تزايدت الحوادث المعادية للسامية بشكل كبير في منطقتي التجمع اليهودي الأكبر في الولايات المتحدة، نيويورك ونيوجيرسي، بشكل أثار قلق الطوائف اليهودية هناك. ولكن ما فاقم هذا القلق بشكل كبير كان نتائج استطلاع في أوساط الجامعات الأميركية، أظهر أن ثلث طلاب هذه الجامعات يعتقدون أن إسرائيل تشكل عبئاً على الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن سلسلة الحوادث المعادية للسامية تزايدت في نيويورك ونيوجيرسي بشكل أثار عصبية الطوائف اليهودية الأكبر في الولايات المتحدة. وقد وقع آخر هذه الحوادث في حي بوروبارك المأهول بأغلبيته من اليهود «الحريديم» حيث وجدت على الجدران عبارة «هتلر كبير».

ووصفت أوساط يهودية حادث إلقاء قنبلة مولوتوف على معبد يهودي في بلدة راذرفورد في نيوجيرسي بأنها «إحدى أخطر وأعنف» الهجمات في السنوات الأخيرة. ويعتبر حادث نيوجيرسي الرابع في الشهر الأخير في المنطقة ذاتها، وهي حوادث بدأت في 10 كانون الأول ضد معابد يهودية. وفي حادثين من هذه الحوادث جرت كتابة شعارات على الجدران بينها «اليهود مسؤولون عن حوادث 11 أيلول». وفي حادث آخر تم الاعتداء على بيت حاخام يهودي.

وفي هذا السياق، طلب رئيس رابطة منع التشهير اليهودية أبراهام فوكسمان إبداء الحذر وضبط النفس إزاء موجة الاعتداءات والعنصرية الأخيرة في تلك المنطقة. وأوضح أنه ليس بالضرورة أن «كل صليب معقوف وكل كتابة موجهة ضد اليهود دليل لا سامية»، موضحاً أن هذه التعبيرات أحياناً تشكل غطاء لمجرمين نفذوا أعمالهم بقصد ابتزاز بوليصة تأمين. ومع ذلك قال إن الدوافع اللاسامية خلف الاعتداءات الأخيرة في نيوجيرسي واضحة وقاطعة.

ومن ناحية أخرى، أظهرت نتائج استطلاع في الجامعات الأميركية انحساراً في التأييد الشامل لإسرائيل. وقالت «معاريف» إن 33 في المئة من الطلاب في الجامعات الأميركية باتوا يرون في إسرائيل عبئاً على الأميركيين. بل إن ربع الطلاب الأميركيين يرون في إسرائيل دولة «أبرتهايد» (تمييز عنصري).

وقالت «معاريف» إن هذه المعطيات تظهر في استطلاع واسع ومعمق أجرته منظمة «AICE The Israel Project» بهدف التعرف على صورة إسرائيل في الجامعات الأميركية. صحيح أن التأييد لإسرائيل بقي في مكان مرتفع في معظم المعايير، لكن يبدو الانحسار المتزايد أكثر من أي وقت مضى. وقالت إن العزاء الوحيد هو أن التأييد للفلسطينيين ظل محدوداً.

وأشار الاستطلاع إلى وجود «وضع فراغ في كل ما يتعلق بالمعلومات عن إسرائيل». وخلافاً للنظرة في إسرائيل وفي المنظمات الأميركية المناصرة للدولة العبرية فإن عناصر النفوذ على الطلاب في الموضوع الإسرائيلي ليست فاعلة، فالطلاب يعلمون عن إسرائيل فقط عبر قنوات التلفزيون الإخبارية وعبر مواقع الإنترنت، وليس عن طريق وسائل الإعلام الاجتماعية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن 43 في المئة من الطلاب يعتبرون إسرائيل ذخراً استراتيجياً للولايات المتحدة إلا أن 33 في المئة منهم يعتبرونها عبئاً. وإسرائيل هي الدولة التي تتلقى أكبر قدر من المساعدات الأميركية، ولكن 27 في المئة من الطلاب لا يرون فيها حليفاً و43 في المئة يعتبرون أنها تؤثر أكثر من اللازم على السياسة الخارجية الأميركية.

وهناك معطى مقلق آخر، وهو أنه خلافاً لتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فإن 2 في المئة فقط من الطلاب الأميركيين يعتبرون إسرائيل جزيرة استقرار في شرق أوسط يتقلب.

ورداً على سؤال هل أن على الولايات المتحدة دعم إسرائيل، يبرز التردد وقلة الدعم من جانب الطلاب مقارنة بعموم الأميركيين. 32 في المئة من الطلاب فقط، مقارنة بـ 60 في المئة من عموم الجمهور، يعتقدون بأن على الولايات المتحدة دعم إسرائيل.

وفي الموضوع الفلسطيني، يرى 25 في المئة من الطلاب الأميركيين أن إسرائيل دولة تمييز عنصري مقابل 22 في المئة يعتقدون العكس.

وتوصف إسرائيل في الاستطلاع بأنها دولة ليست على استعداد لحلول وسط من أجل تحقيق السلام. ويظهر الاستطلاع انعدام ثقة واضحاً بجدية إسرائيل في التوصل إلى حل سياسي، حيث يؤيد 39 في المئة من الطلاب تدويل القدس. ويرى كثر أن المسؤولية في غياب التقدم في العملية السياسية تقع على عاتق الفلسطينيين والإسرائيليين. ولكن هناك 50 في المئة من الطلاب الأميركيين يرون أن للاجئين الفلسطينيين الحق في اختيار مكان عودتهم. ويرى 9 في المئة أن إسرائيل مستعدة فعلا لإخلاء المستوطنات، في حين يرى 35% أنها مستعدة لإخلاء جزئي.

أما عن حقوق العرب في إسرائيل، فإن 32% يؤمنون أن الدولة العبرية لا تفعل ما يكفي لمنح «مواطنيها» العرب حقوقاً متساوية، و11 في المئة يؤمنون أنها تنتهك حقوق المواطنين العرب، وفقط 10 في المئة يقولون إنها تحافظ على هذه الحقوق.

  • فريق ماسة
  • 2012-01-13
  • 9059
  • من الأرشيف

اسـتطلاع رأي: ثلث طلاب جامعـات أمـيـركا يعتبرون إسـرائيل عبـئاً...ودولـة «أبرتهايـد»

تزايدت الحوادث المعادية للسامية بشكل كبير في منطقتي التجمع اليهودي الأكبر في الولايات المتحدة، نيويورك ونيوجيرسي، بشكل أثار قلق الطوائف اليهودية هناك. ولكن ما فاقم هذا القلق بشكل كبير كان نتائج استطلاع في أوساط الجامعات الأميركية، أظهر أن ثلث طلاب هذه الجامعات يعتقدون أن إسرائيل تشكل عبئاً على الولايات المتحدة. وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن سلسلة الحوادث المعادية للسامية تزايدت في نيويورك ونيوجيرسي بشكل أثار عصبية الطوائف اليهودية الأكبر في الولايات المتحدة. وقد وقع آخر هذه الحوادث في حي بوروبارك المأهول بأغلبيته من اليهود «الحريديم» حيث وجدت على الجدران عبارة «هتلر كبير». ووصفت أوساط يهودية حادث إلقاء قنبلة مولوتوف على معبد يهودي في بلدة راذرفورد في نيوجيرسي بأنها «إحدى أخطر وأعنف» الهجمات في السنوات الأخيرة. ويعتبر حادث نيوجيرسي الرابع في الشهر الأخير في المنطقة ذاتها، وهي حوادث بدأت في 10 كانون الأول ضد معابد يهودية. وفي حادثين من هذه الحوادث جرت كتابة شعارات على الجدران بينها «اليهود مسؤولون عن حوادث 11 أيلول». وفي حادث آخر تم الاعتداء على بيت حاخام يهودي. وفي هذا السياق، طلب رئيس رابطة منع التشهير اليهودية أبراهام فوكسمان إبداء الحذر وضبط النفس إزاء موجة الاعتداءات والعنصرية الأخيرة في تلك المنطقة. وأوضح أنه ليس بالضرورة أن «كل صليب معقوف وكل كتابة موجهة ضد اليهود دليل لا سامية»، موضحاً أن هذه التعبيرات أحياناً تشكل غطاء لمجرمين نفذوا أعمالهم بقصد ابتزاز بوليصة تأمين. ومع ذلك قال إن الدوافع اللاسامية خلف الاعتداءات الأخيرة في نيوجيرسي واضحة وقاطعة. ومن ناحية أخرى، أظهرت نتائج استطلاع في الجامعات الأميركية انحساراً في التأييد الشامل لإسرائيل. وقالت «معاريف» إن 33 في المئة من الطلاب في الجامعات الأميركية باتوا يرون في إسرائيل عبئاً على الأميركيين. بل إن ربع الطلاب الأميركيين يرون في إسرائيل دولة «أبرتهايد» (تمييز عنصري). وقالت «معاريف» إن هذه المعطيات تظهر في استطلاع واسع ومعمق أجرته منظمة «AICE The Israel Project» بهدف التعرف على صورة إسرائيل في الجامعات الأميركية. صحيح أن التأييد لإسرائيل بقي في مكان مرتفع في معظم المعايير، لكن يبدو الانحسار المتزايد أكثر من أي وقت مضى. وقالت إن العزاء الوحيد هو أن التأييد للفلسطينيين ظل محدوداً. وأشار الاستطلاع إلى وجود «وضع فراغ في كل ما يتعلق بالمعلومات عن إسرائيل». وخلافاً للنظرة في إسرائيل وفي المنظمات الأميركية المناصرة للدولة العبرية فإن عناصر النفوذ على الطلاب في الموضوع الإسرائيلي ليست فاعلة، فالطلاب يعلمون عن إسرائيل فقط عبر قنوات التلفزيون الإخبارية وعبر مواقع الإنترنت، وليس عن طريق وسائل الإعلام الاجتماعية. وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن 43 في المئة من الطلاب يعتبرون إسرائيل ذخراً استراتيجياً للولايات المتحدة إلا أن 33 في المئة منهم يعتبرونها عبئاً. وإسرائيل هي الدولة التي تتلقى أكبر قدر من المساعدات الأميركية، ولكن 27 في المئة من الطلاب لا يرون فيها حليفاً و43 في المئة يعتبرون أنها تؤثر أكثر من اللازم على السياسة الخارجية الأميركية. وهناك معطى مقلق آخر، وهو أنه خلافاً لتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فإن 2 في المئة فقط من الطلاب الأميركيين يعتبرون إسرائيل جزيرة استقرار في شرق أوسط يتقلب. ورداً على سؤال هل أن على الولايات المتحدة دعم إسرائيل، يبرز التردد وقلة الدعم من جانب الطلاب مقارنة بعموم الأميركيين. 32 في المئة من الطلاب فقط، مقارنة بـ 60 في المئة من عموم الجمهور، يعتقدون بأن على الولايات المتحدة دعم إسرائيل. وفي الموضوع الفلسطيني، يرى 25 في المئة من الطلاب الأميركيين أن إسرائيل دولة تمييز عنصري مقابل 22 في المئة يعتقدون العكس. وتوصف إسرائيل في الاستطلاع بأنها دولة ليست على استعداد لحلول وسط من أجل تحقيق السلام. ويظهر الاستطلاع انعدام ثقة واضحاً بجدية إسرائيل في التوصل إلى حل سياسي، حيث يؤيد 39 في المئة من الطلاب تدويل القدس. ويرى كثر أن المسؤولية في غياب التقدم في العملية السياسية تقع على عاتق الفلسطينيين والإسرائيليين. ولكن هناك 50 في المئة من الطلاب الأميركيين يرون أن للاجئين الفلسطينيين الحق في اختيار مكان عودتهم. ويرى 9 في المئة أن إسرائيل مستعدة فعلا لإخلاء المستوطنات، في حين يرى 35% أنها مستعدة لإخلاء جزئي. أما عن حقوق العرب في إسرائيل، فإن 32% يؤمنون أن الدولة العبرية لا تفعل ما يكفي لمنح «مواطنيها» العرب حقوقاً متساوية، و11 في المئة يؤمنون أنها تنتهك حقوق المواطنين العرب، وفقط 10 في المئة يقولون إنها تحافظ على هذه الحقوق.

المصدر : السفير /حلمي موسى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة