قبل أن ينقضي ثلث المدة التي انتدب المراقبون العرب للعمل خلالها في سورية، بمقتضى البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية وحكومة الجمهورية العربية السورية، سارعت أميركا وحتى قبل أن يرفع رئيس المراقبين تقريره الاولي الى اللجنة الوزارية العربية، التي انتدبتها الجامعة لمتابعة الوضع السوري، سارعت أميركا لاصدار حكم على سورية، تتهمها فيه بأنها "لم تف بكل التزاماتها وبان المراقبين العرب لم يستطيعوا القيام بما كلفوا به، وبأن الوضع بات ملحا لاحالة الملف السوري الى مجلس الأمن، لمتابعته دوليا".

قد يكون الموقف الأميركي مفاجئا للذين لا يعرفون اهداف أميركا ومطالبها في سورية وقد يفاجأ الذين ينكرون وجود مؤامرة تستهدف سورية وموقعها،ولكنه لن يفاجئ من أدرك بعمق وموضوعية الدور الأميركي ضد سورية.

ومع هذا، تساءل البعض عن سبب قيام أميركا باستباق تقرير المراقبين وهولم يصدر، كما انها لم تمهل اللجنة الوزارية العربية وهي لم تنعقد بعد لتصدر تقييما لما استثبته المراقبون، ويحتمل ان يظهر في تقريرهم – ان كان موضوعيا - علما بان اللجنة برئاسة قطري "التزم امام أميركا" بأن ينفذ كل ما تطلب، ويعمل بمشيئتها وفق ما تريد، من اجل نقل سورية من موقعها في معسكر المقاومة الحالي الى معسكر العمالة للغرب، والارتهان للصهيونية، بعد ان يؤدي فيها الإرهاب دوره قتلا للسوريين، وتدميرا للبنى التحتية التي دفع الشعب السوري من عرقه وسهره ثمنا لبنائها.

أسئلة تطرح حول اهداف أميركا وخلفية موقفها الذي عبرت عنه خارجيتها اولا، ثم تبعها البيت الابيض، وحاكاه ساركوزي المترنح في بلاده، الى الحد الذي باتت خسارته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، هي الاكثر ترجيحا، كما تشير الاستطلاعات.

في مقاربتنا للإجابة نرى ان أميركا التي نصبت فخا لسورية، من خلال بعثة المراقبين، قصدت في البدء احراج سورية، ودفعها الى عدم التوقيع على البروتوكول واظهارها بمظهر الخائف من "الحقيقة" التي سيكشفها المراقبون، فيما لو وصلوا، اما اذا تملصت سورية من الفخ الاول، فانها حتما ستقع في الفخ الثاني عبر ما كانت تتوقع أميركا أو أنها بالفعل خططت لمهمة المراقبين، من حيث ان يتقن هؤلاء الدور بما تريده أميركا على غرار لجنة التفتيش عن سلاح الدمار الشامل التي استطلعت في العراق الميدان وفتحت الطريق لغزوه واحتلاله، من قبل أميركا.

كانت تتوخى أميركا من ارسال المراقبيين تلفيق الاتهامات للنظام السوري، الى حد وصفه بارتكاب جرائم ضد الانسانية ،كما سبق وأن زورت ولفقت هيئات دولية اخرى تعمل بأمرتها تحت تسمية "حقوق الانسان" او "العفوالدولية" وهي جماعات كتبت تقاريرها عبر البحار، استنادا الى تلفيق فضائيات القتل والتحريض على الفوضى.

كانت أميركا تتمنى ان يستفيد السوريون من فرصة وجود المراقبين، وينزلوا بالملايين الى الشوارع مطالبين باسقاط النظام، كما حصل في مصر، اوان "يرتعب النظام" من وجود المراقبين، فيمتنع عن المتابعة الأمنية ومعالجة الإرهاب الذي يمارسه من شجعتهم أميركا على حمل السلاح ورفض الانصياع لاوامر السلطة التي تسعى لحفظ الأمن والنظام، وعند ذلك ينطلق الإرهاب المسلح الذي تديره أميركا ودول اقليمية واوروبية، تعمل بأمرتها، فيسقط المدينة تلو المدينة، والمنطقة تلو المنطقة وتنتهي القضية بسقوط النظام ميدانيا..

لكن الواقع صدم أميركا ومخططاتها، وقدم الصورة المغايرة. فسورية تمسكت بسيادتها وعدلت البروتوكول بما يحفظ هذه السيادة، ويضع الضوابط لعمل المراقبين، بحيث انهم يجدون انفسهم في وضع من اثنين: قول الحقيقة اوالسقوط امام نورها الذي تسجله عدسات الاعلام المرافق لكل مجموعاتهم اثناء عملها الميداني (وبعد ان كان وجود الاعلام مطلبا عربيا وغربيا ملحا، انقلب لدى البعض عبئا ثقيلا، الى الحد الذي ذهب فيه الى تهديد بعض القنوات التلفزيونية، اذا تابعت تغطية العمل).

اما الفخ الثاني، فيبدو أن من نصبه وقع فيه، حيث ان المراقبيين اقروا بالتعاون المطلق معهم من قبل السلطة، وتمكينهم من زيارة اي مكان يشاؤون وانهم بعد جولاتهم ومعايناتهم للميدان، اكدوا وجود مسلحين يمارسون الاجرام، وان الدولة تقوم بواجبها لحماية المدنيين المستهدفين بنار الإرهابيين هؤلاء، كما لمس المراقبون ان التظاهرات التي يحسب لها حساب كما ونوعا ومكانا وزمانا، هي تظاهرات مؤيدة للرئيس الأسد في حركته الإصلاحية، وترفض التدخل الاجنبي في الشؤون السورية، والاخطر في الأمر ان المراقبيين سمعوا الكثير عن فظائع الإرهابيين، من قتل وتدمير وتهجير واغتصاب نساء، وتقطيع أجساد ورميها اشلاء. لقد انقلبت الصورة كما استثبتها المراقبون، فجن جنون أميركا وعملاءها من مجالس مصطنعة، وانظمة مرتهنة، وهنا صح القول "وبهت الذي كفر".

من اجل ذلك، وبعد اقل من عشرة ايام على بدء مهمة المراقبين، خشيت أميركا ان تظهر الحقيقة في تقرير هؤلاء ، وتحرج "لجنة حمد" ويسقط المخطط التآمري ضد سورية عبر الجامعة العربية، فاستبقت كل ذلك بموقف غير مبرر، ولا يستند الى قاعدة واقعية اوحقيقة موضوعية، و نحت باللائمة على سورية قبل ان تصدر شهادة تبرئتها من المراقبين العرب وتاليا من الجامعة العربية، لقد استبقت أميركا الأمر هذا، من اجل تحقيق الاهداف التالية:

1) الضغط على المراقبين العرب لمنعهم من قول الحقيقة، فاذا كان تلفيق الوقائع غير ممكن بسبب الآلية التي فرضتها سورية لدى توقيع البرتوكول، فعلى الاقل يمنع المراقبون من نقل الواقع بأمانة، لان في ذلك خدمة لسورية، ودفعهم لاغفال الأمر، وعدم تقديم شهادات حسن سلوك للنظام السوري تعطل خطط التآمر.

2) الضغط على اللجنة الوزارية العربية، وتحديدا على بعض اعضائها – لان رئاستها ليست بحاجة الى ضغط وهي تندفع عاملة ضد سورية اندفاع العدوالحاقد ضد عدوه – ضغط من اجل الاحجام عن تبني تقرير المراقبين، اذا جاء لمصلحة النظام السوري، اوعلى الاقل إهماله وعدم التعاطي الايجابي معه لجهة عرضه على مجلس وزراء الخارجية العرب ذي الصلاحية بمراجعة مواقفه ضد سورية خاصة تعليق عضويتها، والعقوبات التي فرضت عبر الجامعة على الشعب السوري.

3) الضغط على الجامعة العربية من اجل الامتناع عن الاخذ بتقرير الخبراء، ان كان موضوعيا، لان الأخذ به سيستتبع التراجع عن الموقف العدائي الذي اتخذته حتى الآن ضد سورية، من تجميد وعقوبات، أو دفعها الى سحب المراقبين بعدما تبين من حقيقة، عرفت خلالها سورية كيف ترد الكيد الى نحر اصحابه، وتجعل مهمة المراقبين لها خلافا لما شاءته أميركا بجعلها سيفا على الرقبة السورية بالتلفيق والتزوير..

4) توجيه رسالة الى المعارضات السورية المتنافرة المتناحرة، مؤداها القول بانها غير متروكة وبان أميركا لن تقبل بمنح شهادة حسن سلوك عربية للنظام السوري، تمكنه من الاندفاع اكثر باتجاه معالجة الأمن والإرهاب على يد بعض تلك المعارضات في بؤر دخلها المسلحون, لانه كما بات واضحا، لم يبق من "الثورة المزعومة" سوى اعمال القتل والإرهاب، التي تمارس ضد السوريين.

هذا ما شاءته أميركا من موقفها اللاموضوعي تجاه مهمة المراقبين العرب، فهل ستحقق هذه الأهداف؟

موضوعيا لا نستبعد احتمال سقوط هذا أو ذاك ممن وجهت اليهم الرسائل فيستجيبون للاوامر الأميركية، ولكن الذي نراه يقينا ايضا، بان من سينصاع لأميركا سِيسقط وحده، ولن تسقط سورية معه، خاصة وأن المعادلات الدولية والاقليمية والسورية الداخلية،حسمت مسائل كبرى في هذا المجال، لجهة اقفال الباب امام التدخل الخارجي عسكريا، او اسقاط سورية بالعقوبات الاقتصادية، او اسقاط الشعب السوري بالحرب النفسية.

  • فريق ماسة
  • 2012-01-05
  • 12032
  • من الأرشيف

أميركا تضغط .. بعدما أرعبتها الحقائق السورية .. بقلم : العميد الدكتور امين حطيط

قبل أن ينقضي ثلث المدة التي انتدب المراقبون العرب للعمل خلالها في سورية، بمقتضى البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية وحكومة الجمهورية العربية السورية، سارعت أميركا وحتى قبل أن يرفع رئيس المراقبين تقريره الاولي الى اللجنة الوزارية العربية، التي انتدبتها الجامعة لمتابعة الوضع السوري، سارعت أميركا لاصدار حكم على سورية، تتهمها فيه بأنها "لم تف بكل التزاماتها وبان المراقبين العرب لم يستطيعوا القيام بما كلفوا به، وبأن الوضع بات ملحا لاحالة الملف السوري الى مجلس الأمن، لمتابعته دوليا". قد يكون الموقف الأميركي مفاجئا للذين لا يعرفون اهداف أميركا ومطالبها في سورية وقد يفاجأ الذين ينكرون وجود مؤامرة تستهدف سورية وموقعها،ولكنه لن يفاجئ من أدرك بعمق وموضوعية الدور الأميركي ضد سورية. ومع هذا، تساءل البعض عن سبب قيام أميركا باستباق تقرير المراقبين وهولم يصدر، كما انها لم تمهل اللجنة الوزارية العربية وهي لم تنعقد بعد لتصدر تقييما لما استثبته المراقبون، ويحتمل ان يظهر في تقريرهم – ان كان موضوعيا - علما بان اللجنة برئاسة قطري "التزم امام أميركا" بأن ينفذ كل ما تطلب، ويعمل بمشيئتها وفق ما تريد، من اجل نقل سورية من موقعها في معسكر المقاومة الحالي الى معسكر العمالة للغرب، والارتهان للصهيونية، بعد ان يؤدي فيها الإرهاب دوره قتلا للسوريين، وتدميرا للبنى التحتية التي دفع الشعب السوري من عرقه وسهره ثمنا لبنائها. أسئلة تطرح حول اهداف أميركا وخلفية موقفها الذي عبرت عنه خارجيتها اولا، ثم تبعها البيت الابيض، وحاكاه ساركوزي المترنح في بلاده، الى الحد الذي باتت خسارته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، هي الاكثر ترجيحا، كما تشير الاستطلاعات. في مقاربتنا للإجابة نرى ان أميركا التي نصبت فخا لسورية، من خلال بعثة المراقبين، قصدت في البدء احراج سورية، ودفعها الى عدم التوقيع على البروتوكول واظهارها بمظهر الخائف من "الحقيقة" التي سيكشفها المراقبون، فيما لو وصلوا، اما اذا تملصت سورية من الفخ الاول، فانها حتما ستقع في الفخ الثاني عبر ما كانت تتوقع أميركا أو أنها بالفعل خططت لمهمة المراقبين، من حيث ان يتقن هؤلاء الدور بما تريده أميركا على غرار لجنة التفتيش عن سلاح الدمار الشامل التي استطلعت في العراق الميدان وفتحت الطريق لغزوه واحتلاله، من قبل أميركا. كانت تتوخى أميركا من ارسال المراقبيين تلفيق الاتهامات للنظام السوري، الى حد وصفه بارتكاب جرائم ضد الانسانية ،كما سبق وأن زورت ولفقت هيئات دولية اخرى تعمل بأمرتها تحت تسمية "حقوق الانسان" او "العفوالدولية" وهي جماعات كتبت تقاريرها عبر البحار، استنادا الى تلفيق فضائيات القتل والتحريض على الفوضى. كانت أميركا تتمنى ان يستفيد السوريون من فرصة وجود المراقبين، وينزلوا بالملايين الى الشوارع مطالبين باسقاط النظام، كما حصل في مصر، اوان "يرتعب النظام" من وجود المراقبين، فيمتنع عن المتابعة الأمنية ومعالجة الإرهاب الذي يمارسه من شجعتهم أميركا على حمل السلاح ورفض الانصياع لاوامر السلطة التي تسعى لحفظ الأمن والنظام، وعند ذلك ينطلق الإرهاب المسلح الذي تديره أميركا ودول اقليمية واوروبية، تعمل بأمرتها، فيسقط المدينة تلو المدينة، والمنطقة تلو المنطقة وتنتهي القضية بسقوط النظام ميدانيا.. لكن الواقع صدم أميركا ومخططاتها، وقدم الصورة المغايرة. فسورية تمسكت بسيادتها وعدلت البروتوكول بما يحفظ هذه السيادة، ويضع الضوابط لعمل المراقبين، بحيث انهم يجدون انفسهم في وضع من اثنين: قول الحقيقة اوالسقوط امام نورها الذي تسجله عدسات الاعلام المرافق لكل مجموعاتهم اثناء عملها الميداني (وبعد ان كان وجود الاعلام مطلبا عربيا وغربيا ملحا، انقلب لدى البعض عبئا ثقيلا، الى الحد الذي ذهب فيه الى تهديد بعض القنوات التلفزيونية، اذا تابعت تغطية العمل). اما الفخ الثاني، فيبدو أن من نصبه وقع فيه، حيث ان المراقبيين اقروا بالتعاون المطلق معهم من قبل السلطة، وتمكينهم من زيارة اي مكان يشاؤون وانهم بعد جولاتهم ومعايناتهم للميدان، اكدوا وجود مسلحين يمارسون الاجرام، وان الدولة تقوم بواجبها لحماية المدنيين المستهدفين بنار الإرهابيين هؤلاء، كما لمس المراقبون ان التظاهرات التي يحسب لها حساب كما ونوعا ومكانا وزمانا، هي تظاهرات مؤيدة للرئيس الأسد في حركته الإصلاحية، وترفض التدخل الاجنبي في الشؤون السورية، والاخطر في الأمر ان المراقبيين سمعوا الكثير عن فظائع الإرهابيين، من قتل وتدمير وتهجير واغتصاب نساء، وتقطيع أجساد ورميها اشلاء. لقد انقلبت الصورة كما استثبتها المراقبون، فجن جنون أميركا وعملاءها من مجالس مصطنعة، وانظمة مرتهنة، وهنا صح القول "وبهت الذي كفر". من اجل ذلك، وبعد اقل من عشرة ايام على بدء مهمة المراقبين، خشيت أميركا ان تظهر الحقيقة في تقرير هؤلاء ، وتحرج "لجنة حمد" ويسقط المخطط التآمري ضد سورية عبر الجامعة العربية، فاستبقت كل ذلك بموقف غير مبرر، ولا يستند الى قاعدة واقعية اوحقيقة موضوعية، و نحت باللائمة على سورية قبل ان تصدر شهادة تبرئتها من المراقبين العرب وتاليا من الجامعة العربية، لقد استبقت أميركا الأمر هذا، من اجل تحقيق الاهداف التالية: 1) الضغط على المراقبين العرب لمنعهم من قول الحقيقة، فاذا كان تلفيق الوقائع غير ممكن بسبب الآلية التي فرضتها سورية لدى توقيع البرتوكول، فعلى الاقل يمنع المراقبون من نقل الواقع بأمانة، لان في ذلك خدمة لسورية، ودفعهم لاغفال الأمر، وعدم تقديم شهادات حسن سلوك للنظام السوري تعطل خطط التآمر. 2) الضغط على اللجنة الوزارية العربية، وتحديدا على بعض اعضائها – لان رئاستها ليست بحاجة الى ضغط وهي تندفع عاملة ضد سورية اندفاع العدوالحاقد ضد عدوه – ضغط من اجل الاحجام عن تبني تقرير المراقبين، اذا جاء لمصلحة النظام السوري، اوعلى الاقل إهماله وعدم التعاطي الايجابي معه لجهة عرضه على مجلس وزراء الخارجية العرب ذي الصلاحية بمراجعة مواقفه ضد سورية خاصة تعليق عضويتها، والعقوبات التي فرضت عبر الجامعة على الشعب السوري. 3) الضغط على الجامعة العربية من اجل الامتناع عن الاخذ بتقرير الخبراء، ان كان موضوعيا، لان الأخذ به سيستتبع التراجع عن الموقف العدائي الذي اتخذته حتى الآن ضد سورية، من تجميد وعقوبات، أو دفعها الى سحب المراقبين بعدما تبين من حقيقة، عرفت خلالها سورية كيف ترد الكيد الى نحر اصحابه، وتجعل مهمة المراقبين لها خلافا لما شاءته أميركا بجعلها سيفا على الرقبة السورية بالتلفيق والتزوير.. 4) توجيه رسالة الى المعارضات السورية المتنافرة المتناحرة، مؤداها القول بانها غير متروكة وبان أميركا لن تقبل بمنح شهادة حسن سلوك عربية للنظام السوري، تمكنه من الاندفاع اكثر باتجاه معالجة الأمن والإرهاب على يد بعض تلك المعارضات في بؤر دخلها المسلحون, لانه كما بات واضحا، لم يبق من "الثورة المزعومة" سوى اعمال القتل والإرهاب، التي تمارس ضد السوريين. هذا ما شاءته أميركا من موقفها اللاموضوعي تجاه مهمة المراقبين العرب، فهل ستحقق هذه الأهداف؟ موضوعيا لا نستبعد احتمال سقوط هذا أو ذاك ممن وجهت اليهم الرسائل فيستجيبون للاوامر الأميركية، ولكن الذي نراه يقينا ايضا، بان من سينصاع لأميركا سِيسقط وحده، ولن تسقط سورية معه، خاصة وأن المعادلات الدولية والاقليمية والسورية الداخلية،حسمت مسائل كبرى في هذا المجال، لجهة اقفال الباب امام التدخل الخارجي عسكريا، او اسقاط سورية بالعقوبات الاقتصادية، او اسقاط الشعب السوري بالحرب النفسية.

المصدر : صحيفة البناء/ العميد أمين حطيط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة