كشف موقع المنارعن ما حصل من فشل فيما سمي مؤتمر أصدقاء سورية الذي عقد في  تونس عازيا الفسل  لأسباب عديدة: دولية، عربية، تونسية، إضافة إلى أخطاء ارتكبها مجلس اسطنبول. فما الذي حصل؟..

عدم حماسة أمريكية بريطانية. لا حرب ضد سورية دون أمريكا، فدول الخليج العربية الضعيفة عسكرياً تريد أن تحارب سورية بأمريكا كما فعلت في العراق وكما تسعى لفعله مع إيران. حتى تركيا التي تملك جيشاً قوياً وهي محاذية لسورية، لا تستطيع دخول حرب من هذا النوع دون غطاء ودعم أمريكيين، قرار الحرب هنا هو قرار أمريكي بامتياز، والخيبة الكبرى  للرباعي السعودي القطري الفرنسي التركي كانت أن الوفدين الأميركي والبريطاني لم يحملا للمؤتمر أي ورقة تحمل إشارة إلى تدخل عسكري في سورية. وكانت المفاجأة التي أثارت غضب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل هي في الموقف البريطاني من هذا الأمر، ولم تكفي هذه الخيبة حتى أتى خطاب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ليخرج سعود الفيصل عن طوره ليغادر بعدها قاعة المؤتمر.

هذا الموقف الأمريكي يرجعه الفرنسيون إلى الفيتو الروسي فالولايات المتحدة لا تريد الدخول في مواجهة مع روسيا وهي فهمت أكثر من غيرها رسالة مجلس الأمن، وهذا ما يسمى لغة التواصل بين الكبار بحسب الصحافي الفرنسي جان بول كروز، إضافة إلى ذلك هناك اتجاهين في الإدارة الأمريكية هما فيلتمان والبيت الأبيض. ففي المعلومات الواردة من الوفد الأميركي في مؤتمر تونس، سمع التوانسة كلاماً عن اتجاهين في أمريكا: اتجاه يقوده فيلتمان ويقول إن في ليبيا كانت القاعدة أكثر عدداً وعدة من سورية وفي النهاية يمكن القضاء عليهم، ويمكن لنا أيضاً في سورية أن نستخدمهم في إسقاط الحكومة السورية وقطع خط المحور الإيراني السوري حزب الله بينما هناك موقف محيط بأوباما يقول إن الخطر الأكبر سوف يتكون بصعود محور سلفي من طرابلس إلى الدمام.

 الموقف التونسي

لم يكن الموقف التونسي الرسمي متناغماً مع الهجمة الرباعية، رغم مواقف حركة النهضة التونسية المحابية لقطر تحديداً في كل ما يتعلق بمنصف المرزوقي من سورية، غير أن للحكم مصالحه وأساليب أخرى، خصوصاً أن مسؤولي النهضة يدرون تحرك الشارع ضدهم على خلفية هذا المؤتمر حيث وصلت المظاهرات المناهضة للمؤتمر إلى حديقة الفندق الذي ضمّ المؤتمرين لأنها كرة الثلج التي تخشاها النهضة، يقول أحد المنظمين للتظاهرات ولمؤتمر القوميين العرب في تونس الذي عقد اجتماعاً شعبياً كبيراً على مقربة من المؤتمر.هذا التخوف النهضوي اطبق حالة انفصام بين تصريحات مسؤولي النهضة العالية النبرة والدور الذي قام به وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام العضو البارز في النهضة وصهر راشد الغنوشي، في الفشل الذريع لمسعى رباعي الدول الداعية لحرب على سورية. ولم يرق موقف عبد السلام لوزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني في الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة العربية.

خديعة مجلس اسطنبول التي لم يتقبلها التونسيون...

صبيحة 25 شباط الماضي استقبل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وفداً من مجلس اسطنبول بقيادة برهان غليون. حيث كانت تفاصيل اجتماع قصر قرطاج وفضائح المجلس.

لماذا ترك وزير الخارجية الفرنسي مقعده وتراجع للخلف؟

وضع وزير الخارجية الفرنسية (آلان جوبيه) السماعة على أذنيه ليفاجأ أن اللغة الفرنسية ليست لغة رسمية في المؤتمر وأن عليه سماع الترجمة باللغة الإنكليزية، تجهم وجهه حسب بعض الذين كانوا حاضرين في قاعة المؤتمر. غير أن الوزير بدأ يضرب على الطاولة بيده بشكل خفيف عندما قال الرئيس التونسي في خطابه أن المؤتمر ضد التدخل العسكري في سورية، وكانت فقرات الخطاب كافية للوزير الفرنسي اعتبار نفسه موجوداً في مؤتمر ليس له، فترك مكانه في الصف الأمامي وتراجع للخلف. أما غياب اللغة الفرنسية عن المؤتمر، فيعود أيضاً الى وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام حسب مقربين من حركة النهضة فالرجل يريد الإنتهاء من اللوبي الفرنسي المتواجد بكثافة في السلطة التونسية. وينفي النهضويون أن يكون هذا محاباة للغة الإنكليزية ولكنه سياسة داخلية يتبعها وزير الخارجية تتعلق فقط بالنفوذ الفرنسي الكبير في مرافق السلطة التونسية.         

  • فريق ماسة
  • 2012-03-02
  • 9150
  • من الأرشيف

الفرنسيون يريدون لغتهم رسمية في المؤتمر..الخليج يطالب أمريكا بحرب غير قادرة عليها...أسباب فشل مؤتمر ما سمي أصدقاء سورية في تونس

كشف موقع المنارعن ما حصل من فشل فيما سمي مؤتمر أصدقاء سورية الذي عقد في  تونس عازيا الفسل  لأسباب عديدة: دولية، عربية، تونسية، إضافة إلى أخطاء ارتكبها مجلس اسطنبول. فما الذي حصل؟.. عدم حماسة أمريكية بريطانية. لا حرب ضد سورية دون أمريكا، فدول الخليج العربية الضعيفة عسكرياً تريد أن تحارب سورية بأمريكا كما فعلت في العراق وكما تسعى لفعله مع إيران. حتى تركيا التي تملك جيشاً قوياً وهي محاذية لسورية، لا تستطيع دخول حرب من هذا النوع دون غطاء ودعم أمريكيين، قرار الحرب هنا هو قرار أمريكي بامتياز، والخيبة الكبرى  للرباعي السعودي القطري الفرنسي التركي كانت أن الوفدين الأميركي والبريطاني لم يحملا للمؤتمر أي ورقة تحمل إشارة إلى تدخل عسكري في سورية. وكانت المفاجأة التي أثارت غضب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل هي في الموقف البريطاني من هذا الأمر، ولم تكفي هذه الخيبة حتى أتى خطاب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ليخرج سعود الفيصل عن طوره ليغادر بعدها قاعة المؤتمر. هذا الموقف الأمريكي يرجعه الفرنسيون إلى الفيتو الروسي فالولايات المتحدة لا تريد الدخول في مواجهة مع روسيا وهي فهمت أكثر من غيرها رسالة مجلس الأمن، وهذا ما يسمى لغة التواصل بين الكبار بحسب الصحافي الفرنسي جان بول كروز، إضافة إلى ذلك هناك اتجاهين في الإدارة الأمريكية هما فيلتمان والبيت الأبيض. ففي المعلومات الواردة من الوفد الأميركي في مؤتمر تونس، سمع التوانسة كلاماً عن اتجاهين في أمريكا: اتجاه يقوده فيلتمان ويقول إن في ليبيا كانت القاعدة أكثر عدداً وعدة من سورية وفي النهاية يمكن القضاء عليهم، ويمكن لنا أيضاً في سورية أن نستخدمهم في إسقاط الحكومة السورية وقطع خط المحور الإيراني السوري حزب الله بينما هناك موقف محيط بأوباما يقول إن الخطر الأكبر سوف يتكون بصعود محور سلفي من طرابلس إلى الدمام.  الموقف التونسي لم يكن الموقف التونسي الرسمي متناغماً مع الهجمة الرباعية، رغم مواقف حركة النهضة التونسية المحابية لقطر تحديداً في كل ما يتعلق بمنصف المرزوقي من سورية، غير أن للحكم مصالحه وأساليب أخرى، خصوصاً أن مسؤولي النهضة يدرون تحرك الشارع ضدهم على خلفية هذا المؤتمر حيث وصلت المظاهرات المناهضة للمؤتمر إلى حديقة الفندق الذي ضمّ المؤتمرين لأنها كرة الثلج التي تخشاها النهضة، يقول أحد المنظمين للتظاهرات ولمؤتمر القوميين العرب في تونس الذي عقد اجتماعاً شعبياً كبيراً على مقربة من المؤتمر.هذا التخوف النهضوي اطبق حالة انفصام بين تصريحات مسؤولي النهضة العالية النبرة والدور الذي قام به وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام العضو البارز في النهضة وصهر راشد الغنوشي، في الفشل الذريع لمسعى رباعي الدول الداعية لحرب على سورية. ولم يرق موقف عبد السلام لوزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني في الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة العربية. خديعة مجلس اسطنبول التي لم يتقبلها التونسيون... صبيحة 25 شباط الماضي استقبل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وفداً من مجلس اسطنبول بقيادة برهان غليون. حيث كانت تفاصيل اجتماع قصر قرطاج وفضائح المجلس. لماذا ترك وزير الخارجية الفرنسي مقعده وتراجع للخلف؟ وضع وزير الخارجية الفرنسية (آلان جوبيه) السماعة على أذنيه ليفاجأ أن اللغة الفرنسية ليست لغة رسمية في المؤتمر وأن عليه سماع الترجمة باللغة الإنكليزية، تجهم وجهه حسب بعض الذين كانوا حاضرين في قاعة المؤتمر. غير أن الوزير بدأ يضرب على الطاولة بيده بشكل خفيف عندما قال الرئيس التونسي في خطابه أن المؤتمر ضد التدخل العسكري في سورية، وكانت فقرات الخطاب كافية للوزير الفرنسي اعتبار نفسه موجوداً في مؤتمر ليس له، فترك مكانه في الصف الأمامي وتراجع للخلف. أما غياب اللغة الفرنسية عن المؤتمر، فيعود أيضاً الى وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام حسب مقربين من حركة النهضة فالرجل يريد الإنتهاء من اللوبي الفرنسي المتواجد بكثافة في السلطة التونسية. وينفي النهضويون أن يكون هذا محاباة للغة الإنكليزية ولكنه سياسة داخلية يتبعها وزير الخارجية تتعلق فقط بالنفوذ الفرنسي الكبير في مرافق السلطة التونسية.         

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة