العرس السوري في الشام والفيتو في الصين، وروسيا حارسة الدم الذي لم يهدأ بعد ولم يستكن! يكاد نبيلنا العربي أن يماشي ديبلوماسية سلفه عمرو موسى "المتشائلة"، فيحشر الخَلَف الصالح كل عروبتنا في أنف قطر. في دمشق، صوت الحناجر، ما زالت تصدح رغم التهديد للبيعة: سورية "الله حاميها". وكالعادة، يحضر الله في الدعاء، والكثير من ملائكته غائبة عن وعيها يوم الجمعة. على مقلب نبيل العربي، تعلو صيحات الشجب من عواصم الزجاج المتحجّر، وقد كان يا ما كان، في القديم من نكات هذا الزمان، سبق أن وزع الاستعمار على عربان الخليج لكل مملكة وإمارة ومشيخة، يتسع سلطانها على خيمة وبضع مواشٍ ونخلتين، ومن غير منازع، ملكوا من عروبتنا كل لغات الصم والبكم والعمي في حالات الحشر الكبير! شهدوا زوراً على تقسيم السودان، وفي سبيل الله ما بذروا أموالهم في مجاعة الصومال، أو في احترابات الأخوة في فلسطين. لقد تناسل العراق طوائف وعشائر واحترقت أحذية نبوخذ نصر، وصار موتنا على حد السيف، وكانت لماعة سيوف اغترابهم عنا. وفي تموزك يا لبنان، كانت إدانة العدوان لا تتخطى صفصفة الحروف والنأي بالنفس وضبط النفس تتجلى في مؤتمر صحافي مستلحق ببيان. ولغزة، اهتز كل ضمير حيّ في أمة، إلاّ عربان الردة ما دق ناقوس الخطر سبات جفونهم، وما اهتموا لحقوق الإنسان. إن من مدّ سيقانه المتشِّحم بالعروبة المفلسة في الحرب على سورية، كان يدّعي ملكيّة "أكثر من الملك" وكان حجمه أصغر من «قطر الكبرى»، وما بدلت ثقافة "الغاز" المسيل للشفقة تأييد الأحلام "الإسرائيلية". أيها السوريون، غريب أمر من يحبكم أكثر من أنفسكم، وإن سفاح القربى قد طاول العقل العربي، وظلم ذوي القربى تجاوز في عمالته الإنس والجن والشيطان.

 

لبيك يا "أبو متعب"! لو تركتني أتلقف إعلان حربك على سورية من دون مهلة لأخذتها مزحة شاذة وضحكت. أما وقد قلتها، فهل من فرق بينكم وبين تنظيم "القاعدةط الإرهابي؟ إن 600 إرهابيّ من مملكتك السعودية هم من قاموا بعمليات إنتحارية في العراق في سبيل "الله" وما تسمونه في ثقافتكم (الجهاد ضد الشيعة)! فمن كان يملك خطيئة بن لادن سيرجمه الشعب السوري بأكثر من حجر. لقد حوّلتم بأموالكم وثقافتكم الذي منه تنضحون كل الأمكنة إلى قندهار! هديتك إلى سورية مردودة مع الشكر والتوابيت، فأنتم أولى باستقبال هذه النوعية من حثالة "الجيش السعوري الحر"، لعلك ترسلهم لقمع الثوّار في "القطيف" ذلك خير لكم، إعمالا بالقول: "خيركم لأهلكم" وأهل مكة أدرى بشعابها.

 

من زاوية حقوقية، إن التوجه بتوزيع قرار سعودي لعرضه على اجتماع عادي أو استثنائي للجمعية العامة لن يكون منه أي فائدة، فإن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة ولا تكتسب القوة التنفيذية الإلزامية. الاجدر بكم، دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة للإنعقاد تحت شعار الاتحاد لأجل السلم» بموجب هذه الصيغة الموثقة بقرار الجمعية العامة رقم 377 لعام 1950. إن فشل مجلس الأمن، بسبب غياب الإجماع بين الأعضاء الدائمين، في ممارسة مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين نتيجة تصويت أحد أعضائه الدائمي العضوية تصويتاً سلبياً، يجوز للجمعية العامة عندئذ التصرّف. ويحدث ذلك في الحالة التي يبدو فيها أن هناك تهديدا للسلام، أو خرقاً للسلام أو عملاً عدوانياً. أي أنه بموجب هذه الصيغة فقط يمكن تحويل أحد أهم اختصاصات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة، وقد اتخذ هذا القرار ثلاث مرات سابقاً وهي: عندما عجز مجلس الأمن عن إيقاف الحرب التي شنتها كوريا الشمالية على الجنوبية بسبب استخدام الاتحاد السوفياتي حق الفيتو عام 1950، وكذلك في أزمة المجر عام 1956، وأيضا عندما عجز مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار بسبب الفيتو البريطاني - الفرنسي لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

 

في المفيد المختصر، لا يدغدغني كثيراً أن أكتب عن «عبوة» الفيتو الصيني – الروسي. كانت ناسفة وموقتة، مستبعدة حرباً مباشرة على سورية بغطائها الأممي. اشترى الحلفاء لسورية وقتها المستقطع، وأجّلوا ما استطاعوا من وطيس المعركة. لكنها ستحصل لاحقاً، وقودها الناس والحجارة والأخضر واليابس، طالما بقي يابساً رأس من يدير مجلس "غليون". هذه السعودية إن حكت لا تنطق بأحلام العرب. وخيمة "قطر الكبرى" على الهامش. السيليكون أيضا يكبّر أحلام المنتفخين.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-16
  • 9460
  • من الأرشيف

قطر الكبرى .. السيليكون أيضاً يكبِّر أحلام المنتفخين

العرس السوري في الشام والفيتو في الصين، وروسيا حارسة الدم الذي لم يهدأ بعد ولم يستكن! يكاد نبيلنا العربي أن يماشي ديبلوماسية سلفه عمرو موسى "المتشائلة"، فيحشر الخَلَف الصالح كل عروبتنا في أنف قطر. في دمشق، صوت الحناجر، ما زالت تصدح رغم التهديد للبيعة: سورية "الله حاميها". وكالعادة، يحضر الله في الدعاء، والكثير من ملائكته غائبة عن وعيها يوم الجمعة. على مقلب نبيل العربي، تعلو صيحات الشجب من عواصم الزجاج المتحجّر، وقد كان يا ما كان، في القديم من نكات هذا الزمان، سبق أن وزع الاستعمار على عربان الخليج لكل مملكة وإمارة ومشيخة، يتسع سلطانها على خيمة وبضع مواشٍ ونخلتين، ومن غير منازع، ملكوا من عروبتنا كل لغات الصم والبكم والعمي في حالات الحشر الكبير! شهدوا زوراً على تقسيم السودان، وفي سبيل الله ما بذروا أموالهم في مجاعة الصومال، أو في احترابات الأخوة في فلسطين. لقد تناسل العراق طوائف وعشائر واحترقت أحذية نبوخذ نصر، وصار موتنا على حد السيف، وكانت لماعة سيوف اغترابهم عنا. وفي تموزك يا لبنان، كانت إدانة العدوان لا تتخطى صفصفة الحروف والنأي بالنفس وضبط النفس تتجلى في مؤتمر صحافي مستلحق ببيان. ولغزة، اهتز كل ضمير حيّ في أمة، إلاّ عربان الردة ما دق ناقوس الخطر سبات جفونهم، وما اهتموا لحقوق الإنسان. إن من مدّ سيقانه المتشِّحم بالعروبة المفلسة في الحرب على سورية، كان يدّعي ملكيّة "أكثر من الملك" وكان حجمه أصغر من «قطر الكبرى»، وما بدلت ثقافة "الغاز" المسيل للشفقة تأييد الأحلام "الإسرائيلية". أيها السوريون، غريب أمر من يحبكم أكثر من أنفسكم، وإن سفاح القربى قد طاول العقل العربي، وظلم ذوي القربى تجاوز في عمالته الإنس والجن والشيطان.   لبيك يا "أبو متعب"! لو تركتني أتلقف إعلان حربك على سورية من دون مهلة لأخذتها مزحة شاذة وضحكت. أما وقد قلتها، فهل من فرق بينكم وبين تنظيم "القاعدةط الإرهابي؟ إن 600 إرهابيّ من مملكتك السعودية هم من قاموا بعمليات إنتحارية في العراق في سبيل "الله" وما تسمونه في ثقافتكم (الجهاد ضد الشيعة)! فمن كان يملك خطيئة بن لادن سيرجمه الشعب السوري بأكثر من حجر. لقد حوّلتم بأموالكم وثقافتكم الذي منه تنضحون كل الأمكنة إلى قندهار! هديتك إلى سورية مردودة مع الشكر والتوابيت، فأنتم أولى باستقبال هذه النوعية من حثالة "الجيش السعوري الحر"، لعلك ترسلهم لقمع الثوّار في "القطيف" ذلك خير لكم، إعمالا بالقول: "خيركم لأهلكم" وأهل مكة أدرى بشعابها.   من زاوية حقوقية، إن التوجه بتوزيع قرار سعودي لعرضه على اجتماع عادي أو استثنائي للجمعية العامة لن يكون منه أي فائدة، فإن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة ولا تكتسب القوة التنفيذية الإلزامية. الاجدر بكم، دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة للإنعقاد تحت شعار الاتحاد لأجل السلم» بموجب هذه الصيغة الموثقة بقرار الجمعية العامة رقم 377 لعام 1950. إن فشل مجلس الأمن، بسبب غياب الإجماع بين الأعضاء الدائمين، في ممارسة مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين نتيجة تصويت أحد أعضائه الدائمي العضوية تصويتاً سلبياً، يجوز للجمعية العامة عندئذ التصرّف. ويحدث ذلك في الحالة التي يبدو فيها أن هناك تهديدا للسلام، أو خرقاً للسلام أو عملاً عدوانياً. أي أنه بموجب هذه الصيغة فقط يمكن تحويل أحد أهم اختصاصات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة، وقد اتخذ هذا القرار ثلاث مرات سابقاً وهي: عندما عجز مجلس الأمن عن إيقاف الحرب التي شنتها كوريا الشمالية على الجنوبية بسبب استخدام الاتحاد السوفياتي حق الفيتو عام 1950، وكذلك في أزمة المجر عام 1956، وأيضا عندما عجز مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار بسبب الفيتو البريطاني - الفرنسي لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.   في المفيد المختصر، لا يدغدغني كثيراً أن أكتب عن «عبوة» الفيتو الصيني – الروسي. كانت ناسفة وموقتة، مستبعدة حرباً مباشرة على سورية بغطائها الأممي. اشترى الحلفاء لسورية وقتها المستقطع، وأجّلوا ما استطاعوا من وطيس المعركة. لكنها ستحصل لاحقاً، وقودها الناس والحجارة والأخضر واليابس، طالما بقي يابساً رأس من يدير مجلس "غليون". هذه السعودية إن حكت لا تنطق بأحلام العرب. وخيمة "قطر الكبرى" على الهامش. السيليكون أيضا يكبّر أحلام المنتفخين.  

المصدر : نضال القادري\ البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة