تشير التطورات الجارية على الأرض السورية إلى أن الدولة الوطنية السورية حققت انتصارا كبيرا على أحد أخطر حلقات الاستهداف التي تحركت من خلال الجامعة العربية ، حيث تمكنت في تعاملها مع مهمة المراقبين العرب من وضعها في النطاق والمناخ اللذين يؤكدان صحة الموقف السوري وسلامة الرواية السورية الرسمية التي ظهرت منذ شهر آذار الماضي عن وجود مخطط خارجي يرعى تشكيل وتجهيز عصابات مسلحة غايتها نشر الإرهاب والفوضى ودفع البلاد إلى حرب أهلية جندت لها إمكانات ضخمة دولية وإقليمية وعربية باتت مكشوفة في تفاصيل حركتها وفي خطوط عملها.

 

أولا: على امتداد الشهر الماضي لتواجد المراقبين مارست السلطات السورية أقصى درجات التعاون وقدمت جميع التسهيلات الممكنة لتحرك بعثة الجامعة في المناطق السورية المختلفة وخصوصا في مسرح الأحداث حيث التقى المراقبون بضحايا الإرهاب والعنف الدموي الذي شنه مسلحو العصابات المنتشرة في بعض أرياف حماه و إدلب وحمص وداخل بعض أحياء مدينة حمص وقد عاين المراقبون وجود تلك العصابات ومظاهر نشاطها وحركتها كما التقوا ببعض زعمائها ومسلحيها في أكثر من مكان زاروه.

أيا كان التقرير الذي ستصدره البعثة فهو سيمثل شهادة للدولة الوطنية السورية بالتعاون وبالمصداقية وهو سيكون إدانة لجميع حكومات الدول الغربية والعربية والإقليمية المتورطة في الحرب على  سورية والتي تتنقل من فشل إلى فشل ولن يستطيع المراقبون أن يتنكروا للوقائع التي عايشوها في إطار مشاهداتهم لنتائج الجرائم التي ترتكبها عصابات مجلس اسطنبول وما يسمى بجيش سورية الحر على مستوى محاولة تقطيع أوصال البلاد وتخريب المرافق العامة والخاصة والأذى الكبير الذي ألحقوه بحياة المواطنين السوريين من خلال جرائم القتل وعمليات الخطف والابتزاز واللصوصية الموصوفة التي أفاد عنها آلاف الضحايا في محاضر المراقبين.

 

ثانيا  يحاول حمد بن جاسم شراء الكثير من الذمم و هو ينفق الموازنة الضخمة التي رصدتها قطر لخدمة المخطط الأميركي الإسرائيلي ضد سورية ، و مهما فعل لن يستطيع استصدار تقرير مزور ينسجم والرواية الكاذبة والمختلقة التي روجتها قناة الجزيرة و أخواتها ، و تبناها أطراف الحلف المعادي لسورية عن كون الأحداث الجارية احتجاجات شعبية تعاملها السلطات بالقمع وبإطلاق الرصاص.

الاحتجاجات تتلاشى على الأرض السورية ، وقد باتت مظاهرات المعارضات ، واقعيا كناية عن تجمعات محدودة العدد في أنحاء متفرقة من أرياف محافظات الوسط  ، بينما الغالبية الشعبية السورية حضرت على امتداد الشهر الماضي في الميادين وبالملايين الهادرة في مختلف أنحاء سورية دعما للرئيس بشار الأسد ولمشروعه الإصلاحي ورفضا للتدخلات الخارجية في شؤون البلاد وتقضي الأمانة بالبعثة العربية أن تنقل حرارة المطالبة الشعبية للدولة السورية باستعجال الحسم العسكري ضد عصابات الإرهاب والتمرد التي تضم جموعا من القتلة والإرهابيين والتكفيريين الذين يعرضون الأمن السوري للاضطراب ويهددون الاستقرار في خدمة المخطط الاستعماري الإسرائيلي وأدواته الإقليمية والعربية.

المأزق الكبير الذي يواجه الحلف المعادي لسورية هو أن مهمة المراقبين هي آخر الأوراق المتاحة فكل الصياح الذي أطلقه حمد بن جاسم عن التدويل و عن نقل الملف إلى مجلس الأمن يتكسر عمليا في الحساب الواقعي أمام جدار الموقف الروسي الذي يزداد صلابة في وجه المؤامرة على سورية ، فقد ثبت في هذه التجربة القاسية ، أن سورية تمتاز بصلابة دولتها وشعبها في وجه الضغوط الأجنبية والتدخلات التي تستهدفها ، بقدر ما تستند أيضا إلى متانة تحالفاتها الدولية الإقليمية كقوة استقلال محصنة ، في وجه التهديد بالحروب والتدخلات الأجنبية ، فلا يمكن لأي كان أن يتجاهل حقيقة أن موقف حلفاء سورية القوي والمنيع ناتج عن المصالح المشتركة ، لكنه ينطلق أيضا من واقع  صمود الدولة والجيش والشعب في وجه الحرب العالمية التي شنت على هذا البلد.

 

ثالثا  اتضحت الصورة لكل مراقب موضوعي يتسم بالحد الأدنى من النزاهة فما يحدث في سورية ليس حراكا شعبيا من أجل الإصلاح ، والإصلاح لم يظهر في  أي برنامج أو في أي جدول أعمال أو في إجراءات و تدابير عينية ومحددة ، إلا في خطب الرئيس بشار الأسد وقراراته ، وعبر الإجراءات والخطوات التي اتخذتها الدولة الوطنية السورية بناء على توجيه الرئيس.

الغاية من استهداف سورية صارت مكشوفة أيضا والأجندة الخارجية باتت مفضوحة فالمطلوب تدمير القوة السورية الإقليمية بعد فشل جميع الحملات الغربية الإسرائيلية التي شاركت فيها الحكومات الرجعية العربية والقوى الإقليمية التابعة للغرب و التي أخفقت في  إخضاع سورية طيلة الأعوام الثلاثين الماضية ، فمنذ العام 1982 وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان واحتلال العاصمة بيروت تلاحقت وعلى موجات حملات إخضاع سورية و دائما جرى تحريك أدوات عميلة في الداخل السوري ، وقد كانت قيادة الأخوان المسلمين في الثمانينات حصان الرهان الغربي الإسرائيلي الذي مولته ودعمته الرجعية العربية وفي عام 2005 وبعد احتلال العراق تجددت الحملة الهادفة لإخضاع سورية وتوسلت الأدوات نفسها ، وكما جندت الحكومات العربية العميلة للغرب رفعت الأسد بعد اجتياح لبنان ليستدرك هزيمة قادة الأخوان ومؤامرتهم الدموية داعيا لارتباط سورية باتفاق استسلام لإسرائيل يشبه اتفاق 17 أيار الذي وقع آنذاك ، في محاولة الانقلاب على خيار سورية المقاوم الذي قاده الرئيس الراحل حافظ الأسد ، فقد جندت تلك القوى العالمية و الحكومات العميلة لها في المنطقة ، عبد الحليم خدام بعد احتلال العراق وضمته إلى عصابة التآمر على سورية ، فيما ضمت الحملة الجديدة التي انطلقت مطلع العام الماضي ، إلى صفوفها تيار التكفير وبعض الرموز ذات القناع الليبرالي المربوطة بالمخابرات الفرنسية والأميركية والبريطانية وعلى الدوام تتعهد الرجعية العربية المرتبطة بالحلف الأميركي الإسرائيلي تمويل واحتضان كل من يتآمر على سورية.

 

رابعا  سورية قلعة الشرق المقاوم وهي الدولة الوطنية القومية الحاضنة لقضية فلسطين ولخيار المقاومة في البلاد العربية ، وشعبها الأبي الذي رفض على مر العصور أن ينكسر أو ينطوي في مجابهة الغزوات الاستعمارية يجدد صموده وثباته على العروبة والمقاومة ويتطلع إلى المستقبل مع قائد تحرري مقاوم ، صلب في التزامه المبدئي بقدر ما هو يثبت أكثر فأكثر قدرة سياسية عالية تثير الإعجاب في إدارة الصراع بحكمة و بكل هدوء ، وفي التصدي لحرب عالمية شرسة قل نظيرها.

عملاء الغرب في المنطقة والعرب منهم على وجه الخصوص يراوحون في حالة من اليأس والفشل والغرب الاستعماري الذي تقوده الولايات المتحدة وتتحرك من صفوفه فرنسا ذات الحلم الاستعماري الهرم ، يأس من إمكانية تصعيد الهجمة على سورية بعدما استهلك جميع خطوط الضغط والتدخل والحصار ، فلم يستطع أن يزعزع إرادة الشعب السوري ولا عزيمة قائد سورية ولا تماسك وصلابة جيشها الوطني.

عملاء الغرب في المنطقة يرددون أن شهر شباط سيكون حاسما كما رددوا في السابق عن شهور أخرى من العام الماضي فضربوا مواعيد لإسقاط سورية في نيسان وحزيران ورمضان وروجوا للوهم ذاته في العيدين الصغير والكبير وقالوا أيضا إن جيوش الناتو ستشن حربا وتحدثوا عن أسابيع وعن أيام ولكن جميع المواعيد الافتراضية تنقضي ، لتبقى سورية بشعبها وجيشها صامدة قوية ، بينما الرئيس الأسد الذي يتعامل مع المتآمرين العرب و الأتراك ، بطول بال يحسد عليه ، مصمم على اجتياز الأزمة بقوة شعبه وعلى إلحاق الهزيمة بالحرب على سورية كما فعل قبل سنوات.

جميع التوقعات ترجح تمديد مهمة المراقين لأن التعليمات الأميركية تقضي بذلك ولأنه لا طريق آخر للرهان على حضور خارجي في الوقائع السورية والأكيد أن الربيع القادم سيحمل معه بشائر انتصار سوري حاسم في مجابهة الإرهاب والفوضى بالتوازي مع انطلاق الإصلاحات الدستورية والسياسية التي حدد لها الرئيس الأسد مواعيد تنطلق من الاستفتاء على الدستور الجديد.

من سورية القوية القادرة المتجددة سوف يكون نهوض عربي شامل يعم طيفه لبنان و العراق و فلسطين و كل رقعة عربية عطشى لروح التحرر و المقاومة في مجابهة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية و عندها ستفتح ملفات كثيرة ضد "جحوش" المستعمرين في كل مكان.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-01-22
  • 9747
  • من الأرشيف

سورية ستنتصر على الحرب العالمية

  تشير التطورات الجارية على الأرض السورية إلى أن الدولة الوطنية السورية حققت انتصارا كبيرا على أحد أخطر حلقات الاستهداف التي تحركت من خلال الجامعة العربية ، حيث تمكنت في تعاملها مع مهمة المراقبين العرب من وضعها في النطاق والمناخ اللذين يؤكدان صحة الموقف السوري وسلامة الرواية السورية الرسمية التي ظهرت منذ شهر آذار الماضي عن وجود مخطط خارجي يرعى تشكيل وتجهيز عصابات مسلحة غايتها نشر الإرهاب والفوضى ودفع البلاد إلى حرب أهلية جندت لها إمكانات ضخمة دولية وإقليمية وعربية باتت مكشوفة في تفاصيل حركتها وفي خطوط عملها.   أولا: على امتداد الشهر الماضي لتواجد المراقبين مارست السلطات السورية أقصى درجات التعاون وقدمت جميع التسهيلات الممكنة لتحرك بعثة الجامعة في المناطق السورية المختلفة وخصوصا في مسرح الأحداث حيث التقى المراقبون بضحايا الإرهاب والعنف الدموي الذي شنه مسلحو العصابات المنتشرة في بعض أرياف حماه و إدلب وحمص وداخل بعض أحياء مدينة حمص وقد عاين المراقبون وجود تلك العصابات ومظاهر نشاطها وحركتها كما التقوا ببعض زعمائها ومسلحيها في أكثر من مكان زاروه. أيا كان التقرير الذي ستصدره البعثة فهو سيمثل شهادة للدولة الوطنية السورية بالتعاون وبالمصداقية وهو سيكون إدانة لجميع حكومات الدول الغربية والعربية والإقليمية المتورطة في الحرب على  سورية والتي تتنقل من فشل إلى فشل ولن يستطيع المراقبون أن يتنكروا للوقائع التي عايشوها في إطار مشاهداتهم لنتائج الجرائم التي ترتكبها عصابات مجلس اسطنبول وما يسمى بجيش سورية الحر على مستوى محاولة تقطيع أوصال البلاد وتخريب المرافق العامة والخاصة والأذى الكبير الذي ألحقوه بحياة المواطنين السوريين من خلال جرائم القتل وعمليات الخطف والابتزاز واللصوصية الموصوفة التي أفاد عنها آلاف الضحايا في محاضر المراقبين.   ثانيا  يحاول حمد بن جاسم شراء الكثير من الذمم و هو ينفق الموازنة الضخمة التي رصدتها قطر لخدمة المخطط الأميركي الإسرائيلي ضد سورية ، و مهما فعل لن يستطيع استصدار تقرير مزور ينسجم والرواية الكاذبة والمختلقة التي روجتها قناة الجزيرة و أخواتها ، و تبناها أطراف الحلف المعادي لسورية عن كون الأحداث الجارية احتجاجات شعبية تعاملها السلطات بالقمع وبإطلاق الرصاص. الاحتجاجات تتلاشى على الأرض السورية ، وقد باتت مظاهرات المعارضات ، واقعيا كناية عن تجمعات محدودة العدد في أنحاء متفرقة من أرياف محافظات الوسط  ، بينما الغالبية الشعبية السورية حضرت على امتداد الشهر الماضي في الميادين وبالملايين الهادرة في مختلف أنحاء سورية دعما للرئيس بشار الأسد ولمشروعه الإصلاحي ورفضا للتدخلات الخارجية في شؤون البلاد وتقضي الأمانة بالبعثة العربية أن تنقل حرارة المطالبة الشعبية للدولة السورية باستعجال الحسم العسكري ضد عصابات الإرهاب والتمرد التي تضم جموعا من القتلة والإرهابيين والتكفيريين الذين يعرضون الأمن السوري للاضطراب ويهددون الاستقرار في خدمة المخطط الاستعماري الإسرائيلي وأدواته الإقليمية والعربية. المأزق الكبير الذي يواجه الحلف المعادي لسورية هو أن مهمة المراقبين هي آخر الأوراق المتاحة فكل الصياح الذي أطلقه حمد بن جاسم عن التدويل و عن نقل الملف إلى مجلس الأمن يتكسر عمليا في الحساب الواقعي أمام جدار الموقف الروسي الذي يزداد صلابة في وجه المؤامرة على سورية ، فقد ثبت في هذه التجربة القاسية ، أن سورية تمتاز بصلابة دولتها وشعبها في وجه الضغوط الأجنبية والتدخلات التي تستهدفها ، بقدر ما تستند أيضا إلى متانة تحالفاتها الدولية الإقليمية كقوة استقلال محصنة ، في وجه التهديد بالحروب والتدخلات الأجنبية ، فلا يمكن لأي كان أن يتجاهل حقيقة أن موقف حلفاء سورية القوي والمنيع ناتج عن المصالح المشتركة ، لكنه ينطلق أيضا من واقع  صمود الدولة والجيش والشعب في وجه الحرب العالمية التي شنت على هذا البلد.   ثالثا  اتضحت الصورة لكل مراقب موضوعي يتسم بالحد الأدنى من النزاهة فما يحدث في سورية ليس حراكا شعبيا من أجل الإصلاح ، والإصلاح لم يظهر في  أي برنامج أو في أي جدول أعمال أو في إجراءات و تدابير عينية ومحددة ، إلا في خطب الرئيس بشار الأسد وقراراته ، وعبر الإجراءات والخطوات التي اتخذتها الدولة الوطنية السورية بناء على توجيه الرئيس. الغاية من استهداف سورية صارت مكشوفة أيضا والأجندة الخارجية باتت مفضوحة فالمطلوب تدمير القوة السورية الإقليمية بعد فشل جميع الحملات الغربية الإسرائيلية التي شاركت فيها الحكومات الرجعية العربية والقوى الإقليمية التابعة للغرب و التي أخفقت في  إخضاع سورية طيلة الأعوام الثلاثين الماضية ، فمنذ العام 1982 وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان واحتلال العاصمة بيروت تلاحقت وعلى موجات حملات إخضاع سورية و دائما جرى تحريك أدوات عميلة في الداخل السوري ، وقد كانت قيادة الأخوان المسلمين في الثمانينات حصان الرهان الغربي الإسرائيلي الذي مولته ودعمته الرجعية العربية وفي عام 2005 وبعد احتلال العراق تجددت الحملة الهادفة لإخضاع سورية وتوسلت الأدوات نفسها ، وكما جندت الحكومات العربية العميلة للغرب رفعت الأسد بعد اجتياح لبنان ليستدرك هزيمة قادة الأخوان ومؤامرتهم الدموية داعيا لارتباط سورية باتفاق استسلام لإسرائيل يشبه اتفاق 17 أيار الذي وقع آنذاك ، في محاولة الانقلاب على خيار سورية المقاوم الذي قاده الرئيس الراحل حافظ الأسد ، فقد جندت تلك القوى العالمية و الحكومات العميلة لها في المنطقة ، عبد الحليم خدام بعد احتلال العراق وضمته إلى عصابة التآمر على سورية ، فيما ضمت الحملة الجديدة التي انطلقت مطلع العام الماضي ، إلى صفوفها تيار التكفير وبعض الرموز ذات القناع الليبرالي المربوطة بالمخابرات الفرنسية والأميركية والبريطانية وعلى الدوام تتعهد الرجعية العربية المرتبطة بالحلف الأميركي الإسرائيلي تمويل واحتضان كل من يتآمر على سورية.   رابعا  سورية قلعة الشرق المقاوم وهي الدولة الوطنية القومية الحاضنة لقضية فلسطين ولخيار المقاومة في البلاد العربية ، وشعبها الأبي الذي رفض على مر العصور أن ينكسر أو ينطوي في مجابهة الغزوات الاستعمارية يجدد صموده وثباته على العروبة والمقاومة ويتطلع إلى المستقبل مع قائد تحرري مقاوم ، صلب في التزامه المبدئي بقدر ما هو يثبت أكثر فأكثر قدرة سياسية عالية تثير الإعجاب في إدارة الصراع بحكمة و بكل هدوء ، وفي التصدي لحرب عالمية شرسة قل نظيرها. عملاء الغرب في المنطقة والعرب منهم على وجه الخصوص يراوحون في حالة من اليأس والفشل والغرب الاستعماري الذي تقوده الولايات المتحدة وتتحرك من صفوفه فرنسا ذات الحلم الاستعماري الهرم ، يأس من إمكانية تصعيد الهجمة على سورية بعدما استهلك جميع خطوط الضغط والتدخل والحصار ، فلم يستطع أن يزعزع إرادة الشعب السوري ولا عزيمة قائد سورية ولا تماسك وصلابة جيشها الوطني. عملاء الغرب في المنطقة يرددون أن شهر شباط سيكون حاسما كما رددوا في السابق عن شهور أخرى من العام الماضي فضربوا مواعيد لإسقاط سورية في نيسان وحزيران ورمضان وروجوا للوهم ذاته في العيدين الصغير والكبير وقالوا أيضا إن جيوش الناتو ستشن حربا وتحدثوا عن أسابيع وعن أيام ولكن جميع المواعيد الافتراضية تنقضي ، لتبقى سورية بشعبها وجيشها صامدة قوية ، بينما الرئيس الأسد الذي يتعامل مع المتآمرين العرب و الأتراك ، بطول بال يحسد عليه ، مصمم على اجتياز الأزمة بقوة شعبه وعلى إلحاق الهزيمة بالحرب على سورية كما فعل قبل سنوات. جميع التوقعات ترجح تمديد مهمة المراقين لأن التعليمات الأميركية تقضي بذلك ولأنه لا طريق آخر للرهان على حضور خارجي في الوقائع السورية والأكيد أن الربيع القادم سيحمل معه بشائر انتصار سوري حاسم في مجابهة الإرهاب والفوضى بالتوازي مع انطلاق الإصلاحات الدستورية والسياسية التي حدد لها الرئيس الأسد مواعيد تنطلق من الاستفتاء على الدستور الجديد. من سورية القوية القادرة المتجددة سوف يكون نهوض عربي شامل يعم طيفه لبنان و العراق و فلسطين و كل رقعة عربية عطشى لروح التحرر و المقاومة في مجابهة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية و عندها ستفتح ملفات كثيرة ضد "جحوش" المستعمرين في كل مكان.  

المصدر : غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة