كشف وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أن تركيا تعمل على خطة من شقين سياسي وإنساني، تقضي في شقها الثاني إقامة ممرات إنسانية إلى حمص وحماه عبر الهلال الأحمر والصليب الأحمر.

وبعد لقاءات مكثفة استمرت 10 ساعات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون، تحدث الوزير التركي إلى صحيفة "ميللييت" كاشفا عن وجود خطة تركية جديدة حول سوريا تحاول كسر الانسداد الحالي.

وقال داود اوغلو إن اقتراح ممرات إنسانية للصليب الأحمر والهلال الأحمر قد تكون قابلة للتحقيق، لأنها تتطلب حماية عسكرية أقل بكثير من المنطقة العازلة.

واعتبر داود اوغلو أن تركيا لا تريد تصعيد التوتر بل احتواءه ووضعه تحت السيطرة. وقال "نحن على امتداد تسعة أشهر من الحوار مع النظام السوري جرّبنا كل شيء، وفي النهاية دعمنا المبادرة العربية. لكن سوريا انعزلت عن شعبها وعن العالم العربي. وهناك قناعة في العالم بأن النظام يعتمد على الدعم الروسي والصيني وإيران. والآن نعمل مع الجامعة العربية على خطين، الأول سياسي وهو البدء بمبادرة دولية جديدة تهدف إلى إيقاظ الضمير الدولي وتشكيل قاعدة ضغط واسعة على النظام، والخط الثاني هو العمل بالتعاون مع الأمم المتحدة على آلية لإرسال مساعدات إنسانية إلى المدن السورية، ولا سيما حمص وحماه".

وقال داود اوغلو إن العمل بدأ في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وانه تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والجامعة العربية وسوف يتحدث إليهم من جديد ويأمل أن تتبلور الخطة اليوم الأربعاء.

وأعلن داود اوغلو انه يجب صدور قرار من الأمم المتحدة وليس من مجلس الامن حيث الفيتو الروسي. وقال "إننا نفكر بإيصال المساعدات إلى هذه المدن عبر ممرات آمنة".

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أعلنت، خلال مؤتمر مشترك مع داود اوغلو في واشنطن أول أمس، ان واشنطن ستعمل مع أنقرة لمعالجة المشاكل الإنسانية الناجمة عن الأزمة في سوريا والتمكن من إدخال مساعدات عاجلة. وقالت إن واشنطن ستزيد المساعدة المالية لمنظمات مثل الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وستعمل في الوقت ذاته مباشرة مع مجموعات سورية لمساعدة المحرومين من الكهرباء والغذاء والمياه النقية.

وحول تكراره التحذير من تحوّل سوريا الى بوسنة جديدة وحمص إلى سراييفو أخرى، قال الوزير التركي إنه أشار إلى ذلك "عن وعي كامل، اذ ان الجيش في سوريا طرف في الصراع بين الشعب والسلطة، وداخل الجيش نشأت بنية جديدة هم الجنود "المنشقون". وعندما لم يستطع الجيش السيطرة على الوضع لجأ الى تدمير المدن، وهذه ظاهرة حصلت في البوسنة". وأضاف "ان هذا منطق موروث من القرون الوسطى. وأبرز الأمثلة الحديثة عليه هو سريبرينيتسا وسراييفو. وهنا إما ان يخرج الجيش ويقف خارج الصراع بهوية وطنية أو يجب حماية المدن".

وتطرق داود اوغلو إلى الصراع الداخلي في تركيا، ولا سيما الأزمة المثارة حول الاستخبارات التركية واستدعاء رئيسها حاقان فيدان للتحقيق بشبهات حول تورطه بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني. وقال إن أخطر ما يجري هو أن تثار هذه الشبهات على الاستخبارات في مرحلة حساسة جدا من تاريخ المنطقة. وأضاف "إن تركيا تحتاج إلى استخبارات قوية، وهذه ليست مسألة داخلية فقط بل تتصل بالسياسة الخارجية".

  • فريق ماسة
  • 2012-02-14
  • 11361
  • من الأرشيف

خطة تركيا الجديدة للمدن السورية.. ممرات إنسانية بدل "المنطقة العازلة"

كشف وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أن تركيا تعمل على خطة من شقين سياسي وإنساني، تقضي في شقها الثاني إقامة ممرات إنسانية إلى حمص وحماه عبر الهلال الأحمر والصليب الأحمر. وبعد لقاءات مكثفة استمرت 10 ساعات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون، تحدث الوزير التركي إلى صحيفة "ميللييت" كاشفا عن وجود خطة تركية جديدة حول سوريا تحاول كسر الانسداد الحالي. وقال داود اوغلو إن اقتراح ممرات إنسانية للصليب الأحمر والهلال الأحمر قد تكون قابلة للتحقيق، لأنها تتطلب حماية عسكرية أقل بكثير من المنطقة العازلة. واعتبر داود اوغلو أن تركيا لا تريد تصعيد التوتر بل احتواءه ووضعه تحت السيطرة. وقال "نحن على امتداد تسعة أشهر من الحوار مع النظام السوري جرّبنا كل شيء، وفي النهاية دعمنا المبادرة العربية. لكن سوريا انعزلت عن شعبها وعن العالم العربي. وهناك قناعة في العالم بأن النظام يعتمد على الدعم الروسي والصيني وإيران. والآن نعمل مع الجامعة العربية على خطين، الأول سياسي وهو البدء بمبادرة دولية جديدة تهدف إلى إيقاظ الضمير الدولي وتشكيل قاعدة ضغط واسعة على النظام، والخط الثاني هو العمل بالتعاون مع الأمم المتحدة على آلية لإرسال مساعدات إنسانية إلى المدن السورية، ولا سيما حمص وحماه". وقال داود اوغلو إن العمل بدأ في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وانه تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والجامعة العربية وسوف يتحدث إليهم من جديد ويأمل أن تتبلور الخطة اليوم الأربعاء. وأعلن داود اوغلو انه يجب صدور قرار من الأمم المتحدة وليس من مجلس الامن حيث الفيتو الروسي. وقال "إننا نفكر بإيصال المساعدات إلى هذه المدن عبر ممرات آمنة". وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أعلنت، خلال مؤتمر مشترك مع داود اوغلو في واشنطن أول أمس، ان واشنطن ستعمل مع أنقرة لمعالجة المشاكل الإنسانية الناجمة عن الأزمة في سوريا والتمكن من إدخال مساعدات عاجلة. وقالت إن واشنطن ستزيد المساعدة المالية لمنظمات مثل الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وستعمل في الوقت ذاته مباشرة مع مجموعات سورية لمساعدة المحرومين من الكهرباء والغذاء والمياه النقية. وحول تكراره التحذير من تحوّل سوريا الى بوسنة جديدة وحمص إلى سراييفو أخرى، قال الوزير التركي إنه أشار إلى ذلك "عن وعي كامل، اذ ان الجيش في سوريا طرف في الصراع بين الشعب والسلطة، وداخل الجيش نشأت بنية جديدة هم الجنود "المنشقون". وعندما لم يستطع الجيش السيطرة على الوضع لجأ الى تدمير المدن، وهذه ظاهرة حصلت في البوسنة". وأضاف "ان هذا منطق موروث من القرون الوسطى. وأبرز الأمثلة الحديثة عليه هو سريبرينيتسا وسراييفو. وهنا إما ان يخرج الجيش ويقف خارج الصراع بهوية وطنية أو يجب حماية المدن". وتطرق داود اوغلو إلى الصراع الداخلي في تركيا، ولا سيما الأزمة المثارة حول الاستخبارات التركية واستدعاء رئيسها حاقان فيدان للتحقيق بشبهات حول تورطه بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني. وقال إن أخطر ما يجري هو أن تثار هذه الشبهات على الاستخبارات في مرحلة حساسة جدا من تاريخ المنطقة. وأضاف "إن تركيا تحتاج إلى استخبارات قوية، وهذه ليست مسألة داخلية فقط بل تتصل بالسياسة الخارجية".

المصدر : محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة