دخلت المواجهات بين المتظاهرين السلميين والاحتلال مرحلة جديدة بعدما أدخلت القوات الإسرائيلية سلاح « الكلاب البوليسية» إلى مواجهة غير متكافئة طرفها الفلسطيني أعزل إلا من الحجارة والرايات والحناجر الداعية لاستعادة الأرض، في مقابل طرف إسرائيلي مدجج بالأسلحة والكلاب والماء النتن وبراز الحيوانات.

وفي قرية كفر قدوم قرب محافظة نابلس في الضفة الغربية فوجئ المتظاهرون بإطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي كلابها تجاههم. خلال لحظات معدودة هاجم أحد هذه الكلاب الشاب أحمد شتيوي (24 عاما) من قرية كفر قدوم، وعضه في قدمه مرارا قبل أن يطرحه أرضا وهو يعض يده.

وقال عدي قدومي، وهو ناشط فلسطيني التقط فيديو يظهر هجوم الكلب على شتيوي، في حديث لـ«السفير»: «لقد استغرق الأمر عشر دقائق قبل أن يتمكن بعض الناشطين وجنود الاحتلال من فك يد الشاب شتيوي من بين أنياب الكلب».

ويمكن مشاهدة الفيديو على الرابط التالي:

http://www.youtube.com/verify_age?next_url=/watch%3Ffeature%3Dplayer_embedded%26v%3DWCyWyIEtr70

وبعد الحادث مباشرة اعتقلت قوات الاحتلال الشاب شتيوي واقتادته إلى التحقيق في سجن حوارة القريب من نابلس. وقال القدومي لـ«السفير»، «رفضت قوات الاحتلال الاستجابة لمطالبنا بإرساله إلى المستشفى، حيث كسرت قدمه، وتهشمت يده، لكن قوات الاحتلال قالت إنه لا داعي لعلاجه فهو في حالة جيدة!».

ويظهر الفيديو الذي يوثق جزءا بسيطا من هجوم الكلب، بحسب القدومي، قيام قوات الاحتلال بمهاجمة فلسطيني آخر يدعى مراد شتيوي ورش مادة سامة على وجهه مباشرة.

وتتنوع الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل لمواجهة التظاهرات السلمية في أكثر من 10 مواقع فلسطينية أسبوعيا.

وبحسب ناشطين في اللجان الشعبية لمواجهة الجدار والاستيطان فإن أبرز هذه الأسلحة هو «مدفع صوتي يطلق أصواتا مزعجة جدا، ومدفع مائي يطلق مواد سامة تسبب حكة رهيبة في الجسم، إضافة إلى إطلاق مواد رائحتها مثل براز الحيوانات»، بالإضافة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والرصاص الحي أحيانا.

وتنظم قرية كفر قدوم نحو أربع تظاهرات أسبوعية منذ منتصف العام الماضي وذلك للمطالبة بفتح الشارع الرئيسي في القرية، والمغلق منذ تسع سنوات. ويقول أهل القرية إن السبب الوحيد لإغلاق الشارع هو «إرضاء المستوطنين الذين يرفضون فتحه كونه يمر قرب مستوطنة قدوميم المقامة على أرض البلدة».

وتغلق إسرائيل العديد من مداخل القرى والمدن الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. ويشير تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية («أوتشا») إلى أن أكثر من 200 ألف فلسطيني يعانون بسبب إغلاق 70 بلدة ومجمعاً فلسطينيا منذ الانتفاضة ما يدفع الفلسطينيين إلى سلوك طرق بديلة أطول بكثير.

وبحسب عدي قدومي، الناشط في لجنة تنسيق التظاهرات في قرية كفر قدوم، «على سبيل المثال، كنا نحتاج عشر دقائق للوصول إلى مدينة نابلس كمركز حياة قريب منا، واليوم نحتاج أكثر من 40 دقيقة».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-03-18
  • 7234
  • من الأرشيف

كلاب الاحتلال كسلاح ضد الفلسطينيين

دخلت المواجهات بين المتظاهرين السلميين والاحتلال مرحلة جديدة بعدما أدخلت القوات الإسرائيلية سلاح « الكلاب البوليسية» إلى مواجهة غير متكافئة طرفها الفلسطيني أعزل إلا من الحجارة والرايات والحناجر الداعية لاستعادة الأرض، في مقابل طرف إسرائيلي مدجج بالأسلحة والكلاب والماء النتن وبراز الحيوانات. وفي قرية كفر قدوم قرب محافظة نابلس في الضفة الغربية فوجئ المتظاهرون بإطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي كلابها تجاههم. خلال لحظات معدودة هاجم أحد هذه الكلاب الشاب أحمد شتيوي (24 عاما) من قرية كفر قدوم، وعضه في قدمه مرارا قبل أن يطرحه أرضا وهو يعض يده. وقال عدي قدومي، وهو ناشط فلسطيني التقط فيديو يظهر هجوم الكلب على شتيوي، في حديث لـ«السفير»: «لقد استغرق الأمر عشر دقائق قبل أن يتمكن بعض الناشطين وجنود الاحتلال من فك يد الشاب شتيوي من بين أنياب الكلب». ويمكن مشاهدة الفيديو على الرابط التالي: http://www.youtube.com/verify_age?next_url=/watch%3Ffeature%3Dplayer_embedded%26v%3DWCyWyIEtr70 وبعد الحادث مباشرة اعتقلت قوات الاحتلال الشاب شتيوي واقتادته إلى التحقيق في سجن حوارة القريب من نابلس. وقال القدومي لـ«السفير»، «رفضت قوات الاحتلال الاستجابة لمطالبنا بإرساله إلى المستشفى، حيث كسرت قدمه، وتهشمت يده، لكن قوات الاحتلال قالت إنه لا داعي لعلاجه فهو في حالة جيدة!». ويظهر الفيديو الذي يوثق جزءا بسيطا من هجوم الكلب، بحسب القدومي، قيام قوات الاحتلال بمهاجمة فلسطيني آخر يدعى مراد شتيوي ورش مادة سامة على وجهه مباشرة. وتتنوع الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل لمواجهة التظاهرات السلمية في أكثر من 10 مواقع فلسطينية أسبوعيا. وبحسب ناشطين في اللجان الشعبية لمواجهة الجدار والاستيطان فإن أبرز هذه الأسلحة هو «مدفع صوتي يطلق أصواتا مزعجة جدا، ومدفع مائي يطلق مواد سامة تسبب حكة رهيبة في الجسم، إضافة إلى إطلاق مواد رائحتها مثل براز الحيوانات»، بالإضافة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والرصاص الحي أحيانا. وتنظم قرية كفر قدوم نحو أربع تظاهرات أسبوعية منذ منتصف العام الماضي وذلك للمطالبة بفتح الشارع الرئيسي في القرية، والمغلق منذ تسع سنوات. ويقول أهل القرية إن السبب الوحيد لإغلاق الشارع هو «إرضاء المستوطنين الذين يرفضون فتحه كونه يمر قرب مستوطنة قدوميم المقامة على أرض البلدة». وتغلق إسرائيل العديد من مداخل القرى والمدن الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. ويشير تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية («أوتشا») إلى أن أكثر من 200 ألف فلسطيني يعانون بسبب إغلاق 70 بلدة ومجمعاً فلسطينيا منذ الانتفاضة ما يدفع الفلسطينيين إلى سلوك طرق بديلة أطول بكثير. وبحسب عدي قدومي، الناشط في لجنة تنسيق التظاهرات في قرية كفر قدوم، «على سبيل المثال، كنا نحتاج عشر دقائق للوصول إلى مدينة نابلس كمركز حياة قريب منا، واليوم نحتاج أكثر من 40 دقيقة».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة