قال السفير السوري الجديد لدى الصين عماد مصطفى في حوار صحفي  مع شبكة شينخوا ببكين أنه قد قدم لتوه من سورية وأن الوضع في سورية يختلف تماما عن ما تذكره وسائل الإعلام الغربية، وأن المدينتين الرئيسيتين في سورية – دمشق و حلب- اللتان تضمان نصف الشعب السوري، تشهدان نمط حياة عاديا "الناس هناك يذهبون إلى العمل و الدارسة و المسارح ويأكلون في المطاعم و يحضرون الحفلات الفنية، الحياة هناك لم تتأثر، وكذلك الحال بالنسبة للمدن السورية الأخرى."في حين قال أن مدينة حمص تقبع تحت الأعمال التخريبية التي تقوم بها جماعات وصفها بالمتطرفة ، وقال أنها تستهدف أمن سوريا. وأشار إلى أن سوريا لن تستسلم لهذه الجماعات وستحارب هؤلاء "الإرهابيين" إلى النهاية. منتقدا في ذات الوقت التقارير الإعلامية الغربية التي تطلق عليهم إسم "الجيش الحر". من جهة أخرى إنتقد عماد مصطفى مبالغة الإعلام الغربي في ذكر عدد الضحايا المدنيين، وقال إن ما تقوله التقارير الغربية يوميا عن الجرحى والقتلى المدنيين في سوريا هو "محض إفتراء"، ولايمت للواقع بصلة. وأشار إلى الهجوم الذي قامت به المعارضة المسلحة على قاعدة عسكرية أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الجنود ، وقال أن حصيلة القتلى من الجانبين في هذه العملية كانت 20 شخصا، بينما ذكرت وسائل الإعلام الغربية وقناة الجزيرة أن الحكومة السورية قد قتلت 40 شخصا، معتبرا ذلك هو السبب الذي يجعل الآخرين يعتقدون بأن الحكومة السورية تقوم بقتل المدنيين. "لقد تجول فريق المراقبين في كل المدن السورية و قدموا تقارير حول ذلك، وهذا الفريق ليس من بينهم من يحمل الجنسية السورية، هم طرف ثالث. أما الواقع الذي عاينوه، هو أن القدر الأكبر من العنف يأتي من المعارضة، وليس من الجيش السوري، وهذه النتيجة قد تم تدوينها، و نشرها."و لدى حديثه عن إتجاه الوضع في سوريا، و على التباين الكبير بين الحكومة و المعارضة، والجهود التي يجب أن تبذلها مختلف الأطراف السورية للخروج من الأزمة، وعن إمكانيات الحوار بين الحكومة والمعارضة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، قال عماد مصطفى، أنه يجب عدم تصديق التقارير الغربية عن الوضع في سوريا، لأن الوضع الحالي في سوريا ليس بمثل تلك القتامة، وأن غالبية الشعب السوري تقف في صف الحكومة. وأن الحكومة السورية تسعى إلى أن تحل الأزمة عبر الطرق السياسية. "أمريكا و قطر والسعودية لايمكن أن يلزموننا بأن نفعل مايريدون هم منا فعله" ، مشيرا إلى أن الحكومة السورية ستترك القرار للشعب السوري نفسه، "لقد أنهينا مسودة الدستور، و هذا الدستور سيكون الأكثر ديمقراطية." وإنتقد عماد مصطفى ما أسماها الحركة المضادة لسوريا التي تقوم بها بعض الدول العربية، وقال ان الحكومة السورية الآن تدعو إلى إنتخابات حرة، و ستترك القرار بيد الشعب السوري، لينتخب الحكومة التي يريدها.ولدى تطرقه إلى إلإجتماع الأخير لجامعة الدول العربية الذي عقد في القاهرة يوم 12 شباط ، وعن القرار الذي إتخذته الجامعة بشأن تكوين قوات حفظ سلام عربية أممية، قال عماد مصطفى أن الدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية في الوقت الحالي ليس جيدا، لأن هناك دول عربية كبرى لم تضطلع بأي دور داخل الجامة مثل العراق و مصر. في المقابل "هناك أقلية من الدول العربية تمارس تأثيرا داخل الجامعه" ورأى أنه في ظل تأثير الولايات المتحدة على بعض الدول العربية الفاعلة داخل الجامعة في الوقت الحالي، فإن "قرارات الجامعة سوف لن تتوافق مع سوريا". ولا يمكن لسوريا أن توافق على مثل هذه القرارات، "هل سيرسلون قوات حفظ السلام لمقاومة هؤلاء الإرهابيين؟ دعني أقول لك، عندما خرجت الإحتجاجات في البحرين، أرسلت كل من السعودية و قطر دباباتها لقمع المتظاهرين، لكنهم لايمكنهم إرسال قواتهم لمساندة الجيش السوري." وفي إجابة على سؤال حول الفيتو الروسي –الصيني  الاخير ، قال عماد مصطفى أن لروسيا والصين دور هام داخل مجلس الأمن في حماية الدول الصغرى، والحد من الهيمنة الأمريكية على مجلس الأمن. وفي تعليقه على قيام الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في سوريا، و إستدعاء كل من فرنسا و بريطانيا لسفيريهما لدى سوريا، قال السفير السوري، أن السفراء الغربيين كانوا طوال المدة الأخيرة إلى جانب المعارضة، و لم يجروا حوارات مع الحكومة، و لم يسعوا لإيجاد حل للأزمة، "اليوم هم يغادرون، نحن لم نخسر شيئا، أما بالنسبة للمعارضة فقد خسرت الكثير." وقال عماد مصطفى أن المعارضة رغم حجمها الصغير إلا أنها بإمكانها أن تلحق الكثير من الضرر بالدولة، مستبعدا قيام قطر بإرسال جنود إلى سوريا. وأشار السفير السوري إلى وجود مظاهرات سلمية خرجت في بداية الأحداث مطالبة بحقوقها السياسية المشروعة، لكنها لم تخلط بين مطالبها السياسة المشروعة و بين ما يهدف إليه الغرب و بعض الدول العربية إلى تحقيقه في سوريا، مضيفا أن الحكومة السورية بدورها لم تخلط بين المطالب السياسية المشروعة لهؤلاء وبين الذين إختاروا نهج العنف.وفي إجابة على سؤال حول إمكانية توصل الحكومة والمعارضة إلى حل سلمي، بعد تنقيح الدستور والسماح للمعارضة بالمشاركة في الإنتخابات التي ستجرى في آذار القادم ، قال مصطفى أن الحل السلمي هو الخيار الوحيد للخروج من الأزمة في سوريا، و أن على الحكومة والمعارضة أن يجلسا و يسمعا رأي الشعب. "عبر الإنتخابات فقط يمكننا حل هذه المشكلة، فقط عبر السماح للشعب السوري بالحديث، و وفقا لرأي و مطالب الشعب السوري فقط يمكننا التقدم، ولا يمكن أن نرضخ إلى تلك المعارضة التي تحتمي بالغرب، الطريق الذي سنسلكه هو : الإنتخابات الحرة، الإعلام الحر، الأحزاب الحرة و جعل المرأة تتمتع بكامل حقوقها."

  • فريق ماسة
  • 2012-02-15
  • 10370
  • من الأرشيف

عماد مصطفى : لا يمكن أن نرضخ إلى معارضة تحتمي بالغرب

قال السفير السوري الجديد لدى الصين عماد مصطفى في حوار صحفي  مع شبكة شينخوا ببكين أنه قد قدم لتوه من سورية وأن الوضع في سورية يختلف تماما عن ما تذكره وسائل الإعلام الغربية، وأن المدينتين الرئيسيتين في سورية – دمشق و حلب- اللتان تضمان نصف الشعب السوري، تشهدان نمط حياة عاديا "الناس هناك يذهبون إلى العمل و الدارسة و المسارح ويأكلون في المطاعم و يحضرون الحفلات الفنية، الحياة هناك لم تتأثر، وكذلك الحال بالنسبة للمدن السورية الأخرى."في حين قال أن مدينة حمص تقبع تحت الأعمال التخريبية التي تقوم بها جماعات وصفها بالمتطرفة ، وقال أنها تستهدف أمن سوريا. وأشار إلى أن سوريا لن تستسلم لهذه الجماعات وستحارب هؤلاء "الإرهابيين" إلى النهاية. منتقدا في ذات الوقت التقارير الإعلامية الغربية التي تطلق عليهم إسم "الجيش الحر". من جهة أخرى إنتقد عماد مصطفى مبالغة الإعلام الغربي في ذكر عدد الضحايا المدنيين، وقال إن ما تقوله التقارير الغربية يوميا عن الجرحى والقتلى المدنيين في سوريا هو "محض إفتراء"، ولايمت للواقع بصلة. وأشار إلى الهجوم الذي قامت به المعارضة المسلحة على قاعدة عسكرية أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الجنود ، وقال أن حصيلة القتلى من الجانبين في هذه العملية كانت 20 شخصا، بينما ذكرت وسائل الإعلام الغربية وقناة الجزيرة أن الحكومة السورية قد قتلت 40 شخصا، معتبرا ذلك هو السبب الذي يجعل الآخرين يعتقدون بأن الحكومة السورية تقوم بقتل المدنيين. "لقد تجول فريق المراقبين في كل المدن السورية و قدموا تقارير حول ذلك، وهذا الفريق ليس من بينهم من يحمل الجنسية السورية، هم طرف ثالث. أما الواقع الذي عاينوه، هو أن القدر الأكبر من العنف يأتي من المعارضة، وليس من الجيش السوري، وهذه النتيجة قد تم تدوينها، و نشرها."و لدى حديثه عن إتجاه الوضع في سوريا، و على التباين الكبير بين الحكومة و المعارضة، والجهود التي يجب أن تبذلها مختلف الأطراف السورية للخروج من الأزمة، وعن إمكانيات الحوار بين الحكومة والمعارضة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، قال عماد مصطفى، أنه يجب عدم تصديق التقارير الغربية عن الوضع في سوريا، لأن الوضع الحالي في سوريا ليس بمثل تلك القتامة، وأن غالبية الشعب السوري تقف في صف الحكومة. وأن الحكومة السورية تسعى إلى أن تحل الأزمة عبر الطرق السياسية. "أمريكا و قطر والسعودية لايمكن أن يلزموننا بأن نفعل مايريدون هم منا فعله" ، مشيرا إلى أن الحكومة السورية ستترك القرار للشعب السوري نفسه، "لقد أنهينا مسودة الدستور، و هذا الدستور سيكون الأكثر ديمقراطية." وإنتقد عماد مصطفى ما أسماها الحركة المضادة لسوريا التي تقوم بها بعض الدول العربية، وقال ان الحكومة السورية الآن تدعو إلى إنتخابات حرة، و ستترك القرار بيد الشعب السوري، لينتخب الحكومة التي يريدها.ولدى تطرقه إلى إلإجتماع الأخير لجامعة الدول العربية الذي عقد في القاهرة يوم 12 شباط ، وعن القرار الذي إتخذته الجامعة بشأن تكوين قوات حفظ سلام عربية أممية، قال عماد مصطفى أن الدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية في الوقت الحالي ليس جيدا، لأن هناك دول عربية كبرى لم تضطلع بأي دور داخل الجامة مثل العراق و مصر. في المقابل "هناك أقلية من الدول العربية تمارس تأثيرا داخل الجامعه" ورأى أنه في ظل تأثير الولايات المتحدة على بعض الدول العربية الفاعلة داخل الجامعة في الوقت الحالي، فإن "قرارات الجامعة سوف لن تتوافق مع سوريا". ولا يمكن لسوريا أن توافق على مثل هذه القرارات، "هل سيرسلون قوات حفظ السلام لمقاومة هؤلاء الإرهابيين؟ دعني أقول لك، عندما خرجت الإحتجاجات في البحرين، أرسلت كل من السعودية و قطر دباباتها لقمع المتظاهرين، لكنهم لايمكنهم إرسال قواتهم لمساندة الجيش السوري." وفي إجابة على سؤال حول الفيتو الروسي –الصيني  الاخير ، قال عماد مصطفى أن لروسيا والصين دور هام داخل مجلس الأمن في حماية الدول الصغرى، والحد من الهيمنة الأمريكية على مجلس الأمن. وفي تعليقه على قيام الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في سوريا، و إستدعاء كل من فرنسا و بريطانيا لسفيريهما لدى سوريا، قال السفير السوري، أن السفراء الغربيين كانوا طوال المدة الأخيرة إلى جانب المعارضة، و لم يجروا حوارات مع الحكومة، و لم يسعوا لإيجاد حل للأزمة، "اليوم هم يغادرون، نحن لم نخسر شيئا، أما بالنسبة للمعارضة فقد خسرت الكثير." وقال عماد مصطفى أن المعارضة رغم حجمها الصغير إلا أنها بإمكانها أن تلحق الكثير من الضرر بالدولة، مستبعدا قيام قطر بإرسال جنود إلى سوريا. وأشار السفير السوري إلى وجود مظاهرات سلمية خرجت في بداية الأحداث مطالبة بحقوقها السياسية المشروعة، لكنها لم تخلط بين مطالبها السياسة المشروعة و بين ما يهدف إليه الغرب و بعض الدول العربية إلى تحقيقه في سوريا، مضيفا أن الحكومة السورية بدورها لم تخلط بين المطالب السياسية المشروعة لهؤلاء وبين الذين إختاروا نهج العنف.وفي إجابة على سؤال حول إمكانية توصل الحكومة والمعارضة إلى حل سلمي، بعد تنقيح الدستور والسماح للمعارضة بالمشاركة في الإنتخابات التي ستجرى في آذار القادم ، قال مصطفى أن الحل السلمي هو الخيار الوحيد للخروج من الأزمة في سوريا، و أن على الحكومة والمعارضة أن يجلسا و يسمعا رأي الشعب. "عبر الإنتخابات فقط يمكننا حل هذه المشكلة، فقط عبر السماح للشعب السوري بالحديث، و وفقا لرأي و مطالب الشعب السوري فقط يمكننا التقدم، ولا يمكن أن نرضخ إلى تلك المعارضة التي تحتمي بالغرب، الطريق الذي سنسلكه هو : الإنتخابات الحرة، الإعلام الحر، الأحزاب الحرة و جعل المرأة تتمتع بكامل حقوقها."

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة