الإعلان التركي والفرنسي عن مباشرة التداول في خطة للتدخل في سورية تحت عنوان الممرات الإنسانية يبدو على أنه الحلقة المركزية التي سوف تتبدى من خلالها الحرب العالمية على سورية وبذريعة التدخل الإنساني في تتويج لأقصى الطاقات والإمكانات التي وضعت في خدمة هذه الحرب وبعد الانسداد الحاسم لطرق الغزو العسكري بسبب عجز الناتو وهزائم أميركا وإسرائيل و لحصانة موقع سورية الدولي والإقليمي كما أظهرت حصيلة تحرك جامعة المستعربين في مجلس الأمن الدولي.

 

أولا: في خدمة هذه الخطة يستمر التزوير في وسائل الإعلام العالمية والخليجية من خلال الزعم بأن الإرهابيين الذين يقتلون في معارك تستهدف الأمن الوطني السوري ، هم مواطنون ومدنيون ، فقد سقطت كذبة السلمية و ظهر الإرهاب بوجهه الكالح رغم انف عصابات التزوير الدولي ، و صار العالم كله يعرف منذ تقرير المراقبين العرب على وجه الخصوص أن عصابات مسلحة تتواجد على الأرض السورية وتضم خليطا من قطاع الطرق واللصوص والمرتزقة وعملاء المخابرات الأجنبية والخليجية ومن تشكيلات القاعدة التي أعلن زعيمها أيمن الظواهري الانضمام إلى الحلف الذي يشن هذه الحرب بقيادة الولايات المتحدة بالإضافة إلى ما تردد من موسكو رسميا ، عن وجود وحدات خاصة تابعة للمخابرات الأميركية والفرنسية والتركية داخل الأراضي السورية تشارك في قيادة الحرب على سورية وشعبها ودولتها الوطنية.

 

ثانيا: الكلام عن مشكلة إنسانية في سورية مختلق من أصله كما كان مفتعلا في فصول الحرب الأولى قبل أشهر كل الحديث عن مشكلة لاجئين.

تركيا تمني نفسها بتضخيم الحملة الإعلامية والسياسية عبر الأكاذيب وقد بينت التقارير الإعلامية المصورة كيف أن الخيم التي نصبت على الحدود تضم مقاتلي مجلس اسطنبول وعائلاتهم بعدما عاد المواطنون العاديون إلى ديارهم في أعقاب معارك جسر الشغور التي أدارتها العصابات المسلحة من داخل الأراضي التركية وبمعونة المخابرات التركية وعملائها.

سورية تملك من القدرات والإمكانات ومن التصميم الوطني ومن الوحدة الوطنية التي جسدها شعبها ما يكفي لمداواة جراح الذين شردتهم العصابات المسلحة وحل مشاكلهم الراهنة الناتجة عن الهجمات الإرهابية ، بينما يتطلع المواطنون السوريون في المناطق التي تتواجد فيها العصابات المسلحة إلى لحظة تحررهم بدخول الجيش العربي السوري إلى مناطقهم وحسمه للتمرد والإرهاب بصورة عاجلة في حين أن القيادة السورية أظهرت في هذا المجال حرصا عاليا على دماء السوريين وعلى سلامة أهلها في جميع المناطق التي خاضت وتخوض فيها معركة فرض الاستقرار وإنهاء الإرهاب والتمرد والخروج على القوانين والأنظمة.

 

ثالثا: العنجهية التركية التي ظهرت سياسيا كأسلوب عمل في تصرفات حكومة الوهم العثماني منذ تورطها في الأحداث السورية، دخلت أكثر من اختبار واصطدمت بالوقائع العنيدة فرغبة أردوغان وشركائه في الولايات المتحدة وفي حكومات المستعربين كانت منذ بداية الأحداث تتجسد في تنفيذ غزو عسكري للأراضي السورية وقد اضطر للتراجع عن هذا الوهم مرات عديدة خلال الأشهر الماضية لعوامل وأسباب إستراتيجية وموضوعية قاهرة ناتجة عن حصانة وقوة الدولة السورية وطنيا وإقليميا ودوليا وأبرزها:

1– قوة وتماسك الجيش العربي السوري وفقا لما تشهد به جميع التقارير الغربية المنشورة وآخرها ما ذكرته صحيفة الاندبندنت البريطانية التي نشرت تحقيقا عن لقاءات مع جرحى الجيش من الضباط والجنود انتهت به للاستنتاج أن هذا الجيش صلب ومعبأ عقائديا بالولاء لدولته ولرئيسه وهو ينظر إلى العصابات المسلحة على أنها أدوات عميلة للأجنبي ولإسرائيل تستهدف الوطن وسجلت الصحيفة حقيقة أن كذبة الانشقاقات عن الجيش لا تتعدى الحالات الفردية.

2 – هذه القوة التي يتمتع بها الجيش العربي السوري تحدثت عنها الصحافة التركية ونسبت إلى قادة الجيش والمخابرات في تركيا أنهم حذروا رئيس الحكومة رسميا في اجتماعات مجلس الأمن القومي من كلفة المغامرة بأي احتكاك عسكري مع القوات العربية السورية.

3 – صلابة الشعب السوري وإظهاره لولائه القومي والوطني ولتمسكه بالإصلاحات التي يقودها الرئيس بشار الأسد وفشل كل محاولات المس بالوحدة الوطنية لهذا الشعب التي قادها الحلف المعادي وإقرار المخابرات الغربية والملحقات الخليجية التابعة لها ومراكز تخطيط السياسات في جميع دوائر الحلف المعادي لسورية بأن الرئيس بشار الأسد هو زعيم يحظى بمساندة غالبية شعبه الساحقة وليس مجرد رئيس دولة أو نظام.

4 – إدراك المخططين الأميركيين والأتراك لحقيقة أن أي تطاول على السيادة السورية سوف يواجه بمقاومة ضارية من قبل الدولة السورية والشعب السوري المعروف بتجذر هويته الوطنية والقومية وأي صراع مسلح ضد الدولة السورية يقدم عليه الخارج مباشرة سيكون نقطة انطلاق لالتفاف واسع داخل سورية يستقطب جميع الفئات بمن فيها جمهور المعارضة السورية خلف الراية الوطنية السورية وتركيا تعرف ان المطالبة الشعبية باسترجاع اسكندرون وباستعجال الحسم العسكري ضد العصابات المسلحة اصطدمت خلال الأزمة وحتى اليوم بحكمة القيادة السورية وحرصها على ترك خط التراجع مفتوحا لحكام اسطنبول.

5 – تبلغت الحكومة التركية إنذارات واضحة من إيران وروسيا حول العواقب التي سيعنيها التورط العسكري المباشر في العدوان على سورية ، ويدرك المخططون الأتراك أيضا أن منظومة المقاومة في المنطقة ستقتص من أي جهة معتدية وهي جاهزة للتصرف في الموضوع السوري كجسد واحد في مجابهة المعتدين ويدرك الغرب بالمقابل أن إسرائيل سوف تدفع ثمن أي مغامرة ضد سورية.

 

رابعا: افتعال الصفة الإنسانية والكلام عن الممرات هو قناع مفضوح لعدوان مدبر سوف يدفع ثمنه المتورطون وبهورات داود أوغلو والآن جوبيه التي أطلقت حول هذا الموضوع تلبية لفاتورة سعودية وقطرية مدفوعة سوف تجر خلفها كلا من الولايات المتحدة ودول الناتو إلى مأزق خطير ستدفع ثمنه تركيا ومصالح الغرب وأولها قاعدته العسكرية الدائمة إسرائيل.

الجيش العربي السوري الذي اتخذ تدابيره الدفاعية على الحدود مع تركيا وفقا لما كشفته التقارير الصحافية وتصريحات المسؤولين في ما يسمى الجيش السوري الحر الذي بات يافطة لتجميع اللصوص وقطاع الطرق وإرهابيي القاعدة والعسكريين الفارين، هذا الجيش لم يألف التراجع أو التردد في مجابهة أي عدوان ويقف خلفه شعب يتمسك بحرارة موقع بلاده المقاوم وبكونها قلعة العروبة العصية.

ممرات أوغلو وجوبيه المزعومة هي ممرات عدوان وحرب ستكون كلفتها عالية جدا وسوف تزلزل المنطقة والعالم وأي تحرش سيحدث على الحدود السورية وضد السيادة السورية سوف يبرهن للواهمين على هذه الحقيقة .

قريبا يعبر السوريون عن مشيئتهم الوطنية في تجديد دولتهم عبر الاستفتاء على دستورهم الجديد ، كما سيظهرون استعدادهم في الدفاع عن سيادتهم وسنجد جوبيه وأوغلو وسعود الفيصل وحمد بن جاسم يبلعون ألسنتهم في اختبار الوصفة الجديدة ، وان ركبوا رؤوسهم الحامية والواهمة فان كثيرا من الحكومات والدول ستصيبها شظايا الزلزال الذي لن تكون خاتمته لصالح المتآمرين ، أمام إرادة الدولة السورية المقاومة والشعب العربي السوري المقاوم والجيش السوري البطل.

 

 

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-16
  • 8524
  • من الأرشيف

ممرات أوغلو وجوبيه إعلان حرب .. بقلم : غالب قنديل

الإعلان التركي والفرنسي عن مباشرة التداول في خطة للتدخل في سورية تحت عنوان الممرات الإنسانية يبدو على أنه الحلقة المركزية التي سوف تتبدى من خلالها الحرب العالمية على سورية وبذريعة التدخل الإنساني في تتويج لأقصى الطاقات والإمكانات التي وضعت في خدمة هذه الحرب وبعد الانسداد الحاسم لطرق الغزو العسكري بسبب عجز الناتو وهزائم أميركا وإسرائيل و لحصانة موقع سورية الدولي والإقليمي كما أظهرت حصيلة تحرك جامعة المستعربين في مجلس الأمن الدولي.   أولا: في خدمة هذه الخطة يستمر التزوير في وسائل الإعلام العالمية والخليجية من خلال الزعم بأن الإرهابيين الذين يقتلون في معارك تستهدف الأمن الوطني السوري ، هم مواطنون ومدنيون ، فقد سقطت كذبة السلمية و ظهر الإرهاب بوجهه الكالح رغم انف عصابات التزوير الدولي ، و صار العالم كله يعرف منذ تقرير المراقبين العرب على وجه الخصوص أن عصابات مسلحة تتواجد على الأرض السورية وتضم خليطا من قطاع الطرق واللصوص والمرتزقة وعملاء المخابرات الأجنبية والخليجية ومن تشكيلات القاعدة التي أعلن زعيمها أيمن الظواهري الانضمام إلى الحلف الذي يشن هذه الحرب بقيادة الولايات المتحدة بالإضافة إلى ما تردد من موسكو رسميا ، عن وجود وحدات خاصة تابعة للمخابرات الأميركية والفرنسية والتركية داخل الأراضي السورية تشارك في قيادة الحرب على سورية وشعبها ودولتها الوطنية.   ثانيا: الكلام عن مشكلة إنسانية في سورية مختلق من أصله كما كان مفتعلا في فصول الحرب الأولى قبل أشهر كل الحديث عن مشكلة لاجئين. تركيا تمني نفسها بتضخيم الحملة الإعلامية والسياسية عبر الأكاذيب وقد بينت التقارير الإعلامية المصورة كيف أن الخيم التي نصبت على الحدود تضم مقاتلي مجلس اسطنبول وعائلاتهم بعدما عاد المواطنون العاديون إلى ديارهم في أعقاب معارك جسر الشغور التي أدارتها العصابات المسلحة من داخل الأراضي التركية وبمعونة المخابرات التركية وعملائها. سورية تملك من القدرات والإمكانات ومن التصميم الوطني ومن الوحدة الوطنية التي جسدها شعبها ما يكفي لمداواة جراح الذين شردتهم العصابات المسلحة وحل مشاكلهم الراهنة الناتجة عن الهجمات الإرهابية ، بينما يتطلع المواطنون السوريون في المناطق التي تتواجد فيها العصابات المسلحة إلى لحظة تحررهم بدخول الجيش العربي السوري إلى مناطقهم وحسمه للتمرد والإرهاب بصورة عاجلة في حين أن القيادة السورية أظهرت في هذا المجال حرصا عاليا على دماء السوريين وعلى سلامة أهلها في جميع المناطق التي خاضت وتخوض فيها معركة فرض الاستقرار وإنهاء الإرهاب والتمرد والخروج على القوانين والأنظمة.   ثالثا: العنجهية التركية التي ظهرت سياسيا كأسلوب عمل في تصرفات حكومة الوهم العثماني منذ تورطها في الأحداث السورية، دخلت أكثر من اختبار واصطدمت بالوقائع العنيدة فرغبة أردوغان وشركائه في الولايات المتحدة وفي حكومات المستعربين كانت منذ بداية الأحداث تتجسد في تنفيذ غزو عسكري للأراضي السورية وقد اضطر للتراجع عن هذا الوهم مرات عديدة خلال الأشهر الماضية لعوامل وأسباب إستراتيجية وموضوعية قاهرة ناتجة عن حصانة وقوة الدولة السورية وطنيا وإقليميا ودوليا وأبرزها: 1– قوة وتماسك الجيش العربي السوري وفقا لما تشهد به جميع التقارير الغربية المنشورة وآخرها ما ذكرته صحيفة الاندبندنت البريطانية التي نشرت تحقيقا عن لقاءات مع جرحى الجيش من الضباط والجنود انتهت به للاستنتاج أن هذا الجيش صلب ومعبأ عقائديا بالولاء لدولته ولرئيسه وهو ينظر إلى العصابات المسلحة على أنها أدوات عميلة للأجنبي ولإسرائيل تستهدف الوطن وسجلت الصحيفة حقيقة أن كذبة الانشقاقات عن الجيش لا تتعدى الحالات الفردية. 2 – هذه القوة التي يتمتع بها الجيش العربي السوري تحدثت عنها الصحافة التركية ونسبت إلى قادة الجيش والمخابرات في تركيا أنهم حذروا رئيس الحكومة رسميا في اجتماعات مجلس الأمن القومي من كلفة المغامرة بأي احتكاك عسكري مع القوات العربية السورية. 3 – صلابة الشعب السوري وإظهاره لولائه القومي والوطني ولتمسكه بالإصلاحات التي يقودها الرئيس بشار الأسد وفشل كل محاولات المس بالوحدة الوطنية لهذا الشعب التي قادها الحلف المعادي وإقرار المخابرات الغربية والملحقات الخليجية التابعة لها ومراكز تخطيط السياسات في جميع دوائر الحلف المعادي لسورية بأن الرئيس بشار الأسد هو زعيم يحظى بمساندة غالبية شعبه الساحقة وليس مجرد رئيس دولة أو نظام. 4 – إدراك المخططين الأميركيين والأتراك لحقيقة أن أي تطاول على السيادة السورية سوف يواجه بمقاومة ضارية من قبل الدولة السورية والشعب السوري المعروف بتجذر هويته الوطنية والقومية وأي صراع مسلح ضد الدولة السورية يقدم عليه الخارج مباشرة سيكون نقطة انطلاق لالتفاف واسع داخل سورية يستقطب جميع الفئات بمن فيها جمهور المعارضة السورية خلف الراية الوطنية السورية وتركيا تعرف ان المطالبة الشعبية باسترجاع اسكندرون وباستعجال الحسم العسكري ضد العصابات المسلحة اصطدمت خلال الأزمة وحتى اليوم بحكمة القيادة السورية وحرصها على ترك خط التراجع مفتوحا لحكام اسطنبول. 5 – تبلغت الحكومة التركية إنذارات واضحة من إيران وروسيا حول العواقب التي سيعنيها التورط العسكري المباشر في العدوان على سورية ، ويدرك المخططون الأتراك أيضا أن منظومة المقاومة في المنطقة ستقتص من أي جهة معتدية وهي جاهزة للتصرف في الموضوع السوري كجسد واحد في مجابهة المعتدين ويدرك الغرب بالمقابل أن إسرائيل سوف تدفع ثمن أي مغامرة ضد سورية.   رابعا: افتعال الصفة الإنسانية والكلام عن الممرات هو قناع مفضوح لعدوان مدبر سوف يدفع ثمنه المتورطون وبهورات داود أوغلو والآن جوبيه التي أطلقت حول هذا الموضوع تلبية لفاتورة سعودية وقطرية مدفوعة سوف تجر خلفها كلا من الولايات المتحدة ودول الناتو إلى مأزق خطير ستدفع ثمنه تركيا ومصالح الغرب وأولها قاعدته العسكرية الدائمة إسرائيل. الجيش العربي السوري الذي اتخذ تدابيره الدفاعية على الحدود مع تركيا وفقا لما كشفته التقارير الصحافية وتصريحات المسؤولين في ما يسمى الجيش السوري الحر الذي بات يافطة لتجميع اللصوص وقطاع الطرق وإرهابيي القاعدة والعسكريين الفارين، هذا الجيش لم يألف التراجع أو التردد في مجابهة أي عدوان ويقف خلفه شعب يتمسك بحرارة موقع بلاده المقاوم وبكونها قلعة العروبة العصية. ممرات أوغلو وجوبيه المزعومة هي ممرات عدوان وحرب ستكون كلفتها عالية جدا وسوف تزلزل المنطقة والعالم وأي تحرش سيحدث على الحدود السورية وضد السيادة السورية سوف يبرهن للواهمين على هذه الحقيقة . قريبا يعبر السوريون عن مشيئتهم الوطنية في تجديد دولتهم عبر الاستفتاء على دستورهم الجديد ، كما سيظهرون استعدادهم في الدفاع عن سيادتهم وسنجد جوبيه وأوغلو وسعود الفيصل وحمد بن جاسم يبلعون ألسنتهم في اختبار الوصفة الجديدة ، وان ركبوا رؤوسهم الحامية والواهمة فان كثيرا من الحكومات والدول ستصيبها شظايا الزلزال الذي لن تكون خاتمته لصالح المتآمرين ، أمام إرادة الدولة السورية المقاومة والشعب العربي السوري المقاوم والجيش السوري البطل.        

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة