رأى الخبير الاستراتيجي الإيراني محمد صادق الحسيني أن المشهد الاقليمي يتحول بتسارع كبير لغير صالح اصحاب قرار كسر الارادة السورية وابعادها عن طهران وربطها بالمشروع الصهيوني العربي "الاعتدالي" الذي وقع صفقة مع الامريكي لتصفية قضية فلسطين وركوب موجة مطالبات الشعب السوري العظيم المشروعة لاهداف شيطانية باتت مفضوحة !.

 

وتابع الحسيني في مقال نشره اليوم أن هذا ما يتاكد يوما بعد يوم في اروقة السياسة والديبلوماسية العلنية والسرية في طهران، ما يدفع الكثيرون من اصحاب القرار للاعتقاد بأن هذا التحول يتجه لإحداث مفاجآت مهمة في الأسابيع القادمة! وبهدف تأكيد وترسيخ هذه المعادلة كما يقول المقربون من مطبخ صناعة القرار الايراني وبعد رسائل مكتوبة وشفاهية متبادلة حملها مبعوثون علنيون وسريون بين دمشق وطهران ترسل ايران اليوم رسالة تحذيرية من العيار الثقيل الى كل من يهمه الامر عنوانها دعم سورية واسنادها بأي ثمن كان !.

 

يرى الحسيني أن عبور سفينتين حربيتين لقناة السويس متوجهتين إلى السواحل السورية في المتوسط هو العنوان الاول لهذه الرسالة التحذيرية!..."بالطبع يحدث هذا ليس للمرة الأولى، لانه سبق لطهران ان قامت بهذه الخطوة قبل نحو عام من الآن وكان على راس القطع العسكرية وقتها قائد البحرية الايراني بنفسه وفي إطار زيارة ثنائية ودية، لكن الحدث هذه المرة يكتسب طابعا ودلالة مختلفة فهو ياتي بعد مشاورات ايرانية سورية مكثفة على اكثر من صعيد قررت على اثرها طهران ان ترمي بكل ثقلها الى جانب سوريا، وبالتنسيق مع قوى دولية في طليعتها روسيا لمنع لي ذراع سوريا المقاومة تحت كل الظروف والاعلان الواضح والشفاف عن مساندة ودعم القيادة السورية في إنجاح برنامجها الاصلاحي بعد ان ذهب البعض من القريب والبعيد بعيدا في تورطه العلني في زعزعة الامن والاستقرار في سوريا باي ثمن كان!".

 

ويضيف الحسيني أن هذه الخطوة تأتي في ظل مؤشرات تدل على ان دمشق قد تمكنت من كسر امواج المعركة الديبلوماسية والاعلامية والدعائية والنفسية ضدها وهي تنتقل إلى الهجوم بينما الجانب المخاصم يعاني من تخبط ملحوظ يكاد يفضي إلى التيه في الصحراء العربية!.

 

خطوة اخرى قامت بها طهران خلال الايام القليلة الماضية تجاه دمشق لا تقل اهمية عن خطوة عبور السفينتين الايرانيتين لقناة السويس الى ساحل المتوسط السوري الا وهي الاعلان عن اتفاق ايراني سوري عراقي لبناني بربط خطوط الكهرباء بين الدول المشار اليها عبر اكبر شبكة كهرباء وصفت هي الاكبر في العالم الاسلامي يضاف اليها بناء محطة كهرباء كبرى للسوريين بايد ايرانية مائة في المائة !.

 

ويتابع الحسيني: صحيح ان طهران ليست بصدد دفع الامور للانزلاق الى حرب اقليمية كبرى كما صرح مسؤولون امريكيون، لكن القيادة الايرانية مصممة ايضا على عدم السماح لاي طرف كان للاستفراد بأي من حلفائها في محور المقاومة والممانعة بحجة ما يسمونه دعم الشعب السوري او "الربيع العربي"، طهران لن تترك لجماعات "الشيطان الاكبر" السيطرة على القرار السوري!.

 

لا أحد في طهران بهذه السذاجة حتى يعتقد بان ما يجري في سوريا اليوم من خلط لأوراق مطالبات الشعب السوري وعسكرة المشهد الداخلي إنما هدفه دعم الديمقراطية أو الإصلاحات في سوريا أو انهم اصلا مهتمون بسوريا بقدر ما هم بهدف الوصول الى "الجائزة الكبرى" كما سمى بوش الابن طهران او "المسمار الاخير" كما سماها كيسنجر مؤخرا!

 

إضافة الى ما تقدم، بحسب الحسيني، فإن ثمة من يذهب إلى أبعد من ذللك ليقول بأن "الطريق إلى فارس" كما يطلق البعض على معركة السيطرة على القرار السوري، إنما هي في الواقع تهدف الى المضي قدما في حرب عالمية باتت بداياتها الاولية مشتعلة اصلا والتي يقال ان واحدة من كبرى اهدافها تطويق كل من الصين وروسيا في مقدمة لإنهاكهما وتقسيمهما بعد أن تكون خطوط الحرب الاطلسية قد وصلت إلى بحر الخزر الذي تتشاطأ عليه كل من ايران وروسيا والى نقطة "طخار" على الحدود الافغانية الصينية فيما لو تجاوز الاطلسيون بوابتي الشام وبلاد فارس وهو ما لن تسمح به طهران، وعندها حتى ولو قامت القيامة كما يؤكد المعنيون بمتابعة هذا الملف الاستثنائي الخطير!.

 

وينهي الحسيني مقاله بالتأكيد على أن موازين القوى الاقليمية بل وحتى العالمية لم تعد تسمح لاستمرار أحادية اميركية لطالما ظلت تروج بأنها "نهاية التاريخ"، بل ان هناك تحولا جيواستراتيجيا كبيرا في طريقه الى الوقوع سينهي السيطرة الأميركية على القرار في الشرق الأوسط باستخدام عرب الاعتلال.

  • فريق ماسة
  • 2012-02-18
  • 3460
  • من الأرشيف

محمد صادق الحسيني .... ايران ترسل اليوم رسالة تحذيرية من العيار الثقيل الى كل من يهمه الامر عنوانها دعم سورية واسنادها بأي ثمن كان !.

  رأى الخبير الاستراتيجي الإيراني محمد صادق الحسيني أن المشهد الاقليمي يتحول بتسارع كبير لغير صالح اصحاب قرار كسر الارادة السورية وابعادها عن طهران وربطها بالمشروع الصهيوني العربي "الاعتدالي" الذي وقع صفقة مع الامريكي لتصفية قضية فلسطين وركوب موجة مطالبات الشعب السوري العظيم المشروعة لاهداف شيطانية باتت مفضوحة !.   وتابع الحسيني في مقال نشره اليوم أن هذا ما يتاكد يوما بعد يوم في اروقة السياسة والديبلوماسية العلنية والسرية في طهران، ما يدفع الكثيرون من اصحاب القرار للاعتقاد بأن هذا التحول يتجه لإحداث مفاجآت مهمة في الأسابيع القادمة! وبهدف تأكيد وترسيخ هذه المعادلة كما يقول المقربون من مطبخ صناعة القرار الايراني وبعد رسائل مكتوبة وشفاهية متبادلة حملها مبعوثون علنيون وسريون بين دمشق وطهران ترسل ايران اليوم رسالة تحذيرية من العيار الثقيل الى كل من يهمه الامر عنوانها دعم سورية واسنادها بأي ثمن كان !.   يرى الحسيني أن عبور سفينتين حربيتين لقناة السويس متوجهتين إلى السواحل السورية في المتوسط هو العنوان الاول لهذه الرسالة التحذيرية!..."بالطبع يحدث هذا ليس للمرة الأولى، لانه سبق لطهران ان قامت بهذه الخطوة قبل نحو عام من الآن وكان على راس القطع العسكرية وقتها قائد البحرية الايراني بنفسه وفي إطار زيارة ثنائية ودية، لكن الحدث هذه المرة يكتسب طابعا ودلالة مختلفة فهو ياتي بعد مشاورات ايرانية سورية مكثفة على اكثر من صعيد قررت على اثرها طهران ان ترمي بكل ثقلها الى جانب سوريا، وبالتنسيق مع قوى دولية في طليعتها روسيا لمنع لي ذراع سوريا المقاومة تحت كل الظروف والاعلان الواضح والشفاف عن مساندة ودعم القيادة السورية في إنجاح برنامجها الاصلاحي بعد ان ذهب البعض من القريب والبعيد بعيدا في تورطه العلني في زعزعة الامن والاستقرار في سوريا باي ثمن كان!".   ويضيف الحسيني أن هذه الخطوة تأتي في ظل مؤشرات تدل على ان دمشق قد تمكنت من كسر امواج المعركة الديبلوماسية والاعلامية والدعائية والنفسية ضدها وهي تنتقل إلى الهجوم بينما الجانب المخاصم يعاني من تخبط ملحوظ يكاد يفضي إلى التيه في الصحراء العربية!.   خطوة اخرى قامت بها طهران خلال الايام القليلة الماضية تجاه دمشق لا تقل اهمية عن خطوة عبور السفينتين الايرانيتين لقناة السويس الى ساحل المتوسط السوري الا وهي الاعلان عن اتفاق ايراني سوري عراقي لبناني بربط خطوط الكهرباء بين الدول المشار اليها عبر اكبر شبكة كهرباء وصفت هي الاكبر في العالم الاسلامي يضاف اليها بناء محطة كهرباء كبرى للسوريين بايد ايرانية مائة في المائة !.   ويتابع الحسيني: صحيح ان طهران ليست بصدد دفع الامور للانزلاق الى حرب اقليمية كبرى كما صرح مسؤولون امريكيون، لكن القيادة الايرانية مصممة ايضا على عدم السماح لاي طرف كان للاستفراد بأي من حلفائها في محور المقاومة والممانعة بحجة ما يسمونه دعم الشعب السوري او "الربيع العربي"، طهران لن تترك لجماعات "الشيطان الاكبر" السيطرة على القرار السوري!.   لا أحد في طهران بهذه السذاجة حتى يعتقد بان ما يجري في سوريا اليوم من خلط لأوراق مطالبات الشعب السوري وعسكرة المشهد الداخلي إنما هدفه دعم الديمقراطية أو الإصلاحات في سوريا أو انهم اصلا مهتمون بسوريا بقدر ما هم بهدف الوصول الى "الجائزة الكبرى" كما سمى بوش الابن طهران او "المسمار الاخير" كما سماها كيسنجر مؤخرا!   إضافة الى ما تقدم، بحسب الحسيني، فإن ثمة من يذهب إلى أبعد من ذللك ليقول بأن "الطريق إلى فارس" كما يطلق البعض على معركة السيطرة على القرار السوري، إنما هي في الواقع تهدف الى المضي قدما في حرب عالمية باتت بداياتها الاولية مشتعلة اصلا والتي يقال ان واحدة من كبرى اهدافها تطويق كل من الصين وروسيا في مقدمة لإنهاكهما وتقسيمهما بعد أن تكون خطوط الحرب الاطلسية قد وصلت إلى بحر الخزر الذي تتشاطأ عليه كل من ايران وروسيا والى نقطة "طخار" على الحدود الافغانية الصينية فيما لو تجاوز الاطلسيون بوابتي الشام وبلاد فارس وهو ما لن تسمح به طهران، وعندها حتى ولو قامت القيامة كما يؤكد المعنيون بمتابعة هذا الملف الاستثنائي الخطير!.   وينهي الحسيني مقاله بالتأكيد على أن موازين القوى الاقليمية بل وحتى العالمية لم تعد تسمح لاستمرار أحادية اميركية لطالما ظلت تروج بأنها "نهاية التاريخ"، بل ان هناك تحولا جيواستراتيجيا كبيرا في طريقه الى الوقوع سينهي السيطرة الأميركية على القرار في الشرق الأوسط باستخدام عرب الاعتلال.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة