دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تعرضت شبكة الانترنت الإسرائيلية يوم أمس لواحدة من أشرس الهجمات الإلكترونية في الحرب الدائرة منذ أسابيع مع مجموعات من قراصنة الانترنت العرب والأجانب المتضامنين مع القضية الفلسطينية. وتتسم هذه الهجمة بأهمية خاصة كونها جاءت في الوقت نفسه الذي بدأت فيه هيئة مكافحة الحرب السيبرنتيكية في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية بأكبر مناورة لمواجهة هجمات انترنت معادية. وكان بين ما أفلحت مجموعات الـ«هاكرز» بإسقاطه مواقع الانترنت التابعة لاثنين من أكبر المستشفيات وكذلك موقع ثاني أكبر شركات المواصلات ومواقع مهرجانات «إي إسرائيل» و«سينماتيك» وصحيفة «هآرتس».
ومن المعروف أن إسرائيل تعرضت الأسبوع الماضي لهجمة الكترونية كان هدفها مواقع بعض البنوك الهامة والعديد من شركات المواصلات وبينها شركة إلعال للطيران. ويبدو أن المستهدف هذه المرة استكمال للدائرة باقتحام مواقع بنى تحتية مركزية كالمستشفيات والمواصلات العامة كشركة «دان» للنقل الداخلي ووسائل الإعلام كمجموعة «هآرتس». وكتب مقتحمو هذه المواقع في بعضها شعارات ضد إسرائيل مثل «الموت لإسرائيل، الحرية لفلسطين»، وفي البعض الآخر تحذيرات «نقتحم هذا الموقع الآن ولكن الكابوس سيصل إليكم قريبا. وسوف نخطف أربعة مثل جلعاد شاليت». وسمّى بعضهم نفسه «شبكة أبناء غضب فلسطين».
وبدأت الهجمة فجر أمس باقتحام موقع مركز شيبا الطبي في تل هشومير وبعد ذلك موقع مركز أسوتا الطبي. وأعلن مستشفى أسوتا أن الهجوم بدأ في الساعة الثانية فجراً وأنه استهدف موقع المستشفى كغيره من مواقع إسرائيل المستهدفة. وأعلن المستشفى أن «منظومات الحماية تعاملت في البدء مع المحاولات لكن ملايين الطلبات التي تلقيناها بشكل متزامن سببت منع الدخول أو القدرة على الإبحار في هذه المواقع. وفي الساعات الأخيرة صرنا نعمل على تشخيص مصادر الطلبات من أجل منعها وسد الطريق على الأعمال المعادية». وبرغم ذلك اضطر المستشفى لاحقا للإعلان عن أن موقعه توقف نهائيا عن العمل إلى حين انتهاء الهجمة.
والواقع أن هذه حال كل المواقع المذكورة التي تعرضت للهجوم حيث انهارت جميعها ولم تعد
للعمل يوم أمس وبين هذه المواقع وفي مقدمتها موقع صحيفة «هآرتس» باللغة العبرية حيث لم يعد بالإمكان الدخول إليه من خارج إسرائيل. واضطرت صحيفة «هآرتس» مساء أمس للإعلان عبر صفحتها على «فيسبوك» أن «موقعنا انهار على أيدي قراصنة انترنت. نعدكم بالعودة سريعا. في هذه الأثناء تضامنوا معنا بعمل لايك». وقد تأثرت مواقع الانترنت الأخرى المرتبطة بـ«هآرتس» بهذه الهجمة ولكن بشكل أقل وبين من تأثر كان موقع صحيفة TheMarker الاقتصادية الذي كان يظهر وينقطع. كما أن موقع «هآرتس» باللغة الإنكليزية كان يظهر ويختفي وحمل تقريرا بعنوان «هاكر مؤيدون لفلسطين يقفون خلف الهجوم علينا». ونقلت وسائل إعلامية إسرائيلية عن مراسلين في الصحيفة أن هيئة التحرير فيها لم تعد تمتلك مدخلا إلى شبكة الانترنت وأن صحافييها باتوا مضطرين لنقل المعلومات عبر هواتفهم الخلوية.
وكتب الهاكرز وهم من مجموعة أطلقت على نفسها اسم Eye Hacker على موقع «مهرجانات إسرائيل» أنه إذا تم الإضرار بجسر المغاربة المؤدي للحرم القدسي فإن «إسرائيل ستندم».
وإذا كانت الهجمة قد استهدفت المستشفيات فجرا فإنها ركزت على مجموعة «هآرتس» بعد الظهر وبلغت ذروتها في المساء بتوقف كل مواقع المجموعة عن العمل. وتضم هذه المجموعة مواقع TheMarker و«فأرة المدينة» و TheMarker Cafe وموقعي «هآرتس» باللغتين العبرية والإنكليزية. وكان متعاطف مع القضية الفلسطينية أول من أبلغ العالم بسقوط موقع «هآرتس» عبر شبكة «تويتر».
وبحسب الخبراء فإن السبب الرئيس لسقوط خوادم مجموعة «هآرتس» هو على ما يبدو هجوم DDOS من جانب هاكرز. وهذه الطريقة ترسل للموقع معطيات تثقل عليه وتقود إلى انهياره. ويرى هؤلاء أن هذه أحد تجليات الحرب الدائرة اليوم بين قراصنة انترنت عرب وإسرائيليين كان قد بدأها الهاكر السعودي OxOmar ضمن حملة «الحرية لفلسطين».
ويعتقد الخبراء الإسرائيليون أنه تقف خلف الهجمات جهة منظمة هي الأولى من نوعها لقراصنة انترنت دوليين يسمون أنفسهم Team Poison ومعهم الكثير من قراصنة الانترنت العرب. وتضم هذه المجموعة أكثر من 50 عضوا على مستوى احتراف عال جدا. وحددت هذه الجماعة لنفسها هدفا وهو مهاجمة إسرائيل (سرقة معلومات، قاعدة بيانات، بطاقات ائتمان وضرب منظومات الانترنت) فضلا عن الدعاية ضد إسرائيل.
وقد أنشئت مجموعة Team Poison في العام 2009 للعمل ضد أميركا وإسرائيل ومنذ ذلك الحين نفذت اقتحامات لمواقع الأمم المتحدة وشركات تكنولوجية ومنظومات في دول تتعاون مع إسرائيل. وتشكل هذه المجموعة رأس حربة تقنية لمجموعة freepalestine .
ومن الجائز أن هجمة السايبر الجديدة هذه تتسم بأهمية خاصة لأنه تم الإعلان عن أن «طاقم السايبر» في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية ومجلس الأمن القومي والوزارات المختلفة بدأوا أمس مناورة واسعة ستستمر أياما لمواجهة حرب سيبرنتيكية. وأطلقت، كما هي الحال على العمليات الأمنية، على هذه العملية اسم الشيفرة «إطفاء الأنوار»، وهي تتمثل هجمة إرهابية ســــيرنتيكية علـــى المنظومات الحيوية في إســـرائيل.
وتشارك في المناورة منظومات تشغل الأجهزة الحيوية مثل شركة الكهرباء، سلطة المياه والبنوك وجميعها تخضع لحماية إلكترونية من جانب جهاز الشاباك. وترمي مناورة «إطفاء الأنوار» للتدرب على وضع يقع فيه هجوم يؤدي إلى انهيار وتشويش منظومة الحياة العادية للسكان. وأوضح متحدثون بلسان مجلس الأمن القومي أنه تم الإعداد للمناورة طوال أشهر.
المصدر :
السفير /حلمي موسى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة