نجا قطاع غزة من كارثة إنسانية بسبب أزمة الوقود المستمرة منذ أكثر من شهر، إذ نجحت الجهود المصرية، يوم أمس، في الوصول إلى حل مؤقت سمح بإدخال كمية من الوقود تكفي لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع لفترة لا تتجاوز يومين، بانتظار أن تجد هذه الأزمة حلاً نهائياً بين مصر وحركة حماس والسلطة الفلسطينية وإسرائيل.

في هذا الوقت، تستمر معاناة الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي، التي تواصل إضرابها عن الطعام منذ 38 يوماً، وسط معلومات عن تدهور حاد في وضعها الصحي، فيما طالبت منظمة العفو الدولية سلطات الاحتلال بالإفراج عنها «فوراً» أو توجيه الاتهام إليها «سريعاً».

وسمحت إسرائيل، يوم أمس، لتسع شاحنات وقود بالدخول إلى قطاع غزة لنقل 450 ألف ليتر من وقود الديزل الصناعي لتشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة. وهـذه هـي المرة الأولى التي تسـمح فيها إسـرائيل بدخول الوقود إلى محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة منذ أكثر من عام.

وذكرت مصادر مصرية مطلعة أن استئناف ضخ الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم جاء بعد جهود مكثفة بذلتها القاهرة مع كافة الأطراف خلال الأيام الخمسة الماضية بإشراف رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء مراد موافي من أجل إنهاء أزمة الوقود في القطاع المحاصر.

وأعربت حكومة حماس عن تقديرها للجهود المصرية في حل هذه الأزمة الإنسانية. وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة التي تديرها حماس في غزة طاهر النونو إنه تم ضخ كمية من الوقود «تكفي لتشغيل محطة توليد الكهرباء ليومين فقط»، منبهاً إلى أن «الأزمة ما زالت مستمرة بالنسبة للسيارات وحركة السير والمخابز والمستشفيات»، فيما أكد مسؤول في هيئة الطاقة في قطاع غزة أن هذه الشحنة من الوقود تكفي لتشغيل المحطة التي تخدم ثلثي سكان القطاع ليوم واحد فقط.

وقال مسؤول أمني مصري إن الاتفاق جاء نتيجة «جهود مصرية بالتنسيق مع حماس ورئيس الوزراء سلام فياض وبقرار من الرئيس محمود عباس».

لكن حركة حماس أشارت إلى أن الاتفاق جاء نتيجة للاتصالات واللقاءات التي جرت بين الحكومة المقالة والمسؤولين المصريين بشكل يومي ومستمر.

وقال المتحدث باسم حماس سـامي أبو زهري إن «دخول الوقود جاء ثمرة لجهود الحكومة في غزة وحركة حماس»، مؤكدا أن «الجهود ستتواصل حتى يتم حل الأزمة جذرياً».

وعمقت أزمة الوقود وانقطاع الكهرباء في قطاع غزة الخلاف بين حركتي فتح وحماس، فقد حملت حكومة حماس في غزة السلطة الفلسطينية وحركة فتح المسؤولية المباشرة لهذه الأزمة بهدف خلق حالة من الغضب في القطاع تجاهها.

وقال وزير الخارجية في حكومة حماس محمد عوض إن السلطة الفلسطينية في رام الله أوقفت دفع الأموال إلى سلطات الاحتلال، والتي يغطيها الاتحاد الأوروبي لتمويل وقود محطة الكهرباء في غزة، وحولت تلك الأموال إلى ميزانيتها الخاصة، الأمر الذي تسبب بإشعال الأزمة.

وقال عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمود الزهار إن السلطة في رام الله هي التي تملك شركة الكهرباء في غزة وهي المسؤولة عن توفير الوقود لها.

في المقابل، اعتبر عضو المجلس الثوري في حركة فتح فيصل ابو شهلا أن «حركة حماس تحاول تصدير أزمتها وفشلها في إدارة أمور القطاع إلى أطراف أخرى».

في هذه الأثناء، احتشد الآلاف من أنصار حركة حماس في شوارع غزة مطالبين مصر بإمدادهم بالوقود في جمعة «إنارة غزة وكشف المؤامرة». واتهم المتظاهرون السلطة الفلسطينية وإسرائيل بتشديد الحصار على غزة بهدف إنهاء حكم حماس.

واعتبر عضو المكتب السياسي في حركة حماس خليل الحية أن «قيادات أميركية وإسرائيلية وغربية وفلسطينية في رام الله اجتمعت لإسقاط حماس وتشديد الحصار على غزة»، مؤكداً أن «المؤامرة تهدف إلى قطع طرق الإمداد للمقاومة وخنق غزة في الوقود والكهرباء والدواء».

هناء شلبي

وبعيداً عن السجال المعتاد بين حركتي فتح وحماس، تستمر معاناة الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي، التي دخل إضرابها عن الطعام يومه الثامن والثلاثين احتجاجاً على اعتقالها إدارياّ.

وقال مدير الوحدة القانونية في «نادي الأسير الفلسطيني» المحامي جواد بولس إن الوضع الصحي لشلبي، صعب للغاية وإن جميع التقارير الطبية تؤكد خطورة حالتها الصحية.

وقال بولس إنه زار شلبي في مستشفى «مئير» في كفر سابا التي نقلت إليه يوم الثلاثاء الماضي بعد تدهور حالتها الصحية والتيقن من أنها في حالة الخطر وبحاجة إلى متابعة طبية حثيثة.

وأضاف أن «الأسيرة شلبي موجودة في غرفة بمفردها عليها حراسة من أربعة سجانين اثنين من الذكور واثنتين من الإناث وفي غرفة صغيرة يسودها الإزعاج الشديد والحرج الشديد».

وتابع أنه لدى دخوله إلى غرفتها كانت هناء على السرير وفاحت من الغرفة رائحة المأكولات، وتبين أن طاقم الحراسة يتعمدون تناول الطعام أمامها كأسلوب للضغط عليها.

إلى ذلك، طلبت منظمة العفو الدولية الجمعة من اسرائيل توجيه الاتهام لشلبي أو الإفراج «فورا» عنها.

وجاء في بيان للمنظمة إن «العفو الدولية دعت أكثر من مرة السلطات الإسرائيلية إلى إخلاء سبيل هناء شلبي وباقي الفلسطينيين المعتقلين إداريا ما لم يوجه لهم الاتهام سريعا وتجر محاكمتهم وفقا للقواعد القضائية الدولية».

ويتيح الاعتقال الإداري، الموروث من قوانين الانتداب البريطاني على فلسطين، لإسرائيل حبس أي مشتبه فيه إداريا بلا محاكمة لفترة قد تمتد إلى ستة أشهر يمكن تجديدها إلى ما لا نهاية.

وأشارت المنظمة إلى تقرير نشرته منظمة «أطباء من اجل حقوق الانسان» يؤكد أن هناء شلبي فقدت 14 كيلوغراماً من وزنها منذ اعتقالها وأن حالتها الصحية تدهورت بشكل خطير بحيث أصبحت «معرضة للموت».

شارك آلاف الفلسطينيين يوم أمس في تظاهرة نظمتها حركة الجهاد الإسلامي بحضور ممثلي القوى الوطنية والإسلامية للتضامن مع الأسيرة هناء شلبي. ودعا القيادي في حركة الجهاد محمد الهندي «الشعوب العربية والإسلامية ومنظمات حقوق الانسان الدولي إلى مساندة ونصرة قضية الأسرى والأسيرة هناء شلبي حتى الإفراج عنها».

من جهته طالب محيي الدين أبو دقة، في كلمته ممثلا عن القوى الوطنية والإسلامية، دول «الربيع العربي» بأن «تهب لنصرة شلبي وإخوانها الأسرى الذين يواجهون التعذيب الإسرائيلي».

من جهته، ناشد الأسير الفلسطيني خضر عدنان، الذي سبق أن أضرب عن الطعام لنحو شهرين احتجاجاً على الاعتقال الإداري، الشعب الفلسطيني وأحرار العالم أخذ دورهم في معركة الدفاع عن الأسيرات والأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا الأسير عدنان، في بيان، الى تخصيص يوم موحد في خارج فلسطين وداخل الوطن يخرج فيه الطلبة والطالبات والسلك الأكاديمي في كل جامعة واتحاد المرأة وذلك في مسيرات تتجه إلى نقاط التماس على أن تكون هذه الخطوة سلمية بحته، لا يحمل فيها سوى علم فلسطين وصورة هناء شلبي والأسرى المضربين.

  • فريق ماسة
  • 2012-03-23
  • 10890
  • من الأرشيف

أزمة الوقود في غزة: حل مؤقت يؤجّل الكارثة ... يومين

نجا قطاع غزة من كارثة إنسانية بسبب أزمة الوقود المستمرة منذ أكثر من شهر، إذ نجحت الجهود المصرية، يوم أمس، في الوصول إلى حل مؤقت سمح بإدخال كمية من الوقود تكفي لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع لفترة لا تتجاوز يومين، بانتظار أن تجد هذه الأزمة حلاً نهائياً بين مصر وحركة حماس والسلطة الفلسطينية وإسرائيل. في هذا الوقت، تستمر معاناة الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي، التي تواصل إضرابها عن الطعام منذ 38 يوماً، وسط معلومات عن تدهور حاد في وضعها الصحي، فيما طالبت منظمة العفو الدولية سلطات الاحتلال بالإفراج عنها «فوراً» أو توجيه الاتهام إليها «سريعاً». وسمحت إسرائيل، يوم أمس، لتسع شاحنات وقود بالدخول إلى قطاع غزة لنقل 450 ألف ليتر من وقود الديزل الصناعي لتشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة. وهـذه هـي المرة الأولى التي تسـمح فيها إسـرائيل بدخول الوقود إلى محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة منذ أكثر من عام. وذكرت مصادر مصرية مطلعة أن استئناف ضخ الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم جاء بعد جهود مكثفة بذلتها القاهرة مع كافة الأطراف خلال الأيام الخمسة الماضية بإشراف رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء مراد موافي من أجل إنهاء أزمة الوقود في القطاع المحاصر. وأعربت حكومة حماس عن تقديرها للجهود المصرية في حل هذه الأزمة الإنسانية. وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة التي تديرها حماس في غزة طاهر النونو إنه تم ضخ كمية من الوقود «تكفي لتشغيل محطة توليد الكهرباء ليومين فقط»، منبهاً إلى أن «الأزمة ما زالت مستمرة بالنسبة للسيارات وحركة السير والمخابز والمستشفيات»، فيما أكد مسؤول في هيئة الطاقة في قطاع غزة أن هذه الشحنة من الوقود تكفي لتشغيل المحطة التي تخدم ثلثي سكان القطاع ليوم واحد فقط. وقال مسؤول أمني مصري إن الاتفاق جاء نتيجة «جهود مصرية بالتنسيق مع حماس ورئيس الوزراء سلام فياض وبقرار من الرئيس محمود عباس». لكن حركة حماس أشارت إلى أن الاتفاق جاء نتيجة للاتصالات واللقاءات التي جرت بين الحكومة المقالة والمسؤولين المصريين بشكل يومي ومستمر. وقال المتحدث باسم حماس سـامي أبو زهري إن «دخول الوقود جاء ثمرة لجهود الحكومة في غزة وحركة حماس»، مؤكدا أن «الجهود ستتواصل حتى يتم حل الأزمة جذرياً». وعمقت أزمة الوقود وانقطاع الكهرباء في قطاع غزة الخلاف بين حركتي فتح وحماس، فقد حملت حكومة حماس في غزة السلطة الفلسطينية وحركة فتح المسؤولية المباشرة لهذه الأزمة بهدف خلق حالة من الغضب في القطاع تجاهها. وقال وزير الخارجية في حكومة حماس محمد عوض إن السلطة الفلسطينية في رام الله أوقفت دفع الأموال إلى سلطات الاحتلال، والتي يغطيها الاتحاد الأوروبي لتمويل وقود محطة الكهرباء في غزة، وحولت تلك الأموال إلى ميزانيتها الخاصة، الأمر الذي تسبب بإشعال الأزمة. وقال عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمود الزهار إن السلطة في رام الله هي التي تملك شركة الكهرباء في غزة وهي المسؤولة عن توفير الوقود لها. في المقابل، اعتبر عضو المجلس الثوري في حركة فتح فيصل ابو شهلا أن «حركة حماس تحاول تصدير أزمتها وفشلها في إدارة أمور القطاع إلى أطراف أخرى». في هذه الأثناء، احتشد الآلاف من أنصار حركة حماس في شوارع غزة مطالبين مصر بإمدادهم بالوقود في جمعة «إنارة غزة وكشف المؤامرة». واتهم المتظاهرون السلطة الفلسطينية وإسرائيل بتشديد الحصار على غزة بهدف إنهاء حكم حماس. واعتبر عضو المكتب السياسي في حركة حماس خليل الحية أن «قيادات أميركية وإسرائيلية وغربية وفلسطينية في رام الله اجتمعت لإسقاط حماس وتشديد الحصار على غزة»، مؤكداً أن «المؤامرة تهدف إلى قطع طرق الإمداد للمقاومة وخنق غزة في الوقود والكهرباء والدواء». هناء شلبي وبعيداً عن السجال المعتاد بين حركتي فتح وحماس، تستمر معاناة الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي، التي دخل إضرابها عن الطعام يومه الثامن والثلاثين احتجاجاً على اعتقالها إدارياّ. وقال مدير الوحدة القانونية في «نادي الأسير الفلسطيني» المحامي جواد بولس إن الوضع الصحي لشلبي، صعب للغاية وإن جميع التقارير الطبية تؤكد خطورة حالتها الصحية. وقال بولس إنه زار شلبي في مستشفى «مئير» في كفر سابا التي نقلت إليه يوم الثلاثاء الماضي بعد تدهور حالتها الصحية والتيقن من أنها في حالة الخطر وبحاجة إلى متابعة طبية حثيثة. وأضاف أن «الأسيرة شلبي موجودة في غرفة بمفردها عليها حراسة من أربعة سجانين اثنين من الذكور واثنتين من الإناث وفي غرفة صغيرة يسودها الإزعاج الشديد والحرج الشديد». وتابع أنه لدى دخوله إلى غرفتها كانت هناء على السرير وفاحت من الغرفة رائحة المأكولات، وتبين أن طاقم الحراسة يتعمدون تناول الطعام أمامها كأسلوب للضغط عليها. إلى ذلك، طلبت منظمة العفو الدولية الجمعة من اسرائيل توجيه الاتهام لشلبي أو الإفراج «فورا» عنها. وجاء في بيان للمنظمة إن «العفو الدولية دعت أكثر من مرة السلطات الإسرائيلية إلى إخلاء سبيل هناء شلبي وباقي الفلسطينيين المعتقلين إداريا ما لم يوجه لهم الاتهام سريعا وتجر محاكمتهم وفقا للقواعد القضائية الدولية». ويتيح الاعتقال الإداري، الموروث من قوانين الانتداب البريطاني على فلسطين، لإسرائيل حبس أي مشتبه فيه إداريا بلا محاكمة لفترة قد تمتد إلى ستة أشهر يمكن تجديدها إلى ما لا نهاية. وأشارت المنظمة إلى تقرير نشرته منظمة «أطباء من اجل حقوق الانسان» يؤكد أن هناء شلبي فقدت 14 كيلوغراماً من وزنها منذ اعتقالها وأن حالتها الصحية تدهورت بشكل خطير بحيث أصبحت «معرضة للموت». شارك آلاف الفلسطينيين يوم أمس في تظاهرة نظمتها حركة الجهاد الإسلامي بحضور ممثلي القوى الوطنية والإسلامية للتضامن مع الأسيرة هناء شلبي. ودعا القيادي في حركة الجهاد محمد الهندي «الشعوب العربية والإسلامية ومنظمات حقوق الانسان الدولي إلى مساندة ونصرة قضية الأسرى والأسيرة هناء شلبي حتى الإفراج عنها». من جهته طالب محيي الدين أبو دقة، في كلمته ممثلا عن القوى الوطنية والإسلامية، دول «الربيع العربي» بأن «تهب لنصرة شلبي وإخوانها الأسرى الذين يواجهون التعذيب الإسرائيلي». من جهته، ناشد الأسير الفلسطيني خضر عدنان، الذي سبق أن أضرب عن الطعام لنحو شهرين احتجاجاً على الاعتقال الإداري، الشعب الفلسطيني وأحرار العالم أخذ دورهم في معركة الدفاع عن الأسيرات والأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي. ودعا الأسير عدنان، في بيان، الى تخصيص يوم موحد في خارج فلسطين وداخل الوطن يخرج فيه الطلبة والطالبات والسلك الأكاديمي في كل جامعة واتحاد المرأة وذلك في مسيرات تتجه إلى نقاط التماس على أن تكون هذه الخطوة سلمية بحته، لا يحمل فيها سوى علم فلسطين وصورة هناء شلبي والأسرى المضربين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة