دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لبى أكثر من خمس سكان البحرين أمس، نداء رجل الدين البارز عيسى قاسم إلى أكبر مسيرة شهدتها الحركة المعارضة خلال أكثر من عام، وجمعت ما فاق تعداده 100 ألف متظاهر من مختلف القوى المعارضة الإسلامية والقومية واليسارية، رفعوا شعارات تراوحت بين المطالبة بالإصلاحات والملكية الدستورية والدعوة لإسقاط النظام ورفض الحوار مع «القتلة».
وقال الناشط نبيل رجب الذي يرأس مركز البحرين لحقوق الإنسان ان تظاهرة أمس، «هي إحدى أكبر التظاهرات في السنوات الأخيرة» في المملكة. وأضاف ان المتظاهرين الذين تظاهروا استجابة لدعوات عيسى قاسم إضافة إلى الجمعيات السياسية وبينها بالخصوص جمعية «الوفاق»، جابوا جادة كبيرة في العاصمة بلا حوادث. وتابع قائلا «إن قسما صغيرا من المتظاهرين حاول الوصول الى دوار اللؤلؤ لكن الشرطة فرقتهم مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع». وكانت السلطات أزالت منحوتة من دوار اللؤلؤ الذي كان شكل قلب الاحتجاجات الربيع الماضي وذلك بعيد قمع التحرك الشعبي. وبحسب رجب فإن المتظاهرين
أعادوا ترديد المطالب التقليدية للمعارضة وبينها حكومة منتخبة علاوة على مطالب إصلاحية اخرى.
كما قال ناشط إن العديد من الشعارات التي رفعت خلال المسيرة مثل «لا حوار مع القتلة» رفعها ناشطون من «ائتلاف شباب 14 فبراير»، المنفصل عن المعارضة السياسية والذي حدّد أهدافه في وثيقة عرفت بـ«ميثاق اللؤلؤ» الذي يدعو إلى إسقاط النظام.
وقال مصور من وكالة «رويترز» إن الطريق السريع في منطقة الدراز وسار غربي المنامة اكتظ بالناس قبل ساعة من الموعد المقرر لبدء الاحتجاج. وأضاف «إنها أكبر تظاهرة على مدى العام الماضي... أقول إن العدد قد يكون أكبر من 100 ألف».
وقال عيسى قاسم في خطبة الجمعة التي سبقت التظاهرة «نحن هنا من أجل مطالبنا العادلة التي لا نستطيع المساومة عليها، ونلتزم بها لأننا قدمنا تضحيات كثيرة من أجلها». وأضاف «إما تثبت المسيرة أننا لسنا سوى أقلية معزولة تقدم مطالبها، أو أن مطالبنا شعبية على إطار واسع».
وأصدرت القوى المعارضة في ختام المسيرة عند دوار الحرية في قرية المقشع بيانا توجهت فيه أولا إلى «شركائنا في الوطن» بالقول «أحبتنا في الوطن... في الوقت الذي نرفض أن تكون الدكتاتورية نظام حكم لبلادنا، فإننا نفتح قلوبنا وعقولنا ونمد أيدينا لكم من أجل التلاقي على ما يحفظ مصلحة بلدنا ويرسم الأمل لمستقبل أبنائنا».
وتوجهت المعارضة إلى السلطة بالقول «إن هذا الحضور التاريخي يبعث برسالة واضحة وهي أن الشعب لن يتراجع عن الحراك المطلبي والتواجد في الساحات والميادين حتى تحقيق هذا الحق الطبيعي والثابت في أن تكون إرادة الشعب البحريني بأكمله ـ وليس القبيلة أو الطائفة أو العرق ـ هي مركز النظام السياسي ومرجعيته»، وأضافت «إننا ندعو السلطة إلى الاستماع إلى صوت الشعب والاستجابة الفورية له، وتوفير المعاناة غير اللازمة على نفسها وعلى الوطن والمواطنين، وإقرار حل سياسي شامل ينبع من الشعب ويوافق عليه الشعب بصورة ديموقراطية حقيقية، يخلق الاستقرار الدائم ويطلق عجلة التنمية المستديمة».
أما من المجتمع الدولي فطلبت المعارضة «أن ينظر المجتمع الدولي والدول النافذة فيه إلى مطالب شعب البحرين العادلة بالنظرة نفسها التي نظر فيها إلى ثورات الربيع العربي الأخرى، وأن يكيل بالمكاييل نفسها التي كال بها مطالب الشعوب العربية الشقيقة الأخرى، والتي وقف المجتمع الدولي فيها موقفاً واضحاً، كان مركزه ومرجعيته في أن الشعب مصدر الشرعية وأن الحكومات التي تقمع شعوبها تفقد شرعية استمرارها، وهذا ما ينظر به معظم البحرينيين إلى الحكومة القائمة، فهي حكومة قهر وتسلط ودكتاتورية ولا تملك أي شرعية شعبية ولا قانونية، وأن من حق الشعب أن يصيغ دستوره ونظامه السياسي بإرادة حرة عبر صناديق الاقتراع».
أما السلطات الملكية فأصدرت بيانا أشادت فيه بمسيرة المعارضة وبتجمع صغير ضم مئات الموالين للسلطة تحت عنوان «تجمع الفاتح»، على أنهما «إشارتان إلى نضج الديموقراطية»، وقالت «أحداث تجمع الفاتح وتجمع المحافظة الشمالية هما مصدر لفخر البحرينيين كنموذج للتصرف الديموقراطي الصحيح».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة