\ الاخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة