أكد السيد جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي أن للإعلام دوراً كبيراً في حل الخلافات العربية ـ العربية وأن الحل يكمن بالعودة إلى القيم الأخلاقية التي يجب أن تسود مجتمعاتنا والتي يمتلكها أصحاب الأقلام

جاء ذلك رداً على سؤال لرئيسة تحرير «تشرين» حول ما إذا كانت الحلول تشريعية أم أخلاقية لإعادة الإعلام إلى دوره الحقيقي وليكف عن تعميق وخلق الخلافات العربية ـ العربية وذلك على هامش الملتقى الإعلامي العربي المنعقد في الكويت في يومه الثاني. ‏

وقال الخرافي: إننا نحتاج إلى تقييم أدائنا الإعلامي وإيجاد توعية إعلامية والوصول إلى ميثاق يمنع نشر ما يثير الفتنة، لأن المشكلة على الأغلب تبدأ من سوء فهمنا للوظيفة الإعلامية. ‏

وقد شهد اليوم الثاني للملتقى نقاشات ثرية ومداخلات ساخنة من أهل المهنة العرب وقدمت أوراق عمل مهمة حول الحرية الإعلامية وأثرها على المتلقي وفي دعم القضايا العربية. ‏

وقالت رئيسة تحرير «تشرين» سميرة المسالمة في مداخلتها أمام الملتقى: إن الإعلام الحكومي يعي حالياً حقيقة المنافسة مع الإعلام الخاص وهو ليس ببعيد عن استقطاب الجمهور، مضيفة: إن هناك حقيقة يجب أن تقال وهي وجود انفراج في الحرية الإعلامية التي لم تأت من الحكومات بل إنها جاءت نتيجة التطور التكنولوجي فضلاً عن وجود قيادات شابة لها مدارس فكرية قريبة من الليبرالية وهي التي أسهمت في منح مزيد من الحريات للإعلام وهي تعي أهمية الحريات في الإعلام. ‏

وبينت رئيسة تحرير «تشرين» أن الحريات الإعلامية هي كلمة مطاطة تفسر حسب كل جهة وأكدت أن الإعلام المحلي استطاع الحفاظ على جمهوره خاصة في ظل عامل التنافس والنفوذ وقالت: يجب ألا تكون الضوابط الموضوعة قانونية فقط بل أخلاقية تحمي المجتمع متسائلة: لماذا نجد الحماية دائماً لصحفي وكأنه ملاك دون مراعاة للطرف المتلقي. ‏

وعبرت المسالمة عن الأسف من أن بعض الحريات التي منحت للإعلاميين العرب لم توظف حتى الآن كما يجب لخدمة القضايا العربية والدفاع عنها، بل وظفت في معظم الأحيان بغرض طرح الخطاب الثقافي والسياسي القطري، لغرض تشكيل صورة حسنة عن ذاتها، كما وظفت لتصفية الحسابات العربية ـ العربية وتعميق هوة الخلافات العربية، إلا في حالات نادرة نجحت فيها بعض وسائل الإعلام العربية في ترسيخ خطابها الإعلامي الموجه إلى المواطن العربي والمواطن الغربي، على حد سواء، ما منحها أكثر من فرصة للتأثير على الرأي العام بحيث أضحت تمثل تحدياً لآلة الإعلام الغربية والإعلام الصهيوني، اللذين يعملان منذ عقود على توجيه وعي المواطن العربي ضمن المسارات التي يرغبانها. ‏

وقال رئيس الجلسة ومدير مركز الحوار الحضاري بالمغرب الدكتور عبد الحق عزوزي: إن طموحنا الإعلامي بكل أشكاله يجب أن يكون متلازماً مع المسؤولية والحرية داعياً الإعلام العربي إلى تحمل المسؤولية وأن يقدر الحرية النسبية في التواصل مع الجمهور العربي. ‏

من جهته قال رئيس تحرير جريدة الجزيرة السعودية خالد المالك: إن هناك ضبابية في تحديد سقف الحرية المتاحة ما أدى إلى شيء من الفوضى مضيفاً: إننا مطالبون بتوجيه الفضائيات والصحف نحو ما يخدم الأمة على مستوى العلاقات بالعالم. وأضاف: بات هناك في السنوات الأخيرة هامش كأكبر من الحرية في وسائل الإعلام مشيراً إلى أن البعض منها غير مبني على أسس قانونية وحين تتحول الحرية إلى فوضى فإننا سوف نخسر الكثير من المسلمات. ‏

وتناولت محاور النقاش أيضاً تقييم حالة الحريات الممنوحة حالياً لوسائل الإعلام ـ كيف دعمت التكنولوجيا ممارسة الإعلامي لحريته؟ ـ تأثر أداء الإعلامي بالحريات الممنوحة له ـ أثر الحريات على تجاوب المتلقي مع وسائل الإعلام ـ حدود الحريات ومدى تحمل المسؤوليات ـ مدى استغلال الإعلام العربي للحريات الممنوحة في دعم القضايا العربية ـ كيف يمكن أن يساهم الإعلامي في ترسيخ الحريات الممنوحة والحفاظ عليها؟

  • فريق ماسة
  • 2010-04-26
  • 9832
  • من الأرشيف

الخرافي: للإعلام دور مهم في حل الخلافات العربية

أكد السيد جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي أن للإعلام دوراً كبيراً في حل الخلافات العربية ـ العربية وأن الحل يكمن بالعودة إلى القيم الأخلاقية التي يجب أن تسود مجتمعاتنا والتي يمتلكها أصحاب الأقلام جاء ذلك رداً على سؤال لرئيسة تحرير «تشرين» حول ما إذا كانت الحلول تشريعية أم أخلاقية لإعادة الإعلام إلى دوره الحقيقي وليكف عن تعميق وخلق الخلافات العربية ـ العربية وذلك على هامش الملتقى الإعلامي العربي المنعقد في الكويت في يومه الثاني. ‏ وقال الخرافي: إننا نحتاج إلى تقييم أدائنا الإعلامي وإيجاد توعية إعلامية والوصول إلى ميثاق يمنع نشر ما يثير الفتنة، لأن المشكلة على الأغلب تبدأ من سوء فهمنا للوظيفة الإعلامية. ‏ وقد شهد اليوم الثاني للملتقى نقاشات ثرية ومداخلات ساخنة من أهل المهنة العرب وقدمت أوراق عمل مهمة حول الحرية الإعلامية وأثرها على المتلقي وفي دعم القضايا العربية. ‏ وقالت رئيسة تحرير «تشرين» سميرة المسالمة في مداخلتها أمام الملتقى: إن الإعلام الحكومي يعي حالياً حقيقة المنافسة مع الإعلام الخاص وهو ليس ببعيد عن استقطاب الجمهور، مضيفة: إن هناك حقيقة يجب أن تقال وهي وجود انفراج في الحرية الإعلامية التي لم تأت من الحكومات بل إنها جاءت نتيجة التطور التكنولوجي فضلاً عن وجود قيادات شابة لها مدارس فكرية قريبة من الليبرالية وهي التي أسهمت في منح مزيد من الحريات للإعلام وهي تعي أهمية الحريات في الإعلام. ‏ وبينت رئيسة تحرير «تشرين» أن الحريات الإعلامية هي كلمة مطاطة تفسر حسب كل جهة وأكدت أن الإعلام المحلي استطاع الحفاظ على جمهوره خاصة في ظل عامل التنافس والنفوذ وقالت: يجب ألا تكون الضوابط الموضوعة قانونية فقط بل أخلاقية تحمي المجتمع متسائلة: لماذا نجد الحماية دائماً لصحفي وكأنه ملاك دون مراعاة للطرف المتلقي. ‏ وعبرت المسالمة عن الأسف من أن بعض الحريات التي منحت للإعلاميين العرب لم توظف حتى الآن كما يجب لخدمة القضايا العربية والدفاع عنها، بل وظفت في معظم الأحيان بغرض طرح الخطاب الثقافي والسياسي القطري، لغرض تشكيل صورة حسنة عن ذاتها، كما وظفت لتصفية الحسابات العربية ـ العربية وتعميق هوة الخلافات العربية، إلا في حالات نادرة نجحت فيها بعض وسائل الإعلام العربية في ترسيخ خطابها الإعلامي الموجه إلى المواطن العربي والمواطن الغربي، على حد سواء، ما منحها أكثر من فرصة للتأثير على الرأي العام بحيث أضحت تمثل تحدياً لآلة الإعلام الغربية والإعلام الصهيوني، اللذين يعملان منذ عقود على توجيه وعي المواطن العربي ضمن المسارات التي يرغبانها. ‏ وقال رئيس الجلسة ومدير مركز الحوار الحضاري بالمغرب الدكتور عبد الحق عزوزي: إن طموحنا الإعلامي بكل أشكاله يجب أن يكون متلازماً مع المسؤولية والحرية داعياً الإعلام العربي إلى تحمل المسؤولية وأن يقدر الحرية النسبية في التواصل مع الجمهور العربي. ‏ من جهته قال رئيس تحرير جريدة الجزيرة السعودية خالد المالك: إن هناك ضبابية في تحديد سقف الحرية المتاحة ما أدى إلى شيء من الفوضى مضيفاً: إننا مطالبون بتوجيه الفضائيات والصحف نحو ما يخدم الأمة على مستوى العلاقات بالعالم. وأضاف: بات هناك في السنوات الأخيرة هامش كأكبر من الحرية في وسائل الإعلام مشيراً إلى أن البعض منها غير مبني على أسس قانونية وحين تتحول الحرية إلى فوضى فإننا سوف نخسر الكثير من المسلمات. ‏ وتناولت محاور النقاش أيضاً تقييم حالة الحريات الممنوحة حالياً لوسائل الإعلام ـ كيف دعمت التكنولوجيا ممارسة الإعلامي لحريته؟ ـ تأثر أداء الإعلامي بالحريات الممنوحة له ـ أثر الحريات على تجاوب المتلقي مع وسائل الإعلام ـ حدود الحريات ومدى تحمل المسؤوليات ـ مدى استغلال الإعلام العربي للحريات الممنوحة في دعم القضايا العربية ـ كيف يمكن أن يساهم الإعلامي في ترسيخ الحريات الممنوحة والحفاظ عليها؟


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة