شكك يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء الروسي الأسبق والسياسي الروسي المخضرم في مقابلة أدلى بها لصحيفة "الأهرام" المصرية في ان يوفر " تنحي " الرئيس السوري بشار الأسد الاستقرار وفرصة التطور الطبيعي لبلاده.

وقال بريماكوف في المقابلة التي نشرت اليوم السبت : " هل هناك في الغرب أحد من الخبراء يدرك ماهية القوى المعادية للنظام؟.. وماهي مصلحة الدول المجاورة في ذلك . كما انهم مطالبون ايضا بتفسير الدور الذي تلعبه القاعدة في هذه المسألة؟ وماهية الدور الذي يلعبه الاسلاميون في هذه الحركة؟ ".

وتابع السياسي الروسي قائلا انه لا يتفق مع من يقول ان مواقف الدول الغربية من الأزمة تساهم في تأمين الاستقرار والتطور الطبيعي لسورية، علاوة على ان "الاحداث لم تنته بعد في البلدان الاخرى واذا ماحدثت احتكاكات جدية على ارضية السنة والشيعة فان العالم العربي سوف يخسر كثيرا".

وأوضح بريماكوف ان روسيا رفضت تأييد مشروع القرار الغربي العربي بشأن سورية في مجلس الأمن لاسباب متعددة "وواحد منها يتعلق بتحميل مشروع القرار المسؤولية لاحد طرفي الازمة. اننا نجد فيه توجيه كل الاتهامات الى القوات الحكومية وضد الاسد شخصيا مع طرح مسألة حتمية رحيله فذلك تدخل عملي في الشؤون الداخلية على غير اساس .هذا سبب واحد".

أما السبب الثاني، فأوضح بريماكوف انه يكمن في ان روسيا "خدعت في ليبيا" حيث كان من المطلوب سرعة اتخاذ القرار لان قوات القذافي كانت على وشك الاستيلاء على بنغازي وكان على روسيا وتفاديا لوقوع المزيد من الضحايا البشرية وخاصة خلال معارك الشوارع في بنغازي ان تنطلق من موقف موحد من الصين وتمتنع عن استخدام حق الفيتو. وتابع بريماكوف قائلا: "كانوا قد اكدوا لنا ان القرار لا يستهدف سوى فرض المظلة الجوية من اجل الحيلولة دون استخدام القذافي لقواته الجوية ضد المدنيين. لقد خدعونا وكان القرار يستهدف بالدرجة الاولى الاطاحة بالقذافي، ولذا فنحن الان نلتزم بالحذر الشديد في سورية".

واعتبر السياسي الروسي ان الأحداث في ليبيا وسورية تختلف جذريا عمما جرى في تونس ومصر. وأوضح ان "المظاهرات في تونس ومصر والبلدان الاخرى اتسمت في بداياتها بطابع سلمي. لكن بالنسبة لليبيا وسورية فمنذ البداية كانت المقاومة المسلحة هي التي حددت ملامح المظاهرات والحركات المعادية للنظام هناك فضلا عن تدخل قوي خارجية الى جانب تسليح المعارضة".

وأشار بريماكوف الى ضرورة اعطاء بشار الاسد فرصة بعد ان اعلن كثيرا عن التزامه بالكثير من الاصلاحات "التي وفي حال تحقيقها سوف تكون منعطفا حاسما في اتجاه الديموقراطية". وتابع قائلا "انه من الممكن اتاحة الفرصة اذا ما التقت معه المعارضة وتيسر التوصل الي اتفاق حول اسس انتقالية وقد طرحت موسكو ولا تزال تطرح استضافة اللقاء".

واضاف ان موسكو التقت بممثلي المعارضة في موسكو وكذلك بممثلي المعارضة المسلحة الذين يتمركزون في بلد مجاور لكنهم يرفضون قطعيا الدخول في اية مفاوضات.

وأستبعد بريماكوف ان تكون الولايات المتحدة والغرب وراء اشتعال شرارة الربيع العربي. وقال: "اذكر انني كنت لحظة اندلاع شرارة هذه الثورات في واشنطن ورأيت بنفسي ما اعتري المسؤولين هناك من دهشة تجاه ما حدث في تونس ثم في مصر وفي البحرين، حيث قاعدة الاسطول الخامس الامريكي. وكما هو معروف لم يكن هناك شك في عدم وجود اي تعارض بين قيادات هذه البلدان مع توجهاتهم ومصالحهم".

وتابع: " لم يكونوا ضد مبارك حين طالبوه بسرعة الرحيل عن منصبه . بل كانوا يخشون من ان تتحول الحركة المعادية له الي حركة معادية للمصالح الامريكية. وكانوا يخشون ايضا ان ينسحب ذلك على مواقف المؤسسة العسكرية التي كانوا يراهنون عليها".

وأضاف بريماكوف ان هناك ايضا من الاحداث في العالم العربي "مايفرض نفسه على الساحة وهو مايؤجل فرصة التوصل الي اتفاق سلام عادل بين اسرائيل والبلدان العربية، وذلك امر ينبغي ايضا اخذه في الحسبان فاذا لم يجر التوصل الي مثل هذا الاتفاق القائم على التنازلات المتبادلة فان يكون هناك استقرار في العالم العربي، وسوف تتواصل التهديدات من جانب اسرائيل".

  • فريق ماسة
  • 2012-02-11
  • 10996
  • من الأرشيف

يفغيني بريماكوف : " رحيل " الاسد لن يساهم في تأمين الاستقرار بسورية

شكك يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء الروسي الأسبق والسياسي الروسي المخضرم في مقابلة أدلى بها لصحيفة "الأهرام" المصرية في ان يوفر " تنحي " الرئيس السوري بشار الأسد الاستقرار وفرصة التطور الطبيعي لبلاده. وقال بريماكوف في المقابلة التي نشرت اليوم السبت : " هل هناك في الغرب أحد من الخبراء يدرك ماهية القوى المعادية للنظام؟.. وماهي مصلحة الدول المجاورة في ذلك . كما انهم مطالبون ايضا بتفسير الدور الذي تلعبه القاعدة في هذه المسألة؟ وماهية الدور الذي يلعبه الاسلاميون في هذه الحركة؟ ". وتابع السياسي الروسي قائلا انه لا يتفق مع من يقول ان مواقف الدول الغربية من الأزمة تساهم في تأمين الاستقرار والتطور الطبيعي لسورية، علاوة على ان "الاحداث لم تنته بعد في البلدان الاخرى واذا ماحدثت احتكاكات جدية على ارضية السنة والشيعة فان العالم العربي سوف يخسر كثيرا". وأوضح بريماكوف ان روسيا رفضت تأييد مشروع القرار الغربي العربي بشأن سورية في مجلس الأمن لاسباب متعددة "وواحد منها يتعلق بتحميل مشروع القرار المسؤولية لاحد طرفي الازمة. اننا نجد فيه توجيه كل الاتهامات الى القوات الحكومية وضد الاسد شخصيا مع طرح مسألة حتمية رحيله فذلك تدخل عملي في الشؤون الداخلية على غير اساس .هذا سبب واحد". أما السبب الثاني، فأوضح بريماكوف انه يكمن في ان روسيا "خدعت في ليبيا" حيث كان من المطلوب سرعة اتخاذ القرار لان قوات القذافي كانت على وشك الاستيلاء على بنغازي وكان على روسيا وتفاديا لوقوع المزيد من الضحايا البشرية وخاصة خلال معارك الشوارع في بنغازي ان تنطلق من موقف موحد من الصين وتمتنع عن استخدام حق الفيتو. وتابع بريماكوف قائلا: "كانوا قد اكدوا لنا ان القرار لا يستهدف سوى فرض المظلة الجوية من اجل الحيلولة دون استخدام القذافي لقواته الجوية ضد المدنيين. لقد خدعونا وكان القرار يستهدف بالدرجة الاولى الاطاحة بالقذافي، ولذا فنحن الان نلتزم بالحذر الشديد في سورية". واعتبر السياسي الروسي ان الأحداث في ليبيا وسورية تختلف جذريا عمما جرى في تونس ومصر. وأوضح ان "المظاهرات في تونس ومصر والبلدان الاخرى اتسمت في بداياتها بطابع سلمي. لكن بالنسبة لليبيا وسورية فمنذ البداية كانت المقاومة المسلحة هي التي حددت ملامح المظاهرات والحركات المعادية للنظام هناك فضلا عن تدخل قوي خارجية الى جانب تسليح المعارضة". وأشار بريماكوف الى ضرورة اعطاء بشار الاسد فرصة بعد ان اعلن كثيرا عن التزامه بالكثير من الاصلاحات "التي وفي حال تحقيقها سوف تكون منعطفا حاسما في اتجاه الديموقراطية". وتابع قائلا "انه من الممكن اتاحة الفرصة اذا ما التقت معه المعارضة وتيسر التوصل الي اتفاق حول اسس انتقالية وقد طرحت موسكو ولا تزال تطرح استضافة اللقاء". واضاف ان موسكو التقت بممثلي المعارضة في موسكو وكذلك بممثلي المعارضة المسلحة الذين يتمركزون في بلد مجاور لكنهم يرفضون قطعيا الدخول في اية مفاوضات. وأستبعد بريماكوف ان تكون الولايات المتحدة والغرب وراء اشتعال شرارة الربيع العربي. وقال: "اذكر انني كنت لحظة اندلاع شرارة هذه الثورات في واشنطن ورأيت بنفسي ما اعتري المسؤولين هناك من دهشة تجاه ما حدث في تونس ثم في مصر وفي البحرين، حيث قاعدة الاسطول الخامس الامريكي. وكما هو معروف لم يكن هناك شك في عدم وجود اي تعارض بين قيادات هذه البلدان مع توجهاتهم ومصالحهم". وتابع: " لم يكونوا ضد مبارك حين طالبوه بسرعة الرحيل عن منصبه . بل كانوا يخشون من ان تتحول الحركة المعادية له الي حركة معادية للمصالح الامريكية. وكانوا يخشون ايضا ان ينسحب ذلك على مواقف المؤسسة العسكرية التي كانوا يراهنون عليها". وأضاف بريماكوف ان هناك ايضا من الاحداث في العالم العربي "مايفرض نفسه على الساحة وهو مايؤجل فرصة التوصل الي اتفاق سلام عادل بين اسرائيل والبلدان العربية، وذلك امر ينبغي ايضا اخذه في الحسبان فاذا لم يجر التوصل الي مثل هذا الاتفاق القائم على التنازلات المتبادلة فان يكون هناك استقرار في العالم العربي، وسوف تتواصل التهديدات من جانب اسرائيل".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة