دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم يحدث مؤتمر اسطنبول "لأصدقاء سورية" الأثر الذي كان يتوقعه معارضو النظام السوري من قوى وأنظمة.
قدري غورسيل عكس في صحيفة "ميللييت" هذه النتيجة بالقول إن المؤتمر كان اجتماعا لأصدقاء عاجزين عن مساندة الشعب السوري.
يقول غورسيل إنه قبل شهرين أو ثلاثة كان الحديث عن مواعيد رحيل النظام. اليوم تجاوز النظام هذه المرحلة. فالنظام لا يزال قادرا على القمع، ولا يزال يتمتع بقاعدة شعبية واسعة وقوية وفي مقدمها حزب البعث. ولا يزال حلفاؤه من روسيا إلى إيران حازمين في الوقوف إلى جانبه، كما أن أعداءه الخارجيين لا يعرفون ماذا يفعلون.
ويلاحظ غورسيل اختلاف التسمية بين المؤتمر الأول في تونس الذي انعقد في 23 و24 شباط الماضي تحت اسم "أصدقاء سوريا" وبين مؤتمر اسطنبول الذي انعقد تحت اسم "أصدقاء الشعب السوري". وهو دليل على أن المجتمعين غير مقتنعين بأن بإمكانهم تمثيل كل سوريا، لذا اكتفوا بهذه التسمية.
وتوقف الكاتب عند نقطتين في البيان الختامي، الأولى أن المؤتمرين أرادوا تحديد مهلة زمنية لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لكي يذهبوا بعدها إلى مجلس الأمن حيث الفيتو الروسي ينتظر من جديد. والثانية هي الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا "شرعيا للسوريين" وليس لسوريا، أي انه يمثل الشعب السوري ولكن لا يمكنه تمثيل البلد. وهنا بيت القصيد إذ إن المجلس الوطني لم يستطع أن يشكل بديلا، ولا أن يوحي بالثقة. وما انتهى المؤتمر إليه انه لا يستطيع عزل النظام على الصعيد الدبلوماسي، ولم يترك خيارا سوى لأصدقاء الشعب السوري سوى دعم تقسيم البلاد.
وفي الصحيفة نفسها يرى الكاتب سميح ايديز أن التطورات التي جرت في اسطنبول تثير ارتياح الرئيس السوري بشار الأسد. فمؤتمر اسطنبول بدأ في الأساس معوقا، حيث لم يشارك فيه كوفي انان أو وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، يضاف إلى ذلك روسيا والصين، فيما أرسل العراق، الرئيس الحالي للمجموعة العربية، مبعوثا من الدرجة الثانية، فيما لم تدع إيران أصلا، رغم أنها مثل روسيا تدعم النظام السوري.
ويقول الكاتب إن حضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنقذ ظاهريا المؤتمر، بل أنقذ أنقرة تحديدا. واعتبر ايديز أن الاعتراف بخطة انان، ولو مع منحها سقفا زمنيا معينا هو خطوة تراجعية، إذ إن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان لم يجد أثناء وجوده في سيول صوابية في العملية التي بدأها انان. وقال الكاتب إن المؤتمر فشل في اتخاذ خطوات محددة في شأن تسليح المعارضة والتحرك يدا واحدة.
واعتبر ايديز أن تحريض تركيا وقطر والسعودية على تسليح المعارضة السورية يدخلها في حرب غير مباشرة مع إيران، وهو ما سيفضي إلى مزيد من الدماء والفوضى في سوريا، وسيدفع أميركا وأوروبا إلى التعاون مع النظام السوري بشكل من الأشكال. وهناك ادعاءات عن تعاون أميركي - روسي في هذا المجال.
وينهي ايديز مقالته بالقول انه "من أي زاوية نظرنا فإن التطورات تسير في غير ما تتمناه تركيا. وإذا نزلت إلى الشارع وسألت المواطن العادي لكان جوابه: وهل نحن مسؤولون عن الوضع هناك؟ ولماذا تورطنا إلى هذا الحد في هذا الشأن؟، وعدد هؤلاء يتزايد. وغموض الوضع في سوريا يكبر".
وترى الكاتبة أصلي ايدين طاشباش أن رسالة مؤتمر اسطنبول الأساسية هي أن مهمة أنان غير مفتوحة زمنيا، ولا بد من سقف زمني لها. وقالت إن "المؤتمر عبارة عن كأس نصف ممتلئة. اذا نُظر الى القسم الممتلئ فهو ناجح، وإذا نظر الى النصف الفارغ فهو مخيّب للآمال. هناك تحديد لمهمة انان واعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري ودعم لوجستي للمعارضة. لكنه لم يتطرق الى المنطقة العازلة ولا الممرات الإنسانية". وقالت ان الدعوة الى تحديد سقف زمني لمهمة أنان جاءت بضغط تركيا، حيث ان انقرة كانت تطالب بتحديد مهلة أسبوع أو اسبوعين فقط لمهمة أنان. ولاقى المؤتمر تركيا في الوسط، من دون تحديد سقف المهلة.
واعتبرت الكاتبة أن قبول الرئيس الأسد مهمة أنان قبل أسبوعين أربك اجتماع اسطنبول، وألقى بظلاله عليه. وقالت انه لو لم تكن خطة أنان موجودة على الطاولة لكانت رسالة اجتماع اسطنبول أقوى ولكانت خطواته محددة أكثر، لكن واشنطن تريد في هذه اللحظة إعطاء فرصة لخطة أنان .
المصدر :
السفير \محمد نور الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة