دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان أن سورية انتهكت بصورة قاطعة الحدود التركية، وان أنقرة ستقوم بكل ما يكفله القانون الدولي في هذه الحالة، وذلك قبل ان يزور الرياض الجمعة.
في هذا الوقت قطع وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو زيارته للصين تاركا فيها اردوغان وعاد إلى تركيا لمتابعة التطورات على الحدود التركية ـ السورية. وقال «إذا تكرر انتهاك سوريا للحدود التركية فسنقوم بما يلزم».
وهدد اردوغان، خلال زيارة لبكين، بالتحرك ضد سوريا بعد ارتفاع حدة التوتر عند الحدود أمس الأول ما ادى الى اصابة اربعة سوريين وتركيين في الاراضي التركية بإطلاق نار من سوريا. وقال ان اطلاق النار «انتهاك واضح جدا للحدود. سنقوم بإجراء تقييم نهائي. نحن نواصل العمل الدبلوماسي مع الدول الاقليمية، وبعد ذلك بالتأكيد سنتخذ الاجراءات المناسبة».
واعتبر اردوغان ان الرئيس السوري بشار الاسد نكث بوعده لمبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، بعدم سحب القوات من المدن. وقال «انهم يطلقون النار على الفارين من الخلف».
وأعلن اردوغان انه سيتوجه الجمعة الى السعودية للبحث في الملف السوري. وأعرب عن الامل في ان تأتي اتصالاته بالقادة السعوديين في الرياض بنتائج إيجابية حول المسألة السورية. ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن مسؤولين في انقرة ان اردوغان سيبلغ الملك السعودي عبد الله بأن الدول العربية يجب ان تتصدر تنفيذ اجراءات دولية منسقة ضد الحكومة السورية. واشارت الى ان اردوغان قد يسافر بعد ذلك الى موسكو للاجتماع مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.
وقد رفعت وسائل الإعلام التركية من وتيرة التحريض على سوريا، حيث عنونت صحيفة «شفق» الإسلامية، المقربة من السلطة السياسية، «الدماء الأولى على الحدود»، فيما ورد في مقالات أحد كتّابها ان «مهمة (كوفي) انان ماتت ولم يبق سوى صوت الرصاص».
وقد حظيت تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم واتهامه تركيا بتسليح المعارضة السورية صدى بارزا في نشرات الأخبار التلفزيونية ووسائل الإعلام المكتوبة، وأجمعت على وصف الاتهام بأنه «ثقيل».
وفي تعليقات متصلة بالوضع السوري كتب غونيري جيفا اوغلو في صحيفة «ميللييت» ان تركيا غادرت موقعها كقوة ناعمة وأخذت مكانا لها كقوة تتجه إلى استخدام السلاح في الأزمة السورية. وقال ان دعوة تركيا لإقامة ممر مساعدات انسانية داخل سوريا يعني دخول القوات التركية بضعة كيلومترات داخل الأراضي السورية. وتساءل «حينها هل ستبقى سوريا متفرجة؟ هذا هو السؤال الذي يدعو للقلق»، مضيفا انه اذا التزم الرئيس السوري بشار الأسد بتعهداته يكون ممكنا تبريد الحدود.
وقال إن «سؤالا آخر مقلقا، وهو هل من فائدة تركيا بقاء الأسد مع المحافظة على وحدة سوريا أم الاطاحة بالأسد وتقسيم سوريا؟». واضاف ان «سوريا باتت تدعم حزب العمال الكردستاني الذي سيجد في حال انهيار الأسد مقرا له في سوريا في منطقة كردية ذات حكم ذاتي».
في هذا الوقت نشرت صحيفة «طرف» حوارا مع رئيس حزب السلام والديموقراطية صلاح الدين ديميرطاش حذّر فيه تركيا من أنه اذا حصل تقسيم في العراق فسيحصل حكم ذاتي في سوريا، وفي الأساس توجد محافظة باسم كردستان في إيران وبالتالي ستكون حدود تركيا الرسمية الجنوبية مع كردستان من إيغدير الى إنطاكية.
وذكر ديميرطاش ان زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان يقرأ أفضل بكثير من الزعماء الاتراك الوضع في الشرق الأوسط. وقال ان «اوجلان ارسل سابقا أكثر من رسالة الى اردوغان يدعوه فيها الى حل المشكلة الكردية اليوم لأنها ممكنة بوجود اوجلان، ولأنه اذا حصلت تطورات في المنطقة واندلعت حروب مذهبية واتنية فستتجاوز المشكلة اوجلان واردوغان لأنها ستصبح دولية. وهو ما نراه اليوم».
وقال ديميرطاش ان أحدا لن يجزم بما سيكون عليه الوضع في العراق هل سيتقسم أم لا وماذا ستفعل ايران هل ستندلع حروب اتنية ومذهبية. واضاف «ان اكراد العراق يستعدون لإعلان دولتهم المستقلة في أول فرصة، وستكون عندها امكانية لإقامة حكم ذاتي كردي في سوريا، وفي ايران ولاية كردية، وستكون حدود تركيا الرسمية من ايغدير الى انطاكية مع كردستان، وحينها يتوجب على تركيا ان ترفع القبعة وتقول انه حان الوقت للتصالح مع الأكراد». وقال انه اذا لم تبادر تركيا الى التصالح مع اكرادها فلا يمكن التكهن بالعواقب والمخاطر التي ستنجم عن استمرار المشكلة وعن اندلاع الحروب الاتنية والمذهبية وستتجاوز المشكلة اوجلان واردوغان معا.
ودعا ديميرطاش الى «انشاء اقاليم حكم ذاتي تصل الى 20 اقليما وليس الى حكم ذاتي خاص بكردستان تركيا فقط، واذا لم تستجب انقرة الى هذا الاقتراح يبدأ البحث بحلول احادية. وليعط الأكراد وحدهم الحكم الذاتي».
وقال ديميرطاش انه «توجد بين الأكراد في تركيا من يريدون الاستقلال وتأسيس دولة كردية مستقلة، وعدد هؤلاء يتزايد. وآخر استطلاع في ديار أظهر ان 51 في المئة يدعمون الحكم الذاتي و10 في المئة يريدون الفدرالية و20 في المئة يريدون أي شكل من أشكال الدولة. وفي المحصلة فإن 75 الى 80 في المئة يريدون واقعا سياسيا محددا»، لكنه عكس أمرا لافتا و«هو ان نزعة الانفصال تحظى ايضا بتأييد متزايد وسط الأتراك انفسهم، وهي وصلت في استطلاع مؤخرا الى ما بين 10 و15 في المئة». ورأى ان «شرط الأكراد للعيش مع الأتراك هو أن يكون للأكراد كل الحقوق التي للأتراك. وكل ما في تركيا يجب ان يكون لنا جميعا، وليس فقط للأتراك».
المصدر :
السفير /محمد نور الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة