انكشفت أمس، حلقة جديدة من ثقافة الإجرام التي تحملها قوات الاحتلال الأميركي حيثما ذهبت، مستخفّة بالكرامة البشرية وحتى إزاء الجثث، إذ أظهر شريط فيديو جنودا اميركيين يتبولون على جثث لعناصر من حركة طالبان، التي أكدت أنها ستواصل «الجهاد» وطمأنت في الوقت نفسه أن الشريط لن يكون سببا في تعليق المفاوضات مع الاميركيين، فيما سارعت الأطراف المعنية من وزارة الدفاع الأميركية والحكومة الأفغانية إلى إدانة ممارسات الجنود.

وشريط الفيديو هذا الذي بث على شبكة الانترنت وتم تصويره على الارجح خلال عملية في افغانستان، بدا فيه عسكريون اربعة يتبولون على ثلاث جثث تغطيها الدماء، وهم على علم بأن شخصا آخر يقوم بتصويرهم. وأدان الرئيس الافغاني حميد قرضاي بشدة شريط الفيديو، وقال في بيان اصدره مكتبه إن «حكومة افغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودا اميركيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة افغان». وأضاف «نطلب من الحكومة الاميركية صراحة اجراء تحقيق عاجل في الفيديو وإنزال اقسى العقوبات بأي شخص يدان في هذه الجريمة».

ورأى وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا أن سلوك العسكريين الاربعة الذين ظهروا في الشريط «يثير أسفا كبيرا» وقال في بيان «شاهدت الصور وأرى أن سلوك هؤلاء الرجال يثير أسفا كبيرا. واضاف بانيتا إنه طلب من قوة المارينز وقائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال الاميركي جون الن اجراء تحقيق «فوري ومعمق» حول القضية. وتابع قائلا إن «هذا السلوك غير ملائم تماما من جانب افراد في جيش الولايات المتحدة ولا يعكس في أي حال من الأحوال المعايير والقيم التي اقسمت قواتنا المسلحة على احترامها». وشدد على أن «الاشخاص الذين تصرفوا على هذا النحو سيحاسبون تماما على افعالهم».

ونددت قوة الحلف الاطلسي في افغانستان بـ«عمل شائن» ارتكبته «مجموعة صغيرة من الافراد الاميركيين يبدو انهم ما عادوا يؤدون الخدمة في افغانستان... ولا يشرّفون التضحيات والقيم المركزية لكل عضو يمثل الدول الخمسين» المشاركة في التحالف.

من جهتهم، ندّد مقاتلو طالبان بما اعتبروه «عملا همجيّا» و«وحشيّا». وصرّح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد بأنه «خلال السنوات العشر الاخيرة حصلت مئات العمليات المشابهة التي لم تكشف». وأعلن سلاح مشاة البحرية الاميركية (المارينز) أنه فتح تحقيقا حول شريط الفيديو الذي يذكّر بفضيحة سجن ابو غريب العام 2004 عندما بثت صور معتقلين عراقيين يتعرضون الى الاذلال والاهـانة من جانب عسكريين اميركيين وشاهدها العالم اجمع.

واثارت العديد من القضايا المماثلة التي يشتبه بأن جنودا اميركيين ضالعون فيها استياء عارما في افغانستان خلال الاعوام الاخيرة، تجلى احيانا في تظاهرات تخللتها اعمال عنف. لكن المتحدث باسم طالبان قال «لا اعتقد ان هذه المشكلة الجديدة ستؤثر على المفاوضات» مع الولايات المتحدة التي تقاتلها الحركة منذ عشر سنوات. وكانت طالبان الافغانية اكدت في وقت سابق مواصلة «الجهاد» مع اقرارها بزيادة «جهودها السياسية» مع الاسرة الدولية من اجل وضع حد للنزاع الجاري في البلاد منذ اكثر من عشر سنوات.

وأبدت حركة طالبان مؤخرا استعدادها في ظل شروط معينة لفتح مكتب سياسي لها خارج افغانستان لاجراء مفاوضات سلام، في خطوة اعتبرها المراقبون تاريخية من جانب الحركة المتمردة التي تخوض منذ نهاية العام 2001 حربا ضد حكومة كابول وحلفائها في حلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة. واضاف المتحدث ذبيح الله مجاهد «لسنا سوى في مرحلة أولية في قطر. والمسألة تتعلق في الوقت الراهن بتبادل اسرى (معتقلين في غوانتانامو)» مع الولايات المتحدة. ويحتجز المتمردون جنديا اميركيا منذ اكثر من عامين ونصف عام ويشترطون لبدء المفاوضات الافراج عن جميع معتقليهم في غوانتانامو. لكن الادارة الاميركية تشترط في المقابل ان توقف طالبان العنف في افغانستان وتعترف بحكومة كابول.

وكثّفت طالبان هجماتها في بداية العام 2012. وأسفر هجوم انتحاري عن مقتل خمسة اشخاص بينهم حاكم اقليم وإصابة عشرة آخرين بينهم تسعة من عناصر الشرطة قرب قندهار (جنوب) وفق السلطات المحلية.

  • فريق ماسة
  • 2012-01-12
  • 13232
  • من الأرشيف

فضيحة إجرامية جديدة تضاف للسجل الأميركي: جنـود يتبولون على جثـث عنـاصر من طالبان

انكشفت أمس، حلقة جديدة من ثقافة الإجرام التي تحملها قوات الاحتلال الأميركي حيثما ذهبت، مستخفّة بالكرامة البشرية وحتى إزاء الجثث، إذ أظهر شريط فيديو جنودا اميركيين يتبولون على جثث لعناصر من حركة طالبان، التي أكدت أنها ستواصل «الجهاد» وطمأنت في الوقت نفسه أن الشريط لن يكون سببا في تعليق المفاوضات مع الاميركيين، فيما سارعت الأطراف المعنية من وزارة الدفاع الأميركية والحكومة الأفغانية إلى إدانة ممارسات الجنود. وشريط الفيديو هذا الذي بث على شبكة الانترنت وتم تصويره على الارجح خلال عملية في افغانستان، بدا فيه عسكريون اربعة يتبولون على ثلاث جثث تغطيها الدماء، وهم على علم بأن شخصا آخر يقوم بتصويرهم. وأدان الرئيس الافغاني حميد قرضاي بشدة شريط الفيديو، وقال في بيان اصدره مكتبه إن «حكومة افغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودا اميركيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة افغان». وأضاف «نطلب من الحكومة الاميركية صراحة اجراء تحقيق عاجل في الفيديو وإنزال اقسى العقوبات بأي شخص يدان في هذه الجريمة». ورأى وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا أن سلوك العسكريين الاربعة الذين ظهروا في الشريط «يثير أسفا كبيرا» وقال في بيان «شاهدت الصور وأرى أن سلوك هؤلاء الرجال يثير أسفا كبيرا. واضاف بانيتا إنه طلب من قوة المارينز وقائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال الاميركي جون الن اجراء تحقيق «فوري ومعمق» حول القضية. وتابع قائلا إن «هذا السلوك غير ملائم تماما من جانب افراد في جيش الولايات المتحدة ولا يعكس في أي حال من الأحوال المعايير والقيم التي اقسمت قواتنا المسلحة على احترامها». وشدد على أن «الاشخاص الذين تصرفوا على هذا النحو سيحاسبون تماما على افعالهم». ونددت قوة الحلف الاطلسي في افغانستان بـ«عمل شائن» ارتكبته «مجموعة صغيرة من الافراد الاميركيين يبدو انهم ما عادوا يؤدون الخدمة في افغانستان... ولا يشرّفون التضحيات والقيم المركزية لكل عضو يمثل الدول الخمسين» المشاركة في التحالف. من جهتهم، ندّد مقاتلو طالبان بما اعتبروه «عملا همجيّا» و«وحشيّا». وصرّح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد بأنه «خلال السنوات العشر الاخيرة حصلت مئات العمليات المشابهة التي لم تكشف». وأعلن سلاح مشاة البحرية الاميركية (المارينز) أنه فتح تحقيقا حول شريط الفيديو الذي يذكّر بفضيحة سجن ابو غريب العام 2004 عندما بثت صور معتقلين عراقيين يتعرضون الى الاذلال والاهـانة من جانب عسكريين اميركيين وشاهدها العالم اجمع. واثارت العديد من القضايا المماثلة التي يشتبه بأن جنودا اميركيين ضالعون فيها استياء عارما في افغانستان خلال الاعوام الاخيرة، تجلى احيانا في تظاهرات تخللتها اعمال عنف. لكن المتحدث باسم طالبان قال «لا اعتقد ان هذه المشكلة الجديدة ستؤثر على المفاوضات» مع الولايات المتحدة التي تقاتلها الحركة منذ عشر سنوات. وكانت طالبان الافغانية اكدت في وقت سابق مواصلة «الجهاد» مع اقرارها بزيادة «جهودها السياسية» مع الاسرة الدولية من اجل وضع حد للنزاع الجاري في البلاد منذ اكثر من عشر سنوات. وأبدت حركة طالبان مؤخرا استعدادها في ظل شروط معينة لفتح مكتب سياسي لها خارج افغانستان لاجراء مفاوضات سلام، في خطوة اعتبرها المراقبون تاريخية من جانب الحركة المتمردة التي تخوض منذ نهاية العام 2001 حربا ضد حكومة كابول وحلفائها في حلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة. واضاف المتحدث ذبيح الله مجاهد «لسنا سوى في مرحلة أولية في قطر. والمسألة تتعلق في الوقت الراهن بتبادل اسرى (معتقلين في غوانتانامو)» مع الولايات المتحدة. ويحتجز المتمردون جنديا اميركيا منذ اكثر من عامين ونصف عام ويشترطون لبدء المفاوضات الافراج عن جميع معتقليهم في غوانتانامو. لكن الادارة الاميركية تشترط في المقابل ان توقف طالبان العنف في افغانستان وتعترف بحكومة كابول. وكثّفت طالبان هجماتها في بداية العام 2012. وأسفر هجوم انتحاري عن مقتل خمسة اشخاص بينهم حاكم اقليم وإصابة عشرة آخرين بينهم تسعة من عناصر الشرطة قرب قندهار (جنوب) وفق السلطات المحلية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة