شكل الكشف عن وجود خلية تكفيرية في الجيش اللبناني خططت لتفجير المدرسة الحربية في الفياضية ، ليس حدثا عابرا في واقع اللبنانيين وحياتهم ومصيرهم ، وهو أمر يستدعي وقفة لا بد منها ، خصوصا وقد تحرك المتطرفون في الواقع السياسي من أمثال النائب خالد الضاهر لإطلاق جملة من المزاعم عبر إنكار هذه الواقعة واتهام قيادة الجيش بفبركتها وهم بذلك يستكملون الحملة التي استهدفت الجيش على خلفية التدابير التي اتخذتها المؤسسة العسكرية لمنع تهريب السلاح والمسلحين إلى سورية.

 

أولا: يتضح من اكتشاف الخلية أن الجماعات التكفيرية تتحرك براحة تامة في لبنان بعدما غضت السلطة السياسية النظر عن نشاطها المتصاعد ، وهي خضعت بذلك لابتزاز سياسي مارسه كل من تيار المستقبل والجماعة الإسلامية ضد الدولة ، من خلال تورطهما في التحريض السياسي والإعلامي ضد الدولة السورية ، وفي إقامة أوكار تأوي العصابات المسلحة السورية وغرف عمليات تدير الحرب داخل سورية من لبنان.

إن عمليات التحريض الطائفي والمذهبي و التكفيري خصوصا ، التي تشنها أي جهة لبنانية تنعكس في واقع المجتمع الذي يمثل جنود الجيش وضباطه جزءا رئيسيا منه ومن نسيجه الاجتماعي والثقافي.

السؤال المطروح على اللبنانيين إزاء تيارات التكفير يتعلق بمستقبل الوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد ، فجماعات التكفير التي صدرتها المملكة السعودية إلى لبنان ومولتها منذ التسعينات تشكل تهديدا للأمن الوطني ، وتفترض عملا سياسيا وثقافيا وإعلاميا يحاصر ثقافة الإلغاء ويتصدى للجهل والتخلف ولكل ما هو إلغائي وتكفيري لصالح ثقافة الوحدة الوطنية والانتماء الوطني.

 

ثانيا: إن محاولة اختراق الجيش اللبناني تتعدى حدود وجود حالة سياسية أو ثقافية أنتجها تيار التكفير على الأرض اللبنانية ، فهذا التيار تديره المخابرات السعودية في كل أنحاء البلاد العربية والعالم هو جزء رئيسي من المشروع الأميركي في المنطقة ، ونشاطه داخل الجيش يعني أن تمزيق الجيش اللبناني على أساس طائفي ومذهبي هو غاية معلنة للمشروع الأميركي وبالتالي ، فإن محاولة ضرب وحدة المؤسسة العسكرية ونقل التناحر الطائفي والمذهبي إلى داخلها هو جرس إنذار لكل اللبنانيين بان خطة جهنمية قد أعدت لإغراق البلاد في حرب أهلية جديدة على إيقاع العمل المستمر لمحاولة إغراق سورية بالفوضى والإرهاب.

التكفيريون إرهابيون لأنهم إلغائيون وهم مجندون لشن العمليات الإرهابية ، والجيش اللبناني كان هدفا لهم منذ حرب البارد ، وظهور "فتح الإسلام" التي احتضنها تيار المستقبل ومولها كما احتضن ومول "جند الشام" ، ومن الواضح اليوم أن الحريرية وبعد فشلها الكبير تحاول مجددا إلقاء القبض على مرتكزات التمثيل السياسي في الطائفة السنية تحت شعار إما الحريري أو التكفير والفوضى ، تماما كما رسمت المخابرات السعودية المشهد نفسه في التسعينات وابتزت به سورية واللبنانيين معا.

 

ثالثا: إن الجيش اللبناني ببنيته الوطنية المناقضة للعصبيات وللحسابات الطائفية والمذهبية هو الثروة الحقيقية التي تخص كل لبناني ، فهذا الجيش هو الذي ضمن السلم الأهلي وهو الذي حمى الوحدة الوطنية في أخطر مراحل الانقسام والتناحر السياسي ، التي عصفت بالبلاد منذ اغتيال رفيق الحريري ، وهذا الجيش هو الذي احتضن المقاومة وخاض معها معارك التحرير والدفاع في إطار منظومة وطنية متكاملة.

إن تفكيك الجيش وإغراقه في العصبيات عبر التحريض الطائفي والمذهبي وتقديم الحماية لعصابات التكفير والإرهاب على أرض لبنان لا تعني سوى التآمر على البعدين الحاسمين في دور الجيش اللبناني وطنيا أي السلم الأهلي ومعادلة الصمود في وجه العدو.

إن ما تفرضه الوقائع التي كشفتها قيادة الجيش يتخطى حدود التعقب الأمني لعصابات التكفير ولنشاطاتها بل انه يفرض نفيرا وطنيا شاملا على الصعيدين السياسي والإعلامي ويستدعي حملة وطنية لاحتضان المؤسسة العسكرية الوطنية ورفض المس بها وعلى الدولة أن تتصدى بكل حسم وقوة لمن يبررون النشاطات التكفيرية ويدافعون عن مرتكبيها كائنا من كانوا ولن يضير شيئا رفع الحصانات عن النواب المتطاولين والتصدي لألسنة السوء التي تشكك بدور الجيش وتريد أن تفجر الوضع العام في البلاد القوة الوحيدة الضامنة للاستقرار وللصمود الوطني في وجه العدو الصيهوني.

  • فريق ماسة
  • 2012-03-18
  • 9038
  • من الأرشيف

حماة التكفير شركاء في التآمر على الجيش و البلد

شكل الكشف عن وجود خلية تكفيرية في الجيش اللبناني خططت لتفجير المدرسة الحربية في الفياضية ، ليس حدثا عابرا في واقع اللبنانيين وحياتهم ومصيرهم ، وهو أمر يستدعي وقفة لا بد منها ، خصوصا وقد تحرك المتطرفون في الواقع السياسي من أمثال النائب خالد الضاهر لإطلاق جملة من المزاعم عبر إنكار هذه الواقعة واتهام قيادة الجيش بفبركتها وهم بذلك يستكملون الحملة التي استهدفت الجيش على خلفية التدابير التي اتخذتها المؤسسة العسكرية لمنع تهريب السلاح والمسلحين إلى سورية.   أولا: يتضح من اكتشاف الخلية أن الجماعات التكفيرية تتحرك براحة تامة في لبنان بعدما غضت السلطة السياسية النظر عن نشاطها المتصاعد ، وهي خضعت بذلك لابتزاز سياسي مارسه كل من تيار المستقبل والجماعة الإسلامية ضد الدولة ، من خلال تورطهما في التحريض السياسي والإعلامي ضد الدولة السورية ، وفي إقامة أوكار تأوي العصابات المسلحة السورية وغرف عمليات تدير الحرب داخل سورية من لبنان. إن عمليات التحريض الطائفي والمذهبي و التكفيري خصوصا ، التي تشنها أي جهة لبنانية تنعكس في واقع المجتمع الذي يمثل جنود الجيش وضباطه جزءا رئيسيا منه ومن نسيجه الاجتماعي والثقافي. السؤال المطروح على اللبنانيين إزاء تيارات التكفير يتعلق بمستقبل الوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد ، فجماعات التكفير التي صدرتها المملكة السعودية إلى لبنان ومولتها منذ التسعينات تشكل تهديدا للأمن الوطني ، وتفترض عملا سياسيا وثقافيا وإعلاميا يحاصر ثقافة الإلغاء ويتصدى للجهل والتخلف ولكل ما هو إلغائي وتكفيري لصالح ثقافة الوحدة الوطنية والانتماء الوطني.   ثانيا: إن محاولة اختراق الجيش اللبناني تتعدى حدود وجود حالة سياسية أو ثقافية أنتجها تيار التكفير على الأرض اللبنانية ، فهذا التيار تديره المخابرات السعودية في كل أنحاء البلاد العربية والعالم هو جزء رئيسي من المشروع الأميركي في المنطقة ، ونشاطه داخل الجيش يعني أن تمزيق الجيش اللبناني على أساس طائفي ومذهبي هو غاية معلنة للمشروع الأميركي وبالتالي ، فإن محاولة ضرب وحدة المؤسسة العسكرية ونقل التناحر الطائفي والمذهبي إلى داخلها هو جرس إنذار لكل اللبنانيين بان خطة جهنمية قد أعدت لإغراق البلاد في حرب أهلية جديدة على إيقاع العمل المستمر لمحاولة إغراق سورية بالفوضى والإرهاب. التكفيريون إرهابيون لأنهم إلغائيون وهم مجندون لشن العمليات الإرهابية ، والجيش اللبناني كان هدفا لهم منذ حرب البارد ، وظهور "فتح الإسلام" التي احتضنها تيار المستقبل ومولها كما احتضن ومول "جند الشام" ، ومن الواضح اليوم أن الحريرية وبعد فشلها الكبير تحاول مجددا إلقاء القبض على مرتكزات التمثيل السياسي في الطائفة السنية تحت شعار إما الحريري أو التكفير والفوضى ، تماما كما رسمت المخابرات السعودية المشهد نفسه في التسعينات وابتزت به سورية واللبنانيين معا.   ثالثا: إن الجيش اللبناني ببنيته الوطنية المناقضة للعصبيات وللحسابات الطائفية والمذهبية هو الثروة الحقيقية التي تخص كل لبناني ، فهذا الجيش هو الذي ضمن السلم الأهلي وهو الذي حمى الوحدة الوطنية في أخطر مراحل الانقسام والتناحر السياسي ، التي عصفت بالبلاد منذ اغتيال رفيق الحريري ، وهذا الجيش هو الذي احتضن المقاومة وخاض معها معارك التحرير والدفاع في إطار منظومة وطنية متكاملة. إن تفكيك الجيش وإغراقه في العصبيات عبر التحريض الطائفي والمذهبي وتقديم الحماية لعصابات التكفير والإرهاب على أرض لبنان لا تعني سوى التآمر على البعدين الحاسمين في دور الجيش اللبناني وطنيا أي السلم الأهلي ومعادلة الصمود في وجه العدو. إن ما تفرضه الوقائع التي كشفتها قيادة الجيش يتخطى حدود التعقب الأمني لعصابات التكفير ولنشاطاتها بل انه يفرض نفيرا وطنيا شاملا على الصعيدين السياسي والإعلامي ويستدعي حملة وطنية لاحتضان المؤسسة العسكرية الوطنية ورفض المس بها وعلى الدولة أن تتصدى بكل حسم وقوة لمن يبررون النشاطات التكفيرية ويدافعون عن مرتكبيها كائنا من كانوا ولن يضير شيئا رفع الحصانات عن النواب المتطاولين والتصدي لألسنة السوء التي تشكك بدور الجيش وتريد أن تفجر الوضع العام في البلاد القوة الوحيدة الضامنة للاستقرار وللصمود الوطني في وجه العدو الصيهوني.

المصدر : غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة