تجارب العرب مع المراقبين في العراق ومايحدث مع المراقبين في ايران أثبتت أنها لتحديد الأهداف المدنية والعسكرية.

 

عندما أوكل الأمر«لديك الخليج» المتأمرك أن يتدبر العدوان على سورية نسي أن عدوان إسرائيل بقضها وقضيضتها لم ينجح في كسر إدارة الصمود والمقاومة.‏

 

إسرائيل تعترض حتى على الصفقة الملياردية الأميركية للسعودية حتى لو بقي السلاح دون استعمال وللاستعراض والزينة.‏

 

«مسح» سورية من جانب المراقبين بشراً وحجراً ومؤسسات لاعلاقة له بالتأكيد من وجود قتلى وسفاحين يقتلون المدنيين والعسكريين.‏

 

كان يمكن الرجوع إلى الأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سورية ولكن«العقدة »الروسية الصينية ، وقفت سداً محكماً في وجه «تشريع العدوان على سورية عبر تصويت في مجلس الأمن يضمن عدم وقوف موسكو وبكين موقف الرافض فيتياوياً ( من فيتو حق النقض) لإدانة سورية..‏

 

من هنا كانت الضرورات الصهيو- أميركية المتحكمة بقرارات مجلس الأمن في الحالات التي لاتكون فيها مواقف الدولتين اللتين تضمان أكثر من نصف عديد سكان العالم، معارضة لمشروع الإدانة: وقد وجد«أصحاب السوابق» الدولية، في الدوس على قوانين ومبادىء الأمم المتحدة، اللجوء إلى إدانة مسبقة لسورية في مجلس الأمن تمهيداً لتنفيذ المشروع الصهيو- أميركي ولو على حساب« خراب العالم» ورهن البشرية ومصيرها كله، من أجل ضمان تبديد هواجس وقلق الكيان العنصري الصهيوني على أمنه وسلامته وهذه الإدانة المسبقة والمتعسفة والفاجرة ، كانت قد صدرت من أميركا بصورة علنية وشبه يومية، ولكنها حسبت حساب الطعن«بشرعية» هذا الموقف« الإداني»، الذي لايمت إلى الشرعية بصلة، فقد تم إصدار الأمر للأمين العام للأمم المتحدة أن يتحول إلى شاهد زور عالمي وضع قلبه ووجدانه البشريين في ثلاجة أميركية من طراز«ويستنغ هاوس» وجاء يطبق نظرية وصفها وصور مثلها أدق وأبلغ تصوير «شاعر العرب الأكبر» بعد أمير الشعراء أحمد شوقي في العصر الحديث محمد مهدي الجواهري عندما قال من لبنان بالذات في أربعين والد رئيسي الحكومة الشقيقين رشيد وعمر كرامي:‏

 

ورأيت كيف المستظل بغيره‏

 

يوحي ويوهم أنه جبار‏

 

ورأيت كيف يشدّ من متغطرس‏

 

واهي الضمير ضميره المنهار!‏

 

والآن لابد من عودة إلى أصل مجيء المراقبين إلى سورية لكي يدققوا في حقيقة الأوضاع في داخلها تذرعاً باقتراح كان قد قدمه الرئيس بشار الأسد بالذات أمام أشرس حملة تزوير إعلامي في التاريخ كله، أن ارسال مراقبين يفترض أن يكونوا عرباً لابقاء موضوع مجيئهم ضمن الحلول العربية التي تتم برغبة وموافقة بل بطلب من الدولة التي سيأتون إليها، لكي يكون أصل مجيئها إلى سورية غير متعارض مع أبسط قواعد السيادة المكفولة دولياً كحق مكتسب لكل بلد و وطن . وكان موقف « أصحاب لعبة الأمم » الموكول إليه دور حمل رايتها والتكلم باسمها دون مبرر ،إلى حمد بن جاسم الذي ينتمي إلى واحدة من أصغر الدول العربية وهو وزير للخارجية ورئيس للوزراء والذي يبدو أنه مفوض من رئيس دولته «الشيخ حمد الآخر» وقد فطن الموكل إليه وإلى مساعديه المختارين من جانب أصحاب مشروع إسقاط سورية ولو بتدميرها! إلا أن «فكرة» الاستفادة أو النفاذ عبر الاقتراح النبيل الذي كان قد ألمح إليه رئيس الجمهورية العربية السورية بإرسال موفدين أو مراقبين عرب للوقوف على الحقائق داخل سورية سوف يستخدم ليس كمخلب قط واحد بل كمخالب قطعان دولية من القطط تسير وراء من يقودها لإنشاب مخالبها في جسد الشرعية الدولية بل في جسد الأمم المتحدة نفسها وكان أمام هذا التزوير لأهداف ارسال مراقبين تجربتان لمن يتذكر من العرب الذين قيل على سبيل الطرافة المضحكة المبكية - أنه عندما تم اختراع أول كمبيوتر يجيب على أسئلة « المستعلمين» عن أمور يجهلونها بحيث يجيب عليهم الكمبيوتر بما توفر في «عقله الالكتروني» من معلومات وكان بين المستعلمين أنماط من سكان كوكب الأرض وكانوا‏

 

قد سمعوا بأن من يريد أن يقدر ثمن دماغه إذا عرض للبيع فأعطيت أرقام مختلفة لعدد من السائلين وعندما وصل الأمر إلى العربي الذي أراد أن «يسوم» دماغه فقد فوجئ بأنه أعطي أعلى رقم من كل أرقام أدمغة السائلين فاستفسر وهو مسرور ومتعجب في الوقت ذاته أن أدمغتهم قد استعملت وذاكرتهم قد استهلك منها بعض القدرة على التذّكر أما دماغه هو فلا زال جديداً دون أن يستعمل!‏

 

ولن نعود لشهادات احباطية ضدنا كعرب من جانب العدو، فقد ثبت أن الإسرائيليين يمكن أن يكونوا أكثر غفلة منا وقد ظهر أننا عندما بدأنا نستعمل أدمغتنا كما حصل في حرب اكتوبر النظامية وفي حرب المقاومة في تموز-آب عام 2006 بدا أن العدو نفسه بغروره وادعائه ، كان أكثر غفلة وغباء رغم ادعائه التفوق، وتبين أنه يمكن قهره، وأن أسطورة شعب الله المختار تحولت إلى فضيحة لنظرية التفوق العنصري الإسرائيلي!‏

 

أما التجربتان اللتان سبق أن جربتهما لعبة الأمم المسكونة صهيو- أميركياً، لاكتشاف أدق أسرار البلد المهدد بالعدوان فهما: تجربة إرسال مراقبين إلى العراق بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل، وأراد العراق إظهار حسن نية بالسماح لهم بالتواجد فكانت النتيجة استباحة كل الأماكن حتى الرسمية والمحظور دخولها على معظم المواطنين لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وكان دخول هؤلاء المراقبين إلى العراق ضمن صفقة تعهد فيها الوسطاء الذين استخدموا لإقناع السلطات العراقية بأن السماح للمراقبين بالكشف عن كل مايريدون كشفه، وكذلك عندما نجح الوسطاء قبلها في جولة أخرى تستهدف ضرب العراق في عهد كلينتون، وكانت «المساومة» تقضي بأن يطلق العراق سراح أميركيين خبراء يعدون بالألوف مع عائلاتهم، مقابل أن تغير واشنطن موقفها العدواني، ليس ضد النظام فقط بقدر ماهو استهداف لأي بنى تحتية وعسكرية التي ليست ملكاً لأي نظام بل هي ملك للعراق كوطن ودولة، ولشعب العراق المتضرر الأكبر كمجتمع مدني وأهلي وعلى نحو يفوق أي ضرر يمكن إلحاقه بالبنى العسكرية والقدرات الأمنية، وإن كان الأمران كلاهما مستهدف لتدمير العراق كعراق بغض النظر عمن يحكمه، علماً أن المنشآت النووية في « مفاعل تموز» النووي العراقي الذي كان قد تم تدميره من جانب إسرائيل دون استنكار أميركي، في وقت كان رامسفيلد يقوم بزيارات مكوكية لدعم النظام ويتعاون مع العراق بعمليات عسكرية مشتركة ضد إيران بما فيها قصف جزيرة خرج وإسقاط طائرة جامبو التي كانت تحمل مئات المدنيين الأبرياء. وهذا يعني إن الهدف الإسرائيلي- الأميركي هو تدمير أي بلد عربي بحد ذاته بغض النظر عن النظام الذي يحكمه فهي تتعاون مع نظام يحارب معها ضد« إيران الثورة» وليس لأنه نظام فردي أو ديكتاتوري أو يسمح لإسرائيل بضرب البنى التحتية المدنية والعسكرية بل يساعدها في ضربها إذا لزم الأمر لأن كل ما هو عربي مستباح إسرائيلياً ومصادق عليه أميركيا ، حتى ولو كان يؤدي خدمات لإسرائيل وليس لأميركا، إذا وجدت إن إزالة هذا الهدف يمهد لما هو أسوأ لهذا البلد أكثز مما كان عليه النظام الذي كان يضرب به المثل بالاستعداد لأن يكون« شرطي الخليج» غير المتصادم مع أميركا بل المتعاون معه.‏

 

وعلى ذكر تجربتي المراقبين الدوليين في العراق الذين قدموا قبل الغزو إلى العراق لمعرفة أدق التفاصيل العسكرية والأمنية والمدنية وحتى الطبيعة الديموغرافية قبل وبعد الجولة الأولى من ضرب العراق في شهر رمضان في عهد كلينتون ثم عشية جولات المراقبين من جانب الأمم المتحدة في الأشهر التي سبقت غزو العراق بدعوى البحث عن أسلحة الدمار مرة، وعن السعي لإنهاء فترة «النفط مقابل الغذاء» والذي أسفر عن وفيات من العراقيين وخاصة الأطفال قدرتهم لجان حقوق الإنسان بمليون ونصف مليون ضحية لا ذنب لهم إلا أنهم عراقيون ولعل أقل الذين تضرروا في عمليات القصف السابقة واللاحقة أثناء الغزو من المدنيين هم الذين استطاعوا أن يتحصنوا ضد عمليات القصف على نحو يمكن القول فيه بأن المشروع الصهيو- أميركي الذي لايزال يعرض مصير العالم للخطر بشكل مكرر وهدفه الأساس تحقيق أماني قوى الضغط الصهيونية في قلب أميركا وفوق الإرادة الأميركية وفي أوروبا وحتى محاولة اختراق الإدارتين الصهيو -أميركية مقابل تسهيلات وقروض ومزايا وتبادل تجاري بالمليارات بين موسكو وبكين من جهة وأميركا وأوروبا من جهة أخرى ولكن شاءت إرادة الله والقدر أن تقف هاتان الدولتان موقفاً ثابتاً قدرته لهما جماهير سورية والبلاد العربية حتى في المظاهرات الوطنية.‏

  • فريق ماسة
  • 2012-01-24
  • 9543
  • من الأرشيف

التآمر على سورية .. والدور القَطَري

تجارب العرب مع المراقبين في العراق ومايحدث مع المراقبين في ايران أثبتت أنها لتحديد الأهداف المدنية والعسكرية.   عندما أوكل الأمر«لديك الخليج» المتأمرك أن يتدبر العدوان على سورية نسي أن عدوان إسرائيل بقضها وقضيضتها لم ينجح في كسر إدارة الصمود والمقاومة.‏   إسرائيل تعترض حتى على الصفقة الملياردية الأميركية للسعودية حتى لو بقي السلاح دون استعمال وللاستعراض والزينة.‏   «مسح» سورية من جانب المراقبين بشراً وحجراً ومؤسسات لاعلاقة له بالتأكيد من وجود قتلى وسفاحين يقتلون المدنيين والعسكريين.‏   كان يمكن الرجوع إلى الأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سورية ولكن«العقدة »الروسية الصينية ، وقفت سداً محكماً في وجه «تشريع العدوان على سورية عبر تصويت في مجلس الأمن يضمن عدم وقوف موسكو وبكين موقف الرافض فيتياوياً ( من فيتو حق النقض) لإدانة سورية..‏   من هنا كانت الضرورات الصهيو- أميركية المتحكمة بقرارات مجلس الأمن في الحالات التي لاتكون فيها مواقف الدولتين اللتين تضمان أكثر من نصف عديد سكان العالم، معارضة لمشروع الإدانة: وقد وجد«أصحاب السوابق» الدولية، في الدوس على قوانين ومبادىء الأمم المتحدة، اللجوء إلى إدانة مسبقة لسورية في مجلس الأمن تمهيداً لتنفيذ المشروع الصهيو- أميركي ولو على حساب« خراب العالم» ورهن البشرية ومصيرها كله، من أجل ضمان تبديد هواجس وقلق الكيان العنصري الصهيوني على أمنه وسلامته وهذه الإدانة المسبقة والمتعسفة والفاجرة ، كانت قد صدرت من أميركا بصورة علنية وشبه يومية، ولكنها حسبت حساب الطعن«بشرعية» هذا الموقف« الإداني»، الذي لايمت إلى الشرعية بصلة، فقد تم إصدار الأمر للأمين العام للأمم المتحدة أن يتحول إلى شاهد زور عالمي وضع قلبه ووجدانه البشريين في ثلاجة أميركية من طراز«ويستنغ هاوس» وجاء يطبق نظرية وصفها وصور مثلها أدق وأبلغ تصوير «شاعر العرب الأكبر» بعد أمير الشعراء أحمد شوقي في العصر الحديث محمد مهدي الجواهري عندما قال من لبنان بالذات في أربعين والد رئيسي الحكومة الشقيقين رشيد وعمر كرامي:‏   ورأيت كيف المستظل بغيره‏   يوحي ويوهم أنه جبار‏   ورأيت كيف يشدّ من متغطرس‏   واهي الضمير ضميره المنهار!‏   والآن لابد من عودة إلى أصل مجيء المراقبين إلى سورية لكي يدققوا في حقيقة الأوضاع في داخلها تذرعاً باقتراح كان قد قدمه الرئيس بشار الأسد بالذات أمام أشرس حملة تزوير إعلامي في التاريخ كله، أن ارسال مراقبين يفترض أن يكونوا عرباً لابقاء موضوع مجيئهم ضمن الحلول العربية التي تتم برغبة وموافقة بل بطلب من الدولة التي سيأتون إليها، لكي يكون أصل مجيئها إلى سورية غير متعارض مع أبسط قواعد السيادة المكفولة دولياً كحق مكتسب لكل بلد و وطن . وكان موقف « أصحاب لعبة الأمم » الموكول إليه دور حمل رايتها والتكلم باسمها دون مبرر ،إلى حمد بن جاسم الذي ينتمي إلى واحدة من أصغر الدول العربية وهو وزير للخارجية ورئيس للوزراء والذي يبدو أنه مفوض من رئيس دولته «الشيخ حمد الآخر» وقد فطن الموكل إليه وإلى مساعديه المختارين من جانب أصحاب مشروع إسقاط سورية ولو بتدميرها! إلا أن «فكرة» الاستفادة أو النفاذ عبر الاقتراح النبيل الذي كان قد ألمح إليه رئيس الجمهورية العربية السورية بإرسال موفدين أو مراقبين عرب للوقوف على الحقائق داخل سورية سوف يستخدم ليس كمخلب قط واحد بل كمخالب قطعان دولية من القطط تسير وراء من يقودها لإنشاب مخالبها في جسد الشرعية الدولية بل في جسد الأمم المتحدة نفسها وكان أمام هذا التزوير لأهداف ارسال مراقبين تجربتان لمن يتذكر من العرب الذين قيل على سبيل الطرافة المضحكة المبكية - أنه عندما تم اختراع أول كمبيوتر يجيب على أسئلة « المستعلمين» عن أمور يجهلونها بحيث يجيب عليهم الكمبيوتر بما توفر في «عقله الالكتروني» من معلومات وكان بين المستعلمين أنماط من سكان كوكب الأرض وكانوا‏   قد سمعوا بأن من يريد أن يقدر ثمن دماغه إذا عرض للبيع فأعطيت أرقام مختلفة لعدد من السائلين وعندما وصل الأمر إلى العربي الذي أراد أن «يسوم» دماغه فقد فوجئ بأنه أعطي أعلى رقم من كل أرقام أدمغة السائلين فاستفسر وهو مسرور ومتعجب في الوقت ذاته أن أدمغتهم قد استعملت وذاكرتهم قد استهلك منها بعض القدرة على التذّكر أما دماغه هو فلا زال جديداً دون أن يستعمل!‏   ولن نعود لشهادات احباطية ضدنا كعرب من جانب العدو، فقد ثبت أن الإسرائيليين يمكن أن يكونوا أكثر غفلة منا وقد ظهر أننا عندما بدأنا نستعمل أدمغتنا كما حصل في حرب اكتوبر النظامية وفي حرب المقاومة في تموز-آب عام 2006 بدا أن العدو نفسه بغروره وادعائه ، كان أكثر غفلة وغباء رغم ادعائه التفوق، وتبين أنه يمكن قهره، وأن أسطورة شعب الله المختار تحولت إلى فضيحة لنظرية التفوق العنصري الإسرائيلي!‏   أما التجربتان اللتان سبق أن جربتهما لعبة الأمم المسكونة صهيو- أميركياً، لاكتشاف أدق أسرار البلد المهدد بالعدوان فهما: تجربة إرسال مراقبين إلى العراق بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل، وأراد العراق إظهار حسن نية بالسماح لهم بالتواجد فكانت النتيجة استباحة كل الأماكن حتى الرسمية والمحظور دخولها على معظم المواطنين لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وكان دخول هؤلاء المراقبين إلى العراق ضمن صفقة تعهد فيها الوسطاء الذين استخدموا لإقناع السلطات العراقية بأن السماح للمراقبين بالكشف عن كل مايريدون كشفه، وكذلك عندما نجح الوسطاء قبلها في جولة أخرى تستهدف ضرب العراق في عهد كلينتون، وكانت «المساومة» تقضي بأن يطلق العراق سراح أميركيين خبراء يعدون بالألوف مع عائلاتهم، مقابل أن تغير واشنطن موقفها العدواني، ليس ضد النظام فقط بقدر ماهو استهداف لأي بنى تحتية وعسكرية التي ليست ملكاً لأي نظام بل هي ملك للعراق كوطن ودولة، ولشعب العراق المتضرر الأكبر كمجتمع مدني وأهلي وعلى نحو يفوق أي ضرر يمكن إلحاقه بالبنى العسكرية والقدرات الأمنية، وإن كان الأمران كلاهما مستهدف لتدمير العراق كعراق بغض النظر عمن يحكمه، علماً أن المنشآت النووية في « مفاعل تموز» النووي العراقي الذي كان قد تم تدميره من جانب إسرائيل دون استنكار أميركي، في وقت كان رامسفيلد يقوم بزيارات مكوكية لدعم النظام ويتعاون مع العراق بعمليات عسكرية مشتركة ضد إيران بما فيها قصف جزيرة خرج وإسقاط طائرة جامبو التي كانت تحمل مئات المدنيين الأبرياء. وهذا يعني إن الهدف الإسرائيلي- الأميركي هو تدمير أي بلد عربي بحد ذاته بغض النظر عن النظام الذي يحكمه فهي تتعاون مع نظام يحارب معها ضد« إيران الثورة» وليس لأنه نظام فردي أو ديكتاتوري أو يسمح لإسرائيل بضرب البنى التحتية المدنية والعسكرية بل يساعدها في ضربها إذا لزم الأمر لأن كل ما هو عربي مستباح إسرائيلياً ومصادق عليه أميركيا ، حتى ولو كان يؤدي خدمات لإسرائيل وليس لأميركا، إذا وجدت إن إزالة هذا الهدف يمهد لما هو أسوأ لهذا البلد أكثز مما كان عليه النظام الذي كان يضرب به المثل بالاستعداد لأن يكون« شرطي الخليج» غير المتصادم مع أميركا بل المتعاون معه.‏   وعلى ذكر تجربتي المراقبين الدوليين في العراق الذين قدموا قبل الغزو إلى العراق لمعرفة أدق التفاصيل العسكرية والأمنية والمدنية وحتى الطبيعة الديموغرافية قبل وبعد الجولة الأولى من ضرب العراق في شهر رمضان في عهد كلينتون ثم عشية جولات المراقبين من جانب الأمم المتحدة في الأشهر التي سبقت غزو العراق بدعوى البحث عن أسلحة الدمار مرة، وعن السعي لإنهاء فترة «النفط مقابل الغذاء» والذي أسفر عن وفيات من العراقيين وخاصة الأطفال قدرتهم لجان حقوق الإنسان بمليون ونصف مليون ضحية لا ذنب لهم إلا أنهم عراقيون ولعل أقل الذين تضرروا في عمليات القصف السابقة واللاحقة أثناء الغزو من المدنيين هم الذين استطاعوا أن يتحصنوا ضد عمليات القصف على نحو يمكن القول فيه بأن المشروع الصهيو- أميركي الذي لايزال يعرض مصير العالم للخطر بشكل مكرر وهدفه الأساس تحقيق أماني قوى الضغط الصهيونية في قلب أميركا وفوق الإرادة الأميركية وفي أوروبا وحتى محاولة اختراق الإدارتين الصهيو -أميركية مقابل تسهيلات وقروض ومزايا وتبادل تجاري بالمليارات بين موسكو وبكين من جهة وأميركا وأوروبا من جهة أخرى ولكن شاءت إرادة الله والقدر أن تقف هاتان الدولتان موقفاً ثابتاً قدرته لهما جماهير سورية والبلاد العربية حتى في المظاهرات الوطنية.‏

المصدر : محمد باقر شري


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة