دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ما الذي تبدل وتغير بين الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس والرابعة عصراً حتى يطير "الملتقى الشبابي النهضوي الخليجي" الذي كان مرخصاً له من قبل وزارة الداخلية الكويتية ليبدأ أعماله صباح اليوم الجمعة.
في التوقيت الأول كان المسؤول عن الملتقى في الكويت سعد ثقل العجمي يؤكد لـ" السفير" انعقاد الملتقى، وأنه سيسمح للإعلام بحضور جلسة الافتتاح فقط لينصرف المشاركون بعدها إلى مناقشة المحاور والأبحاث المقدمة في جلسات مغلقة.
وفي التوقيت الثاني، كان العجمي يقول لـ"السفير": "نعم تم منع الملتقى"، مؤكداً بذلك معلومات صحافية ترددت في هذا الشأن، فيما كان اتهام (فتوى) الداعية السعودي ناصر بن سليمان العمر للملتقى بأنه "فساد وإفساد" تزيد من وطأة تداعيات الحملة التي شنها تيار السلف الكويتي ضد الملتقى والمشاركين فيه، ووصفه بأنه مؤتمر للمعارضة السعودية.
ولم توضح إدارة الملتقى أسباب المنع الذي تبلغته من وزارة الداخلية الكويتية، لكن من يقرأ ما بين سطور بيانها يكتشف أن وزارة الداخلية التي "أكدت لنا أنه لا توجد أي تحفظات على موضوع ومحاور الملتقى، ولا على القائمين عليه، ولا على المحاضرين، وأنه مرحب بهم في دولة الكويت في أي وقت"، وبالتالي، تابع البيان، "فقد تبين لنا نحن إدارة الملتقى أن سبب المنع هو التحريض الأمني والسياسي الذي حدث في الفترة الأخيرة".
ومن بين السطور تلك طُرح سؤال عما إذا كانت الحملة الشرسة التي شنها تيار السلف في الكويت، سواء عبر نوابه في البرلمان أم عبر التيارات المتشددة والمناصرة لحملته ، قد بلغت حد التلويح باقتحام الفندق الذي ينعقد فيه الملتقى الأمر الذي دفع بوزارة الداخلية إلى تجنب الوصول إلى هذه المرحلة.
الاقتحامات "موضة الموسم"
وباتت اقتحامات المحتجين لمقرات المرشحين والصحف والقنوات الفضائية أشبه بـ"موضة الموسم" منذ حملة انتخابات مجلس الأمة الأخيرة، وحتى الأمس القريب (17 شباط الماضي) عندما اقتحم محتجون من قبيلة العوازم مقر قناة "سكوب" الفضائية بحجة إساءة النائب السيد حسين القلاف خلال حوارها معه لأمير القبيلة فلاح بن جامع، وليلة أمس بعدما تردد أن قوات الأمن ضربت طوقاً أمنياً حول مبنى صحيفة "الشاهد" للحيلولة دون اقتحامها من قبل محتجين من العوازم أيضاً.
وكان لافتاً أن حملة التيار السلفي ووصفه للملتقى بأنه "تجمع للمعارضة السعودية"، قد وجدا أصداء مؤيدة في الرياض حيث نسب إلى الداعية السعودي ناصربن سليمان العمر اتهامه "ملتقى النهضة" بأنه "فساد وإفساد.. ومنظموه لم ينهضوا بأنفسهم". وكتب العمر على موقع "تويتر": "فكرت طويلاً، واستشرت علماء ودعاة ومفكرين: أي خير للأمة أو نهضة ترجى لشبابها من (ملتقى النهضة في الكويت)؟ فبرأيهم ازددت قناعة بفساده وإفساده".
الدستور قربان للمتطرفين
النائب محمد الصقر كان أول المنددين بقرار إلغاء الملتقى لأنه "غير مبرر". واعتبر أن وزارة الداخلية "قدمت الدستور قربانا للمتطرفين في مقابل الحفاظ على كراسي قيادييها". ورأى الصقر أن "الملتقى منتدى فكري لا يمس دولة، ولا يسيء إلى الدين، وما تردد عنه لا صحة له اطلاقا".
بدورها، استنكرت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان الهجمة الشرسة التي تعرض لها ملتقى النهضة الذي كان سيعقد في الكويت تحت عنــوان "المجتمع المدني... الوسيلة والغاية" قائلة: "هي هجمة لا يوجد ما يبررها على الإطلاق، وذلك لاستنادها إلى معلومات مغلوطة ومضللة".
وأكدت إدارة ملتقى النهضة الشبابي في مؤتمر صحافي عقدته ليل أمس أن الملتقى قبل منعه كان مغلقاً ومقتصراً على المدعوين فقط، لكنه سيكون مفتوحاً الآن للجميع، وسيقام في موعده اليوم في مقر جمعية المتخرجين الكويتية.
وفي موقف داعم لعقد الملتقى، أعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي أحمد السعدون أن "حرية الاجتماع والتعبير في الكويت من الحقوق التي يكفلها الدستور، ويجب احترامها"، مشدداً على أنه سيستمر في دفاعه عن هذا الحق. وأكد السعدون أن "أي تصرف حكومي للمساس بهذا الحق هو تجاوز غير مقبول لأحكام الدستور".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة