لم يكن الخبر الذي بثته قناة «الجديد» اللبنانية مؤخراً عن معاينة منطقة الحدود مع سورية من قبل «مجموعات من جنسيات أميركية وإسرائيلية مزوّدة بوسائلِ اتصال متطوّرة، خبراً عادياً، ولم يكن خبر تعطيل تحركات هذه المجموعات من قبل الجيش اللبناني خبراً عادياً أيضاً، لأن المعلومات التي وردت في الخبر، ليست مستقلة في حد ذاتها، بل ترتبط بمجموعة متكاملة من وسائل الاتصالات التي تضم أقماراً صناعية ومحطات إرسال وتجهيزات تبلغ من التقنية المستوى الذي يمنع تصديرها من بلد المنشأ إلا في حدود معينة.

 

أمريكا و«إسرائيل» شمال لبنان ‏

 

المعلومات المنشورة تقول إن «مجموعات من جنسيات أميركية وإسرائيلية مزودة بوسائل اتصال متطورة قامت من شمال لبنان بمعاينة منطقة الحدود مع سورية وإن هذه المجموعات عانت مشكلات فنية في الاتصال كون غرفة عملياتهم المركزية هي في تل أبيب، ولدى الإخفاق في التواصل عالجوا هذه المشكلة بإقامة محطة اتصال في قبرص ومنها يتم الإرسال إلى تل أبيب، وإن الجيش اللبناني نجح في تعطيل تحركات هذه المجموعات وعزْل بعضها ما استدعى تغييراً إسرائيلياً في قواعد الاشتباك وصرف الأنظار عبر خلق توتير أمني في قلب المناطق اللبنانية، ولا يستبعد أن تتحول إلى اغتيالات». ‏

 

قمر مراقبة إيراني ‏

 

في هذه الفترة تعلن إيران عن نجاحها في إطلاق قمر صناعي للمراقبة وهو ماتواجهه فرنسا بالغضب وتعرب عبر تصريح رسمي أن إعلان إيران إطلاق قمر صناعي اختباري للمراقبة إلى الفضاء يثير«القلق». وقال برنار فاليرو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية في بيان صحفي إنه «إذا كانت هذه المعلومة صحيحة فإن التجربة تعدّ انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي». ‏

 

 

خبراء فرنسيون وأمريكيون ‏

 

وفي هذه الأثناء تظهر فضيحة كبرى تم كشفها ونشرتها بعض وسائط الإعلام وتتضمن إلقاء القبض على مجموعة من الخبراء الفرنسيين والأمريكيين واللبنانيين يعملون في مجال الاتصالات وقد تواطؤوا مع شركة الأقمار الصناعية الفرنسية التي تعمل في سورية ولبنان ومع شركات اتصالات خاصة وقدموا كل التسهيلات لعمليات التفجير للوقود والمنشآت إضافة الى الاغتيالات، حيث أشيع عن ارتباط مباشر بين السفارتين الأمريكيتين في سورية ولبنان وهذه المجموعة وان كل الأوامر كانت تصدر من السفارتين بالتنسيق مع الخارجية الأمريكية. ‏

 

بث فضائي لعملية افتراضية ‏

 

وثمة رواية تقول: إن طائرتين أميركيتين هبطتا قبل ذلك في لبنان وإنهما تحملان على متنهما معدات الكترونية وأجهزة بث وأجهزة تشويش متطورة جدا، وتوافق ذلك مع دخول 6 سيارات تحمل طواقم صحفيين سوريين وعرباً وأجانب في إطار عملية واسعة تهدف إلى التشويش على بث القنوات الفضائية السورية كاملة ثم قطع اتصالها بالأقمار الصناعية واستخدام الترددات ذاتها في بث بيانات باسم المعارضة، بحيث يتم استخدام الصحفيين المتعاملين معها والذين تم استقدامهم لهذا الهدف للقيام بعملية التغطية لانتصار افتراضي وهمي، بما يثير البلبلة، ويخلق حالة الفوضى. ‏

 

 

بارجة ألمانية ‏

 

نشير هنا إلى معلومات نشرت في بداية الأحداث عن أن البارجة التابعة للبحرية الألمانية التي تدعي بأنها تجوب الشواطئ اللبنانية والسورية لمنع تهريب الأسلحة وفقا لقرار مجلس الأمن1701 كانت في حقيقة عملها تؤمن الإشراف المباشر على المسلحين في بانياس وإعطاء أوامر التحركات، إضافة إلى أعمال التشويش على الاتصالات التي تستخدمها القوى الأمنية السورية في المنطقة الساحلية وتأمين الاتصالات بين أفراد المجموعات المسلحة. ‏

 

أقمار صناعية ‏

 

مما تقدم يتضح أن حرب الاتصالات كانت حاضرة في الحدث السوري، وأن هذه الحرب كانت عالمية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، حتى إن البعض تحدث عن أن فرنسا وضعت تحت تصرف بعض المجموعات الإرهابية في حمص قمرا صناعياً يتيح لها الحصول على معلومات تجسسية عن تحركات القوى الأمنية السورية، ويوفر لها عمليات الاتصال الفضائي لبث الأفلام والصور إلى القنوات الفضائية المشاركة في عملية التضليل الإعلامي، وثمة حديث عن ربط بين هذا القمر الصناعي وقمر صناعي أمريكي مرتبط بوزارة الدفاع الأمريكية، للقيام بمهام مشتركة لدعم العناصر الإرهابية. ‏

 

قرصنة منظمة ‏

 

يحدث هذا في وقت أصبحت فيه عمليات القرصنة تتجاوز مستوى (تهكير) موقع إلكتروني أو السيطرة عليه ونشر معلومات تتناقض مع توجهاته، إلى مستوى السيطرة على المخدمات التي تقدم بعض الخدمات التلفزيونية، كما حدث في موضوع خدمات الرسائل القصيرة للخلوي في تلفزيون الدنيا، ويصل ذلك إلى السيطرة على ترددات البث الفضائي. ‏

 

ويحدث هذا في وقت وصلت فيه التقانات الاتصالية الحديثة إلى مستوى صناعة جهاز اتصالات وتجسس يشبه مكونات البيئة المحلية، مثل صخرة أو حتى حجر الرصيف. ‏

 

منظومة أقمار التجسس «الإسرائيلية» ‏

 

في الوقت الذي يبتعد فيه العرب حتى عن مجرد التفكير على نحو استراتيجي في استثمارات أمنية للأقمار الصناعية، تمتلك «إسرائيل» منظومة من أقمار التجسس الصناعية، تشتمل الآن على خمسة أقمار تجسس تختلف أعمارها في الفضاء وهي: «إيروس- أ1 EROS-A1»، و«إيروس – ب EROS-B» وقد أطلقا في الفضاء في كانون الأول 2000 ونيسان 2006 على التوالي؛ و«أفق 5» و«أفق 7» اللذان أطلقا في أيار 2002 حزيران 2007 على التوالي, وأخيرا «تك سار TecSAR» الذي أطلق في كانون الثاني 2008 من الهند. وإضافة إلى ذلك هناك محطات القيادة والسيطرة على الأقمار الصناعية، وهي منشآت تحت الأرض، ثم هناك «مركز فك الشفرة الاستخباراتي الموحد». ‏

 

وقد بنيت هذه الأقمار كلها بوساطة شركة الصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية. ‏

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-07
  • 4365
  • من الأرشيف

أقمار صناعية وبوارج ومحطات تشويش وترددات في خدمة الإرهاب.. حرب اتصالات عالمية للسيطرة على إرادة الشعب السوري

لم يكن الخبر الذي بثته قناة «الجديد» اللبنانية مؤخراً عن معاينة منطقة الحدود مع سورية من قبل «مجموعات من جنسيات أميركية وإسرائيلية مزوّدة بوسائلِ اتصال متطوّرة، خبراً عادياً، ولم يكن خبر تعطيل تحركات هذه المجموعات من قبل الجيش اللبناني خبراً عادياً أيضاً، لأن المعلومات التي وردت في الخبر، ليست مستقلة في حد ذاتها، بل ترتبط بمجموعة متكاملة من وسائل الاتصالات التي تضم أقماراً صناعية ومحطات إرسال وتجهيزات تبلغ من التقنية المستوى الذي يمنع تصديرها من بلد المنشأ إلا في حدود معينة.   أمريكا و«إسرائيل» شمال لبنان ‏   المعلومات المنشورة تقول إن «مجموعات من جنسيات أميركية وإسرائيلية مزودة بوسائل اتصال متطورة قامت من شمال لبنان بمعاينة منطقة الحدود مع سورية وإن هذه المجموعات عانت مشكلات فنية في الاتصال كون غرفة عملياتهم المركزية هي في تل أبيب، ولدى الإخفاق في التواصل عالجوا هذه المشكلة بإقامة محطة اتصال في قبرص ومنها يتم الإرسال إلى تل أبيب، وإن الجيش اللبناني نجح في تعطيل تحركات هذه المجموعات وعزْل بعضها ما استدعى تغييراً إسرائيلياً في قواعد الاشتباك وصرف الأنظار عبر خلق توتير أمني في قلب المناطق اللبنانية، ولا يستبعد أن تتحول إلى اغتيالات». ‏   قمر مراقبة إيراني ‏   في هذه الفترة تعلن إيران عن نجاحها في إطلاق قمر صناعي للمراقبة وهو ماتواجهه فرنسا بالغضب وتعرب عبر تصريح رسمي أن إعلان إيران إطلاق قمر صناعي اختباري للمراقبة إلى الفضاء يثير«القلق». وقال برنار فاليرو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية في بيان صحفي إنه «إذا كانت هذه المعلومة صحيحة فإن التجربة تعدّ انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي». ‏   ‏   خبراء فرنسيون وأمريكيون ‏   وفي هذه الأثناء تظهر فضيحة كبرى تم كشفها ونشرتها بعض وسائط الإعلام وتتضمن إلقاء القبض على مجموعة من الخبراء الفرنسيين والأمريكيين واللبنانيين يعملون في مجال الاتصالات وقد تواطؤوا مع شركة الأقمار الصناعية الفرنسية التي تعمل في سورية ولبنان ومع شركات اتصالات خاصة وقدموا كل التسهيلات لعمليات التفجير للوقود والمنشآت إضافة الى الاغتيالات، حيث أشيع عن ارتباط مباشر بين السفارتين الأمريكيتين في سورية ولبنان وهذه المجموعة وان كل الأوامر كانت تصدر من السفارتين بالتنسيق مع الخارجية الأمريكية. ‏   بث فضائي لعملية افتراضية ‏   وثمة رواية تقول: إن طائرتين أميركيتين هبطتا قبل ذلك في لبنان وإنهما تحملان على متنهما معدات الكترونية وأجهزة بث وأجهزة تشويش متطورة جدا، وتوافق ذلك مع دخول 6 سيارات تحمل طواقم صحفيين سوريين وعرباً وأجانب في إطار عملية واسعة تهدف إلى التشويش على بث القنوات الفضائية السورية كاملة ثم قطع اتصالها بالأقمار الصناعية واستخدام الترددات ذاتها في بث بيانات باسم المعارضة، بحيث يتم استخدام الصحفيين المتعاملين معها والذين تم استقدامهم لهذا الهدف للقيام بعملية التغطية لانتصار افتراضي وهمي، بما يثير البلبلة، ويخلق حالة الفوضى. ‏   ‏   بارجة ألمانية ‏   نشير هنا إلى معلومات نشرت في بداية الأحداث عن أن البارجة التابعة للبحرية الألمانية التي تدعي بأنها تجوب الشواطئ اللبنانية والسورية لمنع تهريب الأسلحة وفقا لقرار مجلس الأمن1701 كانت في حقيقة عملها تؤمن الإشراف المباشر على المسلحين في بانياس وإعطاء أوامر التحركات، إضافة إلى أعمال التشويش على الاتصالات التي تستخدمها القوى الأمنية السورية في المنطقة الساحلية وتأمين الاتصالات بين أفراد المجموعات المسلحة. ‏   أقمار صناعية ‏   مما تقدم يتضح أن حرب الاتصالات كانت حاضرة في الحدث السوري، وأن هذه الحرب كانت عالمية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، حتى إن البعض تحدث عن أن فرنسا وضعت تحت تصرف بعض المجموعات الإرهابية في حمص قمرا صناعياً يتيح لها الحصول على معلومات تجسسية عن تحركات القوى الأمنية السورية، ويوفر لها عمليات الاتصال الفضائي لبث الأفلام والصور إلى القنوات الفضائية المشاركة في عملية التضليل الإعلامي، وثمة حديث عن ربط بين هذا القمر الصناعي وقمر صناعي أمريكي مرتبط بوزارة الدفاع الأمريكية، للقيام بمهام مشتركة لدعم العناصر الإرهابية. ‏   قرصنة منظمة ‏   يحدث هذا في وقت أصبحت فيه عمليات القرصنة تتجاوز مستوى (تهكير) موقع إلكتروني أو السيطرة عليه ونشر معلومات تتناقض مع توجهاته، إلى مستوى السيطرة على المخدمات التي تقدم بعض الخدمات التلفزيونية، كما حدث في موضوع خدمات الرسائل القصيرة للخلوي في تلفزيون الدنيا، ويصل ذلك إلى السيطرة على ترددات البث الفضائي. ‏   ويحدث هذا في وقت وصلت فيه التقانات الاتصالية الحديثة إلى مستوى صناعة جهاز اتصالات وتجسس يشبه مكونات البيئة المحلية، مثل صخرة أو حتى حجر الرصيف. ‏   منظومة أقمار التجسس «الإسرائيلية» ‏   في الوقت الذي يبتعد فيه العرب حتى عن مجرد التفكير على نحو استراتيجي في استثمارات أمنية للأقمار الصناعية، تمتلك «إسرائيل» منظومة من أقمار التجسس الصناعية، تشتمل الآن على خمسة أقمار تجسس تختلف أعمارها في الفضاء وهي: «إيروس- أ1 EROS-A1»، و«إيروس – ب EROS-B» وقد أطلقا في الفضاء في كانون الأول 2000 ونيسان 2006 على التوالي؛ و«أفق 5» و«أفق 7» اللذان أطلقا في أيار 2002 حزيران 2007 على التوالي, وأخيرا «تك سار TecSAR» الذي أطلق في كانون الثاني 2008 من الهند. وإضافة إلى ذلك هناك محطات القيادة والسيطرة على الأقمار الصناعية، وهي منشآت تحت الأرض، ثم هناك «مركز فك الشفرة الاستخباراتي الموحد». ‏   وقد بنيت هذه الأقمار كلها بوساطة شركة الصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية. ‏  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة